الذكاء الاصطناعي ومهارات اللغة العربية
تقرير: أنفال زيداني
نظم فريق تعليم اللغة العربية بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية محاضرة علمية افتراضية بعنوان: الذكاء الاصطناعي ومهارات اللغة العربية، وذلك يوم الخميس 18/5/2023، الساعة الثامنة مساء بتوقيت مكة المكرمة، وكانت هذه المحاضرة العلمية من تقديم: الدكتور محمد البستاوي، بإشراف رئيس فريق تعليم اللغة العربية: الأستاذ سامي بن عباد الطويرقي، ومديرة اللقاء: الدكتورة منى حامد النعيمي، وكان بث هذه المحاضرة عبر قناة بيت اللسانيات على منصة يوتيوب.
بدأ هذا اللقاء العلمي بتقديم الدكتورة منى النعيمي لهذا الموضوع وترحيبها بالدكتور محمد البستاوي؛ وقد بدأت التمهيد بطرح بعض التساؤلات القيمة حول الموضوع لتكون محور هذه المحاضرة العلمية من خلال إجابات الدكتور محمد البستاوي عنها.
بدأ الدكتور محمد محاضرته التي كانت عبارة عن اجتهاد شخصي
معتمدا فيها على عارض البيانات power point مستعينا به في الشرح، ولتنشيط الأذهان ولفت انتباه الحاضرين، بدأ الدكتور محمد بطرح تساؤل تمثل في: كيف ترى الذكاء الاصطناعي الفترة القادمة؟، وبين أن هناك قلق وتخوف من هذه التقنية، وأتبع ذلك بنصيحة هي: أن نسعى إلى تفهم الذكاء الاصطناعي والاطلاع على الكتب والإصدارات حوله؛ حيث أنه موجود بيننا، فكيف يمكن أن نستفيد منه ونتوقف عن مهاجمته ونبحث عن فوائده؛ إذ دعا للنظرة التفاؤلية حول الذكاء الاصطناعي، ثم تطرق للتحدث عنه في مجال التعليم وأهميته البارزة فيه، من أبرز فوائده في التعليم:
- تقليل تكلفة التعليم.
- تسهيل عمل المعلمين.
- توفير تغذية راجعة فورية بتحليل أداء الطلاب وتحسين معدلات النجاح.
- تعزيز التنوع والشمولية في التعليم، وطعم ذلك بأمثلة واقعية حية.
كما أوضح بعض النماذج حول الذكاء الاصطناعي منها: ChatGpt، وذكر مراحل تطوره ومهامه، التي نذكر منها: أنه يساعد في تخطيط الدروس وكذا كتابة العديد من الأجناس الأدبية، وتحسين مهارات الكتابة عند الطلاب.
ومن جهة أخرى أشار إلى سلبياته، حيث ذكر أنه يحتاج إلى تعديلات، ونبه أثناء حديثه إلى ضرورة تعريف المعلمين طلابهم بمثل هذه النماذج التي تعينهم على الفهم والتطبيق، وتطعيم دروسهم التعليمية بنماذج تطبيقية، ووضع مخطط مقترح للتدريب على كتابة بعض الأجناس الأدبية، وبين كيفية تقييم الكتابة بوضع جدول لنموذج تقييم كتابة نص سردي كمثال.
ثم شرع في طرح تساؤلات متتالية والإجابة عنها مع تقديم شرح وافي، من هذه التساؤلات التي طرحها: متى ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي؟ وفي أي المجالات كان يُستخدم؟
هل الذكاء الاصطناعي قادر على كتابة الشعر؟
ما تعريف الشعر العربي( العمودي)؟
تلتها تساؤلات حول مهارات اللغة العربية التي يتعامل معها الذكاء الاصطناعي من: نحو وبلاغة، وصرف وعروض...وما يتعلق بها.
كما قدم حولها تعليقات وإبداء آراءه حول الموضوع.
وبعد طرحه مجموعة من التساؤلات والإجابة عنها، انتقل إلى عرض عملي حول Chat Gpt، موضحا إمكاناته في اللغة العربية، وكف نستفيد منه في تعلم مهارات اللغة العربية، والمهارات التي تدعمها هذه المنصة.
فكان أبرز ما ميز محاضرته العلمية هاته هو العروض العملية والنماذج التطبيقية الحية التي طعم بها المحاضرة، وتساؤلاته التي تجعل المتلقي منصتا منتبها لتلقي المعلومات نشطا؛ حيث ساهمت تلك التساؤلات والإجابة عنها من خلال طرح وعرض تلك النماذج بتوضيح المفاهيم النظرية حول الموضوع، مما جعل هذا الصرح العلمي وهذه المحاضرة ليست مجرد تلقين وإلقلء فحسب؛ بل عبارة عن أخذ وعطاء من خلال الأسئلة والأجوبة، من خلال المناقشات والطريقة الحوارية التي اعتمدها، هذا وقد أنهى محاضرته في مدة ساعة وربع بعدها تلقى تساؤلات متتالية من طرف مديرة اللقاء الدكتورة منى، تلك التساؤلات التي أُشكلت الإجابة عنها لدى الكثيرين والتي تبحث عن إجابات مقنعة، تطرق إليها الدكتور محمد البستاوي مجيبا شارحا لمضامينها مبسطا لها من خلال الأمثلة التي طرحها.
كما شارك الحاضرون بطرح تساؤلاتهم عبر منصة اليوتيوب، وكان من بينهم تساؤل الأستاذ راشد البوزاوي: هل الذكاء الاصطناعي يقتل الإبداع؟
أجاب عنه الدكتور محمد البستاوي ضاربا له أمثلة واقعية حية، وبهذه الطريقة المثلى في تقديم وتسيير المناقشات والطروحات كان هذا اللقاء العلمي ماتعا ثريا بالمعلومات.
وفي الختام أنهت الدكتورة مديرة اللقاء منى النعيمي المحاضرة وهذا اللقاء العلمي المتميز بشكر الدكتور محمد البستاوي والقائمين على نجاح هذا اللقاء و جميع أعضاء فريق تعليم اللغة العربية، ليبادلها الشكر والعرفان، كما أرسل الأستاذ سامي الطويرقي للدكتور محمد وسام شرفي تقديرا لمجهوداته وتثمينا لها، لينتهي اللقاء على الساعة العاشرة تقريبا بتوقيت مكة المكرمة.
تعليق