من أهم ما تطرقت إليه مداخلة الباحث يوسف الهميش (وهو
باحث في سلك الدكتوراه بجامعة ابن طفيل – المغرب)، والتي جاءت في أربعة محاور كما يلي:
1-
تحديد مفهومي اللغة الاعلامية والصحافة
الالكترونية.
2-
العلاقة بين اللغة العربية والصحافة
الالكترونية
3-
أبرز التحديات والمخاطر التي تواجه اللغة
العربية في الصحافة الالكترونية
4-
بعض الاقتراحات للارتقاء باللغة العربية في
الصحافة الالكترونية
فبعد أن أشار الباحث في مقدمة ورقته إلى ما يشهده المغرب
من تطور في مجال الصحافة الرقمية، ودورها في نقل الأخبار ثم إلى مكانة اللغة
العربية في الصحافة الالكترونية وما يقدم من مضمون في هاته الأخيرة باللغة العربية
من معلومات وأخبار بشتى أنواعها (سياسية، اقتصادية وغيرها ...) مما يستجيب إلى
تطلعات المجتمع المغربي إضافة إلى ذلك أشار إلى ما يواجه هاته اللغة من تحديات إثر
هذا التواجد وهاته المكانة، من قبيل ما يتعلق بالعولمة والتطور التكنولوجي في تبني
الاعلام للغات أخرى مثل الفرنسية وكثرة الأخطاء اللغوية ومزاحمة الدارجة للعربية
الفصحى إلى غير ذلك من التحديات مما يتطلب وضع استراتيجية وطنية للتخطيط اللغوي.
ففي محور مداخلته الأول، تطرق الباحث إلى مفهوم "
لغة الاعلام"، حيث أشار إلى ما نتج من تسميات مختلفة لهاته اللغة كنتيجة
لاختلاف الباحثين في تعريفها، وذلك من قبيل "اللغة الثالثة التي تتوسط الفصحى
والعامية" أو " فصحى العصر التي تواكب التطور الاجتماعي والمعرفي للعرب"
إلى غير ذلك من التسميات. لينتقل بعد ذلك إلى تحديد مفهوم ثان وهو مفهوم
"الصحافة الالكترونية" هذا الأخير الذي يوسم هو الآخر بتسميات
كثيرة-بحسب الباحث- إذ ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة به بين الباحثين والدارسين
في المجال: حيث عرفه البعض بأنه الصحف التي يتم إصدارها ونشرها عبر شبكة الانترنت
سواء أكانت بنثابة نسخ أو إصدارات إلكترونية لصحف ورقية مطبوعة (Electroic Editions)
أو موجز لأهم النسخ الورقية أو كمجلات وجرائد إلكترونية ليس لها إصدار عاد مطبوع
ورقيا، إلى غير ذلك من التحديدات للمفهوم.
أما عن علاقة اللغة العربية والصحافة الالكترونية كمحور
ثان، فقد نبه المحاضر إلى كون اللغة هي وسيلة اتصال إنسانية كما تشكل إحدى الخصائص
الأساسية للاعلام (رقميا كان أو غير ذلك ...).وتشكل اللغة المستخدمة وطريقة
توظيفها في الاعلام ركيزة أساسية لنجاح أو فشل الاتصال. فمقصد الاعلام والصحافة
الأول هو الاتصال وأداته بالأساس هي اللغة (التي تشكل في ذات الآن مادة له) ومن
هذا المنطلق فالعلاقة بين اللغة والاعلام جدلية إذ إن تطور أحدهما إشارة إلى تطور
الآخر.
ثم انتقل الباحث، بعد ذلك للحديث عن التحديات أمام اللغة
العربية في الصحافة الالكترونية والتي جاء من بين ما جاء بصددها في عرضه، تحديات
ترتبط باستخدام اللغة الفصحى في الكتابة الصحفية، استخدام ألفاظ وعبارات من لغات
أجنبية (أي دخيلة على العربية) في الصحافة الرقمية المغربية، مما شكل أبرز تحد
فيما يتعلق بالأنسب من اللغات للقراء، إلى غير ذلك من التحديات ككثرة الأخطاء
اللغوية الشائعة النحوية منها والصرفية وغيرها مما يقتضي –بحسب الباحث- الانتباه
من لدن الصحافيين. وقد ساق الباحث في معرض حديثه عن هاته التحديات والأخطاء بعض
النماذج من الأخطاء اللغوية التي شاع الوقوع فيها بين الصحافيين من قبيل الأخطاء
المتعلقة بكتابة بهمزة الوصل، أخطاء متربطة بالعدد والمعدود، إضافة إلى
"الاضافة" وغير ذلك من الأخطاء كثير.
لينتقل الباحث –الهميش يوسف- إلى تقديم اقتراحات
للارتقاء باللغة العربية في الصحافة الالكترونية، والتي نذكر منها:
-
تقديم دورات تكوينية للصحافيين حول كيفية
استخدام اللغة بشكل صحيح.
-
تشجيعهم على اعتماد العربية الفصحى في
المقالات الرئيسية لتواصل فعال ..
-
... وغير ذلك من الاقتراحات في
هذا الصدد مما من شأنه تحسين استخدام العربية في الصحافة الالكترونية.
وفي ختام مداخلته، أشار الباحث إلى التطور الذي بات
يعرفه واقع استخدام اللغة العربية الفصحى في الصحافة الرقمية أو الالكترونية وكذا
إلى ما يواجهه من تحديات (تعابير بالدارجة، ألفاظ أجنبية واسعة الاستخدام في
المقالات والأخبار إلى غير ذلك من التحديات ...) التي تشكل خطرا خطرا على العربية
الفصحى في الصحافة الرقمية.
تعليق