العربية لغة الأمة المتعلمة الواعية المشتركة في بناء المجمتع الراقي
دومبيا ماحامادو - كوت ديفوار
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - السعودية
تمهيد:
نستخلص من هذا التمهيد نقاط عدّة تبرز وتكشف اللثام عن مستقبل اللغة العربية.
١- أنها لغة خالدة، ولا يتنازع في ذلك عنزان؛ لأن الله تعالى توعّد بحفظ القرآن المنزّل باللغة العربية وقال {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} والقرآن هو بلسانٌ عربيٌّ مبين يضمّ بين دفتيه أسرار اللغة العربية بيانا ومجازا وإعجاز، وهي لغة مفرداتها المعجميّة متكاثرة غنيّة، وقواعدها مرتّبة، وتراكيبها منظّمة ومنسجمة، وفي حفظ القرآن حفظها.
وتمتاز العربية من بين اللغات بضمان كامل من الله تعالى بحفظها بلفظ صريح ربّانيّ، وكل خدمة مستفيضة للقرآن على حدّ سواء أن تكون من خدمة المسلمين أو غيرهم فهي تعدّ خدمة للعربية، وممّا هو معلوم بالضرورة هي خدمة المستشرقين للقرآن والعربية بغضّ النظر عن أنها خدمة مغرضة، إذا العربية هي اللغة الوحيدة التي يخدمها كل البشر إلى قيام الساعة، وكلما كثر الاهتمام بلغة زادت شرفا وتطوّرا في مستقبلها.
٢- لغة الأخلاق: يسعى العالم اليوم إلى تعزيز القيم وتغريسها في نفوس الأطفال والشباب الناشئين رغبةً في بناء المجمتع البشري المثقّف، وعلى هذا الأساس أُنشِئتْ منظّماتٌ دورها محاربة فساد الأخلاق في المجمتع البشري برمّته، وتجدر الإشارة إلى أن معظم قوانين تلك المنظّمات مستمدّة من أحكام الإسلام،الذي لغته هي العربية ورسوله هو محمد صلى الله عليه وهو أحسن الناس خُلقا باتّفاق الأمة مسلمة وغير مسلمة {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وهي شهادة من الله في ميزان الله لعبد الله. ولا ينتاب أحدا شكٌّ ولا وهمٌ أنه عربيٌّ أبا وأمّا، ولم يتكلم بغير العربية وكفى بذلك حجّة واضحة أن اللغة العربية هي لغة الأخلاق بعد ما أجمعتِ الأمة على أن أفضل الناس خلقا وأبلغهم صبرا لغته العربية.
إذًا مادام العالم يدعو إلى تعزيز الأخلاق وانتشارها فاتنتشر اللغة العربية بانتشار دعوة العالم إلى الأخلاق ؛لأنها لغة عُرف قومُها بالأخلاق وقد تكلم جمع غفير بالعربية من أجل أخلاق متكلميها كما هو واقع في بلاد الغرب وظاهر من معاشرة جملة من المشهورين عالميا مع المسلمين في المجالات المتنوّعة .
٣-لغة البشر المشتركة: تمتاز العربية أنها لغة المسلمين والاسلام، وماخالط الاسلام قوما إلا انتشر فيهم لذلك لا يوجد في العالم شعب إلا منهم من تعلم العربية وتكلّم بها،ومن خلال ذلك ستظل العربية في مستقبلها أوسع اللغات انتشارا وحضارة ومرجع إليه يرجع الكتّاب إلى ترجمة مؤلفاتهم فيها وبها.
٤-لغة التراث الأفريقي: فالحضارة الأفريقية القديمة كلها كتبت باللغة العربية الفصحى، إذ كانت العربية لغة التعلم والتعليم والثقافة والتواصل في أفريقيا ، والمخطوطات السائدة في أفريقيا مكتوبة باللغة العربية مازالت منتشرة في مكتبات أفريقيا كما في مكتبة تُنْبُكْتُو (هي مدينة علمية وعاصمة ثقافية واقعة في شمال مالي ) مما يفيد أن للعربية مستقبلا رائعا في أفريقيا خاصة إذا اعتنى بها دارسو العربية من الأفريقيين، وهو أمر متنبّأ وقوعه.
٥-لغة العلوم والتكنوجيا: تتطور اللغة العربية بتطوّر العلوم والتكنوجيا التي أصبحتا مشرب كل قوم ، وهي تعدّ من ألسنة الأجهرة الالكترونية التي لا تغني عنها الحضارة العالمية الحديثة ،ولا رقيّ المجتمع البشري نحو التحضّر سواء من الجوّالات والحواسيب، وغيرها ممّا يدفع اللغويّين المعاصرين إلى التوسع في البحث اللغوي العربي الحاسوبي؛ ودراسته دراسة علمية منهجية؛ تتأقلم العربية مع مواكبة تحديّات الحياة العصرية وتنال منها نصيبها الوافر.
وبجملة ما ذكرنا يمكن القول إن العربية لغة خالدة وثقافتها متلائمة مع الحضارة العصرية و المستقبلية، ولها مكانتها من الرّقيّ والتقدُّم والابتكار في المستقبل وفي جميع المجالات الحياتية.
تعليق