تقرير:
اللغة العربية بين سؤال الهوية الثقافية وإشكالية التواصل الحضاري
"نحو خصوصية عالمية للغة العربية"
نظم فريق تعليم اللغة العربية، التابع لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية مؤتمراً دولياً بين 15 و18 ديسمبر، بعنوان: "اللغة العربية بين سؤال الهوية الثقافية وإشكالية التواصل الحضاري: نحو خصوصية عالمية للغة العربية ".
تسجيل اليوم الأول
اليوم الأول 15 ديسمبر:
افتتحت أعمال المؤتمر في اليوم الأول برئاسة الدكتورة سماح حيدة التي عززت كل أقوالها بعد الترحيب باقتباسات حول اللغة العربية، وبعدها كلمة رئيس المؤتمر الشرفي الدكتور مروان السكران، فكلمة رئيس المؤتمر الأستاذ سامي بن عباد الطويرقي، الذي افتتح كلمته بورقة تعريفية عن اللغة العربية وخلودها (لغة القرآن، الأشعار...) والعناية بها من لدن أصحابها كونها هوية وثقافة وحضارة وعقيدة... وتبعا لذلك حق أن يجعل لها يوم عالمي، وبعدهما مباشرة بدأت المداخلات بمشاركة الأستاذ الدكتور ابراهيم الحلالشة الذي قدم مداخلة بعنوان "تعليم اللغة العربية في تركيا بين الماضي والحاضر والمستقبل"، وقد ربط الحضارة التركية باللغة العربية من حيث اهتمامها باللغة العربية والقرآن الكريم، رغم ما فرضته سنة 1929م الذي تغيرت فيه حروفها، مما سبب مشاكل في تعليم اللغة العربية، كما أبرز الدكتور الحلالشة ملامح من حاضرها اليوم في تركيا، ولمحات عن استشراف مستقبلها.
تلتها الجلسة الأولى برئاسة الأستاذ سامي الطويرقي، وترأست الجلسة الثانية الدكتورة صافية كساس وتضمنت الجلستان سبع مداخلات، واستهلت هذه المداخلات ببيان ميزات اللغة العربية وغناها ووصفها، وبينت التغيرات التي عرفتها اللغة العربية على مر العصور (الجاهلي، الإسلامي، الأموي/ العباسي) مما يبين أن اللغة كالكائن الحي يساير عصورها، وقد تطورت العربية مع عصر الصناعة والعولمة، وأشارت بعض المداخلات إلى ترجمة العربية لعلوم جديدة وترجمة الحضارة العربية الإسلامية أدى إلى بروز كوكبة المستشرقين؛ وهو ما يبرز التلاقح والإمداد والاستمداد بين اللغة العربية واللغات الأخرى، والدليل على ذلك اللسانيات الحديثة (كالتوليدية لتشومسكي) التي استفادت من التراث اللغوي العربي، واختتم اليوم الأول بمداخلة الدكتور سليمان بن علي المعنونة " من مؤهلات اللغة العربية إلى العالمية".
اليوم الثاني 16 ديسمبر :
تسجيل اليوم الثاني
عرف كنظيره الأول جلستين ترأست الأولى الأستاذ الدكتور عائشة عبيزة فيما ترأس الجلسة العلمية الثانية الدكتور عبد الجليل المنصوري، وتركزت المداخلات السبع على الوسائط الإلكترونية وآثارها في التثقيف لدى الطفل وتعليم اللغة العربية، وأبرز الإشكالات التي تطرحها، إضافة إلى العلاقة الجدلية التي تربط اللغة بالهوية، علاوة على الحديث عن آثار جائحة كوفيد 19 التي فرضت تعليم العربية عن بعد، وتحليل الإبداعات الأدبية نموذجا لذلك. ومما نتج عن ذلك الحديث عن اللسانيات الحاسوبية وتعليم اللغة العربية (المعجميات). وقد بينت المداخلات دور الوسائط الإلكترونية في تعليم العربية كالرسوم المتحركة بالعربية للأطفال، وضرورة الاعتناء بها وجعلها بلغة سلسة تلائم سنهم وتوافق مبادئ الهوية العربية الإسلامية. ونوقشت إشكالية الرقمنة ولفت الانتباه إلى ضورها المركزي في الحفاظ على الهوية، وفي شق آخر تم الاهتمام بالتعليم عن بعد؛ حيث قدم تعريف له "تقديم المعرفة للمتعلم دون حاجة للتنقل المدرسة عبر وسائط تكنولوجية" بطريقة تفاعلية مبينة أبرز تحديات الأمر وسبل تجاوزها، وجاءت مداخلة الدكتور محمد جمال صقر "يالغتاه: ثقافة اللغة العربية" لتسدل الستار على أعمال اليوم الثاني.
اليوم الثالث 17 ديسمبر:
تسجيل اليوم الثالث (الجزء الأول)
انطلقت فعاليات الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور ستار العتابي بمداخلة من الدكتورة راوية جاموس حول " تأثير الاختلاف الثقافي على متعلمي اللغة العربية في اليابان وكيفية التعامل معه" وتمركزت مداخلات الجلسة الأولى حول تحديات تواجهها ممارسة اللغة العربية، وسبل تذليلها، خصوصا في عصر الرقمنة والاستلاب الثقافي، الأمر الذي فرض الانفتاح على الآخر والتثاقف معه مما يفرض على اللغة العربية احتضان المفردات من لغات أخرى (الاشتقاق، التعريب...)، ومناقشة قضايا التحول والانتحار والموت في الممارسة اللغوية.
وارتبطت الجلسة الثانية التي ترأستها الدكتورة دنيا لشهب بالجلسة الأولى حيث قاربت إشكالية اللغة العربية بين بناء الهوية والهوية الثقافية، وتحديات العولمة الساعية نحو الشمولية وضرب الخصوصيات، الأمر الذي يجعل التعدد اللساني معضلة من جهة وإن اعتبر ضرورة إنسانية من جهة ثانية، وقد ارتبطت المداخلات كذلك بالجانب الثقافي الهوياتي، وأهمية الثقافة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وركزت كذلك على أهمية امتلاك المعلم للوعي بمسألة الاختلاف الثقافي للتفاعل الإيجابي مع المتعلمين، واختتمت فعاليات اليوم الثالث بمداخلة الدكتور عطاء الله الأزمي المعنونة "واقع اللغة العربية بين التعريب والتغريب".
اليوم الرابع 18 ديسمبر:
تسجيل اليوم الرابع والختامي
اختتم المؤتمر أعماله في يوم اللغة العربية العالمي من خلال جلستين علميتين ترأس الأولى الدكتور عبد الجليل المنصوري وترأس الثانية الدكتور ستار العتابي، وارتبطت المداخلات بتعليم اللغة العربية إلكترونيا والتحديات التي يواجهها، وشروط الحفاظ على الهوية وضمان استمرارية تعلمها في ظروف الجائحة، كما أن اللغة العربية هي ما يجمع الشعوب في ظل الصراعات اللغوية.، كما لُفت الانتباه إلى تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها استنادا إلى المعاجم الإلكترونية؛ حيث بينت أن امتياز العربية بالاشتقاق مثلاً دفع إلى إنشاء المعاجم لتعليم العربية للناطقين بغيرها، والمعجم المصمم على أسس علمية من شأنه القيام بالأمر وإنجاحه ويعزز اكتساب المهارات، ومقابل ذلك نوقشت مسألة رد الاعتبار للغة العربية من عدمه بعد انتهاء الاستعمار (الجزائر نموذجا)، بعد اجتياح التيار الفرنكفوني؛ أي إشكالية الفرونكوفونية والتعريب وما يطرحه من إشكالات حول الأزمة اللغوية بالجزائر.
ومن الجدير بالذكر أن كل جلسة تعقبها مناقشة بناءة، لتذليل الصعاب وتوضيح الاستشكالات المواجهة، كما تميز اليوم الرابع بفتح مساحة للمداخلة الحرة حول اليوم العالمي للغة العربية.
وفي ختام المؤتمر الافتراضي، أعرب الرئيس الشرفي للمؤتمر عن امتنانه للمشاركين، وكون المؤتمر أرضية لتلاقح أفكار المشاركين، وأنه فرصة لربط الصلة بين أبناء العربية في أركان المعمورة، وبعده احتفى رئيس المؤتمر بالمشاركين والمداخلات والإضافة العلمية مستعرضاً في الختام أبرز التوصيات التي انتهى إليها المؤتمر وأبرزها: مقاومة كل ما يحارب العربية كونها رمز الهوية وأداة التواصل ووسيلة حفظ التراث. وليسدل الستار على أشغال المؤتمر بصورة جماعية.
تقرير: أمل عبيد الطويرقي
شكرا على المجهودات
ردحذفبوركتم وبوركت مساعيكم
ردحذفبوركتم جميعا ونفع الله بكم
ردحذف