أثر البحث المصطلحي في تطور العربية
نجمة العيادي
جامعة محمد الأول وجدة - المغرب
Najmael77@gmail.com
كلمات مفتاحية: البحث المصطلحي، مستقبل اللغة العربية، الشاهد البوشيخي، المصطلح، التطور..
تمثل اللغة العربية، لغة حية للعلم والعمل، وهي، لا شك، أنها تستجيب للتطورات الحاصلة في مجال العلوم والتقنيات، وتسعى إلى الارتقاء بأبحاثها وخصوصيتها، بما تحمله، هذه اللغة، من مقومات الحضارة والتمدينِ، فقط كانت اللغة العربية. وما تزال، لغة خصبة، ثرية، تتحدى الإكراهات والمعيقات والعقبات، التي تواجهها، ولعل، أهم أسٍّ يمكن الاشتغال به، لضمان بقائها، ونمائها، وتطورها؛ يكمُنُ في البحث المصطحلي.
إذ لا سبيل إلى تقدُّم، دون، بحث
في المصطلحات. وعليه، لا يمكن للباحث في أي علم من العلوم، أن يتقدم، أو تستقيم له
وِجهة، دون طرق الأصل الذي تنبني على أساسه، المعرفة العلمية، ولا سبيل إلى تقدم
اللغة العربية وتراثها الثّري، دون فتح أبوابها، التي، هي المصطلحات، والتي أسماها
الخوارزمي" مفاتيح العلوم"
لذلك، على كل باحث في أي مجال من
المجالات، أن يَعيَّ، بأن السبيل الأقوم والأسلم، للارتقاء بالأمة العربية
الإسلامية. وبلغتها، هو البحث المصطلحي، إنها الخطوة الأولى التي يجب أن ينهجها،
كل باحث في التراث، وكل من يهدفُ إلى تطوير البحث العلمي، وجعل اللغة العربية،
لغة، تواكب مستجدات العصر وتقنياته.
وفي هذا الإطار يقول الشاهد
البوشيخي فيما نصه: إن الإقلاع الحضاري لن يتمّ إلا بالاهتمام بالمسألة المصطلحية.
فهي مفتاح الإقلاع[1]،
ومحرك التجديد. وبذلك، يكون البحث المصطلحي من أهم الأبحاث التي يمكن أن
تعزز الخطوات المنهجية، وتُثْريها، في سبيل تحقيق مستقبل واعد للغة العربية والأمة
بأكملها.
ومن ثمة، يمكن القول:" إن
المسألة المصطلحية هي التي تبحثُ مصطلح الماضي، بهدف الفهم الصحيح، فالتقويم
الصحيح، فالتوظيف الصحيح، وتدرس مصطلح الحاضر بهدف الاستيعاب العميق، فالتواصل
الدقيق، فالتوحد على أقوم طريق. وتستشرف آفاق مصطلح المستقبل، بهدف الإبداع العلمي
الرصين، والاستقلال المفهومي المكين، والتفوق الحضاري المبين."[2]
يتضح، من النص أعلاه، أهمية
المسألة المصطلحية في تطور الأمة، إذ لا تطور دون دقّ أبواب هذه اللغة، ومعرفة
أسرارها الكامنة في جواهرها، هذه الجواهر هي النصوص على اختلاف الحقول العلمية
وتعددها، ولا سبيل إلى سَبرِ أغوار هذه النصوص، إلا بدراسة المصطلحات التي تزخر
بها هذه النصوص.
وعليه، فإن أهم خطوة يجب على
الباحث أن يخطوها، هي دراسة النصوص التراثية، واستنباط ما فيها من مصطلحات،
ودراستها، ومعرفة مكامنِ الغموض فيها، ليتيسّر للباحث، مراجعة مُجمل الأحكام
المسبقة التي تَحمّلها هذا التراث، منذ آلاف السنين، لذلك، يكون مستقبل الأمة،
والعربية، بين دفّتي؛ كتب التراث، فعلى الباحثين، الحفرَ؛ ما أمكن، لاستنباط أسس
المعرفة العلمية، لتطويرها، وشحذِ الهمم؛ لضمان بقائها.
تعليق