اللغة العربية في المدرسة الجزائرية
بين حتمية الواقع وأفق المستقبل
خديجة رقيق
انطلق الدكتور تجاني حبشي من إصلاحات الوزارة التي تهدف إلى مواكبة المستجدات المعاصرة للارتقاء بالعربية وتطوير المنظومة التربوية، ليطرح الإشكالية الآتية:
هل هناك نية حقيقية لتفعيل اللغة العربية في المنظومة التربوية؟؟
للإجابة عن التساؤل تناول الدكتور ما يلي:
1/ مكانة اللغة العربية باعتبارها أداة تعبر عن الأفكار وتحمل المفاهيم، أساس الوحدة ومرآة الحضارة بالإضافة لأنها كانت معاصرة للغات بائدة فاتصفت رغم ذلك بالديمومة والقدرة على الانتشار فضلا عما تتصف به من ظواهر كالاشتراك والترادف وغيرها.. فاللغة العربية لغة البيان ولغة القرآن.
العربية من وجهة نظر العلماء المسلمين.
العربية من وجهة نظر العلماء اللسانيين الغربيين.
وماشهده تعليم اللغة العربية من ضعف وكيفية تحليل الظاهرة والاقتراحات التي تتضمن معالجتها.
ثم تطرق الدكتور إلى:
2/ الأسباب المؤدية إلى الضعف في العالم العربي:
قلة الحصص الدراسية المخصصة للعربية
عدم العناية بالمستوى اللغوي القويم
ظاهرة الازدواج اللغوي بين العامي والفصيح، وكذلك الثنائية اللغوية، لتصبح العربية بذلك حبيسة الأقسام
انعدام التأهيل لدى معلمي اللغة العربية لمواكبة الحاجات الجديدة التي تعبر عنها اللغة فكريا وعلميا
انعدام الملكة اللغوية والعزوف عن اللغة العربية وقتل الإبداع والتواصل لدى المتعلمين
3/ واقع اللغة العربية في المدرسة الجزائرية:
تأسف الدكتور لأنه لا توجد نية حقيقية لترقية اللغة العربية منظومة التربوية بعد خوض مغامرة الإصلاح أو وهم الإصلاح.
واستظهر العوائق ممثلة في ما يلي:
أولها الخلفية الإيديولوجية الهدّامة والصراع الذي تواجهه العربية بين تيار يسعى إلى وضعها في المتحف
وتيار ثان يزاوج العربية مع غيرها المهم ألا تحتل الصدارة
وتيار آخر ينصر البربرية
وتيار رابع يدعو لوضع اللغة العربية في مكانتها التي تستحق
*ونبّه إلى أن أكبر مصائب الأمة قيام حضارتها على لغة غير لغتها
ثم تطرق إلى العوائق البيداغوجية، وقسمها إلى مايلي:
عيوب تتعلق بالمحتوى التعليمي التعلمي.
عيوب تتعلق بطرائق التدريس.
عيوب تتعلق بالكتاب المدرسي...
ولأجل النهوض باللغة العربية دعا الدكتور تجاني إلى:
تكوين وعي سليم لمواكبة الوعي السياسي بهدف إعادة الاعتبار للغة العربية.
تحديد الأهداف العامة المبتغاة من تطوير تعليم اللغة العربية على رأسها تحقيق الكفاية اللغوية نظريا و وظيفيا.
وجوب امتلاك ناصية اللغة.
تفتيح القدرة الإبداعية لدى المتعلم بتقديم المادة الفنية المناسبة له.
السعي إلى تحقيق القدرة التواصلية، والكفاية الفكرية.
وانتهى إلى محور: أفق العربية في المدرسة الجزائرية الذي اختصره في الإنسان، وضرورة الاستثمار في الإنسان.
خلص الدكتور تجاني إلى ضرورة وضع حد لضعف المتعلم والفراغ الديني، والروحي، والنفسي، والأخلاقي وتأثير العولمة التي تعد سببا في غياب الدافعية لدى المتعلم، و دعا إلى الحفاظ على اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم ولغة الأمة العربية ولغة الهوية ، على أمل تطبيق التوصيات المقترحة على أرض الواقع بما يحقق ترقية التعليم في المدرسة الجزائرية والأمة العربية.
تعليق