ملخص:
"بسم الله الرحمن الرحيم"
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد،
يعد النص القراني بادئ ذي بدءٍ نصا لغوياًّ منسوجاً من جنس لسان العرب، مؤلَّفا من جمل مترابطة تشكل عناصرَ ذات دلالات خاصةٍ بها، وتتضافرُ هذه العناصرُ لتنسج كلاماً يفيدُ قصداً دلالياً معيناً.
إن القرآن الكريم ليس نصوصا محدودة ومتناهية على مستوى المعاني وتفرعاتها، وإن كانت نصوصا محدودة ومتناهية على اللفظ. فالقرآن يتصف بالإطلاقية صفة الله سبحانه الطلق التي تجعل الإحاطة به مطلقا أمرا مستحيلا في أي زمان أو مكان، بل هو يعطي لكل زمان ومكان ما لم يعطه لما قبله. بخلاف النص البشري فهو محدود اللفظ.
تأسيسا على كل ذلك، كان اختيارنا للحروف وأثرها في توجيه المعنى؛ لأنه لا يجهل أحد ما للنحو من أهمية، فجميع العلوم لا تستغني عنه، ولا يستطيع أحد فهم كلام الله أو كلام رسوله إلا بعد ضبط قواعد النحو. لذا جعل العلماء من شروط الاجتهاد في علوم الشريعة معرفة اللغة والنحو، هذا من جهة، وعيا منا أن الحرف لا يمكن أن يكتسب دلالته ما لم ينضاف إلى أخواته من الكلمات، في إطار العلاقة التركيبية، وإلا فلا معنى له، هذا من وجهة أخرى.
لهذا سنعمل بحول الله وقوته تعالى جاهدين بيان ذلك، ليكون تقسيم المداخلة على الشكل التالي: مقدمة ثم المبحث الأول: الحرف لغة واصطلاحا؛ وذلك بالتعريف بالحرف من الناحية اللغوية والاصطلاحية ثم إلى بيان البعد الوظيفي للحرف داخل التركيب القرآني من أجل فهم بنية الخطاب في شتى تجلياته. و المبحث الثاني: أثر الحروف في توجيه المعنى من خلال نماذج تطبيقية؛ وذلك بالتمثيل بنماذج تطبيقية من كتاب البرهان للزركشي، لبيان الأثر الذي يحدثه الحرف وما يتولد عن ذلك من معنى في إطار العلاقة التركيبة االمولدة للمعاني.وفي الأخير جامعة لمعطيات المداخلة مع فتح آفاف رحبة لاستنطاق أبنية الخطاب وأنساقه بتصورات ورؤى مختلفة.
كل هذا وعيا منا أن النص القراني خطابي قرآني يقتضي تصريف جميع العلوم فيه لفهم مقاصده.
والله ولي التوفيق.
1-تــوطــــئة:
لعل من المتفق عليه أن الحرف لا يمكن أن يكتسب دلالته ما لم ينضاف إلى أخواته من الكلمات، وإلا فلا معنى له، لهذا سنعمل بحول الله وقوته جاهدين، الوقوف عند الحروف من خلال المعاني التي تخرج إليها ارتباطا بسياق ورودها. فلتكن البداية بتعريف الحرف في اللغة والاصطلاح.
2-الحرف لغة واصطلاحا
الحرف في اللغة:
الطرف والجانب، وحرف كل شيء طَرَفه وشفيره وحده ومنه: حرف الجبل، وهو أعلاه المحدد وفلان على حرف من أمره: أي: ناحية منه، إذا رأى شيئاً لا يعجبه عدل منه، وفي التنزيل "ومن الناس من يعبد الله على حرف" أي: إذا لم ير ما يجب انقلب على وجهه، وعند أبي عبيدة (ت210هـ): كل شاك فهو على حرف لايثبت ولا يدوم، وفي الكشاف: (على حرف): على طرف الدين، لا في وسطه وقلبه.
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف) أي: سبع لغات من لغات العرب، والحرف أيضا الناقة النجيبة الماضية التي انضتها الأسفار، وقيل من الضامرة الصلبة، وهم يقولون: (ناقة حرف) أي: ضامرة، والحرف: واحد حروف التهجي الثمانية والعشرين.
الحرف في اصطلاح النحاة:
أطلقه الخليل (175هـ) على كل كلمة بنيت إدارة عارية في الكلام لتفرقة المعاني، وإن كان بناؤها بحرفين أو أكثر مثل: حتى، وهل، وبل، ولعلّ، فإنها عنده تسمى حرفا.
وعند سيبويه (ت 180هـ): ما جاء لمعنى، ليس باسم ولا فعل، نحو: ثُم، وسوف، واو القسم، ولام الإضافة، ونحو هذا، وعند غيره من النحاة: ما دلَّ على معنى في غيره وقيل فيه أيضا غير ذلك.
ويرى ابن فارس (395هـ) أن حد سيبويه للحرف أقرب الحدود التي أكثر فيها أهل العربية، وفيه يرى سيبويه: إنه الذي يفيد معنى ليس في اسم ولا فعل نحو قولنا: قام زيدٌ، ثم نقول: هل قام زيدٌ فقد أفادت (هل) ما لم يكن في (زيد) ولا في (قام)، فمعنى (الاستفهام) في المثال المتقدم ليس بالفعل الذي هو (قام) ولا الاسم الذي هو (زيدٌ).
ومعنى قول النحاة: الحرف يدل على معنى في غيره: أن دلالة الحرف على معناها متوقفة على ما يتعلق به من الاسم والفعل، فإن لم يذكر متعلقة فلا دلالة على شيء، يقول الرضي: (الحرف وحده لا معنى له أصلا، إذ هو كالعَلَم المنصوب بجنب شيء ليدل على أن في ذلك الشيء فائدة ما، فإذا أفرد ذلك الشيء فائدة ما، فإذا أفرد عن ذلك الشيء بقي غير دال على معنى أصلا).
3-البعد الوظيفي للحرف:
يؤدي (الحرف أو الأداة) وظيفة نحوية، تتلخص في التعبير عن المعاني العامة التي تطرأ على الجمل، ويقتضيها حال الخطاب، ومناسبات القول، نحو: الاستفهام، والنفي، والتوكيد، والشرط، والاستثناء، والعطف،...وغيرها.
ومن حيث التركيب: يؤدي الحرف وظيفة الربط والتعليق في الجملة العربية، وتعلق الكلمات بعضها ببعض هي معاني النحو وأحكامه، (والتعليق بالأداة أشهر أنواع التعليق في اللغة العربية الفصحى، فإذا استثنينا جملتي الإثبات والأمر بالصيغة،...فإننا سنجد كل جملة في اللغة الفصحى على الإطلاق تتكل في تلخيص العلاقة بين أجزائها على الأداة.
الحرف فليس له معنى معجمي، لأن ما يتضمن من الدلالة إنما يحدده التركيب. نعم إن الحرف كما قال أبوعلي الفارسي، ذو دلالة معنوية ظاهرة. فالالصاق والتعليل اللذان يدل عليهما باء الجر ولامه قد يتوهمان منفردين عن الأسماء. غير أن هذه الدلالة غالبا ما تبقى ذات توجهات مختلفة محتملة، حتى ينتظم الحرف في عبارة تجرده لمقصد معين، وتزيل ذلك الاحتمال.
ووظيفة أخرى تؤديها هذه الحروف هي أنها تدخل الكلام لضرب من الاختصار، وذلك أن الحرف الواحد منها يغني عن الكلام الكثير المتناهي في الأبعاد والطول.
ولهذه الأهمية البالغة التي تحظى بها (حروف المعاني) في الكلام العربي، وفي الدرس النحوي وبالبلاغي، ولدورها في تحقيق الدقة في التعبير، وقدرتها على أداء المعاني الخفية، حتى عُدّ مَنْ فهم معانيها وأدرك مواضعها، مِمّن امتلك ناصية اللغة، وأدرك ما فيها من روعة وبيان، لكل هذه الأهمية التي تقدمت فقد احتلت هذه الحروف جانبا بارزاً من جوانب النحو العربي، وتوافر على دراستها، والوقوف على أساليبها، والكشف عن معانيها، والإفاضة في توضيح أسرارها ودقائقها خلائق المتقدمين والمتأخرين من النحاة واللغويين والمفسريين، مما ينم على مدى أثر هذه الحروف في تغيير وجوه الكلام .
وبناء عليه، فإن الصغية النظمية للحرف تتجلى فيما يحققه من وظائف ومعاني داخل السياق؛ فيكون بذلك رهينة تحقيق معنى الحرف في ارتباطه بغيره من الكلمات الأخرى، فمدار الوظيفة تكمن في المعاني النحوية التي تفرضها الدقة الإعرابية، وما ينتج عنها من معاني، من خلال الأثر الذي يتركه الحرف داخل الصياغة التركيبية عمليا.
ولنعرب بدقة، ننتقل إلى تطبيقات عملية، للقبض على الحروف وأثرها في توجيه المعنى مع التمثيل لكل حرف، كما هو وارد عند الزركشي – في كتابه البرهان- وما يتولد عن ذلك من معاني تسهم في فهم أبنية الخطاب وأنساقه النصية.
2- أثر الحروف في توجيه المعنى من خلال نماذج تطبيقية
توطئة:
سنقوم بحول الله تعالى ببيان أثر الحروف في توجيه المعنى من خلال نماذج تطبيقية، انطلاقا من كتاب الزركشي البرهان في علوم القرآن بغية استنطاق أبنية الخطاب القرآني وأنساقه النظمية التي يتحقق بواسطتها ذلك.
دلالة الهمزة:
أصلها الاستفهام، وهو طلب الإفهام. وتأتي لطلب التصور والتصديق، بخلاف «هل» فإنها للتصوّر خاصة. والهمزة أغلب دورانا، ولذلك كانت أم الباب. واختصّت بدخولها على الواو، نحو : (أَوَ كُلَّما عاهَدُوا).
وعلى الفاء، نحو : (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى)
وعلى ثمّ ، نحو : (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ)
و «هل» أظهر في الاختصاص بالفعل من الهمزة، وأما قوله تعالى: (فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ) (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)، و(فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)؛ فذلك لتأكيد الطلب للأوصاف الثلاثة؛ من حيث إن الجملة الاسمية أدلّ على حصول المطلوب وثبوته؛ وهو أدلّ على طلبه من «فهل تشكرون» «وهل تسلمون» لإفادة التجدد.
واعلم أنه يعدل بالهمزة عن أصلها، فيتجوز بها عن النفي والإيجاب والتقرير والتوبيخ، وغير ذلك من المعاني السالفة في بحث الاستفهام مشروحة، فانظره فيه.
وجلي هنا، مما تقدم به الزركشي أن معنى الهمزة في إطار التصور والتصديق، أثره الجملة الإسمية التي تدل على الثبات، بخلاف إفادة معنى التصور وتوجيهها النحوي الجملة الفعلية من خلال ما تفيده من حركية ودينامية ليس إلا.
دلالة : أم
(أمْ) مخفضة من الحروف الثنائية المحضة، موضوعة للاستفهام وفيها معنى العطف، ولا خلاف بين النحاة في ذلك، إلا ما ذهب إليه الكسائي، فأصل (أمْ) عنده (أو) عنده (أو) أبدلت واوها مياً فتحولت إلى معنى يزيد على معنى (أو)، ورده أبو حيان بأبها دعوى بلا دليل، (ولو كانت كذلك لا تفقت أحدهما، وهما مختلفان من أوجه...).
وعدَّ القرطبي (الميم) فيها زائدة، والأصل فيها الهمزة، قال في تفسيره لقوله تعالى : "أم نجعل الذين آمنوا...) "ص 38/28" (الميم صلة ، تقديره: أنجعل الذين أمنوا ...) ومثله في قوله تعالى : (أم لهم شركاء شرعوا لهم ...)" الشورى 43/21قال : (قوله (أم لهم شركاء) أي : ألهم، والميم صلة، والهمزة للتقريع).
وجهور النحاة واللغويين يرون أنها (بالميم) في أصل وضعها، وهذا هو الصحيح، فليس بين يدي الكسائي والقرطبي دليل على ذلك، لأن القلب والنقل خلاف الأصل، (وكل ما كان خلاف الأصل يحوج إلى دليل).
ويحصر جمهور النحاة اللغويين (أم) في موضعين هما :
المتصلة : وهي التي تتقدم عليها همزة التسوية، أو تتقدم عليها همزة يطلب بها وبـ (أم) التعيين، والآخر: أن تكون منقطعة، بمعنى بل مفيدة الإضراب.
يقول الزركشي هو : حرف عطف نائب عن تكرير الاسم والفعل، نحو أزيد عندك أم عمرو؟
وقيل :إنما تُشرِك بين المتعاطفين كما تشرك بينها «أو».
وقيل : فيها معنى العطف. وهي استفهام كالألف؛ إلا أنها لا تكون في أول الكلام لأجل معنى العطف.
وقيل : هي «أو» أبدلت من الواو، ليحوّل إلى معنى. يريد إلى معنى «أو».
وهي قسمان : متصلة ومنفصلة : فالمتّصلة هي الواقعة في العطف والوارد بعدها وقبلها كلام واحد، والمراد بها الاستفهام عن التعيين؛ فلهذا تقدّر بأيّ. وشرطها أن تتقدّمها همزة الاستفهام، ويكون ما بعدها مفردا، أو في تقديره.
والمنفصلة ما فقد فيها الشرطان أو أحدهما، وتقدّر ب «بل» والهمزة. ثم اختلف النحاة في كيفية تقدير المنفصلة في ثلاثة مذاهب، حكاها الصفّار:
أحدها : أنها تقدر بهما وهي بمعناهما، فتفيد الإضراب عمّا قبلها على سبيل التحول والانتقال ك «بل»، والاستفهام عما بعدها. ومن ثمّ لا يجوز أن تستفهم مبتدئا كلامك ب «أم». ولا تكون إلا بعد كلام ، لإفادتها الإضراب، كما تقدم. قال أبوالفتح: والفارق بينها وبين «بل» أنّ ما بعد «بل» منفيّ، وما بعد «أم» مشكوك فيه.
والثاني : أنها بمنزلة «بل» خاصة، والاستفهام محذوف بعدها، وليست هي مفيدة الاستفهام وهو قول الفراء في «معاني القرآن».
والثالث : أنّها بمعنى الهمزة، والإضراب مفهوم من أخذك في كلام آخر وترك الأول.
قال الصفار: فأمّا الأول فباطل؛ لأنّ الحرف لا يعطي في حيّز واحد أكثر من معنى واحد، فيبقى الترجيح بين المذهبين. وينبغي أن يرجّح الأخير؛ لأنه ثبت من كلامهم: إنّها لإبل أم شاء. ويلزم على القول الثاني حذف همزة الاستفهام في الكلام؛ وهو من مواضع الضرورة. قال: والصحيح أنها لا تخلو عن الاستفهام؛ وكذلك قال سيبويه. انتهى.
دلالة : إذن
نوعان :
الأول : أن تدلّ على إنشاء السببية والشرط؛ بحيث لا يفهم الارتباط من غيرها، نحو «أزورك فتقول: «إذن أكرمك»، وهي في هذا الوجه عاملة تدخل على الجملة الفعلية، فتنصب المضارع المستقبل؛ إذا صدّرت، ولم تفصل، ولم يكن الفعل حالا.
والثاني: أن تكون مؤكدة لجواب ارتبط بمقدم، أو منبّهة على سبب حصل في الحال وهي في الحال غير عاملة؛ لأن المؤكدات لا يعتمد عليها، والعامل يعتمد عليه، نحو «إن تأتني إذن آتك»، والله إذن لأفعلنّ»، ألا ترى أنها لو سقطت لفهم الارتباط .
وتدخل هذه على الاسمية، نحو أزورك فتقول: إذن أنا أكرمك.
ويجوز توسطها وتأخرها. ومن هذا قوله تعالى: (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) فهي مؤكدة للجواب، وتربطه بما تقدم.
وذكر بعض المتأخرين لها معنى ثالثا؛ وهي: أن تكون مركبة من «إذ» التي هي ظرف زمن ماض ومن جملة بعدها تحقيقا أو تقديرا، لكن حذفت الجملة تخفيفا، وأبدل التنوين منها، كما في قولهم : «حينئذ». وليست هذه الناصبة المضارع؛ لأن تلك تختص به، وكذلك ما عملت فيه، ولا يعمل إلا ما يختص، وهذه لا تختص به، بل تدخل على الماضي نحو: (وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً) و (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ)، و(إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ). وعلى الاسم، نحو: إن كنت ظالما فإذن حكمك فيّ ماض، وقوله تعالى: (وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ). ورام بعض النحويين جعلها فيه بمعنى «بعد».
ويوضح الزركشي قائلا : "واعلم أن هذا المعنى لم يذكره النحاة، لكنه قياس قولهم: إنه قد تحذف الجملة المضاف إليها «إذ». ويعوّض عنها التنوين كيومئذ، ولم يذكروا حذف الجملة من «إذا» وتعويض التنوين عنها".
وقال الشيخ أبو حيّان: في «التذكرة»: ذكر لي علم الدين البلقيني ، أن القاضي تقي الدين بن رزين ، كان يذهب إلى أن «إذن» عوض من الجملة المحذوفة. وليس هذا بقول نحويّ. انتهى.
وقال القاضي ابن الخويّي. وأنا أظن أنه يجوز أن تقول لمن قال: أنا آتيك: «إذن أكرمك» بالرفع، على معنى «إذا أتيتني أكرمك » فحذف «أتيتني» وعوض التنوين عن الجملة، فسقطت الألف لالتقاء الساكنين. وقال: ولا يقدح في ذلك اتفاق النحاة، على أن الفعل في مثل هذا المثال منصوب ب «إذن»؛ لأنهم يريدون بذلك ما إذا كانت حرفا ناصبا للفعل، ولا ينفي ذلك رفع الفعل بعده، إذا أريد به «إذ» الزمانية معوضا عن جملته التنوين، كما أنّ منهم من يجزم ما بعدها، نحو: من يزرني أكرمه. يريد بذلك الشرطية، ولا يمنع مع ذلك الرفع بها إذا أريد الموصولة، نحو: من يزرني أكرمه.
قيل: ولو لا قول النحاة: إنه لا يعمل إلا ما يختص، وإن «إذن» عاملة في المضارع، لقيل: إن «إذن» في الموضعين واحدة، وإن معناها تقييد ما بعدها بزمن أو حال؛ لأن معنى قولهم: أنا أزورك، فيقول السامع: إذن أكرمك، هو بمعنى قوله : أنا أكرمك زمن أو حال أو عند زيارتك لي. ثم عند سيبويه معناها الجواب، فلا يجوز أن تقول: «إذن يقوم زيد» ابتداء، من غير أن تجيب به أحدا.
دلالــــة "إذ"
ظرف لماضي الزمان، يضاف للجملتين، كقوله تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ)، وتقول : أيّدك الله إذ فعلت؟
وأما قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ) ف «ترى» مستقبل، «وإذ» ظرف للماضي، وإنما كان كذلك لأن الشيء كائن، وإن لم يكن بعد؛ وذلك عند الله قد كان؛ لأنّ علمه به سابق، وقضاءه به نافذ ؛ فهو كائن لا محالة. (وقيل): المعنى : ولو ترى ندمهم وخزيهم في ذلك اليوم بعد وقوفهم على النار ف «إذا» ظرف ماض، لكن بالإضافة إلى ندمهم الواقع بعد المعاينة، فقد صار وقت التوقف ماضيا بالإضافة إلى ما بعده، والذي بعده هو مفعول «ترى».
المستفاد من كلام الزركشي أن معنى "إذ" يفيد زمن الماضي، توجيه النحوي الإضافة إلى ما بعده، أثره مفعول ترى من خلال صحة المعنى في فعل وقفوا ...
بالإضافة إلى إفادة "إذ" معنى الظرفية للماضي. و يمكن أن نحصر معانيها في الجدول التالي :
يتضح من خلال الجدول أعلاه، أن الحرف "إذ" معناه لا يتحقق إلا في اقترانه داخل مظان التركيب، شأنه، شأن باقي الحروف، موازة عن ذلك، فإن قوة معاني "إذ" تحققت من خلال تعدد مواطن ورودها داخل سياقات متعددة، وبتوجيهات نحوية، أثرت أو ساعدت في القبض على المعنى .
دلالة حرف الباء
يرى الزركشي أن أصل "الباب" للإلصاق، ومعناه اختلاط الشيء بالشيء، ويكون حقيقة، وهو الأكثر، نحو: «به داء»، ومجازا ك «مررت به»، إذ معناه: جعلت مروري ملصقا بمكان قريب منه، لا به، فهو وارد على الاتساع.
وقد جعلوا منه قوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ).
وقد تأتي زائدة :
إمّا مع الخبر؛ نحو : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها).
وإما مع الفاعل، نحو : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) ف «الله» فاعل و «شهيدا» نصب على الحال أو التمييز، والباء زائدة ، ودخلت لتأكيد الاتصال، أي لتأكيد شدّة ارتباط الفعل بالفاعل، لأنّ الفعل يطلب فاعله طلبا لا بدّ منه، والباء توصل الأول إلى الثاني، فكأنّ الفعل يصل إلى الفاعل، وزادته الباء اتصالا.
إننا نشاطر الرأي فيما ذهب إليه الزركشي، كما يمكننا أن نضيف أن معنى الباء تفيد الإتصالية من خلال ربط الصلة بين الفعل وفاعله، مؤداه، الزيادة في المبنى زيادة في المعنى، في تأكيد الاتصالية، توجيهه النحوي، الفاعلية من خلال المحافظة على الصياغة النظمية للتركيب لصحة المعنى (فعل + فاعل + مفعول به ).
قال ابن الشجري: فعلوا ذلك؛ إيذانا بأن الكفاية من الله ليست كالكفاية من غيره في عظم المنزلة ، فضوعف لفظها ليضاعف معناها.
وتجيء للتعدية :
وهي القائمة مقام الهمزة في إيصال الفعل اللازم إلى المفعول به، نحو : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ)، أي أذهب.
تفيد الباء حسب الزركشي معنى التعدية، أفاده سياق الآية على تقدير أذهب، أثره إيصال الفعل اللازم إلى المفعول به .
ولهذا يقول الزركشي: لا يجمع بينهما، فهما متعاقبتان؛ وأما قوله تعالى(أَسْرى بِعَبْدِهِ) ، فقيل : «أسرى» و «سرى» بمعنى، كسقى وأسقى، والهمزة ليست للتعدية، وإنما المعدّى الباء في «بعبده».
وزعم ابن عطية أن مفعول «أسرى» محذوف، وأن التعدية بالهمزة، أي أسرى الليلة بعبده.
ومذهب الجمهور أنها بمعنى الهمزة ، لا تقتضي مشاركة الفاعل للمفعول.
وذهب المبرّد والسّهيلي أنها تقتضي مصاحبة الفاعل للمفعول في الفعل بخلاف الهمزة.
ولتعدد معاني الباء يمكن جردها من خلال الجدول التالي :
إن حرف "الباء" واحد لكن معانيه تعدد بتعدد مواطن ورودها داخل مظان السياق، مما يكون له أثرا في توليد عدة دلالات ومعاني .
وجدير بالذكر – حسب الزركشي – أن "الباء" تقترن مع النكرة ، نحو : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍوَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ )
قال أبو الفتح في «التنبيه»: وتوهّم بعضهم أنها لا تقع إلا مع المعرفة ، نحو : كنا بالبصرة ، وأقمنا بالمدينة.
وهو محجوج بقول الشماخ:
وَهُنَّ وُقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَضَاءَهُ بضاحي غَداةٍ أَمرُه وَهوَ ضَامِزُ
أي في ضاحي وهي نكرة.
دلالة" ثمّ"
للترتيب مع التراخي، وأمّا قوله: (لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى)، والهداية سابقة على ذلك، فالمراد «ثم دام على الهداية»، بدليل قوله: (آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا).
وقد تأتي لترتيب الأخبار، لا لترتيب المخبرعنه، كقوله تعالى : (فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ).
إن من بين معاني "ثم" إفادة الترتيب أثر ذلك ترتيب الأخبار الذي فرضه سياق الآية الكريمة.
قال ابن برّي : قد تجيء «ثم» كثيرا لتفاوت ما بين رتبتين في قصد المتكلّم فيه تفاوت ما بين مرتبتي الفعل مع السكوت عن تفاوت رتبتي الفاعل، كقوله تعالى :الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)، ف «ثم» هنا لتفاوت رتبة الخلق والجعل من رتبة العدل، مع السكوت عن وصف العادلين.
وقيل : تأتي للتعجب ، نحو : (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ).
وقيل : بمعنى واو العطف، كقوله : (فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ)، أي هو شهيد. ولعل هذا ما أشار إليه الدكتور محمد الحافظ الروسي في مُؤَلَّفِهِ "البلاغة والتصوف" أن الواو في قوله: "....." لا تفيد الترتيب، بل هي لمجرد الجمع. فالتقدير: أدبر وأقبل " والدليل على ذلك ما ثبت عند البخاري من رواية عبد الله بن زيد بلفظ: فأدبر بيديه وأقبل..
فتكون الواو مما أشار إليه الدكتور محمد الحافظ الروسي، دالة على العطف لا الترتيب؛ وأحرف العطف حددها النحويون في عشرة أحرفٍ، وقد جمعها الناظم في الأبيات التالية:
وَأَحْرُفُ الْعَطْفِ جَمِيعًا عَشَرَهْ ... مَحْصُورَةٌ مَأْثُورَةٌ مُسَطَّرَهْ
الْوَاوُ وَالْفَاءُ وَثُمَّ لِلْمَهَلْ ... وَلاَ وَحَتَّى ثُمَّ أَوْ وَأَمْ وَبَلْ
وَبَعْدَهَا لَكِنْ وَإِمَّا إِنْ كُسِرْ ... وَجَاءَ لِلتَّخْيِيرِ فَافْهَمْ مَا ذُكِرْ
(الواو) و (الفاء) و (ثُمَّ) : وهذه الثّلاثة أخوات؛ لأنّها تَجمع بين الشيئين في الإعراب والمعنى. و (أَوْ) و (إِمَّا) و (أَمْ) : وهذه أخوات؛ لأنّهنّ لأحد الشّيئين أو الأشياء و (بَلْ) و (لكن) : أُختان؛ لأنّ الاستدراك والإضراب يتقاربان.
قيل : وتأتي زائدة، كقوله تعالى : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) إلى قوله : (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ)، لأن «تاب» جواب «إذا» من قوله: (حَتَّى إِذا ضاقَتْ). وتأتي للاستئناف، كقوله تعالى: (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ).
علاوة على ذلك، يتساءل الزركشي، مستفسرا بذلك قائلا : فإن قيل : ما المانع من الجزم على العطف؟
فالجواب، أنه عدل به عن حكم الجزاء، إلى حكم الإخبار ابتداء، كأنه قال : ثم أخبركم أنهم لا ينصرون.
فإن قيل : أيّ فرق بين رفعه وجزمه في المعنى؟ قيل: لو جزم لكان نفي النصر مقيدا بمقاتلتهم كتولّيهم، وحين رفع كان النصر وعدا مطلقا، كأنه قال: ثم شأنهم وقصّتهم أني أخبركم عنها، وأبشّركم بها بعد التولية أنهم مخذولون، منعت عنهم النصرة والقوة، ثم لا ينهضون بعدها بنجاح، ولا يستقيم لهم أمر.
واعلم أنها وإن كانت حرف استئناف، ففيها معنى العطف، وهو من عطف الخبر على جملة الشرط والجزاء، كأنه قال: أخبركم أنهم يقاتلونكم فيهزمون، ثم أخبركم أنهم لا ينصرون.
فإن قيل : ما معنى التراخي في «ثم»؟ قيل : التراخي في الرتبة، لأن الأخبار التي تتسلط عليهم أعظم من الإخبار بتولّيهم الأدبار، كقوله تعالى : (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ* ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ).
وعليه، رغم تعدد معاني "ثم" فإنها لا تخرج عن معنى الترتيب والتراخي، أثر ذلك تعدد مواطن ورودها، مما يؤدي إلى توليد معاني جديدة ...
خـــــــــاتمــة:
تأسيسا على ماسبق ذكره، يمكن القول إن الحروف تحظى بأهمية بالغة عند المهتمين والباحثين وخاصة عند الزركشي، الذي أولى لها أهمية فائقة في كتابه البرهان في علوم القرآن مبينا بالأساس الأثر الذي تحدثه داخل السياق أو أبنية الخطاب القرآني وما ينتج عن ذلك من نسقية نظمية وما يتولد عن ذلك من معنى، ناهيك عن الأثر النحوي في تحديد المعنى الناتج عن الصياغة التركبية للخطاب، لهذا فرغم افتقارية الحرف لا يمكن الاستغناء عنه من أجل صحة العبارة.
وبناء عليه، فإن الصغية النظمية للحرف تتجلى فيما يحققه من وظائف ومعاني داخل السياق؛ فيكون بذلك رهينة تحقيق معنى الحرف في ارتباطه بغيره من الكلمات الأخرى، فمدار الوظيفة تكمن في المعاني النحوية التي تفرضها الدقة الإعرابية، وما ينتج عنها من معاني، وهو ما يعطي للخطاب بنيته ونسقيته العملية.
لائحة المصادر والمراجع:
القرآن الكريم جل منزله وعلا
البحر المحيط في أصول الفقه، لبدر الدين الزركشي، تحقيق محمد محمد تامر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1: 1421هـ - 2000م.
البرهان في علوم القرآن الزّركشيّ بدر الدّين محمد، تحـ. محمّد أبو الفضل إبراهيم، ع،ج4، دار المعرفة، بيروت – لبنان، د.ت.
التحليل النحوي أصوله وأدلته، فخر الدين قباوة، الشركة المصرية العالمية للنشر ط1 2002م.
الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، الناشر: دار الكتب المصرية – القاهرة، الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964 م، عدد الأجزاء: 20 جزءا (في 10 مجلدات).
الجنى الداني في حروف المعاني :حسن بن القاسم المرادي (ت 747هـ )، تحقيق: طه محسن، دار مطابع جامعة الموصل، 1396 هـ 1976م .
حروف العطف بين الدرس النحوي والاستعمال القرآني، عبد الستار مهدي علي "أستاذ النحو في جامعة بابل" المملكة الأردنية الهامشية عمان – الأردن – العبدلي – شارع الملك حسين.
الخصائص: أبو الفتح عثمان بن جني، الناشر : عالم الكتب - بيروت، تحقيق : محمد علي النجار، عدد الأجزاء : 3
درر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)، تحقيق ، محمد عبد المعيد ضان، مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند، الطبعة: الثانية، 1392هـ/ 1972م عدد الأجزاء:6.
دلائل الإعجاز: أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الأولى، 1995تحقيق : د.محمد التنجي، عدد الأجزاء : 1.
سر صناعة الإعراب: أبو الفتح عثمان بن جني، الناشر : دار القلم – دمشق، ط1 ، 1985، تحقيق : د.حسن هنداوي، عدد الأجزاء : 2.
شرح المفصل للزمخشري، يعيش بن علي بن يعيش ابن أبي السرايا محمد بن علي، أبو البقاء، موفق الدين، الأسدي الموصلي، المعروف بابن يعيش وبابن الصانع (المتوفى: 643هـ).قدم له: الدكتور إميل بديع يعقوب، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م، عدد الأجزاء: 6 (5 وجزء للفهارس).
شرح كتاب سيبويه، أبو سعيد السيرافي الحسن بن عبد الله بن المرزبان (المتوفى: 368 هـ)، تحقيق: أحمد حسن مهدلي، علي سيد علي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 2008 م،عدد الأجزاء: 5.
الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العربية في كلامها لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، علق عليه : أحمد حسن بسج ، دار الكتب العلمية – بيروت ط الأولى 1418 هـ – 1997
في البلاغة والتصوف: الدكتور محمد الحافظ الروسي، دار الأمان – الرباط. ط.1: 1437هـ /2016م.
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون المؤلف: مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة (المتوفى: 1067هـ) تاريخ النشر 1941م.
لسان العرب : محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ، الناشر: دار صادر - بيروت الطبعة: الثالثة - 1414 هـ، عدد الأجزاء: 15.
اللغة العربية معناها ومبناها، تمام حسان الطبعة الثالثة، عالم الكتب 1998م.
معاني القرآن وإعرابه، إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج (المتوفى: 311هـ)، تحقيق : عبد الجليل عبده شلبي، الناشر: عالم الكتب – بيروت، الطبعة: الأولى 1408 هـ - 1988 م، عدد الأجزاء: 5.
مغني الّلبيب عن كتب الأعاريب: الأنصاريّ جمال الدّين بن هشام، ، تحـ. مازن المبارك ومحمّد عليّ حمد الّله، ط5، مؤسّسة الصّادق، طهران، 1378هـ.
الموافقات في أصول الشريعة ، الشاطبي، تحقيق عبد الله دراز – المعرفة لبنان بيروت .اهرة الطبعة الثانية 1400 هـ، ع /4
مقاييس اللغة أبي الحسين أحمد بن فارِس بن زكَرِيّا تحقيق : عبد السَّلام محمد هَارُون ،الناشر : اتحاد الكتاب العرب، ط 1423 هـ = 2002م. عدد الأجزاء : 6.
مجاز القرآن : أبو عبيدة معمر بن المثنَّى التَّيمي (ت210) تحقيق الدكتور محمد فؤاد سزكين ، مكتبة الخانجي بمصر، (د ت).