بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[cards]

جاري التحميل ...

تعليق

تقرير: تحديات الأسرة في مجتمعات دول المغرب العربي -الأسرة المغربية نموذجاً

 نظّم فريق اللسانيات والإنسانيات التابع لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية محاضرة علمية في موضوع "تحديات الأسرة في مجتمعات دول المغرب العربي -الأسرة المغربية نموذجاً-"، والتي قدمها الدكتور أحمد نضيف، الأستاذ المكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الدار البيضاء ـــ سطات، وذلك يوم الخميس 14 نونبر 2024 في الساعة الثامنة 19:00 ليلا بتوقيت غرينيتش.

استهل الدكتور أحمد مداخلته بتحديد مفهوم الأسرة، وبعدها قسَّم الأسرة إلى قسمين: أسرة ممتدة مركبة، وأسرة نووية بسيطة، فدلّ بالمفهوم الأول على تلك الأسرة المكوَّنة من أسر نووية في صورة مندمجة فيما بينها، والمتمثلة في حفاظ الأب على مكانته وسلطته داخل بنيتها المتشكلة من الأبناء وزوجاتهم وأبنائهم في مقر سكني واحد أو متجاورين. أما الأسرة النووية، فيقصد بها تلك الأسرة المكوَّنة من الابن وزوجه وأبنائه، والتي استقل بها عن الأسرة الممتدة. 

وانتقل بعدها إلى استعراض مختلف التحديات التي واجهت الأسرة، وبخاصة في المغرب، والمتمثلة في تحدي المحافظة على تماسكها وقوة العلاقة بين أفرادها. وتحدي تجديد أدوارها ووظائفها والوسائل التي تحتاجها، والتحدي الثالث، في نظر المحاضر، مرتبط بالتربية، وهو التوجيه من خلال مقاومة الآباء لمصادر التربية مع تجنب الاستسلام وترك المجال للمصادر الهادمة.

لمقاربة هذا الموضوع، اعتمد الدكتور أحمد نضيف النظرية البنائية الوظيفية التي تنطلق من فرضية مفادها أن الأسرة بنية ونسق يؤدي وظائف بنائية. كما قسم المحاضر الأسر المغربية إلى ثلاثة أقسام حسب الطبيعة الجغرافية وهي على النحو الآتي: الأسر المغربية القروية، الأسر المغربية الحضرية، والأسر المغربية ببلدان المهجر.

وقد تحدث عن عوامل تحول الأسر في المغرب وصورها، المتمثلة في عامل استقلال الأسرة النووية البسيطة عن الأسرة الممتدة في المجال القروي، مشيرا إلى أن هذا الاستقلال لم يكن كليا، لأن الأسرة النووية تبقى خاضعة لسلطة الأب الأكبر (رب الأسرة الممتدة)، وبخاصة إذا كانت الأسرة الممتدة غنية وتقطن بجوارها الأسرة النووية. وعامل استقلال الأسرة النووية الصغيرة عن الأسرة الممتدة في المجال الحضري، لقد أثير في المحاضرة، هنا، قضية جوهرية تتمثل في هجرة الابن المتزوج من القرية إلى المدينة أو إلى الدول الأوربية. كما عُدَّ استقلال الأسرة النواة عن الأسرة الممتدة تحوُّلاً جذريًّا كانت بوادره في السبعينيات من القرن الماضي، حيث جُعِل إلى جانب تحول بنيتها تنازلها عن مجموعة من الوظائف، أبرزها بناء المجتمع قيميا وثقافيا وتربويا.

وتبعًا ذلك، اقتُرحت مداخل للحفاظ على هذه الأسرة، منها: المدخل الديني، ومدخل احترام الأدوار الطبيعية والقدرة، والمدخل الإنساني الذي يُبنى على تحمل المسؤولية، والمدخل التفاعلي الإيجابي بشقيه الداخلي والخارجي بين أعضائها.

وتحدث المحاضر عن تحدي تجديد الأدوار للوظائف معتبراً أن خروج المرأة للعمل أفقد الرجل شرطا من شروط القوامة، وبالموازاة مع ذلك، اكتسبت المرأة سلطة تقريرية في العديد من القضايا التي كانت حكرًا على الرجل.

وختم حديثه بالإشارة إلى تحدي التربية لدى الأسرة المغربية بين المقاومة والاستسلام، حيث عرج على مفهوم التربية بالنظر إلى أن وظيفته تشكل مجموعة من الغايات التي تتحدد بشروط تحقِّق التربية في الأسرة المغربية.  وأشار في نهاية المداخلة إلى أن أي تقصير من قبل الأبوين في القيام بأدوارهما، يسهم في تفكُّكِ الأسرة وضياع تماسكها وفقدان قيم التربية.

جاء في إثر هذه المداخلة مجموعة من التساؤلات مفادها جميعا، البحث عن آليات الحفاظ على تماسك الأسرة ومسايرتها للتجديد الحاصل في بنيتها ووظيفتها دون تَعرُّضِ أعضائها إلى التفكك أو الانفلات، وذلك عبر وضعيات مختلفة بين علاقة الأسرة بالذكاء الاصطناعي وأثره عليها، والسبل الناجعة لتفادي أضرار استعمال هذه الإمكانات من البرامج والتطبيقات. إضافة إلى مجموعة من الإشكالات المتعلقة بدور المرأة ودور الرجل داخل الأسرة في ظل هذا التغيير الطارئ على الأسرة المغربية في بنيتها ووظيفتها. وكانت إجابة الأستاذ بدون تََحيُّز، مركزا على تقديم الإجابة لكل سؤال على حدة، ثم الانتقال للسؤال الموالي.

وفي الأخير، شَكر مُسيِّر اللقاء الأستاذَ المحاضر الذي بدوره شَكَر كل الساهرين في أكاديمية بيت اللسانيات الدولية على مجهوداتهم، وشكر المتابعين.    

          


                                                                                                       

عن الكاتب

بيت اللسانيات | Bitlisaniyat

التعليقات


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات