تقرير المحاضرة العلمية
''مفهوم الربط في ضوء الدراسة اللسانية للخطاب وإشكال التنميط''
إعداد الأستاذ الحسين وباعلا
بعد الشكر والثناء على أعضاء بيت اللسانيات الدولية وعلى رأسهم مديرة فريق باحثون والسيد مدير أكاديمية بيت اللسانيات الدولية وكذا المتابعين الكرام وبعد التقديم بما يليق للضيف الكريم فضيلة الأستاذ الدكتور مولاي مروان العلوي عبر سرد موجز لسيرته العلمية والأكاديمية ن طرف الدكتور مسعود طارق شكر الأستاذ المحاضر بدوره أعضاء الاكاديمية معتبرا أن مثل هذه المحاضرات تعتبر فرصة للنقاش وتبادل الأفكار بين مختلف الأساتذة والباحثين والطلبة في وطننا العربي العزيز هذه المحاضرة موسومة بمفهوم الربط في ضوء الدراسة اللسانية للخطاب واشكال التنميط
بداية قام الدكتور بالتذكير بأهم محاور المحاضرة السابقة عبر الحديث عن كيفية نشأة هذا الحقل
و أهدافه العامة وعن موقع هذا المفهوم باعتباره مفهوما أساسيا ومركزياً في حقل اللسانيات
وقد أشار المحاضر بالتركيز على دراستين يمثلان اهم الدراسات الأساسية وهما بمثابة مصدرين أساسيين في حقل الدراسة اللسانية و الخطاب.
تشتمل المحاضرة إذن تحليل الخطاب اللغوي وأهمية التماسك في بناء الروابط النصية. وقد استعرض الدكتور مفهوم الترابط (الربط) في تحليل الخطاب اللغوي محاولا تسليط الضوء على دور بنية الجملة في نقل المعنى.
بعد ذلك انتقل الدكتور المحاضر إلى مناقشة التطور التاريخي لتحليل الخطاب في اللسانيات، مع التركيز على الباحثين الرئيسيين وتطور مفاهيم النص واللغة، كما تطرق الى تحليل العلاقة بين الفاعل والمفعول به في الجمل خلال التركيز على الضمائر المرجعية وبنية الجملة. وذلك بداية الستينيات من القرن الماضي حين نشأت البوادر الأولى للاهتمام بالنص والخطاب وبالدراسة اللسانية وقد انعكس ذلك على بروز مباحث معرفية تهتم بدراسة النص والخطاب بوصفهما وحدات تتجاوز الجملة وإثر ذلك انقسمت هذه المباحث الى مباحث معرفية تبنت فرضية التوسيع أي فرضية تقتضي التوسع من مجال اللسانيات لدراسة الأشكال اللغوية التي تتعدى الجملة اعتمادا على نفس المفاهيم والأدوات الإجرائية التي اعتمدتها لسانيات الجملة آنذاك فضلا عن تكييفها مع طبيعة موضوع الدراسة الجديدة. التي تهدف إلى التمييز بين البنية السطحية والبنية العميقة.
كما تحدث عن أهمية التماسك في تمييز النصوص ذات المعنى والروابط الدلالية. حيث يتم تحليل الروابط المنطقية بين الجمل، مثل العلاقة الشرطية والسببية. وفحص مفهوم الربط في تحليل الخطاب والتركيز على ملاءمة التعابير للسياق.
وفي جانب آخر قام الدكتور بتسليط الضوء على تعقيدات المفاهيم اللغوية وأهمية التماسك في الخطاب من خلال الروابط المنطقية. مستكشفًا مفهوم التماسك وأطره النظرية وأهميته في بناء روابط نصية تكتسي صبغة دلالية ومعنوية .
وفي اثناء حديثه عن تطور المجال من لسانيات النص إلى لسانيات الخطاب تحدث عن مؤشر يدل على التحول من خلال الإشارة و التركيز على المصطلحات المختلفة المستخدمة في هذا المجال، مثل ”نحو النص“ و”لسانيات النص“، والتي تعكس مقاربات مختلفة للخطاب، وقد عدت من بين المحاولات الأولى لبناء أطر عملية لتحليل النصوص، كما ناقش في هذا القسم العلاقة بين الموضوعات ومفاعيلها في الجمل، مع التأكيد على أهمية الضمائر المرجعية وبنية الجمل في علم اللغة.
وقد بين الدكتور في جزء من محاضرته العلاقة بين الجملة وعلاقتها بالفاعل مع ضرورة وجود مرجع عائد يعود على الجملة لتُعتبر الجملة جملة صحيحة، وهذا يقتضي أن يكون للفاعل عنصر مطابق في المسند إليه لكي تنقل الجملة معلومات مفيدة .
ثم انتقل الدكتور المحاضر إلى الحديث عن مفهوم التماسك في تحليل الخطاب، مع التأكيد على أهميته في تمييز النصوص ذات المعنى من غير النصوص من خلال العلاقات الدلالية. وقد سرد مجموعة من المعايير تمييز الخطاب من غيره من خلا ل مجموعة من المفاهيم المرتبطة به، والتي تحقق التماسك الذي يعرفه بأنه عامل أساسي في تمييز النصوص، مع التركيز على العلاقات الداخلية داخل النص، كالإشارة والحذف والعطف والتكرار التي تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذا التماسك .
بعد ذلك انتقل الدكتور مولاي مروان إلى الحديث عن الروابط المنطقية بين الجمل من خلال ضرب أمثلة موضحة تبين وتركز على العلاقات الشرطية والسببية التي تحكم هذه المفاهيم.بحيث تكون الجملة الأولى شرطا أساسيا وضروريا لحدوث الجملة الثانية حيث يتم تأسيس علاقة بينهما من خلال التفسير الزمني (بدون ارتفاع درجة حرارة الماء لا يمكن أن يحدث التبخر.)، على أنه يتم تقديم الاستدلال المنطقي الذي يشرح سبب كون الجملة الثانية نتيجة ممكنة استنادًا إلى حقيقة الجملة الأولى.
انتقل فضيلة المحاضر بعد ذلك الى الحديث عن مفهوم الربط في تحليل الخطاب، مع التركيز على كيف يمكن أن تكون بعض التعبيرات مناسبة أو غير مناسبة للسياق بناءً على وظائفها الربطية.
كما تحدث عن المستوى السطحي للخطاب وأهميته في وضع الشروط الأساسية لإعادة بناء الاصطلاحات.
وكذلك إعطاء أمثلة محددة حيث يتم قبول أو رفض تعابير الربط إما بناءً على ملاءمتها للسياق أو العكس. هذا بالإضافة إلى تحليل الروابط السببية بين الجمل، مع التأكيد على ضرورة وجود علاقة واضحة بين السبب والنتيجة في الخطاب.
بعد ذلك ختم الدكتور مولاي مروان العلوي محاضرته مع وعد بتقديم جزء ثالث مكمل لهذه اللقاء فاسحا المجال لتدخلات السادة المتابعين وهو الامر الذي يسر الأمر لنقاش مثمر قدم فيه المحاضر إجابات مهمة لمختلف الأسئلة والاشكالات التي بقيت عالقة في أذهان المتابعين وهو الشيء الذي استحسنه الجميع.
تعليق