نظم فريق
اللسانيات و الانسانيات التابع لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية باشراف و رئاسة
الدكتور "مولاي عبد الرحمن شريفي علوي "من المملكة المغربية ندوة علمية
دولية افتراضية موسومة بعنوان : الاعلام
الرقمي : الافاق و التحديات و ذلك يوم 3 فبراير 2024
و التي قدم
مضمونها من طرف الأساتذة الأفاضل : "مازن مجوز- أحمد طالب المعلوم - يونس عثماني- محمد لهميش
" و أدار أشغالها الدكتور " مولاي عبد الرحمن شريفي علوي " و كتبت
تقريرها الطالبة الباحثة " شيماء مضلومي"
و قد تميزت هذه
الندوة الدولية بحضور باحثين و أكادميين من تخصصات و دول عدة و ذلك عبر تقنية
التحاضر عن بعد
هذا و قد انطلقت اشغال الندوة الدولية على الساعة الثالثة مساء بتوقيت المغرب و قد استهلها الدكتور " مولاي عبد الرحمن شريفي علوي " بكلمة ترحيبية باسم اكاديمية بيت اللسانيات الدولية و فريق اللسانيات و الانسانيات في حق الأساتذة الضيوف الأفاضل
وقد بدأت أشغال
هذه الندوة بمداخلة الأستاذ " مازن مجوز" التي كانت بعنوان تأثيرات
الذكاء الاصطناعي على الصحافة المكتوبة و التي جاء فيها بمجموعة من النقاط المهمة
التي كانت الاتي :
ان مكانة الذكاء
الاصطناعي في الصحافة المكتوبة و دوره فيها اعطى مميزات عدة للمجال بحيث أصبح
انتاج المحتوى بشكل اسرع و بلغات متعددة مع القليل من الأخطاء الشيء الذي كان سببا
في تقديم اخبار بجودة و دقة عالية و تفادي الأخبار الزائفة .
مع اعطاء مساحة
أكبر للصحفيين للابداع في " التقارير الاستقصائية "التي لا تكون ضمن
مهام الذكاء الاصطناعي وكذا القيام و الاهتمام بكل الأعمال التي تقوم على التفسير
و التحليل (الابداع البشري) .
الا أن هذا الأمر
لا يقوم على مميزات و ايجابيات فحسب بل له كذلك من السلبيات ما يمس بمكانة الصحفي
و دوره فهذا العمل الذي أصبح من مهام الذكاء الاصطناعي دون الانسان أدى الى تفوق
الاجهزة على العقل البشري في مرحلة تسمى " بالتفرد التكنولوجي"
هذا الأمر الذي
خلق تحديات عدة لخصها الأستاذ المحاضر في محور معنون بتحديات توظيف الذكاء
الاصطناعي في الصحافة
تحديات مهنية
: افتقاره الى الابداع الذي يعتبر الشيء الأساس في الصحافة , اضافة الى
التقنيات ü
الازمة للعمل
الصحفي .
التحديات الاخلاقية : الحاجة و الضرورة الى
العنصر البشري في أنظمة الذكاء الاصطناعي خاصة ü
فيما يتعلق بالارشادات الأخلاقية المطلوبة (
تقييم المنشورات )
اضافة الى اشكال انتساب الكتابة الذي يطرح
تساؤلات حول شفافية المحتوى .
بعد تقديم هذه الورقة العلمية تم الانتقال الى الاسئلة التي طرحت حول مضمونها
و التي كانت كالاتي :
كيف نحدد العلاقة بين الذكاء الاصطناعي و
مصداقية الخبر و صناعته ؟
بعد ذلك تم الانتقال الى المداخلة الثانية
للأستاذ " أحمد طالب المعلوم " الذي قدم ورقة علمية بعنوان : الاعلام الرقمي مزاياه و مخاطره
.
و قد
أكد الدكتور و بين في هذا الصدد مزايا الاعلام الرقمي المتمثلة في تجاوز العراقيل
التي كانت في الاعلام التقليدي و اعطاء مساحة أكبر لمعالجة و جمع المعلومات مع
الارتقاء بمستوى التعليم و نمطه مع خلق علاقة ايجابية بين المحتوى الاعلامي و
الجمهور
مع تأثيره في مستويات عدة منها الاجتماعية و
الاقتصادية و الثقافية اذ اصبح من السهل لوصول الى المحتوى و التفاعل معه بشكل
أكبر و تغيير نمط التسويق و التسوق الذي كان سائدا مع الاعلام التقليدي
الا أن كل هذا لا يخفي المخاطر أو يتجاوزها
لتكون عبارة عن التنمر الالكتروني الناجم عن وسائل التواصل بالاضافة الى الاكتئاب
و الشعور بالوحدة و اعتباره كذلك وسيلة للهيمنة الثقافية و الدينية و عمله على احداث
تنوعات نوعية في أنماط الحياة المعيشية ( تغير عادات و تقاليد جمهور المستهلكين
المستقبلين ) تأثيره كذلك على الفعالية و الأداء الخاص بالمستهلكين لهذه المادة .
في
الأخير و أمام هذه المخاطر المروحة كانت الاشارة واجبة الى أن الاعلام الرقمي هو
واقع معاش لا مناص منه و الأصل هو العمل على محاربة هذه المخاطر و معالجة مكامن
الخلل بغية حصر هذه الوسائل للقيام بأدوارها الايجابية .
بعد هذه المداخلة القيمة للدكتور " أحمد
طالب المعلوم" تم الانتقال الى
المداخلة الثالثة للأستاذ و الباحث " يونس العثماني "الذي تمحورت مداخلته
حول : " التربية الاعلامية في عصر الاعلام الرقمي "
و التي أكد و أوضح من خلالها الاتي :
مع سهولة توفر الاعلام الرقمي أصبح من
الضروري وضع جدار وقائي ( متمثل في التربية الاعلامية ) المتمثلة في الاستخدام
السليم لوسائل الاعلام و التمكن من تحليل المادة
لتكون بذلك التربية الاعلامية ممتدة لتشمل
مواكبة التطور الاعلامي فالتربية الاعلامية ليست قاصرة على مرحلة عمرية محددة بل
هي مستمرة ما استمرت حياة الانسان و تعني بذلك المؤثرات الثقافية التي يتعرض لها
الفرد بصورة نظامية أو غير نظامية مقصودة أو غير مقصودة و تأثر بذلك في التنشئة
الاجتماعية و بذلك تصبح التربية في معناها العام تنمية الشخصية الانسانية في اتجاه
يتحقق به خير الانسان و مجتمعه .
اذ تعتبر أحد أهم العوامل المساهمة في
استخدام أمثل للوسائط التكنولوجية ü
ليست
مشروع دفاع فحسب بل هي مشروع تمكين يهدف الى اعداد أفراد الجمهور لفهم الثقافة ü
الاعلامية التي تحيط بهم ( في ظل التحول الى
مجتمعات رقمية ).
كما تتلخص أهدافها في :
التشجيع على تنشئة المواطنة المسؤولة ï
تهيئة الأفراد للمشاركة كصانعي اعلام و مشاركين في مجتمعات
افتراضية ضمن اخلاقياتï
المجتمع و ضوابط حرية الكلمة .
تمكين المجتمع من مواجهة تحديات الرقميات
الحديثة من خلال التصدي لما تبثه وسائل الاعلام ï
من رسائل سلبية هادمة.
تنمية التفكير الناقد و التمييز بين الأخبار
الكاذبة و الصادقة.ï
بعد تقديم محتويات الورقة العلمية من طرف
الدكتور يونس عثماني تم الانتقال الى طرح الاسئلة و الاجابة عنها و التي كانت
كالتالي :
ما الفرق بين التربية الاعلامية و التربية
الاعلامية الرقمية أم أنها تصب في اناء واحد ؟
بعد ذلك تم الانتقال الى المداخلة الرابعة و التي
كانت من تقديم الأستاذ و الباحث " محمد لهميش" الذي عنون ورقته بواقع اللغة العربية في الصحافة الالكترونية
بالمغرب .
و ذلك من خلال تطرقه لمفهوم اللغة الاعلامية
باعتبارها اللغة الثالثة المواكبة للعصر و التطور الاجتماعي و كلغة عربية جديدة
تستند في أصولها الى لغة عربية قديمة و تستجيب لمستجدات العصر كلغة قائمة على
البساطة و بعيدة عن كل تعقيد لتكون بذلك فصحى العصر
بعد
ذلك تم التطرق الى العلاقة بين اللغة العربية و الصحافة الالكترونية .ï
و ذلك باعتبار العلاقة قائمة بينهما على
التلازم اذ في ظل هذا الاكتساح أصبح الأساس قائما على اللغة الهجينة كلغة لها
مصداقيتها و اعتبار اللغة الفصحى بمثابة استثناء .
ليتم الانتقال بعد ذلك الى محور اخر متمثل في
:
تحديات اللغة العربية في الصحافة الالكترونية .ï
تحدي
مرتبط بالحفاظ على استخدام اللغة العربية الفصحى في الكتابة الصحفية أمام الدارجة ü
التي أصبحت مستعملة في الاعلام الرقمي .
استخدام ألفاظ و عبارات من لغات أجنبية دخيلة
على اللغة العربية .ü
كثرة
الأخطاء اللغوية الشائعة ( مع اعطاء النماذج ) .ü
ثم العمل على سرد اقتراحات للارتقاء باللغة
العربية في الصحافة الالكترونية و ذلك من خلال :
تشجيع الصحفيين على استخدام اللغة العربية
الفصحى ü
توفير مدققين لغويين ü
تجنب
الألفاظ الأجنبية ü
تشجيع الأدب الصحافي و الكتابة الابداعية ü
و بعد هذا العرض تم الانتقال الى الأسئلة
بغية طرحها و الاجابة عنها و التي كانت كالاتي :
ما المكانة التي تحظى بها اللغة العربية في
الاعلام في ظل تطور الذكاء الاصطناعي ؟
ما أوجه الاستفادة من الاعلام الرقمي و
الذكاء الاصطناعي في مجال تعليم اللغة العربية مع المحافظة على مقومات الهوية و
عدم الانسياق وراء هوس التقنية ؟
ليتم بعد ذلك تقديم توصيات من طرف المشاركين
التي كانت كما يلي :
" ضرورة اثارة الانتباه الى البعد
الأخلاقي باعتباره مؤثر لحسن تأطير الفعل الاعلامي و من ثم التفكير في مدونة
الأخلاق في الصحافة الالكترونية تقر عقوبات صارمة في حق من يرتكب أي تجاوزات
تأثرسلبا على المشهد الاعلامي " .
بعد هذه التوصية قام الدكتور " مولاي
عبد الرحمن شريفي علوي " باعطاء السادة الأساتذة اكلمة ختامية ليتم الانتقال
بعدها الى تقديم الشكر باسم أكاديمية بيت اللسانيات الدولية و فريق اللسانيات و
الانسانيات الى كافة الأساتذة المتدخلين في الندوة الدولية و القائمين عليها
ضاربا بذلك موعدا جديدا للقاء علمي جديد من
القاء الدكتور " محمد ابو العلا " بعنوان : المسرح و السرد: هجنة
المتخيل و تهجين النقد.
تعليق