بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[vcover]

جاري التحميل ...

تعليق

كيفَ لقلبي يَحمِل ُ | أنسام الحسيني | شعر

                                                                                    الشاعرة أنسام الحسيني/مصر

 كيفَ لقلبي يَحمِل ُ

ليسَ عقلي دفترًا

لكنَّ غائر َجرحي لا يندملُ 

إنْ مر َّبخاطري طيفُكَ 

نبشَ قلبي منجلُ

شبَّ في فؤادي حريقٌ 

جعلَهُ يتلظَّى يتآكلُ

لم أنسَ طيفًا عشقتُهُ

يخونُ ويحسبُ أنِّي أغفلُ

ينفخُ اللهيبَ في جرحي

وفي دمي صديدٌ يتغلغلُ

ذاكَ الحبيبُ

وقدْ كانَ نسيمي 

الذي بهِ أتعللُ

حلمي 

الذي لم أكنْ يومًا 

بغيرِهِ أؤمِّلُ

كم ارتشفتُ منْ عينيْهِ سكرِهِما

وجُبتُ أصرخُ بحبِّهِ منْ يَسألُ

كم ألبسني منْ وهجِ الشوقِ حللًا 

وعشقتُ أنا ما يغزلُ

دفءٌ أماٌن حنانٌ 

فكيف بحبي يبدلُّ

إنِّي وإنْ كثُر َالخونةُ 

لم أكنْ يومًا أتخيلُ 

جُرحَ قلبٍ من عاشقٍ متيمٍ يقتلُ

سفكَ الهيامَ وقالَ نزوةٌ

أفلا للمغفرةِ أستأهلُ

ذبحتَني

ولِجثتي الأمرَ تستسهلُ

يا منْ أرقتَ دمي بسكينٍ باردٍ

أنا لا أغفرُ 

وأعلمُكَ بحبي تُرَتِّلُ

أستحلفُكَ لو خنتُ 

أكُنتَ بحبي تسترسلُ

صُهِرتُ في بحرِ الغرامِ 

أذوقُ من ويلاتِهِ وأنهلُ

أرقتَ مابيننا

وحسبتَ الأمرَ سرًا يُجهَلُ

قد كانتْ خطانا في الهوى مثلًا

والآن أضحى الطريقُ يضللُ

ظلامٌ دامسٌ حلَّ 

ولم تعدْ عيني بالعشقِ تُكحَّلُ

أبكتكَ نياطُ القلبِ

وكادتْ من نارِ الغدرِ تذبلُ 

رحابُ عشقِكَ محرابي

 به أتوسلُ

عهدَ الهوى باقيًا لا يتبدلُ

خنتَ عهدي وقطعتَ وُدِّي 

أفهذا منكَ يُعقلُ

ألِقلبي تغتالُ

وتطلبُ عفوًا يُقبلُ

أتُسقيني بعدَ الشهدِ علقمًا

هل هذا يُتخيَّلُ

في صومعتِكَ كنتُ أتغنجُ

أتدلَّلُ

واليوم في غياهبِ الغدر ِ

أَتقطَّعُ أتذلَّلُ

غدرٌ ناء بحملِهِ الجبالُ

فكيف لقلبي يحملُ

قد كانت عيونُكَ ساحتي

أهيمُ بها وأتغزَّلُ

فإذا بالخيانةِ تَنسِفُني 

والأرضُ تُزَلزَلُ

أحلى القصيِد صُغتُهُ شهدًا 

واليوم أتجرعُه غدرًا يقتُلُ

أبعدَ هذا تبغي عفوًا

ترجو سمحًا يَفضُلُ

قلبي يتشظَّى

أوردتي تتلظَّى

سكينٌ غائرٌ فظَّا

فأنا في بحرِ الآهاتِ أتكبَّلُ

من أمواجِ الخيانةِ أتسربلُ

وفي بعدكَ لم أعدْ أحتملُ

اعتصرَ قلبي واختنقَ

بين خلجاتٍ وخيانةٍ لا تُهمَلُ

فجرحُك لم يعد للدواءِ يقبلُ

أَعلَنَها قلبي

ليس للعفوِ محلٌ بُجعلُ

وددتُ دفنَ قلبي بين أضلعي

وطهرِهِ  بمطرٍ يَهطلُ

علَّهُ للغمِّ يُزيلُ

ومن كلِّ داءٍ يَغسلُ

أهٍ لو استرقتُ الخبرَ

أُقسمُ لنزعتُ قلبي

وصنتُه من كلِّ غدرٍ يَسهُلُ

فنيرانُ مهجتي

أبكتْ من حرِّها المقلُ

وذابَ الجسدُ

وصار الكلُّ بشتعلُ

دعْ محرابي

دعْ صومعتي

لم تعدْ بطهرٍ 

أنا لا أوصلُ

اترُكْ أشلائي مبعثرةً

خذْ عبقَكَ من بينِ أضلعي

خذْ طيفَكَ

انزعْ صورتَكَ

لا تنسَ الأيامَ واللحظاتِ

علَّ الاوجاعَ ترحلُ

فكرامتي للغدرِ لا تَنسى أو تَقبلُ

وأما قلبي فالحزنُ فيه يُفتلُ

دعهُ يحترقْ

دعْ أوردتي تستعرْ

لتحرقَ صورةً لك بدمي رسمتُها

بين أوردتي خبأتُها

وأخرى على قلبي علقتُها

عَلَّ القلبَ ينسى ويذهلُ

                                                                    

عن الكاتب

الناشر

التعليقات


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات