بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[cards]

جاري التحميل ...

تقرير حول المؤتمر الدولي الافتراضي اللغة العربية بين سؤال الهوية الثقافية و اشكالية التواصل الحضاري نحو خصوصية عالمية للغة العربية

 بسم الله الرحمان الرحيم





    تناول المؤتمر - الذي امتدت  فعالياته أربعة أيام متتالية( 15- 16 -17 -18، عام:  2021)، تخللتها عروض علمية بحثية راهنة،  قيمة ثرية،  متنوعة المحتوى، مفيدة  مستفاد منها؛  سواء   من طرف ضيوف الشرف،  الدكاترة، و الأساتذة الباحثين، هذا  إضافة إلى المداخلات النقاشية التي أثرت المؤتمر، توصية و إبداء للرأي، و تبادل الأفكار و الخبرات -   مجموعة من المحاور التي تناولت موضوعاتها بالبحث، مكانة اللغة عالميا عربيا ووطنيا (الجزائر)،  حيث كان هذا المؤتمر الذي تزامن انعقاده مع اليوم العالمي للغة العربية،  فرصة  لتباحث و تدارس  مجموعة من التحديات، و المشاكل و الصعوبات التي تواجهها: تعليما و تعلما، تواصلا و استعمالا.

    اليوم الاول من المؤتمر: تضمن جلستين علميتين اثنتين تضمنتا مجموعة من الأوراق البحثية، تطرقت ب جل مواضيعها إلى  مستقبل اللغة العربية في ظل العولمة ، و الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، مرورا بالحديث عن مميزاتها التي تميزها عن باقي اللغات، و المراحل التي قطعتها  منذ نشأتها إلى يومنا هذا، مع تأكيد ضرورة  استشراف آفاق مشرقة و منفتحة لها: معرفيا و انتشارا،  تعريفا بها و استعمالا لها، لتلحق بركب الثورة الرقمية التي يشهدها العالم عامة، و العالم التكنولوجي خاصة.

    هذا و قد تضمنت الأوراق البحثية المقدمة من جهة أولى،  مواضيع لها صلة وثيقة بآفاق تعليم و تعلم  اللغة العربية؛ من مثل الاهتمام بمجال صناعة المعاجم خاصة على مستوى رقمنتها و حوسبتها، بشكل يسهل عملية البحث و التعلم، و اثراء القدرة اللغوية و التواصلية لدى مستخدميه، و من جهة أثارت الأوراق البحثية لبعض مشاركيها،  أبرز المشاكل التي تعانيها خاصة على مستوى اللحن في مجال الإعلام و الصحافة، نحويا و إملائيا و صرفيا و لغويا...إضافة إلى الإشارة إلى  جدلية العلاقة بين ا الهوية و اللغة العربية، هذه الأخيرة تحمل  كيانين: ذاتي و موضوعي، مترابطين تراثيا، دينيا،  تاريخيا، و استعمالا ( اكتسابا و تعلما)، و اللغة بشكل عام،  رابطة جامعة بين الأمم، فاللغة هي الفرد، و الفرد هو اللغة، و كلاهما يشكلون في نهاية المطاف هوية واحدة لا تتجزأ.

   اليوم الثاني من المؤتمر: تضمن هو الآخر جلستين اثنتين، تناولا بالبحث و الاستقصاء مجموعة من القضايا الراهنة المتعلقة باللغة العربية، مثل: التأثير السلبي للعولمة عليها، تعليما، دينيا، هوية، قوميا، اجتماعيا، هذا مع  ضرورة الرقي باللغة العربية والاهتمام بها، تعليميا و تعلما، و رقميا، بشكل ممنهج دقيق قائم على الأسس العلمية الرصينة، التي تضمن بقاءها صامدة حية وسط كل ما يحاك ضدها من مؤامرات داخلية، أو خارجية لطمس وجودها و من ثم طمس الاسلام.



   و من جهة أخرى، تطرقت بعض العروض التي قدمت، إلى الإشارة إلى وضع اللغة العربية، داخل مجال التعليم، و هو الوضع الذي تم وصفه بالإهمال و الإقصاء، و التهميش على حساب اللغة الفرنسية، لأسباب اجتماعية مظهرية، سياسية اقتصادية، و لعل أبرزها  هيمنة العولمة الثقافية في التفكير الفردي و المجتمعي، على حساب الثقافة العربية و الإسلامية: قيما و عادات و أخلاق، هيمنة ثقافة الاستهلاك، و العنف و الأمية الثقافية و سيطرة الثقافة الغربية لغويا و سلوكيا)، مما يستدعي ضرورة التركيز على تعليم اللغة الأم، و تنمية روح الوطنية،  الهوية الثقافة العربية منذ مرحلة الروض، و غرس القيم الأخلاق السامية.

   كما جاءت بعض العروض متضمنة و منادية إلى الاتجاه نحو تعليم اللغة العربية و تعليمها، في ضوء البدائل الالكترونية و تقنيات التعليم الحديثة، منهجا و أسلوبا، إنجاحا للعملية التعليمية التعلمية، اذ لم تعد هذه الأخيرة مجرد وسيلة تربوية تعليمية تقليدية، بل منهج تعلم لفردي و ذاتي، مستثمرين كل ما استجد في عالم التكنولوجيا خاصة على مستوى  حوسبة اللغة العربية بكل علومها؛ مما  سيشكل ثورة مسبوقة للغة العربية، و امتلاكها  ثروة لغوية لا محدودة  في إطار رقمي معلوماتي، يتسم بالسرعة و السهولة في البحث، و كيف لا يتأتى لها كل ذلك، و هي   لغة الدين و الفن والأدب و الشعر، لغة القرآن الكريم، فبه تكتمل روعتها، و منحها خاصيتي الانتشار و الثبات، فهما مقترنان، فلا سبيل لمعرفة اللغة العربية إلا بمعرفة القرآن و العكس صحيح...

  اليوم الثالث من المؤتمر: جاءت جلساته العلمية مختلفة المحتوى شيقة العرض، لما احتوته من مواضيع ثرية يكمل كل منها الآخر؛ ابتدأت بالدكتورة  راوية جاموس عن ورقتها البحثية:  تأثير الاختلاف  الثقافي  على متعلمي اللغة العربية ( الشعب الياباني نموذجا)تعليما و تعلما، تأثرا و تأثيرا، إلى جانب تعليم اللغة، فكلاهما(اللغة و الثقافة) لا ينفصلان، فكل منهما مكمل للآخر و مثر لثقافته الأم،  مشيرة إلى أنه كلما تم إدماج مناهج  للتعريف بثقافة العرب ضمن المقررات الدراسية، سيكون تعلم اللغة العربية كلغة ثانية مرنا و سهلا...



   هذا، و قد تم عرض أوراق بحثية، تضم مثل سابقاتها مواضيع حول اللغة العربية: مكانتها، مميزاتها، تعليمها، التحديات و المشاكل التي تواجهها؛ إما بسبب العولمة أو الثورة التكنولوجية...ما يحتم على كل الباحثين المختصين تبادل الخبرات، و تكثيف و توحيد الجهود، و التعاون الإيجابي البناء، خدمة للغة العربية و جعلها في مصاف اللغات الأولى في العالم، تراثا و حضارة و معرفة، وعلميا وتربويا،  تكنولوجيا و استعمالا و تواصلا، خاصة على مستوى إدماجها الفعال في ميدان التعليم، لأنه اللبنة الأولى التي يستوي عليها عودها، و يظل صامدا امام كل التحديات المستقبلية ...   



  اليوم الرابع و الأخير من المؤتمر: لم تختلف هو الآخر جلساته العلمية، بأوراقها البحثية التي نادت هي الأخرى بضرورة التركيز على الاهتمام باللغة العربية على المستوى التكنولوجي: رقمنة المعاجم، حوسبة التراث اللغوي العربي القديم، و كذلك الاهتمام بها على المستوى التعليمي، منادية بإلغاء التعدد اللغوي الذي يولده الصراع اللغوي، (دولة الجزائر كمثال)، إلى غير هذا من الإشكاليات التي يطرحها موضوع اللغة العربية كلغة، تحاول أن تشق لنفسها الطريق مستقبلا رغم المعوقات...    



 و اختتمت فعاليات جلسات المؤتمر العلمية في يومها الرابع و الأخير، بإلقاء السيد  الدكتور: مروان السكران، كلمة الشكر و الثناء على كل الجهود التي بذلت في إنجاح المؤتمر: تنظيما و عرضا، و بحق كل المشاركين: متدخلين و منظمين و حاضرين.

   و أخيرا، تم إنهاء  المؤتمر بمجموعة من التوصيات القيمة،  على لسان السيد الدكتور سامي، أبرزها:

التركيز على الجانب الديني في علاقته بتعميم تعليم اللغة العربية، تعزيزا للهوية و القومية الاسلامية للفرد.

تنظيم الملتقيات و المؤتمرات التي تخدم اللغة العربية.

سن قوانين صارمة على مستوى استعمال اللغة العربية: لغويا و استعمالا خاصة على المستوى الإعلامي.  

الاهتمام باللغة العربية و مضاعفة الجهود للرقي بها، بشكل  يساير التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم.

تأهيل المعلمين و المتعلمين في مجال التعليم الإلكتروني، خاصة  على مستوى تعليم و تعلم اللغة العربية.

بثينة بلك

و الله ولي التوفيق

عن الكاتب

بيت اللسانيات | Bitlisaniyat

التعليقات

تعليق


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات

2025