تقرير عن المحاضرة العلمية الموسومة بـ:
أدوات الناقد الأدبي في تحليل النص الشعري
إعداد: أ. أم الخير مروة نجام
مراجعة وتدقيق:
أ.د. عثمان حسن عثمان
د. نسرين سماحي
نظّم فريق تعليم اللغة العربية بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية محاضرة علمية افتراضية، عنوانه: "أدوات الناقد الأدبي في تحليل النص الشعري" مساء الخميس الخامس عشر (15) من شهر سبتمبر 2022م/ يوافق التاسع عشر (19)من شهر صفر 1444ه؛ في تمام الساعة الثامنة مساء بتوقيت مكة المكرمة، والساعة السادسة مساء بتوقيت تونس، الجزائر، المغرب.
قدّم هذه المحاضرة الدكتور أحمد عبد المنعم عقيلي – أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة حلب سوريا-، إدارة اللقاء العلمي الدكتورة منى النعيمي، وكتبت تقريره الأستاذة أم الخير مروة نجام.
افتتحت مديرة اللقاء بتقديم نبذة حول الموضوع؛ حيث قالت إنّ وظيفة النقد الأدبي متوقفة على ذوق الناقد ذاته، لأنّه يقيم نصا آخر فوق النص الأصلي للمبدع؛ مع اختلاف آراء النقاد وتفاوتهم في تحديد الأدوات النقدية؛ وذلك راجع لاختلاف الخبرة بينهم، ولأن التأثير النقدي يحتاج لاكتساب الخبرة والكفاءة المعرفية، من أجل تقديم نماذج نقدية تسهم في تكوين أعراف نقدية، وتساعد النقاد على ممارسة وظيفة النقد الأدبي. واسترسلت تقول:إنّ النقد يأتي بعد الأدب في التفسير والتحليل والحكم عليه...إلخ، ولا يتدخل في إنشائه؛ فهو مسؤول عن تهذيب التذوق الأدبي، مما يعني أنّ النقد مصاحب للأدب، فلا نجاح للعملية النقدية دون ناقد يمتلك أدوات نقدية جيدة.
كما جددت الترحيت بمؤطر اللقاء د.أحمد عبد المنعم عقيلي.
فبدأها بالحمد والثناء والشكر والتقدير للفريق ولكل الحضور من مسؤولين ودكاترة وأساتذة وباحثين وطلبة.
ركّز الدكتور على آلية تحليل النص الشعري كفن من الفنون الأدبية، حيث قام بتعريف النقد بأنّه روح الإبداع وقياسه فهو عملية علمية؛ أي: إجراء عملي أكاديمي علمي بحت، فهو ليس بالهجوم ولا بالمجاملات؛ حيث يُسمّي النقد الأدبي المرآة التي تجلو نصاعة العملية الإبداعية، والتي تعكس العمل الأدبي بإيجابياته ونقاطه التي تحتاج إلى تحصيل وتطوير حتى يُعرَف غث الأدب من ثمينه.
كما وضّح الدكتور قضايا كثيرة؛ من أهمها:
-إظهار مناقب البحث وليس مناقب الباحث؛ أي تناول المادة الإبداعية وليس من أبدعها.
-أنّ النقد ليس بالعملية السهلة المتاحة لكل من أراد أن يمتهنها.
-ألا يكون الناقد عالما بعلمي النحو والصرف فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى أن يكون عالما بعلوم أخرى كعلم التاريخ وعلم الجغرافيا أو علم البيئة، وعلم النفس وعلم الإنسان.
-معرفة العرب القدامى للنقد العربي من خلال قصائدهم وإطلاق أحكامهم النقدية على بعضهم البعض.
-اختلافُ وفوضى المصطلحات النقدية بسبب الترجمة، والسعي إلى توحيدها.
تطرّق بعد ذلك إلى التعريف بأدوات النقدي الأدبي ومناهجه:
1- الوقوف على أدوات الناقد؛ وهي:
أ-مصطلح النقد الأدبي الشعري على وجه الخصوص: فالشعر يعد من أكثر الفنون صعوبة في التناول النقدي؛ ويتمثل ذلك في نقد الأدوات مثل الأوزان والتفعيلات والألفاظ والمعاني وتناسب مقتضى الحال.
بـ-شعرية النص: أن يحمل النص معنى وشعورا وروحا.
جـ-المحاكمة الإبداعية: أي تبيان أثر هذه القصيدة بميزان الإبداع، فنعني بالإبداع إضافة الجديد.
د-المعرفة بالأسطورة: مثل قراءة كتب الأساطير والإلمام بها من حيث الدلالات؛ حتى يتسنى للشاعر نقد الشعر الذي يوظف الأساطير نقدا جيدا.
المناهج النقدية:
1-المنهج البنيوي: كل ما له علاقة بالبنية النصية للجملة، أي تناول النص لغة واستخراج الحكم النقدي.
2-المنهج الأسلوبي الإحصائي: يعتمد على إحصاء الكلمات المتكررة في القصيدة، واستخراج من خلالها أحكامه النقدية.
3-المنهج النفسي: يقوم على التحليل النفسي لدراسة العمليات النفسية اللاشعورية للشاعر، لأن الشاعر لا يكتب نصّه بمعزل عن نفسه.
4-المنهج الواقعي: يتناول النص الشعر من خلال علاقته بالواقع.
كان السؤال المطروح عن هذه المناهج هو: أي من هذه المناهج يستخدم الناقد؟
الجواب هو: تكامل هذه المناهج، ما يُعرَف بالمنهج التكاملي، مع ترجيح منهج على آخر بحسب طبيعة النص الشعري.
المناقشة:
طرحت د.منى أسئلة جيدة، من أهمها:
1-من يحكم على نجاح العملية النقدية؟. 2-هل يستطيع الشاعر أن يكون ناقدا لعمله؟ 3-هل النقد موهبة أم صناعة؟.
الجواب1: هما طرفا هذه العملية النقدية، الناقد ومبدع النص (كلاهما).
الجواب2: نعم، كل شاعر ناقد بذاته.
الجواب3: هو اجتماع الأمرين كليهما، هو موهبة تتمثل في رؤية العمق ما بين السطور؛ ولكن هذه الموهبة لا تأتي إلا بالإجراء النقدي والدُربة والممارسة والمعرفة –وهو الأهم-.
وفي ختام هذا اللقاء العلمي المتميّز؛ تمّ منح الدكتور أحمد عبد المنعم عقيلي وسام الشرف من طرف مدير الفريق الأستاذ سامي الطويرقي على جهده القيم، والشكر الجزيل موصول لمديرة اللقاء الدكتورة منى النعيمي.
تعليق