فن العمارة المغربية في الرحلات الأوربية
إبراهيم البوعبدلاوي
نظم فريق اللسانيات والإنسانيات محاضرة عن بعد بعنوان " فن العمارة المغربية في الرحلات الأوربية" قدمها الدكتور إبراهيم البوعبدلاوي، وسيرها الأستاذ الدكتور نبيل أبو رفاعي، وذلك يوم الأربعاء 23 أبريل 2025 ابتداء من الساعة السابعة بالتوقيت المغربي إلى حدود الساعة التاسعة.
بعد البسملة والصلاة على النبي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، قدم السيد المسير كلمة ترحيب وشكر في حق الدكتور مروان السكران مدير الأكاديمية، وكلمات ثناء وتقدير في حق منسق فريق اللسانيات والإنسانيات الدكتور مولاي عبد الرحيم علوي على جهوده الخالصة والمبذولة في سبيل الرقي بالبحث العلمي في مختلف المجالات، بالإضافة إلى شكر الضيف بعبارات خالصة.
بعدها تناول الكلمة الدكتور إبراهيم البوعبدلاوي الذي حاول أن يتتبع أثر العمارة المغربية في كتابات الأوربيين عبر العصور بدءا بزمن المنصور الموحدي، مستندا إلى مقارنة بين الوزان ومارمول، حيث ركزا على الجانب العمراني في المدارس والقصبات.
مع التركيز على التطورات التي حدثت زمن السعديين مرورا بزمن عبد الله الغالب، قبل أن تتعرض للخراب حسب تعبير الوزان.
إن اللافت للنظر في محاضرة الدكتور إبراهيم هو استحضاره لأقوال مباشرة من مصادر موثوقة، في سياق الحديث يقول: إن سائر القصور استعملت للدجاج والحمام، ولم يتبق منها سوى القصر الذي تعيش فيه الأسرة الحاكمة.
هذا طبعا، زمن المرينيين وبني وطاس إلا أن دخول السعديين أعاد للمدينة حياتها ونوراها البراق.
ثم انتقل بعد ذلك إلى حديث مارمول عن مدينة فاس الذي ركز على المنازل، ليستحضر في معرض حديثنه هذا مقارنة بارزيني.
لينتقل إلى جون وندوز في كتابه رحلة إلى مكناس، مستحضرأ السفير الإنجليزي، الذي ركز طبعا على زمن حكم المولى إسماعيل، خاصة انبهاره الشديد ببنيات القصر وساحاته ومختلف تفاصيله.
يقول الدكتور إبراهيم معلقا على هذا: " إن هذا الرحالة قد مثل نموذجا للرحالة الكشافة".
إن هؤلاء الدارسين ركزوا على الجانب الجمالي، خاصة مربعات الزليج والأقواس الحجرية، يقول وندوز:" هذا الزليج كثير في القصر ..بمربعات مكونة منظرا جميلا.."
الأمر الذي جعل من المكان، مكان للألفة وليس الغربة، بعيدا عن الهوية الإنجليزية.
جدير بالذكر أن المحاضر، طرق باب موضوع آخر، هو ذاك التأثير والتأثر الحاصل بين العمران المغربي والرماني، وهذا يظهر في القصور الشيء الذي يؤكد بصريح العبارة انفتاح الحضارة المغربية على مختلف الحضارات العريقة.
استرسل الدكتور إبراهيم البوعبدلاوي حديثه هذا باستحضاره لزيارة بيير لوتي لمدينة فاس وسيقف عند جامع القرويين بالضبط. حيث أثر فيه هذا الجامع بشكل كبير وسرق مشاعره.
إن الرحالة لحسن الوزان قد ركز على مسجد الكتبية والتغيير الذي حدث فيه على مر العصور، بالإضافة إلى تأثر الرحالة الإيطالي بالعظمة زمن المولى إسماعيل، ووقوف مارمول عند فاس ..
إجمالا، يمكن القول إن الدكتور إبراهيم البوعبدلاوي، وفق بشكل كبير وبالمختصر المفيد، أن يبين أن المعمار المغربي ليس اعتباطيا وإنما من خلال تلاقح ثقافي عريق، خاصة يوسف بن تاشفين الذي استقدم مهندسين أندلسيين.
إن المحاضر عموما توقف عند الفن العماري زمن الموحدين عند الحسن الوازن ومقارنة هذا الأخير لهذا وما هو موجود بإيطاليا وغيرها، والفن المرابطي ومن عبد المومن، والكتبية الثانية عهد يعقوب المنصور، إلى جانب مسجد تنمل الذي بناه المهدي بن تومرت.
لينتهي اللقاء بتفاعل المسير مع مداخلة المحاضر، مع تقديم إضافات نوعية ارتبطت أساسا بأنسنة المكان، مع تقديم ملاحظة ذكية بخصوص العنوان، مقترحا إعادة صياغته.
تن تجديد الشكر للأكاديمية والسيد منسق الفريق، والسيد محمد قدوري الذي تكلف بإدراة هذا اللقاء تقنيا.
تعليق