تعليم نظام اللغة العربية اللساني بين الذكاء الإصطناعي و الرقمنة الإلكترونية التقليدية.
Teaching the Arabic linguistic system between artificial intelligence and traditional electronic digitization
الباحثة سهام زرهوني
المدرسة العليا للأساتذة بالأغواط - الجزائر
sihemzerhouni0@gmail.com
الكلمات المفتاحية : هندسة - نظام اللغة العربية - الذكاء الإصطناعي - الرقمنة الإلكترونية التقليدية .
عرفت الدراسات اللغوية تطورا ملحوظا تبعته تغيرات جذرية على مستوى تحليل الوحدة اللسانية من الإهتمام بما وراء بنية اللغة ووصولا إلى النص كأقصى وحدة للتحليل هذا التغير في نظام هندسة اللغة العربية ومع الثورة التكنولوجية أدى بالعناية بلغة خارج أطرها الإبستمولوجية و الإهتمام بها كوسيلة تبليغية بأنفع الطرق المحقق لدورة التخاطب العام .
هذا ما قادنا إلى طرح الإشكالية : أين تجد اللغة العربية مكانها بين تكنولوجيا الرقمية الحداثية؟
و ما مدى فعاليتها في إطار النظام التكنولوجي الحداثي كمنجز لساني ؟
هذه الورقة العلمية مقدمة قصد شرح صلات الوصل بين تكنولوجيا القديمة و الذكاء الإصطناعي و دور كل منها في هندسة نظام اللغة اللسانية
اللغة نظام من العلامات تكتسب كل علامة قيمتها من خلال التجاور ؛ و هذا ما حدده دي سوسير من خلال تعريفه للغة بقوله : "نظام من الرموز الصوتية الاصطلاحية في أذهان الجماعة اللغوية، تحقِّق التواصلَ بينهم، ويكتسبها الفرد سماعًا من جماعته"
و لا يخفى عليكم أن دوسوسير في تعريفه للغة ربطها بأصلها الإجتماعي في كونها مؤسسة إجتماعية و نتج عن فكره عدة ثنائيات تجسد فكره البنوي و هذا ما لا ينفيه تاريخ اللسانيات منذ نشوءها على يده و إلى يومنا هذا .
و لكن تجريديته التي طبقها على اللغة حالت دون إلمامه في نسق عام شامل فترك عدة فراغات جوفاء داخل حقل الدراسات اللسانية و التي فيما بعد تبلورت في فكر جديد سمي ب: سلة مهملات اللسانيات على يد روادها ألا وهي تداولية.
في خضم ذلك كله تولدت ما سميت بثورة التكنولوجيا و انفتح العالم عليها في الوقت الذي كانت اللسانيات كعلم تتبلور معالمها شيئا فشيئا إلى أن وصلت إلى تقاطعية علمية مفادها توظيف التكنولوجيا في المنجز اللساني و تحديدا المنجز التعلمي فأضحت نظريات اللغة تستند في وظائفها على تكنولوجيا كوسيلة مساعدة لذلك محاولة لرقمنة اللغة و جعلها مادة علمية سريعة التداول ( الإستعمال )
وظهر الذكاء الإصطناعي بعدها مكتسحا التكنولوجيا التقليدية كثورة رقمية تخطت حدود العقل البشري الذي أنتجته محاولة بذلك ترميم النقص الذي اكتنف الأبحاث العلمية على رأسها الأبحاث اللغوية و توجب عن ذلك تغيير في هندسة نظام اللغة الطبيعية اللسانية بتدخل الذكاء الإصطناعي في توليد الأصوات اللغوية و أصبح المتكلم الإصطناعي هو المتحدث الفعلي للغة في حين كان الإنسان هو المتحدث الرسمي عن نفسه و عن متطلباته و في ذلك جاء تعريف ابن جني للغة : هي أصوات يعبر بها كل قول عن أغراضهم. في إشارية منها إلى أن اللغة جماعية ولد من رحم الجماعة قصد التواصل تبدأ من أول مستوى لساني هو المستوى الصوتي لختتم بالمستوى التركيبي التشعبي ألا هو النص أو الخطاب .
و من ثم تم تعليم اللغة العربية وفق لكفاءة الذكاء الإصطناعي و قابليته العامة لتطبيق جل مهارات اللغة العربية و تسهيل دراستها فأصبحت بذلك تجلو جميع خصائصها بما يتوافق مع طبيعة متعلم اللغة العربية و قابليته للإستيعاب .
و بفضل ذكاء الإصطناعي إذا ما قارناها بالتكنولوجيا القديمة القائمة على صوت و الصورة من خلال بث مقاطع تعليمية تعلمية فقد تفوق تفوقا ملحوظا على صعيد تسهيل استراتيجيات التعلم بالنسبة للمعلم و المتعلم و حتى تحسين ظروف بيئة التعلم و ميلاد ما يسمى بتعلم الآلة الذي تفوق حتى التعلم الذاتي الذي أتت به التكنولوجيا القديمة القائمة على سيميائية الصورة .
تعليق