خاطرة!
كنت امرأة من شبه الجزيرة، عربية أصيلة، تسكبين اللبن وتعصرين التمر، خنساء في دمك، نزيفك الحاد يقتل الدقائق المهدورة من عقارب أمتنا.
تغرقين بشاطئ سيناء فينتفض رأسك المسكون من رمال الكويت، تسبحين إلى الجزيرة بلا أوكسجين، فتشيدك عاجلا أحمرا، وأنت تسرعين الخطو إلى مكة، تحلقين فوق النيل فتحملين الشعير من السودان، وتطلين من الجولان فاكهة، لتشربي كوثر الفرات. ثم تصفعين الشيطان ليهيم بالمتوسط!
أمواج الأندلس لفظت جمرا من ذاكرتك المثقوبة. فما الذي دهاك أيتها الخالدة؟
ليلك الأسود نار سيشعلها أحفاد الخالدين، وسيضاء البحر بزجاجة النفق، فكبوة الحصان العربي هنيهة من التاريخ، صهيله في الوغى رشمة من النصر، بين قرن وقرن من التاريخ، نسبية أنت أيتها الثواني المبرمجة، مسكين أيها الشيطان، كيف ستتلاشى من حجارة الأطفال والملائكة!؟
زائل أنت لا غرو من حكايات الخلد، منثور عقيقك من خيط العجرفة العدمية، حالكة أيامك أيها العبثي، منسي بعد سنوات ودقائق، كجثث الحروب، كأحصنة النكرات، كوردة البكارا الذابلة، كموكب قارون.
عبد المجيد قدوري، المغرب.
تعليق