بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[vcover]

جاري التحميل ...

تعليق

تقرير: اللسانيات الحديثة: نظريات ونماذج

 




تقرير المحاضرة:


اللسانيات الحديثة: نظريات ونماذج

 

نظم فريق اللسانيات و الإنسانيات بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية (تركيا) بشراكة مع منصتي فيجن

ودوراتي محاضرة علمية  في موضوع: " اللسانيات الحديثة: نظريات ونماذج". من تقديم و إدارة وتنسيق الأستاذ مولاي عبد الرحمن شريفي العلوي، وتقرير خديجة بلكرامي على الساعة السابعة بتوقيت المغرب والجزائر و تونس، والتاسعة بتوقيت مكة المكرمة من يوم 25 فبراير 2024.

 

استهلت المحاضرة بترحيب الأستاذ مولاي عبد الرحمن شريفي علوي مسير الجلسة العلمية بالدكتورة المحاضرة  فاطمة السلامي، وشُكرها على قبول الدعوة باسم أعضاء وإدارة فريق اللسانيات والإنسانيات و الأكاديمية الدولية للسانيات بتركيا .

وفي نفس السياق، طرح الأستاذ المسير مجموعة من الأسئلة  التي مهدت لمختلف االإشكالات التي ستتناولها المحاضرة وستحاول الأستاذة المحاضرة الإجابة عنها من قبيل: كيف يتم التوصل الى ما ننتجه من كلام من خلال مجموع العمليات الذهنية السابقة للكلام؟، ما هي القواعد المسؤولة عن إنتاج اللغة في الذهن؟. ثم انتقل   إلى تقديم سيرة الأستاذة  فاطمة  السلامي  في قالب يحيط بأهم محطاتها الأكاديمية والعلمية مع مختلف إنتاجاتها المعرفية التي أثرت مجال البحث اللساني.

بدأت الأستاذة  فاطمة السلامي مداخلتها العلمية  بتقديم الشكرلأعضاء  أكاديمية بيت اللسانيات الدولية وجميع فرق البحث المنتمية إليها.

أشارت الأستاذة المحاضرة إلى تعدد الدراسات اللسانية الحديثة التي تناولت اللغة بالدراسة والتحليل؛ سواء باعتبارها بنية سعت إلى الكشف عن مختلف تفاعلاتها وهندسة بنائها، أو باعتبارها ظاهرة تحمل أبعادا فكرية او مجتمعية أو إنسانية...، و أن  المحاضَرة ستنصب على تقديم اهم التصورات والمبادئ المعرفية التي يقوم عليها النموذج التوليدي؛ الذي يعد منعطفا حاسما في مسار الدراسات اللغوية، ونقلة نوعية من حيث التصور الذي ينبني عليه أو جهازه المفاهيمي. وما يميز هذا النسق المعرفي الجديد استفادته من العديد من الأقطاب المعرفية  ذات الطابع العلمي التجريبي من قبيل الرياضيات والفيزياء و المنطق والفلسفة وعلم النفس المعرفي ...محاولا صياغة نماذج صورية قادرة على تجاوز وصف اللغة إلى تفسير مختلف العمليات الذهنية المسؤولة عن إنتاجها ، و تقديم نحو قادر على التمثيل لمختلف الأوصاف البنيوية الكامنة في الذهن البشري (الملكة اللغوية) والتاوية في أنساق الإنجاز المختلفة. بالإضافة إلى  محاولة فهم آليات عمل الدماغ البشري من خلال  فهم آليات إنتاج  هذه اللغة و استعمالها كونها تجلٍّ من تجلياته. وأن هذا النموذج عمد إلى صياغة نحو أمثل قادر على الربط بين الصوت والمعنى  بأقل عدد من الإفتراضات والمسلمات ودون خطوات زائدة.

ركزت  المداخلة العلمية على  محاورأربع أطرت فيها الأستاذة فاطمة السلامي أهم معالم النظرية التوليديية ومرتكزاتها، مع تقديم لأهم  اسهامات الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري في تطوير النظرية والاستدلا ل على مرونة اللغة العربية  وثرائها. وتمثلت هذه المحاور في :

         أولا: نموذج 1957

         ثانيا: نظرية المبادئ والوسائط

         ثالثا: النموذج الأدنوي

         رابعا: النموذج المغربي

شكل النحو في نموذج 1957 مجموع قواعد إعادة الكتابة التي تسمح بإنتاج عدد لا محدود من المتواليت اللسانية، والتنبؤ بجميع البنى التي يمكن للنسق المستخرجة منه هاته القواعد من إنتاجها. وما يمز هذه القواعد محدوديتها، وأن من خلالها ترتبط مكونات الجملة بعلاقة شجرية تحكمها علاقتي السبق والإشراف. إلا أن عجزها عن وصف اللغة دفع تشومسكي إلى صياغة قواعد تحويلية تنتج البنى السطحية التي تمثل البنية الصوتية للجملة والحالة النهائية للتحويل بعد إنتاج بنيات عميقة خاضعة للتحويل الدلالي وقادرة على التحول إلى بنيات سطحية  من خلال مجموعة من القواعد التحتية.

حاولت اللسانيات التوليدية في نموذج المبادئ والوسائط إعادة تحليل الجملة من جوانب مختلفة ؛من

حيث المستويات التمثيلية المتمثلة في : المعجم، والتركيب، ومكونان تأويليان (الصورة الصوتية، و الصورة المنطقية) ،ومن حيث المفاهيم التي استثمرتها.

 والنحوفي هذه النظرية يتلخص في : بنية عميقة تسقطها قواعد مركبية تنطبق عليها قواعد التحويل للحصول على بنية سطحية قابلة للتأويل الصوتية والمنطقي.  وقد اعتبرت نظرية س خط أهم نظريات هذا النموذج  حيث سمحت بالتمثيل لجميع المقولات: المعجمية (فعل، اسم، صفة...)، و المقولات الوظيفية (التطابق، الزمن،المصدريات...) من خلال مستوى وسيط يمثل للفضلات والمخصص في مواقع تركيبية معينة مما أسهم في تجاوز التمثيل الخطي للمركبات والجمل. وهذه النظرية مكنت من تنميط اللغات، والبحث في هندستها الداخلية ، والتميز بين غنى اللغات صُرفيا او فقرها. بالإضافة الى التي تظهر صُرفها من تلك تختزنها.

وقد عرجت الأستاذة المحاضرة في هذا المحور على اهم النظريات التي تشتغل متفاعلة مع نظرية س خط مثل: النظرية المحورية، والنظرية الإعرابية، ونظرية الربط ، ونظرية العمل، و نظرية الحواجز...

أما فيما يخص النموذج الأدنوي  فيعد قفزة نوعية، ومرحلة جد متطورة من النظرية التوليدية؛ حيث سعى إلى تفسير الظواهر المدروسة بأبسط الطرق بالإعتماد على مقاربة صورية قائمة على عدد محدود من الفرضيات التي تغطي أكبر عدد من المعطيات. وأهم مبادئه:  مبدأ الإقتاصد في التمثيلات انسجاما مع قانون الأدنوية من خلال التقليص في مستويات التمثيل النحوي مع احترام شروط البساطة والإنسجام وتجنب الحشو.

وفي هذا النموذج النحو يتحقق وفقا لمسستويين:

مستوى الصورة الصوتية : يرتبط بالنسق الخارجي النطقي الإدراكي.

مستوى الصورة المنطقية: يرتبط بالنسق الخارجي التصوري القصدي.

كما تناولت الأستاذة المُحاضرة إشتقاق الجملة وكيفية اشتغالها ضمن النظرية الأدنوية.

خصت الأستاذة آخر محاور المحاضرة بقديم أهم ما قدمه الدكتور الفاسي الفهري من دراسات ساهمت في تطوير النظرية التوليدية، و إثراء حقل الدراسات اللغوية العربية، و تغيير مخرجات عدة لدراسات لغوية سابقة عن اللغة العربية من طرف مستشرقين ولسانين أمثال تشومسكي.

فمن أهم الروائز التي قدمها د.الفاسي الفهري  على رتبة اللغة العربية (فعل فاعل مفعول) والتي أنكر تشومسكي وجود لغات بهذه الرتبة:

تطابق الفعل مع فاعله في سمة الجنس.

غياب الحركة الإعرابية الذي يدفع إلى التشجير من خلال الرتبة.

وقائع التضمير في اللغة العربية.

صدارة الرؤوس بناء على خطاطة س خط

أما فيما يخص النسق الزمني العربي فقد صحح د.الفاسي الفهري ما روج له من طرف المستشرقين  باعتباره نسقا يعكس تناوبا جيهيا لا تتحدد دلالته إلا داخل السياق ، وأن اللغة العربية تعرف بفقرها من حيث الصرف الزمني في مقابل غنى لغاتهم. من خلال الإستدلال على أن الزمن مُنَحْون في بنية الفعل، وأن العربية لغة تتميز بإصهارها الوظيفي والمعجمي.

من بين ما تم إعادة النظر فيه  هو النفي و أدواته في اللغة العربية.

أسدلت الأستاذة المحاضرة الستار عن التصور الجديد الذي قدمه هذا النموذج عن التخطيط اللغوي من خلال تجاوز الطرح القديم الذي يمايز بين المستوى الفصيح والعامي إلى طرح يدعو إلى تبني مفهوم التعددية اللسنية، و تحديد خصائص كل نظام من هذه الأنظمة لسانيا ومعرفيا، والنظر في التفاعلات القائمة بينها. وقدمت الأستاذة -في هذا الصدد- 7نوعات لغوية دعا هذا النموذج إلى اعتمادها أثناء التخطيط:

العربية المعيارية العصرية، والدارجة العربية، و اللعربية الوسيطة، العربية المختصة العالمية، العربية المتعددة المراكز، و العربية التراثية، والعربية الشعبية.

بعد إنتهاء المداخلة العلمية، تقدم لأستاذ المسير مولاي عبد الرحمن شريفي علوي الشكر للأستاذة فاطمة السلامي على مداخلتها القيمية، وعمل على تلخيص أهم مخرجات المحاضرة قبل فتح المجال للإجابة عن تساؤلات المتابعين من بينها:

كيف يمكن تنزيل النظريات اللسانية لبناء نحو مبسط للغة العربية؟

هل يمكن تطبيق نظرية س خط في التعليم المدرس؟ وهل يمكنها ان تحل محل الإعراب؟

كيف يمكن تحليل الظواهر العربية المعقدة باعتماد نظريات تشومسكي؟

في الختام، جدد مسير اللقاء العلمي شكره للأستاذة المحاضرة على قبولها الدعوة، وجميع أعضاء فريق اللسانيات والإنسانيات. لتتقدم بعده الأستاذة فاطمة السلامي بالشكر لكل أعضاء الفريق والمتابعين والمنتمون لأكادديمية اللسانيات الدولية(تركيا).

 

تقرير: خديجة بلكرامي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عن الكاتب

بيت اللسانيات

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إعلان

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات