بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[vcover]

جاري التحميل ...

تعليق

التعليم الإليكتروني والجامعات الافتراضية بين "الواقع والمأمول | إبراهيم الطاهري

  

تقرير حول محاضرة علمية بعنوان:

التعليم الإليكتروني والجامعات الافتراضية بين "الواقع والمأمول"



      نظم فريق "باحثون" التابع لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية محاضرة علمية عن بعد في موضوع: "التعليم الإليكتروني والجامعات الافتراضية بين الواقع والمأمول" من تأطير الأستاذة مريم سالمي، دكتورة في الأدب العربي بجامعة حمة لخضر، الجزائر، والأستاذة خديجة مكاوي طالبة باحثة في سلك الدكتوراه في الأدب العربي جامعة طاهري محمد بالجزائر، وذلك يوم الأربعاء 29 يونيو 2022م ابتداء من الساعة الثامنة مساء بتوقيت المغرب والجزائر وتونس، والعاشرة بتوقيت مكة المكرمة، بحضور السيد مدير الفريق الأستاذ ياسين جمال الإدريسي السادة والسيدات أعضاء الفريق.

      وبعد الأرضية الممهدة لموضوع المحاضرة العلمية التي أدارت فقراتها الأستاذة المقتدرة أمينة بن قطاف تطرقت الأستاذة خديجة مكاوي في مداخلتها الموسومة ب: "التعليم الإليكتروني الواقع والمأمول" إلى عدة محاور أساسية، أولها: أشارت فيه إلى مفهوم التعليم الإليكتروني (التعليم عند بعد) مؤكدة أن هذا النوع من التعليم عبارة عن أسلوب جديد ظهر بفعل عدة تحديات وعوامل فرضها واقع الحياة؛ اجتماعيا واقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا، وأنه وسيلة جامعة لكل آليات التعلم الأخرى، وعبارة عن مواد رقمية متوفرة مجانا على شبكة الانترنيت للمدرسين والطلبة-حسب منظمة اليونسكو الدولية-يعتمد فيها على عدة وسائط كالحاسوب والإنترنيت ونحو ذلك

      أما المحور الثاني فقد تطرقت فيه الأستاذة إلى المراحل الكبرى التي قطعها التعليم الإليكتروني؛ بدءا بالمراسلة البريدية مرورا بالتعلم عن بعد من خلال الوسائل المسموعة (جهاز الراديو مثلا) والتعلم عن بعد عن طريق الوسائل المرئية (التلفاز مثلا) وصولا إلى التعلم الإليكتروني الافتراضي الذي يعتمد فيه على الأقراص المدمجة والبرمجيات والتطبيقات..، كما فصلت القول في بعض مميزات وإيجابيات التعليم الإليكتروني الذي يتصف أولا: بالمرونة وإمكانية تعدد الوسائط، وثانيا: الإسهام في ربح الوقت والجهد وملائمة زمان ومكان التعلم.

     وتأتي ثالث ميزة لهذا النوع من التعليم: مشيرة إلى دوره في المساعدة على تقوية العملية التعليمية التعلمية وتخزين المعلومات، ورابعا: المساهمة في الرفع من المستوى الثقافي، ثم جعل المتعلم يحظى بالحرية  في تلقي المعلومة إلى جانب إمكانية التفاعل مع عدد كبير من المتعلمين والأساتذة  في مختلف بقاع العالم وفي مختلف المجالات خلاف التعليم الواقعي، إلى جانب ذلك كله فقد أكدت الأستاذة في مداخلتها أن هذا النوع من التعليم ينقسم إلى نوعين هما: تعليم إليكتروني متزامن؛ أي تعليم تفاعلي بين المتعلم والمعلم، وتعليم إليكتروني غير متزامن أو غير مباشر لا يخضع لوقت ولا لمكان التلقي وقد يكون عبر البريد الإليكتروني والأقراص المدمجة ومقاطع الفيديو ونحو ذلك..

     وأشارت الأستاذة "مكاوي" في محور ثالث إلى بعض معيقات التعليم الإليكتروني من قبيل: قلة التدريبات والتكوينات في هذا المجال، قلة الأشخاص ذوي الخبرة في الكفاءة في المجال، صعوبة إلغاء التعليم التقليدي، قلة البنية التحية الملائمة لمثل هذا النوع من التعليم وغير ذلك من المعيقات والمشاكل التي لا يمكن الحد منها-تقول الأستاذة-إلا بنشر ثقافة التعليم الإليكتروني بين الناس من خلال تنظيم ندوات وملتقيات توعوية وتأطير دورات تدريبية للطلاب والمدرسين، وكتابة بحوث ومقالات تنظيرية تبين دور استخدام الأدوات والأنماط الحديثة في التعلم، فضلا عن الاستفادة من خبرة الدول الرائدة في المجال.

      وسلطت الضوء الأستاذة الدكتورة "مريم سالمي" في مداخلة الموسومة ب: "الجامعات الافتراضية الواقع والمأمول" على عدة محاور تلامس الموضوع، بدءا بالمحور الأول الذي كشفت فيه عن مفهوم الجامعات الافتراضية، مؤكدة أن هذا النوع الجديد من الجامعات عبارة عن: بيئة تعليمية متكاملة تحاكي الجامعات التعليمية التقليدية، حيث تعتمد على تقنيات ومفاهيم حديثة في الاتصال والتواصل تهدف من خلالها إلى تعليم الطلاب، وأن هذا النوع من الجامعات ظهر مع ظهور الإنترنيت خصوصا في بعض الدول الرائدة في المجال كأمريكا وكندا وكوريا وغير ذلك من البلدان التي أسست جامعات افتراضية تم عددا كبيرا من الكليات.

      وأشارت الأستاذة في المحور الثاني إلى بعض خصائص ووظائف الجامعات الافتراضية؛ فمن حيث الخصائص، فهذا النوع من الجامعات يمتاز بترسيخ مفهوم التعلم مدى الحياة، إلى جانب تلائمه مع الجداول الدراسية-الخاصة بالطلاب-زمانا ومكانا، فضلا عن الإسهام في تغيير دور المدرس والانتقال به من التلقين إلى التوجيه والإرشاد، ثم تبادل الخبرات والثقافات بين الناس من مختلف أقطار العالم.

       أما عن وظائف الجامعات الافتراضية فقد قسمتها الأستاذة المحاضرة إلى عدة أسس وظيفية نذكر منها: الوظيفة التعليمية؛ إذ الجامعات الافتراضية شبيهة بالجامعات الواقعية من حيث تعليم الطلاب وتقديم الشواهد والديبلومات في تخصصات مختلفة، (جامعة كندا مثلا). وهناك وظيفة البحث والتطوير، ويتجلى ذلك من مشاركة هذا النوع من الجامعات في تنظيم المؤتمرات والملتقيات والندوات، ودعم مشاريع البحث العلمي، ونشر البحوث والمقالات..، وهناك وظيفة ثالثة مرتبطة بما هو إداري يهتم بإدارة شؤون الطلاب والمدرسين وغير ذلك من الموارد المشكلة لهذه الجامعات.

      وفي محور ثالث؛ قدمت الأستاذة "سالمي" عددا من المبررات عوامل التي أسهمت نشأة الجامعات الافتراضية، ولعل من أهمها نجد: عامل التطور التكنولوجي والتحول الرقمي والاقتصادي العالمي الذي صار مبنيا على التبادل السريع للمعلومات اللامحدودة، وعامل التعلم الذاتي الذي أصبح ضرورة ملحة يفرض نفسه في ظل التغيرات التي يشهدها العالم اجتماعيا، وسياسيا وصحيا، وهناك عامل الرغبة في تقديم أنماط وأشكال جديدة للتعليم والتعلم تواكب مستجدات العصر. وبموجب ذلك كله تقول الأستاذة: إن هذه الجامعات تحتاج إلى متطلبات بشرية وأخرى مادية، وآليات تعليمية تعلمية كالإنترنيت والأقمار الصناعية وغير ذلك من وسائل الاتصال الحديثة.

      أما المحور الرابع والأخير فقد عقدت فيه الأستاذة سلمي مقارنة بين الجامعة الواقعية والجامعة الافتراضية؛ فالأولى: قد تكون حكومية (أو غير حكومية) حقيقية، مباشرة، تقدم تعلما متزامنا، ولها برامج توافق ثقافة المجتمع، كما تبقى محدودة من حيث الاستقطاب ومن حيث الاعتماد على كتب ومطبوعات مخصوصة، فضلا عن كونها تقدم شواهد وديبلومات عامة.

      في حين الجامعات الافتراضية؛ فهي اليكترونية يتلقى فيها الطلاب المعارف عن بعد بشكل متزامن وغير متزامن، ولها برامج مرنة، إلى جانب كونها مفتوحة وعامة الاستقطاب، وبالرغم من محدودية الشواهد والديبلومات-من حيث التخصصات-التي تقدمها هذه الجامعات، فهي-على حد قول الأستاذة-شاملة لمختلف الشواهد الأكاديمية من "شهادة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه" ومنها ما هو معترف به دوليا أيضا، ومن هذه الجامعات الافتراضية الذائعة الصيت في مختلف دول العالم نجد: جامعة "فينيكس" في أمريكا (تأسست سنة1989م) وجامعة الصناعة الافتراضية في المملكة المتحدة، وجامعة باكستان الافتراضية المؤسسة سنت (2002) والتي تضم 28 حرم جامعي، وجامعات أخرى عربية في كل من سوريا وتونس والمغرب والجزائر ومصر والعراق والإمارات وغيرها كثير.

       وختمت الأستاذة سالمي مداخلتها بالحديث عن معايير الجودة في الجامعات الافتراضية والمتمثلة أساسا في: المعيار الإداري الهادف إلى زيادة الإنتاج وتقليل التكاليف، ومعيار مرتبط بالطلاب وآخر مرتبط بالمدرسين، ثم معيار مرتبط بالمناهج والبرامج الدراسية، ومعيار خامس له ارتباط بالإدارة الجامعية والتعليمية على السواء، ومعيار مرتبط بما هو مادي، وأخيرا معيار مرتبط بالعلاقة بين الجامعة والمجتمع.

      ونشير في الأخير إلى أن المحاضرة العلمية قد لقيت استحسان جمهور المتتبعين من أساتذة وطلبة باحثين تابعوا الفعالية من المغرب ومن مختلف الدول العربية الشقيقة، حيث أغنوا النقاش بمداخلاتهم القيمة التي كانت على شكل تساؤلات وإضافات علمية تنم عن حسهم المعرفي أولا، وشغفهم بالبحث العلمي ثانيا، وتعلقهم بمثل هذه الملتقيات العلمية عامة، وبالمحاضرة التي قدمتها الأستاذة الدكتورة مريم سالمي والأستاذة خديجة مكاوي التي ختمت مجرياتها بقراءة توصيات هامة تحث على ضرورة الاهتمام بالتعليم الإليكتروني والجامعات الافتراضية لما لهما من دور هام حالا ومستقبلا، وهذا لا يتسنى إلا بالتخطيط الفعال والدقيق لهذا النظام التعليمي الجديد من أجل أن يكون ملائما لتطورات العصر ومستجداته.

                                     تقرير:

                                        الأستاذ إبراهيم الطاهري

باحث في اللسانيات وتحليل الخطاب-عضو فريق باحثون.

عن الكاتب

الناشر

التعليقات


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات