تقرير : خديجة بلكرامي
قدم ذ. مولاي عبد
الرحمن شريفي العلوي الكلمة للطالب الباحث
يونس عثماني ـ بعد الترحيب به ـ لإلقاء مداخلته
العلمية الموسومة ب "التربية الإعلامية
في عصر الإعلام الرقمي "، و قبل الشروع في التأثيث لمحاور المداخلة تقدم الأستاذ
يونس عثماني بالشكر لكل من ذ. مازن مجوز الذي
قدم ورقة علمية بعنوان "تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة المكتوبة"، و
ذ. أحمد طالب المعلوم الذي حملت مداخلته عنوان "الإعلام الرقمي المزايا و المخاطر"
على مداخلتهما القيمة؛ التي شكلت منطلقا لبسط
معالم ورقته العلمية. تناولت
مقدمة المداخلة الإعلام الرقمي باعتباره من أهم مخرجات التطور التكنولوجي الذي عرفه
النصف الثاني من القرن العشرين، و أحد مظاهر الانتشار الواسع للإنترنيت.
كما أشار الأستاذ يونس عثماني إلى تعدد مرادفات مصطلح الإعلام الرقمي من قبيل
الإعلام التفاعلي، و إعلام الوسائط المتعددة، الإعلام الشبكي الحي...غيرها. قسمت المداخلة إلى محورين اثنين: مثَّل الأستاذ
الباحث في المحور الاول لبعض التعاريف
العلمية المقدمة لكل من مفهوم التربية الإعلامية والإعلام الرقمي.
وخصص الثاني لأهم أهداف التربية الإعلامية التي أصبحت الحاجة إليها ملحة في ظل اكتساح
وسائل التواصل و الاتصال الرقمي لكل الأمكنة و المجالات و سهولة استخدامها .
مهد الأستاذ الباحث
لمفهوم التربية الإعلامية من خلال تقديم تعريفات متعددة لمصطلحي التربية و الإعلام المكونين الأساس للمفهوم . ليجمل التربية في كونها نسقا تنمويا للأفراد في اتجاه يتحقق به الخير للإنسان،
و المجتمع، و الإنسانية جمعاء. في حين يمثل الإعلام عملية تزويد الأفراد بالأخبار و
المعلومات من أجل بناء آراء اتجاه مشكلة من المشكلات أو القضايا التي تشغل المجتمع.
تنوعت التعاريف حول مفهوم التربية الإعلامية، واستند كل منها إلى إطار نظري محكوم بمحددات
معينة. ابتداء بتعريف منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم اليونيسكو، ووصولا
إلى التعريفين المقدمين في مؤتمري الإعلام
اشبيليا و، مؤتمر فيينا تحت رعاية اليونيسكو بحيث يعد التعريف المتبنى في المؤتمر الأخير أكثرها شمولية فالتربية
الإعلامية –حسب تصور الباحث يونس عثماني - عملية توظيف وسائل الاتصال
بطريقة مناسبة، ووسيلة لتعليم الأفراد قراءة المضامين الإعلامية وفهمها و تحليلها وصولا
إل مرحلة انتقادها ليتحقق الاستخدام الآمن لمختلف الوسائط الإعلامية. والإعلام الرقمي
مفهوم لا يختلف عن سابقه في تعددية التعريفات التي أحاطت به لكونه يمثل جُملة التقنيات
التكنولوجية. وقد ركز الأستاذ الباحث يونس عثماني
فيما قدم على ان الاعلام الرقمي يقوم على التفاعل و تقديم المعلومات، و الأخبار
لعموم الجمهور المتلقي الذي يكفيه التوفر على هاتف ذكي ليغوص في عوالم مختلفة من منصات
رقمية متعددة ليصبح هذا الإعلام الجديد جزءا من ثقافتنا اليومية.
فيما يخص الأهداف المنتقات للتربية الإعلامية
فقد أجملها في:
·
التشجيع على تنشئة المواطنة المسؤولة لخلق مجتمع افتراضي يشكل انعكاسا لمجتمع
واقعي مبني على أسس قيمية و وضوابط وطنية سليمة.
·
تمكين أفراد المجتمع من مواجهة تحديات العالم الغربي من خلال خلق إعلام موازي مناهض لمختلف أشكال العفن القيمي الهدام لبنية
المجتمع وثوابته.
·
تنمية مهارات الفكر الناقد عند الأفراد
عن طريق تمكينهم من مختلف وسائل النقد العلمية والمعرفية.
·
تقديم تصور شامل عن البيئة الإعلامية، و أسرار هذه الصناعة للكشف عن أساليب
التلاعب و التظليل الإعلامي.
·
تمكين الفرد من أن يصبح مستهلكا حكيما للرسائل الإعلامية، و قادرا على استيعاب
الثقافة الإعلامية ونقدها.
·
تمييز الأخبار الكاذبة عن غيرها وضرورة التحقق منها قبل إعادة نشرها.
خلصت المداخلة إلى العديد من التوصيات التي من
شأنها فتح المجال لاعتماد التربية الإعلامية وسيلة لإعادة تشكيل التصورات حول العالم الرقمي الافتراضي ، وتبنيها
جدارا وقائيا ضد مخاطر هذا الإعلام المكتسح
لجل المجالات. و من أهمها:
ü
تخصيص التربية الإعلامية منهجا للتدريس على غرار باقي المناهج المعتمدة.
ü
فسح المجال للاستفادة من دول عربية وغربية اعتمدت التربية الإعلامية في مختلف
المراحل التعليمية .
ü
دعوة الآباء وأولياء الأمور للانخراط الجاد من اجل تجنب مختلف مخاطر هذا الإعلام،
من خلال المزيد من المصاحبة و الرقابة على النشء.
ختمت المداخلة بتأكيد الأستاذ الباحث على ضرورة
اعتماد التربية الإعلامية كجزء من ثقافتنا اليومية من أجل بناء فرد مدرك لواقعه، ملتزم بقيمه،
ممتلكا القدرة على نقد ما يتلقاه إعلاميا
واعادة تشكيل تمثلات معرفية سليمة.
ختاما، تقدم الأستاذ المسير ذ. مولاي عبد الرحمن شريفي علوي بالشكر للأستاذ الباحث يونس عثماني على مداخلته القيمية ، ليفسح المجال
بعدها للإجابة عن بعض من أسئلة الباحثين والمتابعين من بينها:
§ هل توجد علاقة بين التربية
الإعلامية و التربية الإعلامية الرقمية؟
تعليق