"المسرح و السرد: هجنة المتخيل و تهجين النقد"
تقرير: شيماء مضلومي
في إطار الأنشطة العلمية نظم فريق اللسانيات والانسانيات
التابع لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية بتركيا محاضرة علمية بتاريخ 4 فبراير 2024
والتي كانت من تقديم الأستاذ الدكتور محمد أبو العلا الموسومة بعنوان: المسرح
و السرد : هجنة المتخيل و تهجين السرد؛ والتي أشرفت على تسيير أشغالها الأستاذة
سناء غانمي.
وقد انطلقت أشغال المحاضرة على الساعة السابعة بتوقيت
المغرب التي استهلتها الأستاذة سناء غانمي بكلمة ترحيبية باسم أكاديمية بيت
اللسانيات الدولية وفريق اللسانيات والانسانيات
في حق الدكتور المحاضر، وقد عرفت المحاضرة حضور مشاركين من دول وتخصصات مختلفة بالإضافة
إلى التفاعل مع مضامينها.
تم الانطلاق في هذه المحاضرة من تقديم موسع يشمل جمالية
الما بين في كل من السيرة الذاتية و الرواية و المسرح ليتم بعد ذلك الانتقال الى
المشروع المنطلق من النصوص و السرديات الغير المنضبطة لما يصطلح عليه
"بالصفاء الأجناسي" ،باعتبارها نصوص مهجنة بالسرد اذ في ظل التحدي الأجناسي
الذي يجعل كل من السرديات و الدراماتولوجيا يتجاوزان الانغلاق و السعي الى
الانفتاح على فضاء ثالث للتفاوض . فالناقد المقارب لهذه الأجناس وجب عليه أن يتوفر
على عدة منهجية مزدوجة من أجل مقاربته لهذه الأجناس في تداخلها بين السرد و المسرح
.
ثم بعد ذلك انتقل الأستاذ الى التأكيد على أن النصوص
الغير المنضبطة لشعرية أرسطو تنزع نحو (التملحم) الملحمة و ذلك بالخروج من الاطار
الدرامي باتجاه الملحمة باعتبارها نص هجين يضم المحاكاة و المحكي
في اشارة الى أن الرواية كجنس أدبي كانت سباقة للنزوع
نحو الملحمة و الخروج عن الحيز الروائي السردي.
أما بالانتقال الى المسرح و كما أشار الأستاذ المحاضر
فقد نزعت الأعمال الدرامية خاصة مع "شكسبير" للسرد بالاعتماد على أساليب
الملحمة مع تنامي نزوح المسرح للسرد الملحمي الى حين خروجه من الدراما خاصة مع
" بريخت "
مسرح ما بعد
الدراما : في هذه المرحلة يكون السرد قد وصل الى درجة الهيمنة التي لم يكن عليها
من قبل ليكون بذلك أمام عملية ( تسريد المسرح ) بعد أن كان يستخدم من أجل سد
الحاجة و ملئ الفراغات في العرض ، هذا الانتقال من الهامش للواجهة جعل الأمر يظهر
كأنه تفكيك لهوية المسرح من خلال قراءة خاطئة لمضمونه .
الا أن الأمر كان من أجل تعرية و اسناد التجسيد بالأداء
.
ليتم بعد ذلك
الانتقال الى مفهوم اخر يعنى بالمونودراما كجنس مسرحي مهجن بامتياز الذي سلك
الانزياح من سرد ملعوب الى لعب مسرود .
ثم الانتقال الى الروايات المصراوية التي أصبحت توجه
الناقد من خلال عناوينها و تقوم على تهجين كل من الشكل و المضمون ، هذا الأمر الذي
أصبح يؤكد و يبرر عدم وجود أو تصور نقد موضوعي يكتفي بمقاربة سردية بنيوية محايثة
دون النظر الى الهجنة و الخلفيات التي تأطر جمالية الما بين .
و قد أكد الأستاذ المحاضر في معرض حديثه على أن
استقلالية الوظائف المعمول بها في السرد هي ملتبسة في المسرح والخروج من الجملة
السردية الى السياق متوسل بالتداوليات لقراءة النصوص و الانزياح عن البنيوية التي
كانت متعالية على النصوص .
ليتم الانتقال بعد ذلك الى نقطة اخرى تتعلق بتهجين النقد
باعتبار أن توليف المناهج أصبح ضرورة أمام هذه النصوص المهجنة التي تستدعي في
الوقت نفسه امكانية قراءات متعددة لكل من الرواية و المسرح أو قراءات مركبة من
منهجيين قصد تدبير نقد الهجنة بغية فتح امكانية تصبح بها قراءة النصوص المهجنة
ممكنة .
الا أن هذه الدراسة و الامكانية كما جاء في عرض الأستاذ
تظل مشروطة باكراهات التمايز بين الجنسيين رغم التداخل الحاصل بينهما هذه
الاختلافات التي تم توضيحها و سردها كالاتي :
بعض الاختلافات
المرتبطة بالسارد و المسرود
صيغ التلفظ عند
انتقالها من المكتوب الى المقول
طريقة فهم المتلقي لسارد متخيل في الرواية
هذا وقد أصبحت الة المسرح بالاضافة الى كل ما تم ذكره
غير متوقفة عند النص السردي المكتوب بل ان زحزحت العلاقة بين صيغ التلفظ و الأسماء
الأجناسية تصبح قائمة عند تحويل المحكي المكتوب الى شفهي فيغدو التمثيل ليس
للقراءة فقط و يكون نص الحوار الدرامي في
تمسرحه البائن و استقلالية الظاهر يبدو غير مكتوب في العرض المفترض خارج متخيل
الرواية بل لتكثيف متخيل الرواية .
بعد نهاية المداخلة تم الانتقال الى طرح الأسئلة و
الاجابة عنها و التي كانت كالاتي :
- كيف للمتخيل أن يتجاوز سقف الجنس المهجن ؟
- هل يعتبر جنس المونودراما جنسا ابداعيا يدخل ضمن ما
بعد الحداثة ؟
-هل تحافظ الرواية على خصائصها عندما تخضع للمسرح ؟
-هل
يمكن أن يؤدي تهجين النقد الى تغيير النظرية للنقدية للقراء نحو المسرح و السرد ؟
بعد الاجابة عن الأسئلة جددت المسيرة الشكر باسم
أكاديمية بيت اللسانيات الدولية و فريق اللسانيات و الانسانيات للأستاذ المحاضر
على تفاعله وقبول الدعوة .
تعليق