بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[cards]

جاري التحميل ...

تقرير | هل يمكن تحديد الإيقاع الشعري بالأرقام ؟

هل يمكن تحديد الإيقاع الشعري بالأرقام ؟

تقرير: خديجة بلكرامي


ننظم فريق اللسانيات و الإنسانيات بأكاديمية بيت اللسانيات (تركيا)  محاضرة علمية  تحت عنوان "هل يمكن تحديد الإيقاع الشعري بالأرقام؟" من تقديم  و إدارة الدكتورة رشيدة قرمود، و بتنسيق  من الأستاذ مولاي عبد الرحمن شريفي علوي، وتقرير خديجة بلكرامي. بتاريخ الأحد 21 يناير 2024 على الساعة السابعة مساء بتوقيت المغرب، و التاسعة بتوقيت مكة المكرمة.

افتتحت المحاضرة  بكلمة ترحيبية للأستاذ المحاضر د. المختار السعيدي؛ قدمتها مسيرة الجلسة العلمية د. رشيدة قرمود شكرا له على تلبية دعوة فريق اللسانيات و الإنسانيات، و حرصه على مشاركة جديد أبحاثه  مع الطلبة و الباحثين في مجال اللسانيات و العلوم الإنسانية. وانتقلت بعدها لتقديم ورقة تعرفية عن سيرة الأستاذ الذاتية، و العلمية مركزة على أهم محطاتها الأكاديمية، و مختلف إصداراته العلمية التي أغنت مجال البحث اللساني و الأدبي.

قدمت د. رشيدة قرمود فرشا نظريا لأهم ما يتسم به علم العروض  باعتباره نسقا معرفيا يتصف بكثرة المصطلحات  و الجمود. مشيدة بأهمية المحاضرة  المقدمة من طرف الأستاذ المحاض؛ لما تحمله من تصورات تجديدية  لمفهوم الإيقاع الشعري،  والتي يمكن أن تشكل لبنة لوضع تقنيات و قواعد سهلة وواضحة من شأنها  تبسيط  العروض و توضيح خصائصه الإيقاعية.

بدأ الأستاذ محاضرته بتقديم الشكر لفريق اللسانيات و الإنسانيات بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية المتمثلة في شخص ذ. مولاي عبد الرحمن شريفي علوي، و د. رشيدة قرمود لإتاحة الفرصة للباحثين في مجال الشعر العربي للاستفادة من جديد الأبحاث المنجزة في هذا  المجال. لينتقل بعدها إلى توضيح  سبب صياغتة العنوان في شكل تساؤل؛ مزيلا اللثام عن توجّهين تحملهما الإجابة عنه يتمثلان في: نفي إمكانية الربط بين الإيقاع الشعري و الأرقام مما سيدفع بالبحث للتوقف،  و في القول بإمكان تحديد الإيقاع الشعري بالأرقام. مما يقتضي تحديد الكيفية التي يستم بهذا التحديد، و تقديم الحجج المصوغة لهذا الطرح. وهذا ما سيعمل على بسطه من خلال المحاور الخمس التي أثّث بها المحاضرة  والمتمثلة في:

أولا: تحديد مفهوم الإيقاع، و الإيقاع الشعري، و الأرقام.

ثانيا: علاقة الحرف بالرقم.

ثالثا: تحديد الإيقاع الشعري بين الترميز والتفعيل.  

رابعا: تحديد الإيقاع الشعري رقميا: نظرة تاريخية (محمد طارق الكاتب – أحمد المستجير).

خامسا: الرؤية الجديدة لتحديد الإيقاع الشعري رقميا (المختار السعيدي).

 

شكل  كل من المحور الأول و الثاني  في طرح الأستاذ منطلقا لتحديد أهم مفهومين ينبني عليهما تصوره، وهما: الإيقاع الشعري والرقم، و تحديد ماهية العلاقة التي تربط هذا الأخير بالحرف. بحيث مثّل للعديد من التعريفات التي قدمها القدماء عن الإيقاع والتي خلصت إلى كون الإيقاع الشعري انتظاما للمتحركات و السواكن وفق قانون وتأليف معين. في حين حدد الرقم في الكتابة الرمزية الدالة على العدد، و ميز بين نوعين من الأرقام هما الأرقام الثنائية (0 و 1) و العشرية (0 إلى 9) .  و تتمثل العلاقة بين الحرف و الرقم في أن التجسيد الأول للأرقام قبل اختراع رموز لها  كان بالحروف، أو عن طريق حساب الجمّل سواء للعدّ، أو لتحديد التواريخ. لتم تبني الأرقام الثنائية لغة رقمية للحواسب في عصرنا الحديث.

فيما خص المحور الثالث  بمختلف التحديدات التي تسم الإيقاع الشعري بين: الترميز القديم الذي عبّر عن المتحرك ب (0) و الساكن ب (ا)، أو التحديد المصطلحي الذي مثّل لمختلف العناصر العروضية (أسباب، أوتاد ، اللطويل...) وغيرها من التحديدات  وصولا إلى الترميز الحديث الذي قابل الترميز القديم فخص السواكن ب (0) والمتحركات ب (ا).

أما المحور الرابع فقد بسط فيه أهم الأسس التي قامت عليها نظرتين سابقتين ربطت الإيقاع الشعري بالأرقام  لكل من  د. محمد طارق الكاتب،  و د. أحمد مستجير.  و اللتان عدّهما   د. السعيدي  خلفية نظرية للبناء عليها، و دليلا من الأدلة التي تتيح إمكانية اعتماد الأرقام لتحديد الإيقاع. وختم المحور بذكر أهم المآخذ التي توجهت للنظرتين والمتمثلة في:  أنهما ظلتا حبيستي الأفق الخليلي في التحليل  الذي منتهاه التفاعيل. و أن سمة التعقيد ظلت ملازمة لطرحهما.

و جعل المحور الأخير مجالا لبسط معالم رؤيته الجديدة لتحديد الإيقاع الشعري رقميا من خلال تحديد:

 التفعيلة الرقمية

:  تأخد رقما من  3إلى 5 بحسب عدد السواكن و المتحركات التي تضم  وفقا لنظام عد خاص وحصرها في أربع تفعيلات: ( //0 =3 و /0/0 = 4  و ///0 = 4' و /0//0 = 5  ) مع وجود استثناءات مثل لها بطريقة خاصة.

قانون العد: قانون يمكن من الوصول إلى البحر الشعري دون الخوض في تحديد التفعيلات، وما يعتريها من زحافات أو علل . ويطبق بعد تقطيع البيت عروضيا،  فيتم حساب المتحركات و السواكن بالتوقف عند الساكن ابتداء من الحرف الثالث أو الرابع أو الخامس، وكتابة الرقم الملائم .

ووفقا لهذا القانون تم استنباط  قواعد مؤطرة للفروقات الجوهرية بين البحور الشعرية من خلال انتظام التفعيلات الرقمية على مستوى الشطر.  كما أكد د.السعيدي  على إمكانية  تطبيق هذه الرؤية الجديدة على مختلف التشكيلات الإيقاعية،  والبحث عن العلائق الإيقاعية المنظمة لها دون النظر إلى العروض الخليلي. بحيث يمكن أن ترتب التفعيلات  الرقمية  للصدر و العجز  ترتيبا أبجديا متناظرا  (أ ب ج د ه و/  أ' ب' ج' د' ه' و' ) (باعتبار أن أقصى ما يوجد في الشطر من تفعيلات هو 6)  فيوجد لكل تفعيلة في الصدر أخرى في العجز تقابلها، مما يمكّن من إبراز  مختلف العلاقات الرقمية في علاقاتها الأفقية و العمودية.

وختم المحور بخطوات منهجية تمكن من تحليل الإيقاع انطلاق من التفعيلات الرقمية بالنظر إلى عددها، وطبيعتها والعلاقات الأفقية و العمودية التي تربطها.

بعد إتمام محاور المحاضرة، ذكّرت مسيرة الجلسة العلمية   د. رشيدة قرمود بالمحاور المقدمة، وأكدت على أهمية نظرية  د. المختار السعيدي  المجددة للتراث، وعلى الحاجة الملحة للاجتهاد الرصين الخاضع للمكانزمات  والقواعد العلمية الدقيقة. ثم فتحت المجال أمام المتابعين من طلبة وباحثين للتفاعل مع الأستاذ المحاضر من خلال طرح بعض أسئلتهم من قبيل:

·        ما علاقة الإيقاع الشعري بالرياضيات؟

·           هل تم تجريب هذه المقترحات في مجال التعليم ، وكيف كانت النتائج؟

·        ألا ينبني هذا التصور على مرجعية وضعية تكرس الطابع العلمي الجامد الخاص بالعلوم الحقة في العلوم الإنسانية رغم فرادتها؟

في الختام، جددت مسيرة الجلسة العلمية الشكر بالأستاذ المحاضر على مجهوداته في  تطويع علم العروض للبحاثين وتبسيطه. مؤكدة على أن روح العصر تقتضي فتح باب التجديد و الاجتهاد في جل العلوم دون التقيد بالأصول و الوقوف عندها. كما خصت متابعي منصة بيت اللسانيات الرقمية بالشكر. ليقدم  د. المختار السعيدي بدوره كلمته  الختامية التي عبّر فيها عن شكره و امتنانه لكل أعضاء الفريق و المتابعين.   

عن الكاتب

بيت اللسانيات | Bitlisaniyat

التعليقات

تعليق


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات

2025