بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[cards]

جاري التحميل ...

تقرير المحاضرة العلمية: ابستمولوجيا الفكر الأدبي | أ.د سعيد يقطين

ابستمولوجيا الفكر الأدبي | أ.د سعيد يقطين

تقرير: ذ. إلهام العتعاتي


في إطار أنشطته العلمية والثقافية، نظّم فريق "اللسانيات والإنسانيات" التابع لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية يوم الخميس 29 ماي 2025، على الساعة السابعة مساء بتوقيت المغرب (التاسعة ليلاً بتوقيت مكة المكرمة)، محاضرة علمية بعنوان: "إبستمولوجيا الفكر الأدبي"، بثّت عبر الصفحات والمنصات الرسمية للأكاديمية.

ألقى المحاضرة الأستاذ الدكتور سعيد يقطين، أحد أبرز أعلام النقد العربي المعاصر، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس – الرباط، وصاحب مسار أكاديمي غني، حيث شغل مناصب علمية متعددة وشارك بصفته أستاذًا زائرًا في جامعات عربية وأوروبية.

افتتح اللقاء الدكتور مولاي عبد الرحمن شريفي علوي، مرحّبًا بالمحاضر الكريم، ومقدّمًا نبذة موجزة عن سيرته الأكاديمية الغنية، شاكراً إياه على تلبية الدعوة.

استهل الدكتور سعيد يقطين محاضرته بتقديم الشكر للفريق المنظم، مثنيًا على حسن اختيار الموضوع الذي اعتبره حيويًّا ومفصليًّا في واقع الدراسات الأدبية العربية المعاصرة.

إشكالية المحاضرة:

ركّز الدكتور يقطين على مفارقة أساسية تتمثّل في: "تطور الإبداع العربي مقابل تخلّف الدرس الأدبي عن مواكبته". وقد أرجع هذا التباين إلى غياب الوعي الإبستمولوجي لدى الباحثين العرب في تعاملهم مع النصوص الأدبية.

تفصيل الإشكاليات والمعالجات:

الإبداع العربي، لا سيما في مجال الرواية، عرف تفاعلًا إيجابيًا مع الإبداع العالمي، بينما ظل الدرس الأدبي العربي قاصرًا عن مواكبة هذا التقدّم.

على الرغم من حضور النظريات الغربية في النقد العربي، إلا أن طريقة استيعابها وتوظيفها بقيت تلفيقية وغير مؤسسة على وعي إبستمولوجي.

دعا المحاضر إلى التمييز بين النقد الأدبي والفكر الأدبي، معتبرًا الأول فرعًا من منظومة معرفية أوسع تشمل تاريخ الأدب، والدراسات المقارنة، والفلسفة، والعلوم الإنسانية.

ثلاث ممارسات رئيسية للفكر الأدبي:

تاريخ الأدب: ويُفترض فيه أن يؤرّخ للأشكال أو الأفكار الأدبية.

الدراسة الأدبية (النقد): التي ينبغي أن تتميّز بين البحث الأكاديمي والممارسة النقدية الانطباعية.

الدراسات المقارنة: بين الأنواع أو الأجناس الأدبية المختلفة.

الأسئلة الكبرى المطروحة:

ما طبيعة الدراسات التي ننجزها؟

ما المناهج التي نعتمدها؟ وما مدى ملاءمتها؟

لماذا تغيب الأطاريح العلمية بالمعنى الحقيقي في جامعاتنا؟

لماذا نفتقر إلى نظريات أو علوم أدبية نابعة من سياقنا الثقافي والمعرفي؟

تشخيص الحالة النقدية:

يرى الدكتور يقطين أن تخلّف النقد العربي يعود إلى غياب رؤية إبستمولوجية في التعامل مع الأدب، وأن التلقّي المجزّأ للنظريات الغربية دون بناء جهاز مفاهيمي خاص بنا، يحول دون إنتاج معرفة أدبية أصيلة.

كما أشار إلى أن المشهد الأكاديمي العربي يعاني من ضعف فرق البحث، ومن غياب ثقافة البحث التجريبي والميداني، مؤكداً أن الدراسة الأدبية لن تتطور دون تبنّي المنهج العلمي الدقيق.

الدعوة إلى التأسيس والوعي:

دعا الدكتور إلى إعادة هيكلة البحث الأدبي الأكاديمي، والربط بين الأدب والفلسفة والعلوم، وعدم الاستمرار على مناهج السبعينات.

شدد على أن التحليل والتأويل والوصف لا معنى لها إن لم تُؤسَّس على وعي علمي.

المداخلات والأسئلة:

جاءت مداخلات الحضور لتلامس صميم الإشكاليات المطروحة، ومن أبرزها:

هل يعود التباين بين الإبداع والنقد إلى ضعف الأدوات النقدية العربية؟

هل نفتقر فعلًا إلى براديغمات بحثية واضحة؟

ما مستقبل السرد في الشعر مع اتساع دائرة المناهج السردية الجديدة؟

هل تُعد البلاغة الجديدة منهجًا نقديًا؟

إلى أي مدى يمكن ضبط الظاهرة الأدبية علميًا؟

هل استطاع النقد المغربي أن ينتج إبستمولوجيا محلية، أم بقي مرتهنًا للمرجعيات الغربية؟

خاتمة اللقاء: أجاب الدكتور يقطين عن الأسئلة بعمق وتفاعل مع مختلف الملاحظات، مؤكدًا على أهمية خلق تقاليد بحثية جديدة، قائمة على التحليل الإبستمولوجي والوعي المنهجي.

واختُتم اللقاء بكلمات شكر من الدكتور المسير والمحاضِر، مع إشادة بجودة التنظيم وتفاعل الحضور، وتحية خاصة لفريق العمل خلف الكواليس.

عن الكاتب

بيت اللسانيات | Bitlisaniyat

التعليقات

تعليق


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات

2025