"آفاق البحث في بلاغة الجمهور
أ.أم الخير بحير
نظّم فريق البحث
اللّساني والتّخطيط اللّغوي التّابع لأكادميّة بيت اللّسانيّات الدّوليّة ـــ
تركياــ ندوة علميّة افتراضيّة، عنوانها: "آفاق البحث في بلاغة الجمهور".
مساء السّبت 13 ماي 2023م. في تمام السّاعة السّابعة مساءً بتوقيت مكّة المكرّمة،
والسّاعة الخامسة مساءً بتوقيت الجزائر، والمغرب.
قدّم هذه المحاضرة
الدّكتور عماد عبد اللّطيف ــــ أستاذ البلاغة العربيّة وتحليل الخطاب (جامعة
قطر)، والدكتور حسام الدّين عبد القادر صالح ــــ أكاديمي وكاتب صحفي (السّودان)،
والدّكتور يوسف رحايمي ــــ دكتور باحث (تونس)، والدّكتور سعيد بكّار ـــ أستاذ
التّحليل النّقدي للخطاب (جامعة ابن زهر بالمملكة المغربيّة)، كما أدار اللّقاء
العلمي مدير فريق البحث اللّساني الأستاذ الدّكتور عبد القادر بن التواتي، والدّكتورة
ونيسة بوختالة، وكتب تقريره الأستاذة أم الخير بحير.
افتتح
الأستاذ الدّكتور بن التواتي الجلسة بالتّحيّة والسّلام وتقديم الشّكر لمدير بيت
اللّسانيّات الدّوليّة ونائبته، والجمهور الكريم والأساتذة المحاضرين، كما مهّد
للمحاضرة، ونوّه إلى غياب الأستاذ المحاضر حسام الدّين عبد القادر صالح عن
النّدوة، وقد أرسل محاضرته مسجّلة ليحيل الكلمة إلى الأستاذة بحير أم الخير
للتّعريف بالأساتذة المحاضرين وذكر سيرتهم العلميّة. كما أشارت إلى عناوين
مداخلاتهم على التّوالي:
·
الأستاذ يوسف رحايمي: أستاذ باحث متخصّص في البلاغة
وتحليل الخطاب من تونس ــــ مركز عبد اللّه بن زايد آل محمود الثّقافي الإسلامي
بقطرــــ، عنوان مداخلته: "نحو إطار إجرائي موسّع لبلاغة الجمهور ـــ مقترح
لتدريس بلاغة الجمهورـــ".
·
الأستاذ حسام عبد القادر صالح: متخصّص في دراسات الإعلام
والاتّصال من السّودان، ـــ جامعة الأناضول في تركياـــ، عنوان مداخلته:
"بلاغة الجمهور في أفق التّحليل الإيجابي للخطاب".
·
الأستاذ سعيد بكّار: متخصّص في التّحليل النّقدي للخطاب
ـــ جامعة ابن زهر بالمملكة المغربيّة، عنوان مداخلته: "بلاغة التّعليقات في
وسائل التّواصل الاجتماعي: شريط الدّكتور الفايد عن حجاب المرأة نموذجا".
·
الأستاذ عماد عبد اللّطيف: متخصّص في البلاغة وتحليل
الخطاب ــ جامعة قطرـــ، عنوان مداخلته: "بلاغة الجمهور بوصفها منهجا: إطار
مقترح وتطبيقات".
1ــــ بعد
التّعريف بالأساتذة القائمين على الجلسة، يفتتح الأستاذ عماد عبد اللّطيف هذه
النّدوة العلميّة بعد التّحيّة والشّكر، ليفسح المجال لتقديم محاضرة الأستاذ
الغائب حسام عبد القادر صالح ضمن فيديو مسجّل فيه قدّم الشّكر للجميع، وسعى من
خلال محاضرته: "بلاغة الجمهور في أفق التّحليل الإيجابي للخطاب"؛ إلى
بيان أوجه الاختلاف بين المقاربتين (بلاغة الجمهور، التّحليل الإيجابي للخطاب)، من
خلال إثبات أنّ التّحليل الإيجابي للخطاب قادر على رفض حقل بلاغة الجمهور بإضافات
نظريّة منهجيّة وتطبيقيّة تساهم في تحقيق هدفه الأساس المتمثّل في تطوير
الاستجابات البلاغيّة للجمهور، حيث يرى أنّ بلاغة الجمهور هي ابنة التّحليل
النّقدي للخطاب الّذي يعتبر أحد أهمّ مرتكزات هذه النّظريّة، وتعدّ مقاربة بلاغة
الجمهور مشروع مبادرة ليست ثغرة، لازالت تمثّل نقطة ضعف في العديد من مقاربات
التّحليل النّقدي للخطاب تمثّلت في قصور أدواتها التّحليليّة عن دراسة العلاقة
الدّقيقة بين إنتاج الخطاب وتلقّيه من قبل الجمهور، ولخّص الأستاذ مداخلته في
أربعة نقاط أساسيّة:
ـــ أوّلا: تعريف مبسّط للتّحليل الإيجابي للخطاب.
ـــ ثانيا: نقاط الاتّفاق بين بلاغة الجمهور والتّحليل
الإيجابي للخطاب.
ـــ ثالثا: نقاط الاختلاف بين بلاغة الجمهور والتّحليل
الإيجابي للخطاب.
ـــ رابعا: نقاط الحوار الممكن بين بلاغة الجمهور
والتّحليل الإيجابي للخطاب مستقبلا، وهي أهمّ نقطة ركّز عليها في مداخلته، وقد
حدّد خمس مفاهيم تصلح للحوار المشترك بين المقاربتين (بلاغة الجمهور والتّحليل
الإيجابي للخطاب)، ولخّصها في: مفهوم السّلطة، ومفهوم النّقد، ومفهوم الاستجابة
البليغة، ومفهوم التّحليل والممارسة، ومفهوم الجمهور .
2ــــ ليتفضّل الأستاذ سعيد بكّار ـــ بعد التّحيّة
والشّكرــــ، في تقديم محاضرته الموسومة بــ: "بلاغة الجمهور في مواقع
التّواصل الاجتماعي"، الّتي ترتبط بمنصّة يوتيوب الّتي تعرض فيها الفيديوهات،
الغاية من هذه المحاضرة؛ كشف نمط هذه الاستجابات، من حيث المستجيب، والاستجابة،
ثمّ تأثير الإيديولوجيا في تشكيل هذه الاستجابات، حيث عرّف في بداية مداخلته بلاغة
الجمهور ونشأتها في البلاد العربيّة، ثمّ تحدّث عن نمط الاستجابات من خلال الفيديو
المنشور في اليوتيوب للدّكتور محمّد الفايد المعنون بـ "حجاب المرأة غير شرعي
هو فقط من ابتكار الشّيوخ"، حيث قام الأستاذ سعيد بكّار من خلال هذا الفيديو
بعمليّة إحصائيّة وتحليل لنمط الاستجابات من حيث المضمون، ومن حيث الاستراتيجيّات
الحجاجيّة، ليصل إلى نتائج تحليل هذه الاستجابات، كما تحدّث في عنصر آخر من
محاضرته حول: "دور الإيديولوجيا في تشكيل الاستجابات"؛ وذلك من خلال وصف
الإيديولوجيا بأنّها أساس التّمثيلات الاجتماعيّة المشترك بين النّاس، وهي تمثيلات
مؤثّرة بدرجة كبيرة في عمليّة إنتاج الخطاب وفهمه بل ومسهمة في الفعل المادّي
للبشر، وممثّلا لذلك بالأب الصّارم الّذي يحمل اعتقادات اجتماعيّة خاطئة تسهم في
بناء تربية غير سليمة لطفله، لينتهي بخاتمة؛ وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة
تتعلّق بالاستجابات المخالفة والبليغة في خطاب الفايد، وكذا دور الإيديولوجيا في
استجابات الجمهور للخطابات.
3ــــ يباشر الأستاذ يوسف رحايمي مداخلته بعد تقديميه
التّحيّة والشّكر للقائمين على بيت اللّسانيّات الدّوليّة والمساهمين في النّدوة.
ليعرض بعدها الدّوافع الذّاتيّة المتمثّلة في البحث في الاستجابة البليغة لخطاب
الإكراه الأكاديمي من خلال الثّنائيّة المقيتة (العارف وغير العارف) المسيطرة في
العالم العربي وبالأخصّ في الواقع الأكاديمي ممّا يغيّب في بعض الأحيان الحريّة
الأكاديميّة، أمّا الدّوافع الموضوعيّة فتتمثّل في: وجود فجوة بخصوص بلاغة الجمهور
بين واقع بحوثها وواقع ما ينجز من مقالات وبين الواقع الفعلي، كما قدّم مقترح
لتدريس بلاغة الجمهور، ثمّ عرض إطار أسئلة (المقترح):
ــــ لماذا يجب تدريس بلاغة الجمهور؟ كيف ندرّسها؟
ــــ هل الطّالب والمجتمع اليوم في حاجة إلى تدريس بلاغة
الجمهور؟ إذا كان نعم، ماذا تستهدف من هذا
التّدريس؟
ثمّ قام بعرض رهانات هذا الإطار الإجرائي وأهدافه، في
المحور الأوّل. وفي المحور الثّاني تطرّق إلى: موقع بلاغة الجمهور من موجة
التّجديد البلاغي، كما قام بتوصيف هذا المقترح الّذي يهدف إلى معرفة نظريّة
ومهارات تطبيقيّة في التدريس بالإضافة إلى المادّة المتوقّع الاشتغال عليها، ليخلص
إلى مجموعة من النّتائج المتوقّعة، كالآتي:
ـــ المتوقّع من مساهمة تدريس بلاغة الجمهور في كسر
رتابة الدّرس البلاغي وبالأخصّ حينما تشتغل على خطابات يوميّة (لغويّة وغير
لغويّة).
ــــ تقريب البلاغة من الواقع اليومي ومن لغته الّتي
تحيا بها.
ــــ إكساب الطّالب روح النّقد والتّعامل مع الخطاب
لاسيما وأنّنا نعيش في عصر توظّف فيه اللّغة للتّضليل يوميّا (الخطاب السّياسي،
الخطاب الدّيني المتطرّف، الخطاب الإشهاري).
ــــ إكساب الطّالب المعرفة بالخصائص اللّغويّة
والبلاغيّة الّتي يستعملها المتكلّم في خطابه.
وقدّم مقترح فيه ما يلي:
ــــ أن يتمّ الكتابة في هذا الموضوع ضمن مقالات علميّة
حتّى يجد صداه ويجد حظّه في الواقع.
ــــ إمكانيّة الانفتاح على استشارات مع متخصّصين في
التّربية وتقريب وجهات النّظر بشأن مقرّر بلاغة الجمهور، وذلك يمكن أن يتم عن طريق
استكتاب أو ندوة علميّة تقترح هذا المحور.
4ــــ محاضرة الدّكتور عماد عبد اللّطيف: بعد تعقيبه على
مداخلات زملائه في النّدوة، شرع في تقديم مداخلته حول منهجيّة البحث في بلاغة
الجمهور الّتي يشتغل عليها في عدد من المقالات بوضع أطر تحليل لدراسة الاستجابات
بأنواعها المختلفة كاستجابات السّياسة الحيّة، واستجابات الجمهور في الملاعب،
واستجابات الجمهور في الأدب، حيث قدّم بحثا في طور الإنجاز يقترح فيه إطارا لتحليل
استجابات الجمهور للشّعب في فضائين افتراضيّين هما: اليوتيوب و ساوندكلاود، وقد
وقف الأستاذ على إطار تحليلي مقترح لدراسة استجابة الجمهور للأدب في الفضاء
الافتراضي يتكوّن من أربع مستويات:
ــــ المستوى الأوّل: وصف الاستجابات وتصنيفها بحسب
أنواعها وزمانها.
ــــ المستوى الثّاني: دراسة تفاعلات بين الاستجابات
والخطاب الأصلي.
ـــ المستوى الثّالث: تحليل التّفاعلات الخطابيّة بين
المتلقّين.
ـــ المستوى الرّابع: فحص أثر الوسيط والعوامل التّقنيّة
وسياق التّداول في الاستجابة.
كما أشار إلى إمكانيّة دراسة مستوى أو أكثر من هذه
المستويات بحسب أسئلة البحث. وقدّم هذه المستويات مفصّلة ثمّ حاول تطبيقها
وتحليلها على قصائد لأمل دنقل وفق أبعاد منهجيّة من خلال وصف الاستجابات وتصنيفها
على يوتيوب، ووصف الاستجابات وتصنيفها بوضع نموذج لتصنيف تعليقات جمهور اليوتيوب
على القصيدة، ثمّ قام بوصف الاستجابات وتصنيفها على ساوندكلاود؛ باعتماد نموذج
لتصنيف تعليقات جمهور ساوندكلاود على القصيدة، وصلة الاستجابة بالخطاب، ثمّ إعادة
إنتاج الخطاب، وكذا بناء سياق التّلقي على يوتيوب وساوندكلاود بالإضافة إلى اللّغة
المستعملة من طرف الجمهور في تعليقاتهم على هذه النّصوص الشّعريّة، كما قام بفحص
التّفاعلات الخطابيّة بين متلقّي القصيدة على يوتيوب من خلال مراجعة الأحكام
الجماليّة وأيضا تحدّي لمقولات النّص، وربط النّصّ بالسّياق.
كما تابعت التّفاعلات الخطابيّة بين المتلقّين من حيث:
مستويات فهم القارئ العادي للشّعر محاولا تحليل الاستجابة إلى الاستجابة البليغة
للشّعر والاستجابة غير البليغة للشّعر، ثمّ توصّل إلى نتائج البحث الأوّليّة:
الجزئيّة منها والعامّة، وكذا جملة من الاحترازات الّتي توصّل إليها من خلال هذا
العمل التّطبيقي على قصائد أمل دنقل.
ــــ في نهاية المحاضرة قدّم الأستاذ الدّكتور عبد
القادر التواتي والدّكتورة ونيسة بوختالة بعض الأسئلة للأساتذة المحاضرين وتمّت
الإجابة عليها. وانتهت المحاضرة بتوفيق من اللّه.
تعليق