انفتاح الفنون بين التناص والتراسل الفني | تقرير مريم علاوي

 انفتاح الفنون بين التناص والتراسل الفني

تقرير: مريم علاوي

نظم فريق باحثون بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية (تركيا) يوم 22 فبراير 2025 ابتداء من الساعة 20:30 بتوقيت المغرب الجزائر وتونس، 22:30 بتوقيت مكة، محاضرة علمية موسومة بـ: "انفتاح الفنون بين التناص والتراسل الفني"، من إلقاء: الدكتورة نور شبلي، حاصلة على الدكتوراه في الأدب الحديث وعلم الجمال - جامعة حلب، سورية -، وباحثة في النقد الروائي وظواهر الرواية الفنية والجمالية. وإدارة: الأستاذ عصام صابر.

في بداية اللقاء عبرت الدكتورة المحاضرة عن سعادتها وامتنانها وشكرها لجميع أعضاء فريق باحثون بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية، مشيرة إلى عنوان محاضرتها، وأهدافها ومراميها، وأبرز الإشكالات التي ستحاور الإجابة عنها، من بينها: ما هي المراحل التي مرت بها العلاقات بين الفنون؟

جاءت المحاضرة متفرعة إلى مجموعة من العناصر التي تتمثل فيما يأتي:

أكدت الدكتورة على أن العلاقات بين الفنون مرت بمرحلتين أساسيتين: 

المرحلة الأولى: هي مرحلة الانفصال، بحيث تقوم على الفصل بين الفنون وإقامة الحدود بينها.

المرحلة الثانية: هي مرحلة الاتصال، بحيث تقوم على فتح الحدود بين الفنون ورصد التصنيفات. 

النظريات والمقاربات النقدية التي تناولت انفتاح الفنون:

1-الحوارية: هي مقاربة لغوية أسلوبية تبناها باختين، وهي تحضر في الفن الأدبي اللغوي خاصة الرواية، ومنطلقها الأساسي هو المتكلم وملفوظه. فالحوارية من أوائل النظريات التي تناولت الانفتاح بين الفنون، ولكن في الفن الروائي خاصة.

2-التناص: مع جوليا كريستيفا، التي ترى التناص هو كل علاقة تجمع نصا بنص آخر مهما كان نوعه، أي أن النص هو مصب لنصوص مختلفة. 

3-المتعاليات النصية: مع جيرار جينيت، فقد وسع التناص إلى ما أسماه المتعاليات النصية، وتناول خمسة أنواع له وهي: التناص والمناص والمتناص ومعمارية النص والنص اللاحق. فالمتعاليات النصية هي كل علاقة تجمع نصا بنص آخر سواء كانت هذه العلاقة علاقة جلية أم خفية.

4-تراسل الفنون: في أساسه يقوم على شتى أنواع التفاعل بين الفنون لغوية أدبية أو غير لغوية أدبية، أو في التفاعل فيما بينها فن أدبي لغوي مع فن غير أدبي وغير لغوي.

تحديد أجه الاشتراك والاختلاف بين تراسل الفنون والتناص وضبط الحدود بينها.

الفرق بين التناص وتراسل الفنون: فالأول يتناول حقول متنوعة تاريخية دينية أسطورية فنية، والثاني يتناول الفنون فقط.

كيفية التمييز بين إذا كان الحقل الفني هو تراسل الفنون أو إذا كان هو تناص، أي متى يكون الفن تراسل فني ومتى يكون تناصا: إذا كنا أمام ثنائية تراسل فنين غير أدبيين وغير لغويين فنحن أمام تراسل الفنون، وإذا كنا أمام تراسل فنين أدبيين لغويين فهذا تناص.  

التناص متسع لاشتماله على حقول متنوعة تاريخية دينية ...، ومقيد من جهة انحصاره فيما هو نصي.

التراسل الفني متسع لاشتماله على الفنون الأدبية اللغوية وغير اللغوية، ومقيد من جهة اختصاصه فيما هو فني فقط.

تراسل الفنون ينضوي تحت علم الجمال وفلسفة الفن ونظريات الفنون الشعرية، أما التناص ينضوي تحت الشعرية الأدبية.

بعد انتهاء الدكتورة من محاور محاضرتها العلمية، ختمت محاضرتها ببعض النتائج التي توصلت إليها من بينها ما يأتي:

هناك مساحات مشتركة بين النظريات والمقاربات النقدية التي تناولت انفتاح الفنون. 

أوجه الاختلاف والاشتراك بين هذه المقاربات النقدية حتى لا نعاملها على أنها شيء واحد.

كما تساءلت الدكتورة في الأخير عن مستقبل التناص والتراسل الفني، ودعت إلى ضرورة التجديد والتطوير في الرؤيا مع تقديم إضاءات جديدة. 

لينتهي اللقاء بكلمة أخيرة للدكتورة متمنية أن يكون اللقاء قد حقق فائدته، وجددت شكرها لجميع القائمين على أكاديمية بيت اللسانيات الدولية.  

ليسدل الستار على هذه المحاضرة العلمية الماتعة على الساعة 21:00 بتوقيت المغرب، و23:10 بتوقيت مكة.