علم
المصطلح حديث النشأة لكنه آخذٌ في التطور والنمو باطراد، فهو قديم في غايته
وموضوعه، حديث في منهجيته ووسائله.
التعريف: يعرف علم المصطلح بأنه الدراسة
العلمية للمفاهيم وللمصطلحات التي تعبر عنها تلك المفاهيم في اللغات الخاصة. كما
أن العمل فيه ينطلق من المفاهيم بعد تحديدها تحديداً دقيقاً محاولاً إيجاد
المصطلحات الدقيقة الدالة عليها‘ فهو يقنن المصطلحات في ضوء المفاهيم العلمية النابعة من طبيعة الموضوع نفسه.غرضه: إنتاج معاجم مختصة للمصطلحات،هدفه : توفير المصطلحات العلمية والتقنية
الدقيقة التي تيسر تبادل المعلومات، وغايته نشر المعرفة العلمية لإيجاد مجتمع المعرفة
القادر على تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة من أجل ترقية حياة الإنسان ورفاهيته،
ولهذا فإنه يعدّ عنصراً أساسياً من عناصر التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية للأمة.
علاقة علم المصطلح بالعلوم الأخرى:
لعلم المصطلح علاقة بالعلوم التالية:
- علم المنطق وعلم الوجود: لأن دراسة
المفاهيم تقع في نطاق هذين العلمين.
- علم اللغة: توليد المصطلحات يتطلب معرفة
بطرائق الاشتقاق والمجاز والنحت والتركيب، وهذا من اختصاص علم اللغة.
- الترجمة والتعريب : نقل المصطلحات من
لغات أخرى يتطلب معرفة بالترجمة والتعريب.
- علم العلامات(السيميائيات): لمَا كان كثير
من المصطلحات العلمية والتقنية على شكل مختصرات ومختزلات ورموز فإنه لابد للباحث
في علم المصطلح من التعمق في السيميائيات أو علم العلامات.
- علم الحاسوب: نظراً لأن عدد المصطلحات يبلغ الملايين
في كل فرع من فروع المعرفة ، بات من الضروري استخدام الحاسب في إنشاء المدونات
الحاسوبية التي تستخلص منها المصطلحات، وفي إقامة بنوك المصطلحات لخزن المصطلحات ومعالجتها واسترجاعها وتبادلها
مع المؤسسات المصطلحية الأخرى.
-
صناعة المعجم: هذه المصطلحات
وتعريفاتها ومقابلاتها توضع في شكل معاجم، ورقية أو إليكترونية، أحادية اللغة أو
ثنائية اللغة أو متعددة اللغات، ومن هنا أصبحت صناعة المعجم من أدوات المصطلحي.
ولهذا كله ينبغي أن يقوم بالعمل المصطلحي
فريق من المتخصصين.
الفرق بين المفهوم
والمصطلح
يعتقد كثير من الباحثين أن "المفهوم"
و"المصطلح" مترادفات لفظية، والواقع أن كل واحد منها يختلف عن الآخر؛
حيث لكلٍّ دلالته وماهيته.
حدد
الدكتور "وجيه المرسي " الفروق بين هذه الكلمات بطريقة جاذبة لافتة
للنظر، وذلك على الوجه التالي:
1- المفهوم فكرة أو صورة عقلية تتكون من خلال الخبرات المتتابعة التي يمر بها
الفرد؛ سواء أكانت هذه الخبرات مباشرة، أم غير مباشرة، فعلى سبيل المثال: يتكون
المفهوم الصحيح "للصلاة" من خلال خبرة المتعلم التي يكتسبها في (محيطه)
و المراحل التعليمية المختلفة، ومن خلال أدائه للصلاة على الوجه الصحيح، وكذلك
يتكون مفهوم "الإنفاق في سبيل الله" لدى المتعلم من خلال المعرفة التي
تقدم له في محتوى مناهج التربية الإسلامية، ومن خلال مواقف الحياة المختلفة.
ويتسم كل مفهوم بمجموعة من الصفات والخصائص التي
تميزه عن غيره. كما يشترك جميع أفراد المفهوم في الصفات والخصائص التي تميزه عن
غيره من المفاهيم الأخرى، "فالركوع" مثلاً أحد أفراد مفهوم الصلاة يختلف
عن أحد أفراد مفهوم الحج كالطواف مثلاً، وهكذا.
وتعتبر
خاصيتا التجريد والتعميم من أهم خصائص المفهوم، فمفهوم "الإنفاق" مثلاً
من المفاهيم غير المحسوسة، ويتجسد فيما يبذل من مال في سبيل الله، وهو في الوقت
نفسه مفهوم عام يشمل: الإنفاق بالمال، أو الجهد، أو الوقت.
يختلف
المفهوم عن المصطلح في أن المفهوم يركز على الصورة الذهنية، أما المصطلح فإنه يركز
على الدلالة اللفظية للمفهوم، كما أن المفهوم أسبق من المصطلح، وينبغي التأكيد على
أن المفهوم ليس هو المصطلح، وإنما هو مضمون هذه الكلمة، ودلالة هذا المصطلح في ذهن
المتعلم؛ ولهذا يعتبر التعريف بالمصطلح هو "الدلالة اللفظية للمفهوم"،
وعلى ذلك يمكن القول بأن كلمة الصلاة مثلاً ما هي إلا مصطلح لمفهوم معين ينتج عن
إدراك العناصر المشتركة بين الحقائق التي يوجد فيها التكبير وقراءة القرآن،
والقيام والركوع والسجود، والتشهد والسلام، وكلمة "الحج "مصطلح لمفهوم
معين ينتج عن إدراكنا للعناصر المشتركة بين المواقف؛ كالإحرام، والطواف حول الكعبة
المشرفة، والسعي بين الصفا والمرة، والوقوف بعرفات،...، فالملاحظ مع كلمتي
(الصلاة، والحج) أنه تم أولاً التعرف على أوجه الشبه والاختلاف في خصائص كل كلمة،
ثم تحديد الخصائص أو العناصر المتشابهة، ووضعها في مجموعات أو فئات أُطلق عليها
اسم المفهوم.
الفرق بين المصطلح والكلمة:
المصطلح ليس كلمة من الكلمات،
فالكلمة لها معنى، أما المصطلح فله مفهوم، ويتعامل اللغويون مع الكلمات ومعانيها
وحقولها الدلالية، أما المصطلحيون فيتداولون المصطلحات ومفاهيمها ومجالاتها
المفهومية، بل أنظمتها المفهومية، وإذا كان معنى الكلمة يتحدد من سياقها في
الجملة، فإن المصطلح لا يمكن ضبطه إلا من تحديد موقع المفهوم الذي يعبر عنه في
المنظومة المفهومية، ومن تخطيط شبكة علاقاته بالمفاهيم المجاورة له في تلك
المنظومة ، فالمصطلح يمتاز عن الكلمة بدقته وانتمائه إلى منظومة مصطلحية تعبر مصطلحاتها
عن مفاهيم منظومة مفهومية.
من
المؤلفين الذين عبروا عن المصطلحات بلفظ (كلمات):
- الرازي أحمد بن حمدان(المتوفى بعد سنة
322هـ)كتابه (الزينة في الكلمات الإسلامية)، وأفاد مؤلفون آخرون في التعبير عن
المصطلحات ب (ألفاظ)، على نحو ما نجد في عنوان
كتاب: (المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين) لعلي بن يوسف الآمدي،
ويفضل كثير من الباحثين المتأخرين والمحدثين كلمتي (اصطلاح) و( مصطلح)على الكلمات
الأخرى غير المحددة، للدلالة على هذا المعنى.
مصطلح أم اصطلاح:
u إنّ كلمتي " مصطلح " و "
اصطلاح " مترادفتان في اللغة العربيّة. وهما مشتقّتان من "اصطلح"
(وجذره صلح) بمعنى "اتفق"، لأنّ المصطلح أو الاصطلاح يدلّ على اتفاق
أصحاب تخصّص ما على استخدامه للتعبير عن مفهوم علميّ محدّد. ومَن يدقق النظر في
المؤلَّفات العربيّة التراثيّة، يجد أنّها تشتمل على لفظَي " مصطلح " و
"اصطلاح " بوصفهما مترادفين. فعلماء الحديث كانوا أوّل من استخدم لفظ
" معجم " ولفظ " مصطلح " في مؤلَّفاتهم. ومن هذه المؤلَّفات
منظومة أحمد بن فرج الإشبيلي (من أهل القرن السابع الهجري ) في مصطلح الحديث، التي
أوّلها: غرامي "صحيحٌ
" والرجا فيك معضلُ وحزني ودمعي
" مُرسَلٌ " و " مُسلسَلُ "
u
(
لاحظ أنّ الكلمات الثلاث بين علامات التنصيص هي مصطلحات من علم الحديث تدلّ على
أنواع مختلفة من الحديث النبويّ الشريف.)
كما ظهر لفظ
" مصطلح " في عناوين بعض مؤلفات علماء الحديث مثل " الألفيّة في
مصطلح الحديث" للزين العراقي ( زين الدِّين عبد الرحيم بن الحسين المتوفَى
سنة 806 هـ) وكتاب " نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" للحافظ بن حجر
العسقلانيّ (المتوفى سنة 852 هـ/ 1449م)، واستخدم لفظ "المصطلح" كتّابٌ
آخرون غير علماء الحديث مثل شهاب الدين أحمد بن يحيى المعروف بابن فضل الله
العُمَري ( المتوفى سنة 749هـ) في كتابه " التعريف بالمصطلح الشريف"
الذي يتناول الألفاظ الاصطلاحيّة المستعملة في الكتابة الديوانيّة.
u ومن المعجميّين الذين استخدموا لفظي
" اصطلاح " و " مصطلح " بوصفهما مترادفين عبد الرزاق
الكاشاني( المتوفى حوالي 736هـ/1335م) في كتابه " اصطلاحات الصوفية " ،
إذ قال في مقدمته: " ...فقسمتُ الرسالة على قسمين: قسم في بيان المصطلحات ما
عدا المقامات..."
u واستخدم الكاشاني لفظ " مصطلح"
في مقدمة معجمه " لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام" الذي قال في
مقدمته: " فإني لما رأيتُ كثيراً من علماء الرسوم، ربما استعصى عليهم فهم ما
تتضمنه كتبنا وكتب غيرنا من النكت والأسرار، ...أحببتُ أن أجمع هذا الكتاب
مشتملاً على شرح ما هو الأهمّ من مصطلحاتهم."
u كما استعمل ابن خلدون (
732ـ808هـ/1332ـ1406م) لفظ " مصطلح " في " المقدمة " فقال:
" الفصل الواحد والخمسون في تفسير الذوق في مصطلح أهل البيان ...". وفي
القرن الثاني عشر الهجري، استعمل محمد التهاوني لفظَي " اصطلاح"
و"مصطلح " بوصفهما مترادفَين في مقدِّمة كتابه المشهور " كشّاف
اصطلاحات العلوم " وهو أكبر معجم للمصطلحات في الحضارة الإسلامية : حين قال:
" فلما فرغت من تحصيل العلوم العربية والشرعية، وشمّرت على اقتناء العلوم
الحكمية والفلسفية...، فكشفها الله عليّ، فاقتبستُ منها المصطلحات أوان المطالعة
وسطّرتها على حده "
u ما أهمية المصطلحات بالنسبة
للعلوم:
u المصطلحات هي مفاتيح العلوم، على حد تعبير
الخوارزمي. وقد قيل إنّ فهم المصطلحات نصف العِلم، لأنّ المصطلح هو لفظ يعبر عن
مفهوم، والمعرفة مجموعة من المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في شكل منظومة. وقد
ازدادت أهميّة المصطلح وتعاظم دوره في المجتمع المعاصر الذي أصبح يوصف بأنّه
" مجتمع المعلومات " أو " مجتمع المعرفة "، حتّى أنّ
الشبكة العالمية للمصطلحات في فيينا بالنمسا اتّخذت شعار " لا معرفة بلا
مصطلح ". فعمليات الإنتاج والخدمات أصبحت تعتمد على المعرفة، خاصّة المعرفة
العلميّة والتقنيّة. فبفضل تكنولوجيا المعلومات والاتّصال، غيّرت الشركات أدوات
التصميم والإنتاج، فأخذت تصمّم النموذج المختبريّ لمُنتجاتها وتجرّبه بالحاسوب قبل
أن تنفّذه في المصنع. كما أنّها لم تعُد ملزمة بالقيام بجميع عمليات التصنيع في
مكان واحد وبصورة متعاقبة، وإنّما أصبح بالإمكان تكليف شركات متعدّدة بتصنيع
الأجزاء المختلفة في وقت واحد، ثم تقوم الشركة المنتجة بتجميع أجزاء المُنتج
وتسويقه. وظهرت في السوق سلع وخدمات مبنيّة على تحويل المعارف إلى منتجات، تُسمّى
بالسلع والخدمات المعرفيّة.
المصطلح
في التراث العربي:
أدرك العرب القدماء أهمّيّة المصطلح ودوره في تحصيل العلوم. فقال
القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى" :
"
على أنّ معرفة المصطلح هي اللازم المحتَّم والمهمّ المقدَّم، لعموم الحاجة إليه
واقتصار القاصر عليه:
إن الصنيعةَ لا تكونُ صنيعةً حتّى يُصابَ بها طريفُ
المَصْنعِ "
ونوّه التهاونيّ في مقدّمة كتابه المشهور " كشاف اصطلاحات الفنون
"، الذي جمع فيه أهمّ المصطلحات المتداولة في عصره وعرّف بأهمية المصطلح
فقال:
" إنّ أكثر ما يحتاج به في العلوم المدوّنة والفنون المروَّجة إلى
الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإنّ لكلِّ عِلم اصطلاحاً به إذا لم يُعلم بذلك لا
يتيسر للشارع فيه إلى الاهتداء سبيلاً ولا إلى فهمه دليلاً."
وعرّف اللغويون العرب القدامى المصطلحَ بأنّه لفظ يتواضع عليه القوم
لأداء مدلول معيّن، أو أنّه لفظ نُقل من اللغة العامة إلى اللغة الخاصة للتعبير عن
معنى جديد. فقال الجرجاني تعريف الاصطلاح :
"
عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسمٍ ما، يُنقل عن موضعه." ثم أضاف
وكأنّه يتحدث عن بعض طرائق وضع المصطلح: " إخراج اللفظ من معنى إلى آخر،
لمناسبة بينهما."
وعرّفه أبو البقاء الكفوي
" الاصطلاح هو اتفاق القوم على وضع الشيء، وقيل: إخراج الشيء عن
المعنى اللغويّ إلى معنى آخر لبيان المراد."
وعرّفه مرتضى الزَّبيديّ في
معجمه " تاج العروس " بأنّه: " اتفاق طائفة مخصوصة على أمر
مخصوص."
النظرية العامة والنظرية الخاصة في علم المصطلح:
تُعنى النظرية العامّة لعلم المصطلح
بتحديد المبادئ المصطلحيّة الواجبة التطبيق في وضع المصطلحات وتوحيدها،
وكذلك تحديد طرائق الاختيار بين المبادئ المتضاربة. فمثلاً، من المتطلبات أو
الشروط الواجب توفّرها في المصطلح الجيد: الدقة، والإيجاز، وسهولة اللفظ، وقابليته
للاشتقاق، وصحته لغوياً، وشيوعه في الاستعمال. ولكن التضارب قد يقع بين دِقّة
المصطلح التي تتطلب أكثر من كلمة واحدة أحياناً وبين الإيجاز الذي ينضوي تحت مبدأ
الاقتصاد في اللغة. أو يقع التضارب بين قابلية المصطلح للاشتقاق وبين الاستعمال
الشائع. ما توصل إليه الأستاذ أحمد الأخضر
غزال عن توصُّله إلى وضع كلمة ( أفلك )
وجمعها( أفالك ) على وزن ( أرنب ـ أرانب) للتعبير عن القمر الصناعي الذي يدور في
فلك محدد. ولا شك أنّ الكلمة الجديدة
أوجز من مصطلح ( القمر الصناعيّ ) وأكثر قابلية للاشتقاق منه. غير أنّ
مصطلح (القمر الاصطناعي) قد درج في الاستعمال وحقق قدراً كبيراً من الشيوع. ففي
مثل هذه الحالات تبحث النظرية العامة لعلم المصطلح في طرائق الاختيار بين المبادئ
المتضاربة وترتيبها حسب أهميّتها.وكذلك من أمثلة صعوبة الاشتقاق في المصطلحات
المقترضة نضرب مثلاً بكلمة ( راديو ) التي
استعيرت بلفظها من لغة أجنبية ولأن هذه
الكلمة لا تنتمي إلى النظام الصوتي والصرفي العربي ، نجد صعوبة في اشتقاق كلمات
أخرى منها ، على حين أننا لو ترجمناها بلفظة (مذياع ) لتمكنا من اشتقاق كلمات
عديدة أخرى من جذورها (وهذا كله من اختصاص النظرية العامة لعلم المصطلح)
أما النظريّة الخاصّة فتصف المبادئ التي تحكم وضع المصطلح في حقول
المعرفة المتخصِّصة كالكيمياء، والأحياء، والطبّ، وغير ذلك. ويُسهم عدد من
المنظَّمات الدوليّة المتخصِّصة في تطوير النظريات الخاصة للمصطلحات، كلُّ في حقل
اختصاصها. ومن هذه المنظمات منظمة الصحّة العالمية، والهيئة الدولية للتقنيات
الكهربائيّة، وغيرهما.
مشكلات المصطلح العلمي العربي:
أ-
أسباب النقص في المصطلحات العلمية العربية:
1-
خلال أربعة قرون من الحكم العثماني والسيطرة الاوربية على البلاد لم
تستخدم اللغة العربية في الإدارة في التعليم .
2.
وفي أثناء تلك الفترة الطويلة لم تكن هنالك اختراعات أو اكتشافات أو أبحاث علمية
في الوطن العربي .
3. إن تدفق المصطلحات العلمية والتقنية الجديدة من الدول الصناعية يجعل
من العسير على اللغة العربية مواجهتها واستيعابها بالسرعة اللازمة .
ب- واضعو المصطلحات العلمية والتقنية في الوطن العربي:
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ أوﻋﻠﻤﻴﺔ
واﺣﺪة ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻮﺿﻊ المـﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴـﺔ في اﻟـﻮﻃﻦ اﻟعربي،
وإنما ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻫﻴﺌﺎت وﺟﻬﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ منها:.
1-الجامعات ووزارات التربية في البلدان العربية
2-
مجامع اللغة العربية في القاهرة وبغداد وعَمّان والرياض والرباط والخرطوم وغيرها
من العواصم العربية.
3-المعجميون .
4-الكتاب والمترجمون.
ج- المنهجية: المصطلح العلمي العربي بين المتحررين والمحافظين:
منذ
النهضة العلمية الحديثة في القرن التاسع عشر ، جرى خلاف لغوي حاد ، في الوطن
العربي ،بين المحافظين والمتحررين من اللغويين،
حول المصطلحات العلمية والتقنية الحديثة وكيفية وضعها .
نادى
المتحررون باستعارة المصطلحات بحريّة تامة من الإنجليزية والفرنسية واللغات
الأخرى، بل حتى من اللهجات العامية ، للإسراع في وضع المصطلحات وزعموا أن الاقتراض
اللغوي أمر طبيعي ، ومسموح به ، ويسهم في
تطوير اللغة وتنميتها .وطالب المحافظون بالتقيد باختيار الألفاظ العربية الفصيحة
في مقابل المصطلحات الأجنبية ، ورأوا أن ذلك أجدى على المدى البعيد ،لأن اللغة
العربية اشتقاقية ،فإذا تمت ترجمة المصطلح بكلمة عربية ، استطعنا أن نشتق من جذرها
عدداً من المفردات بحيث تتكون لدينا في نهاية الأمر أسر لفظية تيسر بناء النظام
الاصطلاحي في اللغة وتسهل علينا حفظه وتذكره.
مشكلات المصطلح العلمي العربي اللغوية والتنظيمية:
المشكلات اللغوية:وهي نوعان:
أولهما :راجع إلى اللغة العربية ذاتها.
وثانيهما :راجع إلى لغة المصدر أي اللغة الأجنبية التي تستقي منها لغتُنا
العربية هذه المصطلحات
المشكلات الناتجة عن اللغة ذاتها:
·
الازدواجية
·
تعدد اللهجات الفصحى
·
ثراء العربية بالمترادفات
·
المشكلات الناتجة عن لغة المصدر :
•
تعدد
مصادر المصطلحات التقنية .
•
إزدواجية
المصطلح في لغة المصدر.
•
الترادف
والاشتراك في لغة المصدر .
•
المشكلات التنظيمية:
1-
تعدد واضعي المصطلحات في الوطن العربي
2- إغفال التراث
العلمي العربي
3- عدم اختبار
قبول الجهور للمصطلح الموضوع.
المصطلح التراثي بين الإعمال والإهمال:
تضافرت عوامل رئيسة ثلاثة على تمكين اللغة
العربية من حيازة هذا التراث المصطلحي العملاق:
أولاً - العامل التاريخي :طول عمر
العربية.
اللغة العربية أطول اللغات الحية عمراً،
فإذا كانت اللغة الإنجليزية الحديثة التي يفهمها عامة الانجليز اليوم ،مثلا،
لايزيد عمرها على مئتي عام ،فإن عمر اللغة العربية ، التي نستوعبها دونما جهد أو
عناء ، ينيف على الألفي حول ، واللغة العربية من بين اللغات هي التي كتب لها أن
تبقى على قيد الحياة . وهذا العامل ، منح العربية تراكما معرفياً غامراً.
ثانياً – العامل الجغرافي: اتساع رقعة
العربية
وهو قيام العرب ، منذ القرن السابع
للميلاد بحمل رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها ، فاتحين ومهاجرين ومتاجرين،
فاحتكت لغتهم ببيئات جغرافية متنوعة ، واتصلت بمجتمعات ذات ثقافات متباينة ،فواجهت
مفاهيم وتصورات جديدة لم تألفها من قبل، فكان لابد للغة العربية من توليد مصطلحات
مبتكرة، ووضع ألفاظ مستحدثة، للتعبير عن تلك المفاهيم والتصورات، وهذا العامل
الجغرافي أدى إلى إغناء التراث العربي بالمصطلحات الحضارية المتنوعة.
•
الريادة العلمية العربية:
وثالث العوامل التي أمدّت التراث العربي
بدفق من المصطلحات، هو اضطلاع العرب المسلمين بالريادة العلمية والفكرية في
العالَم فترةً طويلة. فقد رفعوا شعلة التقدُّم البشري أكثر من سبعة قرون، وزادوها
توهّجاً بما صنّفوا من مؤلفات أدبية، وما أجروه من أبحاث علمية، وما اخترعوه من
تقنيات مبتكرة، وما ترجموه من علوم الأمم الأخرى. وكانت اللغة العربية هي الوعاء
الذي استوعب تلك المادّة والشكل الذي انتظم فيه ذلك المضمون، فزخرت بمصطلحات
العلوم والفنون والآداب. وأضحت آنذاك أغنى اللغات مُصطلحاً، كما كانت أثراها
معجماً وأبدعها نحواً.
•
متى واجه العرب القصور المصطلحي في لغتهم:
ما دام البحث العلمي مطرداً والتقدُّم
الفكري والحضاري متواصلاً، فإنّ اللغة تنمو وتزدهر، ومخزونها المصطلحي يتّسع
ويتجدد. أما إذا أصيب الفكر بالركود، والبحث العلمي بالجمود، فإنّ ذلك ينعكس
تلقائياً على اللغة المستعملة للتعبير عن ذلك الفكر. ولقد تعرَّضت الحضارة العربية
لظاهرة الركود والجمود تلك، خلال أربعة
قرون على الأقل، وقد رافق ذلك الركود انحطاط اقتصادي وسياسي وعسكري، في
المشرق والمغرب، فسقطت بغداد في يد المغول عام 1258م. وسقطت غرناطة، آخر معاقل
المسلمين في الأندلس، عام، وخضعت معظم البلاد العربية للحكم العثماني لأربعة قرون
تقريباً، تضاءل خلالها دور اللغة العربية سياسياً وإدارياً وثقافياً. وفي فترات
التدهور هذه، عانت اللغة العربية الإهمالَ، وتكبّدت الخسائر في مخزونها المصطلحي
كمّاً وكيفاً، فسَبَتَتْ كثير من مصطلحاتها في طي النسيان حتى لم يعُد أهلا
يتعرَّفون عليها، ولم يعُد لها وجود إلا في المخطوطات القابعة في مكتبات مهجورة،
أو المختبئة في مستودعات منزوية يصعب الوصول إليها.
وعندما جاءت الثورة الصناعية والتقدم العلمي اللذين أرهص لهما ورافقهما
وأعقبهما سيل من المفاهيم الجديدة كان على العرب تمثّلها والتعامل معها والتعبير
عنها بلغتهم. وهنا واجه روّاد النهضة الفكرية العربية قصور لغتهم في هذا الميدان.
فكيف كان بإمكانهم الاستفادة من التراث لإمدادهم بالمصطلحات اللازمة؟ وماذا فعلوا
في واقع الأمر لوضع المصطلحات الجديدة؟
واجه العرب القصور المصطلحي في لغتهم
بوسائل لسانية معروفه تستخدمها اللغات عادة لتوليد المصطلحات التي تلزمها. وتنحصر
هذه الوسائل بستًّ، ندرجها فيما يلي حسب أهمّيتها في اللغة العربية:
- الاشتقاق ، المجاز، التعريب، النحت،
التركيب، الإبدال.
فوائد
إستخدام المصطلحات التراثية :
وتتلخص في خمس
فوائد:
1- ربط حاضر اللغة بماضيها.
2- توفير الجهد في البحث عن مصطلحات جديدة.
3- سلامة المصطلح العربي التراثي وسهولته.
4- تجنُّب مخاطر الاقتراض اللغوي.
5- الإسهام في توحيد المصطلح العلمي العربي.
مصادر
المصطلحات التراثية:
يمكن جرد المصطلحات العربية من ثلاثةٍ من مصادر التراث العربي المكتوب
هي:
أولاً- المعاجم التراثية:
وهي نوعان :
أ-معاجم عامة
ب -معاجم مختصة
أ-المعاجم التراثية العامة:
معروف أن المعاجم العامة تشتمل على كثير من المصطلحات العلمية والفنية. وللغة
العربية ثروة كبيرة من المعاجم التراثية العامة تغطي جميع فترات الثقافة
العربية،مثل:
”العين“-“الجمهرة“-تهذيب اللغة“-“الصحاح“-“المجمل“....إلخ .
وهذه المعاجم تشتمل، في أحيان كثيرة ،إما على مصطلحات جاهزة للاستعمال أو على
كلمات مشتقة من الجذور اللغوية ومرشحة للاصطلاح وقابلة له.
وفي معجم ”لسان العرب“ يضرب الدكتور ممدوح محمد خسارة مثلاً على المصطلحات العلمية
القديمة الجاهزة للاستعمال في الوقت الحاضر، في مادة الجذر اللغوي ( ح ج ر ) فقط
بالقائمة التالية:
في ميدان الجغرافية والجيولوجية :
الحَجِرة والحَجيرَة:الأرض الكثيرة الحجارة
-في الزراعة :المَحجِر:الحديقة
الحاجُور:ما يمسك الماء من شفة الوادي
الحاجِر:الجَدرُ الذي يمسك الماء بين الديار
في القانون
الحِجر: الحرام، الحَجر :المَنع.المنعُ من
التصرف بالمال
في الطب: المَحجَر: ما دار بالعين من العظم الذي في أسفل الجفن
الحَنجَرة:الحُلقوم
الحُجُر:ما يحيط بالظُّفر من اللحم
المعاجم التراثية الموضوعية:
هذه المعاجم تشتمل على قدر أكبر من المصطلحات ومعاجم الموضوعات لا ترتب
ألفبائياً ،وإنما بحسب الموضوعات ،فتعقد باب لكل فصل للمسميات المتعلقة بموضوع
معين ومعاجم الموضوعات على نوعين:-1- معاجم موضوعية مختصة:
فلمعجم المختص هو الذي يختص بمصطلحات موضوع
معين ومادة علمية واحدة او فرع من فروع المعرفة , ولهذا يسميه بعضهم بمعجم
المصطلحات .
وظهر هذا النوع من المعاجم
في أواخر القرن الثاني الهجري على شكل رسائل لغوية تختص كل رسالة في موضوع
واحد ومادة علمية واحدة ومن أكبر رواد التأليف في هذا النوع ، خلف الأحمر في كتابة
جبال العرب، وقطرب في الأضداد و والنضر بن شميل في كتابه الخيل ، عبد الملك بن قريب الأصمعي الذي ألف رسائل
معجمية في عدة موضوعات وكان يرتب مصطلحات المادة العلمية الواحدة بحسب موضوعاتها
الفرعية , ثم يتخذ المفاهيم العلمية أساسا في الترتيب والتعريف .
ولنأخذ من كتابه ( الإبل ) النص
التالي الذي يتناول ولد الناقة ” فإذا ألقت
( الناقة ) ولدها , فهو ساعة يقع ( شليل ) , فإذا وقع عليه اسم التذكير
والتأنيث , فإن كان ذكراً فهو ( سقب ) وإن كان أنثى فهو ( حائل ) فإذا قوي ومشى (
راشح ) وهي ( المطفل ) ما دام ولدها صغيراً فإذا أرتفع الرشح فهو ( الجادل ) .
نال هذا النوع من المعاجم المختصة إهتماما كبيراً من اللغويين والباحثين العرب
ولقد وجدوا أنها تغطي مجالات معرفية متنوعة مثل : الألفاظ – المصطلحات – أعلام –
اثار.
2- المعاجم الموضوعية العامة
وهي المعاجم التي تحاول ان تضم جميع مفردات اللغة مرتبة حسب موضوعاتها
العامة طبقا لتصنيف شامل للكون فمثلاً ( معجم الغريب المصنف ) لأبي عبيد القاسم
اشتمل على 25 كتاباً وكل واحد منها يتألف من عدة أبواب .وتدرج تحت كل موضوع عام
موضوعاته الفرعية المتخصصة .منها كتاب الإنسان، كتاب الأطعمة وكتاب الأمراض، وكتاب
السلاح وغيرها من الموضوعات.
2- الشعر :
فالشاعر العربي لم ينظم في قصائده أحاسيسه وعواطفه وانفعالاته المختلفة
من فرح وترح وحب وحقد وفخر وتواضع وإنما صور كذلك مجتمعه الذي يعيش فيه بعاداته
وتقاليده ومعتقداته ووصف البيئة التي تكتنفه بأجواءها وأنواعها وحيواناتها
ونباتاتها ولهذا فإن الشعر يشكل مصدر ثراً للمصطلحات العربية في مختلف مجالات
الحياة .ومن هنا قيل (الشعر ديوان العرب)
4-الكتب العلمية :
فالتراث العربي يضم مكتبة حافلة بالكتب العلمية المتخصصة في جميع مجالات
المعرفة النظرية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء ومختلف جوانب المعرفة
التطبيقية كالطب والهندسة فلو أخذنا الطب مثلاً لوجدنا عدداً من الكتب الطبية
التراثية التي تشتمل على طائفة كبيرة من المصطلحات الأساسية.
ومن هذه الكتب على سبيل المثال وليس الحصر :
كتاب الاعتماد في الأدوية المفردة لابن الجزار القيرواني
- كتاب القانون في الطب لابن سينا .
- التيسير في المداواة والتدبير لعبد الملك بن زهر
كتالتراث العربي المنطوق :
يمثل التراث العربي المنطوق مصدر من مصادر المصطلحات , إذ يتوارث
المهنيون والحرفيون والصناع مصطلحات مهنهم وحرفهم وصناعاتهم جيلاً بعد جيل ,
ويتوفرون على أسماء أدواتهم وآلاتهم ومعداتهم وعملياتهم المختلفة ويستخدمونها في
أحاديثهم اليومية , والكثير من هذه المصطلحات وصلت بالسماع والتلقي وليس من الصحيح
أن يتولى اللسانيون والمصطلحيون وضع مصطلحات جديدة دون الرجع إلى أهل الاختصاص .
استخلاص المصطلحات من التراث العربي المخطوط :
يقترح الدكتور الشاهد البوشيخي منهجية
تتألف من الخطوات التالية للاستفادة من التراث العربي المخطوط في توليد المصطلحات
العلمية وهي :
الفهرسة – التصوير – التخزين – التصنيف – التوثيق – التحقيق – التكشيف –
النشر
وبعد ذلك نحتاج إلى الإعداد العلمي الشامل للمصطلحات التراثية ويتم ذلك
في الخطوات التالية
الفهرسة – التصنيف – التعريف – التخزين – النشر وهذه الخطة تنفع الباحث
الذي يحاول أن يقف على المصطلحات في كتاب تراثي أ مجال علمي محدد لتوليد مصطلحات
جديدة في ذلك المجال كما يمكن اعتماد هذه الخطة في علم( المصطلح التاريخي ) الذي
يدرس تطور المفاهيم العلمية الحديثة والمصطلحات التي تعبر عنها عبر العصور
المختلفة .
كيف وضعت المصطلحات العربية الجديدة:
إذا كان تراثنا المكتوب والمنطوق يزخر بالمصطلحات العلمية والحضارية كما
ذكرنا، فهل أفاد رواد النهضة العربية في عملية وضع المصطلحات الجديدة؟
بالرجوع للمنهجيات المتبعة إبان النهضة العربية الحديثة يلاحظ عدم اعتماد
التراث مصدراً من مصادر المصطلحات الجديدة الا في وقت متأخر .
والمصطلحات الحضارية والعلمية التي أستقيت من التراث قليلة في عددها محدودة في
نطاقها ولم تكن نتيجة رصد منهجي بقدر ما كانت تمثل اجتهادات فردية، ويقع معظمها في
باب المجاز، كاستعارة ( القاطرة ) أي الناقة التي تقود
( القطار ) قافلة الجمال قديما ً , لتدل على الآلة البخارية التي تسحب
بقية عربات واسطة النقل المعروفة اليوم بالقطار .
والوسائل التي يواجه بها العرب
القصور المصطلحي في لغتهم وسائل لسانية
معروفة تستخدمها اللغات عادة لتوليد المصطلحات التي تلزمها وتنحصر هذه الوسائل بست
, نذكرها حسب أهميتها في اللغة العربية : - الاشتقاق – المجاز – التعريب – النحت –
التركيب – الإبدال .
•
لماذا أهمل التراث المصطلحي:
كما أشرنا أنَّ اللغة العربية ثريّة بمصطلحاتها الحضارية والعلمية، وإذا
كنّا قد رأينا أن الثورة الصناعية والعلمية الحديثة قد أتت بِسيلٍ من المفاهيم
الجديدة، وإذا كنّا قد لاحظنا أنّ العرب لم يستفيدوا من مصطلحاتهم التراثية في
التعبير عن المفاهيم الحديثة، فمن حقّنا أن نتساءل لماذا أهمِل المصطلح التراثي
ولم يُستفَد منه كما ينبغي:
- إنّ حالة الاستعجال التي فاجأت رواد النهضة الفكرية العربية وغمرتهم
بِسيلٍ جارفٍ من المفاهيم الحضارية والعلمية والتقنية، لم تسمح لهم بالبحث في
التراث العربي مكتوباً ومنطوقاً لإيجاد مصطلحات تعبر عن تلك المفاهيم الجديدة.
- إن ما يقرِّر حياة المصطلح هو الاستعمال وليس الوضع.
- حتّى لو اتّجهت نيّة المثقَّفين العرب في النصف الثاني من القرن التاسع
عشر الميلادي إلى الاستفادة من المصطلحات التراثية، فإنّ ذلك لم يكُن بالإمكان،
لأنّ مصادر تلك المصطلحات لم تكُن في متناول أيديهم. فالمصطلحات مبثوثة في كُتُب
التراث العربي التي لم تكُن مطبوعة أو منشورة آنذاك، وليست جاهزة للطبع.
توحيد المصطلح العلمي العربي:
دور المصطلح الموحد في التعريب :
سعت الأمة إلى تنمية لغتها وتوحيد ألفاظها
الحضارية وتنميط مصطلحاتها العلمية والتقنية لتكون لغتها أداة مشتركة لتيسير
الاتصال بين أبنائها في مختلف الأقطار ، واستمرار التواصل بين الأجيال ، فأناطت
جامعة الدول العربية للمكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي “مهمة توحيد
المصطلحات العلمية والتقنية التي تضعها المجامع اللغوية والعلمية والمؤسسات
المعنية في الأقطار العربية .
ازدواجية المصطلح العلمي العربي:
إن ظاهرة ازدواجية المصطلح العلمي والتقني
التي نلمسها في تعدد المصطلحات العربية التي تعبر عن المفهوم الواحد بحيث
يختلف المصطلح من قطر عربي إلى آخر، تعود
إلى عدة أسباب:
1- تعدد المؤسسات التي تضطلع بوضع المصطلحات العربية، كالمجامع اللغوية والعلمية،
والجامعات ،ولجان الترجمة والتعريب.
2-اختلاف في منهجيات وضع المصطلحات فعلى حين يفضل بعضهم، مثلا، وسائل لغوية معينة
كالاشتقاق والمجاز، يميل بعضهم الآخر إلى وسائل أخرى كالاقتراض والتعريب ،فتكون
النتيجة وجود لفظين للتعبير عن الشيء الواحد ،مثل: هاتف /وتلفون/ وبنك / ومصرف.
3- تباين في لغة المصدر فعلى حين ينطلق وضع المصطلحات العربية في دول
المشرق العربي من اللغة الإنجليزية , تتخذ الفرنسية في دول المغرب العربي منطلقاً
لوضع المصطلحات العربية .
4- ثراء العربية بالمترادفات وأشباه المترادفات فاللفظ الأجنبي الواحد قد يترجم
الى العربية بألفاظ متعددة ذات مدلولات متقاربة
5- ازدواجية المصطلح في لغة المصدر تنتقل هذه الازدواجية إلى العربية
عندما يترجم مصطلحان مترادفان يستعملان بالدلالة على مفهوم واحد بلفظين عربيين
مختلفين .
6- إغفال التراث العربي عند وضع المصطلح , إذ توضع أحياناً مصطلحات جديدة لمفاهيم
قديمة سبق أن وضعت لها مصطلحات عربية مبثوثة في كتب التراث.
منهجية وضع المصطلح العلمي
العربي :
من أجل القضاء على بعض أسباب ازدواجية المصطلح العربي عقد مكتب تنسيق التعريب ندوة
” توحيد منهجيات وضع المصطلح العلمي العربي ” وفي ما يلي خلاصة أهم هذه المبادئ
التي نتجت عن هذه الندوة :
1- ضرورة وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهه بين مدلول المصطلح اللغوي ومدلوله الاصطلاحي
2-وضع مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد
3- تجنب تعدد الدلالات للمصطلح الواحد في الحقل الواحد
4- استقراء واحياء التراث العربي خاصةً ما استعمل منه وما استقر منه من مصطلحات
علمية عربية
5- مسايرة المنهج الدولي في اختيار المصطلحات العلمية
6- استخدام الوسائل اللغوية في توليد المصطلحات العلمية بالأفضلية
7- تفضيل الكلمات العربية الفصيحة المتواترة على الكلمات المعربة
8- تجنب الكلمات العامية إلا عن الاقتضاء بشرط أن تكون مشتركة بين لهجات عديدة
9- تفضيل الصيغة الجزلة الواضحة وتجنب النافر والمحظور من الألفاظ
10- تفضيل الكلمة التي تسمح بالاشتقاق على الكلمة التي لا تسمح به .
منهجية التوحيد:
يقصد
بالتوحيد اختيار مصطلح واحد من بين المصطلحات العربية المترادفة التي تعبر عن
مفهوم واحد واعتماده في الاستعمال بتحقيق التواصل الفعال بين أبناء اللغة العربية
وتحقيق استمراريتها وقد أتبع مكتب تنسيق التعريب بالرباط منهجية في توحيد
المصطلحات العلمية والتقنية تتلخص في ما يلي :
1-يحدد المكتب الموضوع او المجال العلمي ويضع
قائمة بمصطلحاته الإنجليزية والفرنسية .
2-يقوم خبراء المكتب ومتخصصوه بجمع
المقابلات العربية لتلك المصطلحات
3- إرسال المسرد المنسق إلى الجهات المعنية في الوطن العربي لإبداء الرأي فيه
وتسجيل الملاحظات عليه
4- عقد ندوة علمية مصغرة يشارك فيها اللغويون والمختصون في ذلك الموضوع لمناقشة
المقابلات العربية ومقارنتها مع مقابلاتها
الأجنبية
5- تقديم المسرد المعدل إلى لجنة متخصصة من لجان مؤتمر التعريب لدراسته وإقراره
في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين أجريت تعديلات عل هذه المنهجية لتصبح
كالتالي :
1- يختار المكتب موضوع مشروع المعجم المراد إعداده دون التقيد بمستوى دراسي معين .
2- يتعاقد المكتب مع مؤسسة علمية متخصصة في مجال المشروع لتختار الخبراء وتتابع
العمل وتشرف عليه.
3- يبعث المكتب بمشروع المعجم إلى اثنين من المجامع اللغوية العلمية العربية
لإبداء الرأي وإعطاء الملاحظات
4- تقوم المؤسسة العلمية التي أعدت المشروع بتعديله في ضوء الملاحظات الواردة عليه
من المجمعين
5- يعقد المكتب ندوة متخصصة لدراسة المشروع والمقترحات تمهيداً لعرضه على مؤتمر
التعريب لإقراره .
الجودة
النوعية للمصطلحات الموحدة :
يمكننا القول إن باستطاعتنا الاطمئنان للقيمة العلمية والجودة النوعية
للمصطلحات العربية الموحدة . لأن تلك المصطلحات في معظمها قد وضعتها في الأصل
المجامع اللغوية والعلمية والجامعات والمؤسسات المعنية وأن الذين يشاركون في إعداد
مشاريع المعاجم الموحدة ومراجعتها وإقرارها هم من بين أفضل المختصين في البلاد
العربية .
الكفاية الكمية للمصطلحات
الموحدة :
من الناحية الكمية ينبغي الإشارة أولاً إلى وجود عدد كبير من المعاجم
المتخصصة الموحدة التي أعدتها منظمات متخصصة استناداً إلى المصطلحات التي وضعتها
المجامع والمؤسسات المعنية العربية ومن أمثلتها ما يلي : - المعجم الطبي الموحد –
المعجم الموحد لمصطلحات الحاسبات الإلكترونية – المعجم العربي الزراعي في ألفاظ
العلوم الزراعية ومصطلحاتها – المعجم الموحد الشامل للمصطلحات التقنية والفنية –
معجم مصطلحات السكك الحديدية – معجم المصطلحات الرياضية العربية .
نشر
المصطلحات العلمية العربية الموحدة وتوزيعها :
لقد ساعدت تقنيات الاتصال الحديثة على حل مشكلة الانتقادات التي وجهت إلى
مكتب تنسيق التعريب من أن المكتب لا يطبع من مجلته ومعاجمه الموحدة سوى بضعة آلاف
نسخة من كل مطبوع . فقد أنشأ المكتب وحدة الشبكة المعلوماتية التي من بين مهامها
تخزين المصطلحات الموحدة وتزويد المستعملين بها,
كما أنشأت موقعاً لها على الشبكة الدولية للمعلومات بحيث يستطيع الفرد الاطلاع
على محتويات المعاجم الموحدة معجماً كما يشتمل الموقع على كشاف لمحتويات أعداد
مجلة اللسان العربي ويستطيع المستعمل مراسلة المكتب بواسطة البريد الإلكتروني .
الدور
الحضاري للمصطلح العلمي العربي الموحد :
إن الهدف الأساس من توفير المصطلحات العلمية العربية الموحدة هو إيجاد
لغة علمية عربية مشتركة يفهمها جميع العلميين والتقنيين في مختلف الأقطار العربية
, وتكون أداة فاعلة للتعليم والبحث والتأليف والترجمة ولكي يؤدي المصطلح الموحد
دوره العلمي والحضاري , يتوجب على جامعاتنا العربية الالتزام باستعماله دون غيره
في خمسة أنشطة أساسية : التعليم – البحث العلمي – الترجمة – الدوريات العلمية –
مواقع الجامعات على شبكة المعلومات الدولية.
التقييس والتنميط والتوحيد في علم المصطلح:
يميز بعض الباحثين في علم المصطلح بين
ثلاثة أنواع من العمليات هي :
1- التقييس أو المعيرة standardisation
2- التنميط Normalisation
3 - التوحيد
عملية التقييس:
يعنى التقييس أو المعيرة بإرساء واعتماد
المعايير أو المقاييس أو الأنماط أو الأسس أو المبادئ أو المواصفات التي ينبغي أن
تصنع بموجبها الأشياء، أو تضبط بحسبها الأحجام، أو توضع على غرارها الأشكال، أو
تصاغ وفقها المصطلحات . وتشبه عملية التقييس عملية وضع القوانين الواجب اتباعها.
أما التنميط فهو عبارة عن صنع الأشياء أو
وضع المصطلحات الجديدة للتعبير عن المفاهيم المستحدثة وفق الأنماط أو المقاييس أو
المعايير المتفق عليها في عملية التقييس .
ولنضرب مثلاً على تطبيقات هذه المصطلحات
الثلاثة من صناعة أشرطة التسجيل الصوتي . ففي عملية التقييس , يتم الاتفاق على
مقاييس معينة لأطوال الأشرطة . فتقرر الجهة المسؤولة عن التقييس أن الأشرطة يجب أن
تصنع بأطوال ثلاثة : 600 قدم ،و 900 قدم ، و 1200 قدم فقط . إذاً هذه هي المقاييس أو المعايير المعتمدة في صناعة
أشرطة التسجيل الصوتي . ثم تقوم مصانع أشرطة التسجيل إنتاج أشرطتها طبقاً لتلك
المقاييس , فتكون تلك الأشرطة أشرطة منمّطة ، أي صنعت طبقاً للمقاييس المعتمدة .
أما إذا قام أحد المصانع بصنع شريط طوله 750 قدماً مثلاً عندئذ يقال إن هذا الشريط
غير منمّط .
هل تخضع المصطلحات لعملية
التقييس والتنميط:
كانت عملية التقييس في بداية الأمر تقتصر
على الموضوعات والمصنوعات والأشياء، مثل المسافات بين قضبان السكة الحديدية، ولم
تشمل المصطلحات اللغوية، لأن اللسانيين آنذاك رفضوا إخضاع اللغة أو مفرداتها
لمقاييس محددة سلفاً، وقالوا إن اللغة تنمو بصورة طبيعية وإن مهمة اللغوي هي وصف
اللغة كما يستعملها أهلها لا طبقاً لمعايير يحددها ويفترض صحتها.
ولكن المفاهيم وأنظمتها قد تختلف من ثقافة لأخرى، فهي ليست متطابقة في جميع
الثقافات، فمدلول المصطلح، أو المفهوم الذي يعبر عنه ذلك المصطلح، يتباين من لغة
إلى أخرى.
وهذه الظاهرة تشكل إحدى الصعوبات الشائكة
في عملية الاتصال وتبادل المعلومات على الصعيدين القومي والعالمي، كما أن اللغة
الخاصة تختلف عن اللغة العامة من حيث إمكانية التحكم بمصطلحات اللغة الخاصة، ووضع
تلك المصطلحات وتوليدها وتوحيدها طبقاً لمعايير متفق عليها سلفاً.
ومن هنا كان لا بد من توحيد المصطلحات
توحيداً معيارياً ينبني على أساس الاتفاق على المفاهيم وأنظمتها. ومن أجل ذلك، نما
تعاون وثيق بين المصطلحيين وخبراء التقييس. وقام المتخصصون بدراساتٍ مقارنة
للمفاهيم وأنظمتها في اللغات المختلفة من أجل تحقيق ذلك. وهكذا أصبح التقييس اليوم
يشمل المفاهيم والمصطلحات كذلك، إضافة إلى تقييس المنتجات والمصنوعات، بحيث تقوم
المجامع اللغوية والمؤسسات المصطلحية بوضع المصطلحات وتوثيقها ونشرها طبقاً لمبادئ
موحدة متفق عليها، لتيسير عمل المشتغلين في حقل المصطلحات وتنسيقها. وتتولى اللجنة
التقنية 37 في المنظمة العالمية وضع التوصيات الخاصة بتوحيد المبادئ المصطلحية
والمعجمية التي لا غنى للعاملين في حقل المصطلحات وتوثيقها عنها. ونظراً لأن
المفاهيم عرضة للتغير والتطور، فإن المنظمة تراجع توصياتها وتعدلها بين آونة
وأخرى.
اهتمام المنظمة العالمية للتقييس (الإيزو)
باللغة العربية ومصطلحاتها:
وفي عام 2005 م، قرر مجلس إدارة منظمة ( الأيزو
) إصدار بعض مواصفاتها باللغة العربية بوصفها رابع لغة تستخدمها المنظمة مع
الإنجليزية والفرنسية والإسبانية . وشكلت المنظمة لجنة ترجمة عربية تابعة لها تضم
أعضاء من الأردن وتونس والجزائر والسعودية والكويت وليبيا والمغرب والمنظمة
العربية للتنمية الصناعية والتعدين، وشرعت بترجمة عشرة أدلة في مجالات المعامل
والمطابقة والاعتماد والتفتيش، وخمس عشرة مواصفة قياسية للبيئة، وخمس عشرة مواصفة
قياسية للجودة بضمنها المواصفة رقم 9000/ 2000 ، إضافة إلى وضع معجم للجودة والبيئة.
وقررت المنظمة كذلك إنشاء موقع لها باللغة العربية على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت
) .
المراجع
القاسمي، د.علي، علم المصطلح أصوله
النظرية وتطبيقاته العملية، ط لبنان بيروت 2008
حجازي، د. محمود فهمي بحث منشور في
العدد 59 من مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
أبو لبن، وجيه المرسي؛ التربية الإسلامية
وتنمية المفاهيم الدينية، الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبو لبن.
http://kenanaonline.com/users/wageehelmorssi/posts/268140
المقدمة
علم
المصطلح حديث النشأة لكنه آخذٌ في التطور والنمو باطراد، فهو قديم في غايته
وموضوعه، حديث في منهجيته ووسائله.
التعريف: يعرف علم المصطلح بأنه الدراسة
العلمية للمفاهيم وللمصطلحات التي تعبر عنها تلك المفاهيم في اللغات الخاصة. كما
أن العمل فيه ينطلق من المفاهيم بعد تحديدها تحديداً دقيقاً محاولاً إيجاد
المصطلحات الدقيقة الدالة عليها‘ فهو يقنن المصطلحات في ضوء المفاهيم العلمية النابعة من طبيعة الموضوع نفسه.غرضه: إنتاج معاجم مختصة للمصطلحات،هدفه : توفير المصطلحات العلمية والتقنية
الدقيقة التي تيسر تبادل المعلومات، وغايته نشر المعرفة العلمية لإيجاد مجتمع المعرفة
القادر على تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة من أجل ترقية حياة الإنسان ورفاهيته،
ولهذا فإنه يعدّ عنصراً أساسياً من عناصر التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية للأمة.
علاقة علم المصطلح بالعلوم الأخرى:
لعلم المصطلح علاقة بالعلوم التالية:
- علم المنطق وعلم الوجود: لأن دراسة
المفاهيم تقع في نطاق هذين العلمين.
- علم اللغة: توليد المصطلحات يتطلب معرفة
بطرائق الاشتقاق والمجاز والنحت والتركيب، وهذا من اختصاص علم اللغة.
- الترجمة والتعريب : نقل المصطلحات من
لغات أخرى يتطلب معرفة بالترجمة والتعريب.
- علم العلامات(السيميائيات): لمَا كان كثير
من المصطلحات العلمية والتقنية على شكل مختصرات ومختزلات ورموز فإنه لابد للباحث
في علم المصطلح من التعمق في السيميائيات أو علم العلامات.
- علم الحاسوب: نظراً لأن عدد المصطلحات يبلغ الملايين
في كل فرع من فروع المعرفة ، بات من الضروري استخدام الحاسب في إنشاء المدونات
الحاسوبية التي تستخلص منها المصطلحات، وفي إقامة بنوك المصطلحات لخزن المصطلحات ومعالجتها واسترجاعها وتبادلها
مع المؤسسات المصطلحية الأخرى.
-
صناعة المعجم: هذه المصطلحات
وتعريفاتها ومقابلاتها توضع في شكل معاجم، ورقية أو إليكترونية، أحادية اللغة أو
ثنائية اللغة أو متعددة اللغات، ومن هنا أصبحت صناعة المعجم من أدوات المصطلحي.
ولهذا كله ينبغي أن يقوم بالعمل المصطلحي
فريق من المتخصصين.
الفرق بين المفهوم
والمصطلح
يعتقد كثير من الباحثين أن "المفهوم"
و"المصطلح" مترادفات لفظية، والواقع أن كل واحد منها يختلف عن الآخر؛
حيث لكلٍّ دلالته وماهيته.
حدد
الدكتور "وجيه المرسي " الفروق بين هذه الكلمات بطريقة جاذبة لافتة
للنظر، وذلك على الوجه التالي:
1- المفهوم فكرة أو صورة عقلية تتكون من خلال الخبرات المتتابعة التي يمر بها
الفرد؛ سواء أكانت هذه الخبرات مباشرة، أم غير مباشرة، فعلى سبيل المثال: يتكون
المفهوم الصحيح "للصلاة" من خلال خبرة المتعلم التي يكتسبها في (محيطه)
و المراحل التعليمية المختلفة، ومن خلال أدائه للصلاة على الوجه الصحيح، وكذلك
يتكون مفهوم "الإنفاق في سبيل الله" لدى المتعلم من خلال المعرفة التي
تقدم له في محتوى مناهج التربية الإسلامية، ومن خلال مواقف الحياة المختلفة.
ويتسم كل مفهوم بمجموعة من الصفات والخصائص التي
تميزه عن غيره. كما يشترك جميع أفراد المفهوم في الصفات والخصائص التي تميزه عن
غيره من المفاهيم الأخرى، "فالركوع" مثلاً أحد أفراد مفهوم الصلاة يختلف
عن أحد أفراد مفهوم الحج كالطواف مثلاً، وهكذا.
وتعتبر
خاصيتا التجريد والتعميم من أهم خصائص المفهوم، فمفهوم "الإنفاق" مثلاً
من المفاهيم غير المحسوسة، ويتجسد فيما يبذل من مال في سبيل الله، وهو في الوقت
نفسه مفهوم عام يشمل: الإنفاق بالمال، أو الجهد، أو الوقت.
يختلف
المفهوم عن المصطلح في أن المفهوم يركز على الصورة الذهنية، أما المصطلح فإنه يركز
على الدلالة اللفظية للمفهوم، كما أن المفهوم أسبق من المصطلح، وينبغي التأكيد على
أن المفهوم ليس هو المصطلح، وإنما هو مضمون هذه الكلمة، ودلالة هذا المصطلح في ذهن
المتعلم؛ ولهذا يعتبر التعريف بالمصطلح هو "الدلالة اللفظية للمفهوم"،
وعلى ذلك يمكن القول بأن كلمة الصلاة مثلاً ما هي إلا مصطلح لمفهوم معين ينتج عن
إدراك العناصر المشتركة بين الحقائق التي يوجد فيها التكبير وقراءة القرآن،
والقيام والركوع والسجود، والتشهد والسلام، وكلمة "الحج "مصطلح لمفهوم
معين ينتج عن إدراكنا للعناصر المشتركة بين المواقف؛ كالإحرام، والطواف حول الكعبة
المشرفة، والسعي بين الصفا والمرة، والوقوف بعرفات،...، فالملاحظ مع كلمتي
(الصلاة، والحج) أنه تم أولاً التعرف على أوجه الشبه والاختلاف في خصائص كل كلمة،
ثم تحديد الخصائص أو العناصر المتشابهة، ووضعها في مجموعات أو فئات أُطلق عليها
اسم المفهوم.
الفرق بين المصطلح والكلمة:
المصطلح ليس كلمة من الكلمات،
فالكلمة لها معنى، أما المصطلح فله مفهوم، ويتعامل اللغويون مع الكلمات ومعانيها
وحقولها الدلالية، أما المصطلحيون فيتداولون المصطلحات ومفاهيمها ومجالاتها
المفهومية، بل أنظمتها المفهومية، وإذا كان معنى الكلمة يتحدد من سياقها في
الجملة، فإن المصطلح لا يمكن ضبطه إلا من تحديد موقع المفهوم الذي يعبر عنه في
المنظومة المفهومية، ومن تخطيط شبكة علاقاته بالمفاهيم المجاورة له في تلك
المنظومة ، فالمصطلح يمتاز عن الكلمة بدقته وانتمائه إلى منظومة مصطلحية تعبر مصطلحاتها
عن مفاهيم منظومة مفهومية.
من
المؤلفين الذين عبروا عن المصطلحات بلفظ (كلمات):
- الرازي أحمد بن حمدان(المتوفى بعد سنة
322هـ)كتابه (الزينة في الكلمات الإسلامية)، وأفاد مؤلفون آخرون في التعبير عن
المصطلحات ب (ألفاظ)، على نحو ما نجد في عنوان
كتاب: (المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين) لعلي بن يوسف الآمدي،
ويفضل كثير من الباحثين المتأخرين والمحدثين كلمتي (اصطلاح) و( مصطلح)على الكلمات
الأخرى غير المحددة، للدلالة على هذا المعنى.
مصطلح أم اصطلاح:
u إنّ كلمتي " مصطلح " و "
اصطلاح " مترادفتان في اللغة العربيّة. وهما مشتقّتان من "اصطلح"
(وجذره صلح) بمعنى "اتفق"، لأنّ المصطلح أو الاصطلاح يدلّ على اتفاق
أصحاب تخصّص ما على استخدامه للتعبير عن مفهوم علميّ محدّد. ومَن يدقق النظر في
المؤلَّفات العربيّة التراثيّة، يجد أنّها تشتمل على لفظَي " مصطلح " و
"اصطلاح " بوصفهما مترادفين. فعلماء الحديث كانوا أوّل من استخدم لفظ
" معجم " ولفظ " مصطلح " في مؤلَّفاتهم. ومن هذه المؤلَّفات
منظومة أحمد بن فرج الإشبيلي (من أهل القرن السابع الهجري ) في مصطلح الحديث، التي
أوّلها: غرامي "صحيحٌ
" والرجا فيك معضلُ وحزني ودمعي
" مُرسَلٌ " و " مُسلسَلُ "
u
(
لاحظ أنّ الكلمات الثلاث بين علامات التنصيص هي مصطلحات من علم الحديث تدلّ على
أنواع مختلفة من الحديث النبويّ الشريف.)
كما ظهر لفظ
" مصطلح " في عناوين بعض مؤلفات علماء الحديث مثل " الألفيّة في
مصطلح الحديث" للزين العراقي ( زين الدِّين عبد الرحيم بن الحسين المتوفَى
سنة 806 هـ) وكتاب " نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" للحافظ بن حجر
العسقلانيّ (المتوفى سنة 852 هـ/ 1449م)، واستخدم لفظ "المصطلح" كتّابٌ
آخرون غير علماء الحديث مثل شهاب الدين أحمد بن يحيى المعروف بابن فضل الله
العُمَري ( المتوفى سنة 749هـ) في كتابه " التعريف بالمصطلح الشريف"
الذي يتناول الألفاظ الاصطلاحيّة المستعملة في الكتابة الديوانيّة.
u ومن المعجميّين الذين استخدموا لفظي
" اصطلاح " و " مصطلح " بوصفهما مترادفين عبد الرزاق
الكاشاني( المتوفى حوالي 736هـ/1335م) في كتابه " اصطلاحات الصوفية " ،
إذ قال في مقدمته: " ...فقسمتُ الرسالة على قسمين: قسم في بيان المصطلحات ما
عدا المقامات..."
u واستخدم الكاشاني لفظ " مصطلح"
في مقدمة معجمه " لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام" الذي قال في
مقدمته: " فإني لما رأيتُ كثيراً من علماء الرسوم، ربما استعصى عليهم فهم ما
تتضمنه كتبنا وكتب غيرنا من النكت والأسرار، ...أحببتُ أن أجمع هذا الكتاب
مشتملاً على شرح ما هو الأهمّ من مصطلحاتهم."
u كما استعمل ابن خلدون (
732ـ808هـ/1332ـ1406م) لفظ " مصطلح " في " المقدمة " فقال:
" الفصل الواحد والخمسون في تفسير الذوق في مصطلح أهل البيان ...". وفي
القرن الثاني عشر الهجري، استعمل محمد التهاوني لفظَي " اصطلاح"
و"مصطلح " بوصفهما مترادفَين في مقدِّمة كتابه المشهور " كشّاف
اصطلاحات العلوم " وهو أكبر معجم للمصطلحات في الحضارة الإسلامية : حين قال:
" فلما فرغت من تحصيل العلوم العربية والشرعية، وشمّرت على اقتناء العلوم
الحكمية والفلسفية...، فكشفها الله عليّ، فاقتبستُ منها المصطلحات أوان المطالعة
وسطّرتها على حده "
u ما أهمية المصطلحات بالنسبة
للعلوم:
u المصطلحات هي مفاتيح العلوم، على حد تعبير
الخوارزمي. وقد قيل إنّ فهم المصطلحات نصف العِلم، لأنّ المصطلح هو لفظ يعبر عن
مفهوم، والمعرفة مجموعة من المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في شكل منظومة. وقد
ازدادت أهميّة المصطلح وتعاظم دوره في المجتمع المعاصر الذي أصبح يوصف بأنّه
" مجتمع المعلومات " أو " مجتمع المعرفة "، حتّى أنّ
الشبكة العالمية للمصطلحات في فيينا بالنمسا اتّخذت شعار " لا معرفة بلا
مصطلح ". فعمليات الإنتاج والخدمات أصبحت تعتمد على المعرفة، خاصّة المعرفة
العلميّة والتقنيّة. فبفضل تكنولوجيا المعلومات والاتّصال، غيّرت الشركات أدوات
التصميم والإنتاج، فأخذت تصمّم النموذج المختبريّ لمُنتجاتها وتجرّبه بالحاسوب قبل
أن تنفّذه في المصنع. كما أنّها لم تعُد ملزمة بالقيام بجميع عمليات التصنيع في
مكان واحد وبصورة متعاقبة، وإنّما أصبح بالإمكان تكليف شركات متعدّدة بتصنيع
الأجزاء المختلفة في وقت واحد، ثم تقوم الشركة المنتجة بتجميع أجزاء المُنتج
وتسويقه. وظهرت في السوق سلع وخدمات مبنيّة على تحويل المعارف إلى منتجات، تُسمّى
بالسلع والخدمات المعرفيّة.
المصطلح
في التراث العربي:
أدرك العرب القدماء أهمّيّة المصطلح ودوره في تحصيل العلوم. فقال
القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى" :
"
على أنّ معرفة المصطلح هي اللازم المحتَّم والمهمّ المقدَّم، لعموم الحاجة إليه
واقتصار القاصر عليه:
إن الصنيعةَ لا تكونُ صنيعةً حتّى يُصابَ بها طريفُ
المَصْنعِ "
ونوّه التهاونيّ في مقدّمة كتابه المشهور " كشاف اصطلاحات الفنون
"، الذي جمع فيه أهمّ المصطلحات المتداولة في عصره وعرّف بأهمية المصطلح
فقال:
" إنّ أكثر ما يحتاج به في العلوم المدوّنة والفنون المروَّجة إلى
الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإنّ لكلِّ عِلم اصطلاحاً به إذا لم يُعلم بذلك لا
يتيسر للشارع فيه إلى الاهتداء سبيلاً ولا إلى فهمه دليلاً."
وعرّف اللغويون العرب القدامى المصطلحَ بأنّه لفظ يتواضع عليه القوم
لأداء مدلول معيّن، أو أنّه لفظ نُقل من اللغة العامة إلى اللغة الخاصة للتعبير عن
معنى جديد. فقال الجرجاني تعريف الاصطلاح :
"
عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسمٍ ما، يُنقل عن موضعه." ثم أضاف
وكأنّه يتحدث عن بعض طرائق وضع المصطلح: " إخراج اللفظ من معنى إلى آخر،
لمناسبة بينهما."
وعرّفه أبو البقاء الكفوي
" الاصطلاح هو اتفاق القوم على وضع الشيء، وقيل: إخراج الشيء عن
المعنى اللغويّ إلى معنى آخر لبيان المراد."
وعرّفه مرتضى الزَّبيديّ في
معجمه " تاج العروس " بأنّه: " اتفاق طائفة مخصوصة على أمر
مخصوص."
النظرية العامة والنظرية الخاصة في علم المصطلح:
تُعنى النظرية العامّة لعلم المصطلح
بتحديد المبادئ المصطلحيّة الواجبة التطبيق في وضع المصطلحات وتوحيدها،
وكذلك تحديد طرائق الاختيار بين المبادئ المتضاربة. فمثلاً، من المتطلبات أو
الشروط الواجب توفّرها في المصطلح الجيد: الدقة، والإيجاز، وسهولة اللفظ، وقابليته
للاشتقاق، وصحته لغوياً، وشيوعه في الاستعمال. ولكن التضارب قد يقع بين دِقّة
المصطلح التي تتطلب أكثر من كلمة واحدة أحياناً وبين الإيجاز الذي ينضوي تحت مبدأ
الاقتصاد في اللغة. أو يقع التضارب بين قابلية المصطلح للاشتقاق وبين الاستعمال
الشائع. ما توصل إليه الأستاذ أحمد الأخضر
غزال عن توصُّله إلى وضع كلمة ( أفلك )
وجمعها( أفالك ) على وزن ( أرنب ـ أرانب) للتعبير عن القمر الصناعي الذي يدور في
فلك محدد. ولا شك أنّ الكلمة الجديدة
أوجز من مصطلح ( القمر الصناعيّ ) وأكثر قابلية للاشتقاق منه. غير أنّ
مصطلح (القمر الاصطناعي) قد درج في الاستعمال وحقق قدراً كبيراً من الشيوع. ففي
مثل هذه الحالات تبحث النظرية العامة لعلم المصطلح في طرائق الاختيار بين المبادئ
المتضاربة وترتيبها حسب أهميّتها.وكذلك من أمثلة صعوبة الاشتقاق في المصطلحات
المقترضة نضرب مثلاً بكلمة ( راديو ) التي
استعيرت بلفظها من لغة أجنبية ولأن هذه
الكلمة لا تنتمي إلى النظام الصوتي والصرفي العربي ، نجد صعوبة في اشتقاق كلمات
أخرى منها ، على حين أننا لو ترجمناها بلفظة (مذياع ) لتمكنا من اشتقاق كلمات
عديدة أخرى من جذورها (وهذا كله من اختصاص النظرية العامة لعلم المصطلح)
أما النظريّة الخاصّة فتصف المبادئ التي تحكم وضع المصطلح في حقول
المعرفة المتخصِّصة كالكيمياء، والأحياء، والطبّ، وغير ذلك. ويُسهم عدد من
المنظَّمات الدوليّة المتخصِّصة في تطوير النظريات الخاصة للمصطلحات، كلُّ في حقل
اختصاصها. ومن هذه المنظمات منظمة الصحّة العالمية، والهيئة الدولية للتقنيات
الكهربائيّة، وغيرهما.
مشكلات المصطلح العلمي العربي:
أ-
أسباب النقص في المصطلحات العلمية العربية:
1-
خلال أربعة قرون من الحكم العثماني والسيطرة الاوربية على البلاد لم
تستخدم اللغة العربية في الإدارة في التعليم .
2.
وفي أثناء تلك الفترة الطويلة لم تكن هنالك اختراعات أو اكتشافات أو أبحاث علمية
في الوطن العربي .
3. إن تدفق المصطلحات العلمية والتقنية الجديدة من الدول الصناعية يجعل
من العسير على اللغة العربية مواجهتها واستيعابها بالسرعة اللازمة .
ب- واضعو المصطلحات العلمية والتقنية في الوطن العربي:
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ أوﻋﻠﻤﻴﺔ
واﺣﺪة ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻮﺿﻊ المـﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴـﺔ في اﻟـﻮﻃﻦ اﻟعربي،
وإنما ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻫﻴﺌﺎت وﺟﻬﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ منها:.
1-الجامعات ووزارات التربية في البلدان العربية
2-
مجامع اللغة العربية في القاهرة وبغداد وعَمّان والرياض والرباط والخرطوم وغيرها
من العواصم العربية.
3-المعجميون .
4-الكتاب والمترجمون.
ج- المنهجية: المصطلح العلمي العربي بين المتحررين والمحافظين:
منذ
النهضة العلمية الحديثة في القرن التاسع عشر ، جرى خلاف لغوي حاد ، في الوطن
العربي ،بين المحافظين والمتحررين من اللغويين،
حول المصطلحات العلمية والتقنية الحديثة وكيفية وضعها .
نادى
المتحررون باستعارة المصطلحات بحريّة تامة من الإنجليزية والفرنسية واللغات
الأخرى، بل حتى من اللهجات العامية ، للإسراع في وضع المصطلحات وزعموا أن الاقتراض
اللغوي أمر طبيعي ، ومسموح به ، ويسهم في
تطوير اللغة وتنميتها .وطالب المحافظون بالتقيد باختيار الألفاظ العربية الفصيحة
في مقابل المصطلحات الأجنبية ، ورأوا أن ذلك أجدى على المدى البعيد ،لأن اللغة
العربية اشتقاقية ،فإذا تمت ترجمة المصطلح بكلمة عربية ، استطعنا أن نشتق من جذرها
عدداً من المفردات بحيث تتكون لدينا في نهاية الأمر أسر لفظية تيسر بناء النظام
الاصطلاحي في اللغة وتسهل علينا حفظه وتذكره.
مشكلات المصطلح العلمي العربي اللغوية والتنظيمية:
المشكلات اللغوية:وهي نوعان:
أولهما :راجع إلى اللغة العربية ذاتها.
وثانيهما :راجع إلى لغة المصدر أي اللغة الأجنبية التي تستقي منها لغتُنا
العربية هذه المصطلحات
المشكلات الناتجة عن اللغة ذاتها:
·
الازدواجية
·
تعدد اللهجات الفصحى
·
ثراء العربية بالمترادفات
·
المشكلات الناتجة عن لغة المصدر :
•
تعدد
مصادر المصطلحات التقنية .
•
إزدواجية
المصطلح في لغة المصدر.
•
الترادف
والاشتراك في لغة المصدر .
•
المشكلات التنظيمية:
1-
تعدد واضعي المصطلحات في الوطن العربي
2- إغفال التراث
العلمي العربي
3- عدم اختبار
قبول الجهور للمصطلح الموضوع.
المصطلح التراثي بين الإعمال والإهمال:
تضافرت عوامل رئيسة ثلاثة على تمكين اللغة
العربية من حيازة هذا التراث المصطلحي العملاق:
أولاً - العامل التاريخي :طول عمر
العربية.
اللغة العربية أطول اللغات الحية عمراً،
فإذا كانت اللغة الإنجليزية الحديثة التي يفهمها عامة الانجليز اليوم ،مثلا،
لايزيد عمرها على مئتي عام ،فإن عمر اللغة العربية ، التي نستوعبها دونما جهد أو
عناء ، ينيف على الألفي حول ، واللغة العربية من بين اللغات هي التي كتب لها أن
تبقى على قيد الحياة . وهذا العامل ، منح العربية تراكما معرفياً غامراً.
ثانياً – العامل الجغرافي: اتساع رقعة
العربية
وهو قيام العرب ، منذ القرن السابع
للميلاد بحمل رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها ، فاتحين ومهاجرين ومتاجرين،
فاحتكت لغتهم ببيئات جغرافية متنوعة ، واتصلت بمجتمعات ذات ثقافات متباينة ،فواجهت
مفاهيم وتصورات جديدة لم تألفها من قبل، فكان لابد للغة العربية من توليد مصطلحات
مبتكرة، ووضع ألفاظ مستحدثة، للتعبير عن تلك المفاهيم والتصورات، وهذا العامل
الجغرافي أدى إلى إغناء التراث العربي بالمصطلحات الحضارية المتنوعة.
•
الريادة العلمية العربية:
وثالث العوامل التي أمدّت التراث العربي
بدفق من المصطلحات، هو اضطلاع العرب المسلمين بالريادة العلمية والفكرية في
العالَم فترةً طويلة. فقد رفعوا شعلة التقدُّم البشري أكثر من سبعة قرون، وزادوها
توهّجاً بما صنّفوا من مؤلفات أدبية، وما أجروه من أبحاث علمية، وما اخترعوه من
تقنيات مبتكرة، وما ترجموه من علوم الأمم الأخرى. وكانت اللغة العربية هي الوعاء
الذي استوعب تلك المادّة والشكل الذي انتظم فيه ذلك المضمون، فزخرت بمصطلحات
العلوم والفنون والآداب. وأضحت آنذاك أغنى اللغات مُصطلحاً، كما كانت أثراها
معجماً وأبدعها نحواً.
•
متى واجه العرب القصور المصطلحي في لغتهم:
ما دام البحث العلمي مطرداً والتقدُّم
الفكري والحضاري متواصلاً، فإنّ اللغة تنمو وتزدهر، ومخزونها المصطلحي يتّسع
ويتجدد. أما إذا أصيب الفكر بالركود، والبحث العلمي بالجمود، فإنّ ذلك ينعكس
تلقائياً على اللغة المستعملة للتعبير عن ذلك الفكر. ولقد تعرَّضت الحضارة العربية
لظاهرة الركود والجمود تلك، خلال أربعة
قرون على الأقل، وقد رافق ذلك الركود انحطاط اقتصادي وسياسي وعسكري، في
المشرق والمغرب، فسقطت بغداد في يد المغول عام 1258م. وسقطت غرناطة، آخر معاقل
المسلمين في الأندلس، عام، وخضعت معظم البلاد العربية للحكم العثماني لأربعة قرون
تقريباً، تضاءل خلالها دور اللغة العربية سياسياً وإدارياً وثقافياً. وفي فترات
التدهور هذه، عانت اللغة العربية الإهمالَ، وتكبّدت الخسائر في مخزونها المصطلحي
كمّاً وكيفاً، فسَبَتَتْ كثير من مصطلحاتها في طي النسيان حتى لم يعُد أهلا
يتعرَّفون عليها، ولم يعُد لها وجود إلا في المخطوطات القابعة في مكتبات مهجورة،
أو المختبئة في مستودعات منزوية يصعب الوصول إليها.
وعندما جاءت الثورة الصناعية والتقدم العلمي اللذين أرهص لهما ورافقهما
وأعقبهما سيل من المفاهيم الجديدة كان على العرب تمثّلها والتعامل معها والتعبير
عنها بلغتهم. وهنا واجه روّاد النهضة الفكرية العربية قصور لغتهم في هذا الميدان.
فكيف كان بإمكانهم الاستفادة من التراث لإمدادهم بالمصطلحات اللازمة؟ وماذا فعلوا
في واقع الأمر لوضع المصطلحات الجديدة؟
واجه العرب القصور المصطلحي في لغتهم
بوسائل لسانية معروفه تستخدمها اللغات عادة لتوليد المصطلحات التي تلزمها. وتنحصر
هذه الوسائل بستًّ، ندرجها فيما يلي حسب أهمّيتها في اللغة العربية:
- الاشتقاق ، المجاز، التعريب، النحت،
التركيب، الإبدال.
فوائد
إستخدام المصطلحات التراثية :
وتتلخص في خمس
فوائد:
1- ربط حاضر اللغة بماضيها.
2- توفير الجهد في البحث عن مصطلحات جديدة.
3- سلامة المصطلح العربي التراثي وسهولته.
4- تجنُّب مخاطر الاقتراض اللغوي.
5- الإسهام في توحيد المصطلح العلمي العربي.
مصادر
المصطلحات التراثية:
يمكن جرد المصطلحات العربية من ثلاثةٍ من مصادر التراث العربي المكتوب
هي:
أولاً- المعاجم التراثية:
وهي نوعان :
أ-معاجم عامة
ب -معاجم مختصة
أ-المعاجم التراثية العامة:
معروف أن المعاجم العامة تشتمل على كثير من المصطلحات العلمية والفنية. وللغة
العربية ثروة كبيرة من المعاجم التراثية العامة تغطي جميع فترات الثقافة
العربية،مثل:
”العين“-“الجمهرة“-تهذيب اللغة“-“الصحاح“-“المجمل“....إلخ .
وهذه المعاجم تشتمل، في أحيان كثيرة ،إما على مصطلحات جاهزة للاستعمال أو على
كلمات مشتقة من الجذور اللغوية ومرشحة للاصطلاح وقابلة له.
وفي معجم ”لسان العرب“ يضرب الدكتور ممدوح محمد خسارة مثلاً على المصطلحات العلمية
القديمة الجاهزة للاستعمال في الوقت الحاضر، في مادة الجذر اللغوي ( ح ج ر ) فقط
بالقائمة التالية:
في ميدان الجغرافية والجيولوجية :
الحَجِرة والحَجيرَة:الأرض الكثيرة الحجارة
-في الزراعة :المَحجِر:الحديقة
الحاجُور:ما يمسك الماء من شفة الوادي
الحاجِر:الجَدرُ الذي يمسك الماء بين الديار
في القانون
الحِجر: الحرام، الحَجر :المَنع.المنعُ من
التصرف بالمال
في الطب: المَحجَر: ما دار بالعين من العظم الذي في أسفل الجفن
الحَنجَرة:الحُلقوم
الحُجُر:ما يحيط بالظُّفر من اللحم
المعاجم التراثية الموضوعية:
هذه المعاجم تشتمل على قدر أكبر من المصطلحات ومعاجم الموضوعات لا ترتب
ألفبائياً ،وإنما بحسب الموضوعات ،فتعقد باب لكل فصل للمسميات المتعلقة بموضوع
معين ومعاجم الموضوعات على نوعين:-1- معاجم موضوعية مختصة:
فلمعجم المختص هو الذي يختص بمصطلحات موضوع
معين ومادة علمية واحدة او فرع من فروع المعرفة , ولهذا يسميه بعضهم بمعجم
المصطلحات .
وظهر هذا النوع من المعاجم
في أواخر القرن الثاني الهجري على شكل رسائل لغوية تختص كل رسالة في موضوع
واحد ومادة علمية واحدة ومن أكبر رواد التأليف في هذا النوع ، خلف الأحمر في كتابة
جبال العرب، وقطرب في الأضداد و والنضر بن شميل في كتابه الخيل ، عبد الملك بن قريب الأصمعي الذي ألف رسائل
معجمية في عدة موضوعات وكان يرتب مصطلحات المادة العلمية الواحدة بحسب موضوعاتها
الفرعية , ثم يتخذ المفاهيم العلمية أساسا في الترتيب والتعريف .
ولنأخذ من كتابه ( الإبل ) النص
التالي الذي يتناول ولد الناقة ” فإذا ألقت
( الناقة ) ولدها , فهو ساعة يقع ( شليل ) , فإذا وقع عليه اسم التذكير
والتأنيث , فإن كان ذكراً فهو ( سقب ) وإن كان أنثى فهو ( حائل ) فإذا قوي ومشى (
راشح ) وهي ( المطفل ) ما دام ولدها صغيراً فإذا أرتفع الرشح فهو ( الجادل ) .
نال هذا النوع من المعاجم المختصة إهتماما كبيراً من اللغويين والباحثين العرب
ولقد وجدوا أنها تغطي مجالات معرفية متنوعة مثل : الألفاظ – المصطلحات – أعلام –
اثار.
2- المعاجم الموضوعية العامة
وهي المعاجم التي تحاول ان تضم جميع مفردات اللغة مرتبة حسب موضوعاتها
العامة طبقا لتصنيف شامل للكون فمثلاً ( معجم الغريب المصنف ) لأبي عبيد القاسم
اشتمل على 25 كتاباً وكل واحد منها يتألف من عدة أبواب .وتدرج تحت كل موضوع عام
موضوعاته الفرعية المتخصصة .منها كتاب الإنسان، كتاب الأطعمة وكتاب الأمراض، وكتاب
السلاح وغيرها من الموضوعات.
2- الشعر :
فالشاعر العربي لم ينظم في قصائده أحاسيسه وعواطفه وانفعالاته المختلفة
من فرح وترح وحب وحقد وفخر وتواضع وإنما صور كذلك مجتمعه الذي يعيش فيه بعاداته
وتقاليده ومعتقداته ووصف البيئة التي تكتنفه بأجواءها وأنواعها وحيواناتها
ونباتاتها ولهذا فإن الشعر يشكل مصدر ثراً للمصطلحات العربية في مختلف مجالات
الحياة .ومن هنا قيل (الشعر ديوان العرب)
4-الكتب العلمية :
فالتراث العربي يضم مكتبة حافلة بالكتب العلمية المتخصصة في جميع مجالات
المعرفة النظرية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء ومختلف جوانب المعرفة
التطبيقية كالطب والهندسة فلو أخذنا الطب مثلاً لوجدنا عدداً من الكتب الطبية
التراثية التي تشتمل على طائفة كبيرة من المصطلحات الأساسية.
ومن هذه الكتب على سبيل المثال وليس الحصر :
كتاب الاعتماد في الأدوية المفردة لابن الجزار القيرواني
- كتاب القانون في الطب لابن سينا .
- التيسير في المداواة والتدبير لعبد الملك بن زهر
كتالتراث العربي المنطوق :
يمثل التراث العربي المنطوق مصدر من مصادر المصطلحات , إذ يتوارث
المهنيون والحرفيون والصناع مصطلحات مهنهم وحرفهم وصناعاتهم جيلاً بعد جيل ,
ويتوفرون على أسماء أدواتهم وآلاتهم ومعداتهم وعملياتهم المختلفة ويستخدمونها في
أحاديثهم اليومية , والكثير من هذه المصطلحات وصلت بالسماع والتلقي وليس من الصحيح
أن يتولى اللسانيون والمصطلحيون وضع مصطلحات جديدة دون الرجع إلى أهل الاختصاص .
استخلاص المصطلحات من التراث العربي المخطوط :
يقترح الدكتور الشاهد البوشيخي منهجية
تتألف من الخطوات التالية للاستفادة من التراث العربي المخطوط في توليد المصطلحات
العلمية وهي :
الفهرسة – التصوير – التخزين – التصنيف – التوثيق – التحقيق – التكشيف –
النشر
وبعد ذلك نحتاج إلى الإعداد العلمي الشامل للمصطلحات التراثية ويتم ذلك
في الخطوات التالية
الفهرسة – التصنيف – التعريف – التخزين – النشر وهذه الخطة تنفع الباحث
الذي يحاول أن يقف على المصطلحات في كتاب تراثي أ مجال علمي محدد لتوليد مصطلحات
جديدة في ذلك المجال كما يمكن اعتماد هذه الخطة في علم( المصطلح التاريخي ) الذي
يدرس تطور المفاهيم العلمية الحديثة والمصطلحات التي تعبر عنها عبر العصور
المختلفة .
كيف وضعت المصطلحات العربية الجديدة:
إذا كان تراثنا المكتوب والمنطوق يزخر بالمصطلحات العلمية والحضارية كما
ذكرنا، فهل أفاد رواد النهضة العربية في عملية وضع المصطلحات الجديدة؟
بالرجوع للمنهجيات المتبعة إبان النهضة العربية الحديثة يلاحظ عدم اعتماد
التراث مصدراً من مصادر المصطلحات الجديدة الا في وقت متأخر .
والمصطلحات الحضارية والعلمية التي أستقيت من التراث قليلة في عددها محدودة في
نطاقها ولم تكن نتيجة رصد منهجي بقدر ما كانت تمثل اجتهادات فردية، ويقع معظمها في
باب المجاز، كاستعارة ( القاطرة ) أي الناقة التي تقود
( القطار ) قافلة الجمال قديما ً , لتدل على الآلة البخارية التي تسحب
بقية عربات واسطة النقل المعروفة اليوم بالقطار .
والوسائل التي يواجه بها العرب
القصور المصطلحي في لغتهم وسائل لسانية
معروفة تستخدمها اللغات عادة لتوليد المصطلحات التي تلزمها وتنحصر هذه الوسائل بست
, نذكرها حسب أهميتها في اللغة العربية : - الاشتقاق – المجاز – التعريب – النحت –
التركيب – الإبدال .
•
لماذا أهمل التراث المصطلحي:
كما أشرنا أنَّ اللغة العربية ثريّة بمصطلحاتها الحضارية والعلمية، وإذا
كنّا قد رأينا أن الثورة الصناعية والعلمية الحديثة قد أتت بِسيلٍ من المفاهيم
الجديدة، وإذا كنّا قد لاحظنا أنّ العرب لم يستفيدوا من مصطلحاتهم التراثية في
التعبير عن المفاهيم الحديثة، فمن حقّنا أن نتساءل لماذا أهمِل المصطلح التراثي
ولم يُستفَد منه كما ينبغي:
- إنّ حالة الاستعجال التي فاجأت رواد النهضة الفكرية العربية وغمرتهم
بِسيلٍ جارفٍ من المفاهيم الحضارية والعلمية والتقنية، لم تسمح لهم بالبحث في
التراث العربي مكتوباً ومنطوقاً لإيجاد مصطلحات تعبر عن تلك المفاهيم الجديدة.
- إن ما يقرِّر حياة المصطلح هو الاستعمال وليس الوضع.
- حتّى لو اتّجهت نيّة المثقَّفين العرب في النصف الثاني من القرن التاسع
عشر الميلادي إلى الاستفادة من المصطلحات التراثية، فإنّ ذلك لم يكُن بالإمكان،
لأنّ مصادر تلك المصطلحات لم تكُن في متناول أيديهم. فالمصطلحات مبثوثة في كُتُب
التراث العربي التي لم تكُن مطبوعة أو منشورة آنذاك، وليست جاهزة للطبع.
توحيد المصطلح العلمي العربي:
دور المصطلح الموحد في التعريب :
سعت الأمة إلى تنمية لغتها وتوحيد ألفاظها
الحضارية وتنميط مصطلحاتها العلمية والتقنية لتكون لغتها أداة مشتركة لتيسير
الاتصال بين أبنائها في مختلف الأقطار ، واستمرار التواصل بين الأجيال ، فأناطت
جامعة الدول العربية للمكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي “مهمة توحيد
المصطلحات العلمية والتقنية التي تضعها المجامع اللغوية والعلمية والمؤسسات
المعنية في الأقطار العربية .
ازدواجية المصطلح العلمي العربي:
إن ظاهرة ازدواجية المصطلح العلمي والتقني
التي نلمسها في تعدد المصطلحات العربية التي تعبر عن المفهوم الواحد بحيث
يختلف المصطلح من قطر عربي إلى آخر، تعود
إلى عدة أسباب:
1- تعدد المؤسسات التي تضطلع بوضع المصطلحات العربية، كالمجامع اللغوية والعلمية،
والجامعات ،ولجان الترجمة والتعريب.
2-اختلاف في منهجيات وضع المصطلحات فعلى حين يفضل بعضهم، مثلا، وسائل لغوية معينة
كالاشتقاق والمجاز، يميل بعضهم الآخر إلى وسائل أخرى كالاقتراض والتعريب ،فتكون
النتيجة وجود لفظين للتعبير عن الشيء الواحد ،مثل: هاتف /وتلفون/ وبنك / ومصرف.
3- تباين في لغة المصدر فعلى حين ينطلق وضع المصطلحات العربية في دول
المشرق العربي من اللغة الإنجليزية , تتخذ الفرنسية في دول المغرب العربي منطلقاً
لوضع المصطلحات العربية .
4- ثراء العربية بالمترادفات وأشباه المترادفات فاللفظ الأجنبي الواحد قد يترجم
الى العربية بألفاظ متعددة ذات مدلولات متقاربة
5- ازدواجية المصطلح في لغة المصدر تنتقل هذه الازدواجية إلى العربية
عندما يترجم مصطلحان مترادفان يستعملان بالدلالة على مفهوم واحد بلفظين عربيين
مختلفين .
6- إغفال التراث العربي عند وضع المصطلح , إذ توضع أحياناً مصطلحات جديدة لمفاهيم
قديمة سبق أن وضعت لها مصطلحات عربية مبثوثة في كتب التراث.
منهجية وضع المصطلح العلمي
العربي :
من أجل القضاء على بعض أسباب ازدواجية المصطلح العربي عقد مكتب تنسيق التعريب ندوة
” توحيد منهجيات وضع المصطلح العلمي العربي ” وفي ما يلي خلاصة أهم هذه المبادئ
التي نتجت عن هذه الندوة :
1- ضرورة وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهه بين مدلول المصطلح اللغوي ومدلوله الاصطلاحي
2-وضع مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد
3- تجنب تعدد الدلالات للمصطلح الواحد في الحقل الواحد
4- استقراء واحياء التراث العربي خاصةً ما استعمل منه وما استقر منه من مصطلحات
علمية عربية
5- مسايرة المنهج الدولي في اختيار المصطلحات العلمية
6- استخدام الوسائل اللغوية في توليد المصطلحات العلمية بالأفضلية
7- تفضيل الكلمات العربية الفصيحة المتواترة على الكلمات المعربة
8- تجنب الكلمات العامية إلا عن الاقتضاء بشرط أن تكون مشتركة بين لهجات عديدة
9- تفضيل الصيغة الجزلة الواضحة وتجنب النافر والمحظور من الألفاظ
10- تفضيل الكلمة التي تسمح بالاشتقاق على الكلمة التي لا تسمح به .
منهجية التوحيد:
يقصد
بالتوحيد اختيار مصطلح واحد من بين المصطلحات العربية المترادفة التي تعبر عن
مفهوم واحد واعتماده في الاستعمال بتحقيق التواصل الفعال بين أبناء اللغة العربية
وتحقيق استمراريتها وقد أتبع مكتب تنسيق التعريب بالرباط منهجية في توحيد
المصطلحات العلمية والتقنية تتلخص في ما يلي :
1-يحدد المكتب الموضوع او المجال العلمي ويضع
قائمة بمصطلحاته الإنجليزية والفرنسية .
2-يقوم خبراء المكتب ومتخصصوه بجمع
المقابلات العربية لتلك المصطلحات
3- إرسال المسرد المنسق إلى الجهات المعنية في الوطن العربي لإبداء الرأي فيه
وتسجيل الملاحظات عليه
4- عقد ندوة علمية مصغرة يشارك فيها اللغويون والمختصون في ذلك الموضوع لمناقشة
المقابلات العربية ومقارنتها مع مقابلاتها
الأجنبية
5- تقديم المسرد المعدل إلى لجنة متخصصة من لجان مؤتمر التعريب لدراسته وإقراره
في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين أجريت تعديلات عل هذه المنهجية لتصبح
كالتالي :
1- يختار المكتب موضوع مشروع المعجم المراد إعداده دون التقيد بمستوى دراسي معين .
2- يتعاقد المكتب مع مؤسسة علمية متخصصة في مجال المشروع لتختار الخبراء وتتابع
العمل وتشرف عليه.
3- يبعث المكتب بمشروع المعجم إلى اثنين من المجامع اللغوية العلمية العربية
لإبداء الرأي وإعطاء الملاحظات
4- تقوم المؤسسة العلمية التي أعدت المشروع بتعديله في ضوء الملاحظات الواردة عليه
من المجمعين
5- يعقد المكتب ندوة متخصصة لدراسة المشروع والمقترحات تمهيداً لعرضه على مؤتمر
التعريب لإقراره .
الجودة
النوعية للمصطلحات الموحدة :
يمكننا القول إن باستطاعتنا الاطمئنان للقيمة العلمية والجودة النوعية
للمصطلحات العربية الموحدة . لأن تلك المصطلحات في معظمها قد وضعتها في الأصل
المجامع اللغوية والعلمية والجامعات والمؤسسات المعنية وأن الذين يشاركون في إعداد
مشاريع المعاجم الموحدة ومراجعتها وإقرارها هم من بين أفضل المختصين في البلاد
العربية .
الكفاية الكمية للمصطلحات
الموحدة :
من الناحية الكمية ينبغي الإشارة أولاً إلى وجود عدد كبير من المعاجم
المتخصصة الموحدة التي أعدتها منظمات متخصصة استناداً إلى المصطلحات التي وضعتها
المجامع والمؤسسات المعنية العربية ومن أمثلتها ما يلي : - المعجم الطبي الموحد –
المعجم الموحد لمصطلحات الحاسبات الإلكترونية – المعجم العربي الزراعي في ألفاظ
العلوم الزراعية ومصطلحاتها – المعجم الموحد الشامل للمصطلحات التقنية والفنية –
معجم مصطلحات السكك الحديدية – معجم المصطلحات الرياضية العربية .
نشر
المصطلحات العلمية العربية الموحدة وتوزيعها :
لقد ساعدت تقنيات الاتصال الحديثة على حل مشكلة الانتقادات التي وجهت إلى
مكتب تنسيق التعريب من أن المكتب لا يطبع من مجلته ومعاجمه الموحدة سوى بضعة آلاف
نسخة من كل مطبوع . فقد أنشأ المكتب وحدة الشبكة المعلوماتية التي من بين مهامها
تخزين المصطلحات الموحدة وتزويد المستعملين بها,
كما أنشأت موقعاً لها على الشبكة الدولية للمعلومات بحيث يستطيع الفرد الاطلاع
على محتويات المعاجم الموحدة معجماً كما يشتمل الموقع على كشاف لمحتويات أعداد
مجلة اللسان العربي ويستطيع المستعمل مراسلة المكتب بواسطة البريد الإلكتروني .
الدور
الحضاري للمصطلح العلمي العربي الموحد :
إن الهدف الأساس من توفير المصطلحات العلمية العربية الموحدة هو إيجاد
لغة علمية عربية مشتركة يفهمها جميع العلميين والتقنيين في مختلف الأقطار العربية
, وتكون أداة فاعلة للتعليم والبحث والتأليف والترجمة ولكي يؤدي المصطلح الموحد
دوره العلمي والحضاري , يتوجب على جامعاتنا العربية الالتزام باستعماله دون غيره
في خمسة أنشطة أساسية : التعليم – البحث العلمي – الترجمة – الدوريات العلمية –
مواقع الجامعات على شبكة المعلومات الدولية.
التقييس والتنميط والتوحيد في علم المصطلح:
يميز بعض الباحثين في علم المصطلح بين
ثلاثة أنواع من العمليات هي :
1- التقييس أو المعيرة standardisation
2- التنميط Normalisation
3 - التوحيد
عملية التقييس:
يعنى التقييس أو المعيرة بإرساء واعتماد
المعايير أو المقاييس أو الأنماط أو الأسس أو المبادئ أو المواصفات التي ينبغي أن
تصنع بموجبها الأشياء، أو تضبط بحسبها الأحجام، أو توضع على غرارها الأشكال، أو
تصاغ وفقها المصطلحات . وتشبه عملية التقييس عملية وضع القوانين الواجب اتباعها.
أما التنميط فهو عبارة عن صنع الأشياء أو
وضع المصطلحات الجديدة للتعبير عن المفاهيم المستحدثة وفق الأنماط أو المقاييس أو
المعايير المتفق عليها في عملية التقييس .
ولنضرب مثلاً على تطبيقات هذه المصطلحات
الثلاثة من صناعة أشرطة التسجيل الصوتي . ففي عملية التقييس , يتم الاتفاق على
مقاييس معينة لأطوال الأشرطة . فتقرر الجهة المسؤولة عن التقييس أن الأشرطة يجب أن
تصنع بأطوال ثلاثة : 600 قدم ،و 900 قدم ، و 1200 قدم فقط . إذاً هذه هي المقاييس أو المعايير المعتمدة في صناعة
أشرطة التسجيل الصوتي . ثم تقوم مصانع أشرطة التسجيل إنتاج أشرطتها طبقاً لتلك
المقاييس , فتكون تلك الأشرطة أشرطة منمّطة ، أي صنعت طبقاً للمقاييس المعتمدة .
أما إذا قام أحد المصانع بصنع شريط طوله 750 قدماً مثلاً عندئذ يقال إن هذا الشريط
غير منمّط .
هل تخضع المصطلحات لعملية
التقييس والتنميط:
كانت عملية التقييس في بداية الأمر تقتصر
على الموضوعات والمصنوعات والأشياء، مثل المسافات بين قضبان السكة الحديدية، ولم
تشمل المصطلحات اللغوية، لأن اللسانيين آنذاك رفضوا إخضاع اللغة أو مفرداتها
لمقاييس محددة سلفاً، وقالوا إن اللغة تنمو بصورة طبيعية وإن مهمة اللغوي هي وصف
اللغة كما يستعملها أهلها لا طبقاً لمعايير يحددها ويفترض صحتها.
ولكن المفاهيم وأنظمتها قد تختلف من ثقافة لأخرى، فهي ليست متطابقة في جميع
الثقافات، فمدلول المصطلح، أو المفهوم الذي يعبر عنه ذلك المصطلح، يتباين من لغة
إلى أخرى.
وهذه الظاهرة تشكل إحدى الصعوبات الشائكة
في عملية الاتصال وتبادل المعلومات على الصعيدين القومي والعالمي، كما أن اللغة
الخاصة تختلف عن اللغة العامة من حيث إمكانية التحكم بمصطلحات اللغة الخاصة، ووضع
تلك المصطلحات وتوليدها وتوحيدها طبقاً لمعايير متفق عليها سلفاً.
ومن هنا كان لا بد من توحيد المصطلحات
توحيداً معيارياً ينبني على أساس الاتفاق على المفاهيم وأنظمتها. ومن أجل ذلك، نما
تعاون وثيق بين المصطلحيين وخبراء التقييس. وقام المتخصصون بدراساتٍ مقارنة
للمفاهيم وأنظمتها في اللغات المختلفة من أجل تحقيق ذلك. وهكذا أصبح التقييس اليوم
يشمل المفاهيم والمصطلحات كذلك، إضافة إلى تقييس المنتجات والمصنوعات، بحيث تقوم
المجامع اللغوية والمؤسسات المصطلحية بوضع المصطلحات وتوثيقها ونشرها طبقاً لمبادئ
موحدة متفق عليها، لتيسير عمل المشتغلين في حقل المصطلحات وتنسيقها. وتتولى اللجنة
التقنية 37 في المنظمة العالمية وضع التوصيات الخاصة بتوحيد المبادئ المصطلحية
والمعجمية التي لا غنى للعاملين في حقل المصطلحات وتوثيقها عنها. ونظراً لأن
المفاهيم عرضة للتغير والتطور، فإن المنظمة تراجع توصياتها وتعدلها بين آونة
وأخرى.
اهتمام المنظمة العالمية للتقييس (الإيزو)
باللغة العربية ومصطلحاتها:
وفي عام 2005 م، قرر مجلس إدارة منظمة ( الأيزو
) إصدار بعض مواصفاتها باللغة العربية بوصفها رابع لغة تستخدمها المنظمة مع
الإنجليزية والفرنسية والإسبانية . وشكلت المنظمة لجنة ترجمة عربية تابعة لها تضم
أعضاء من الأردن وتونس والجزائر والسعودية والكويت وليبيا والمغرب والمنظمة
العربية للتنمية الصناعية والتعدين، وشرعت بترجمة عشرة أدلة في مجالات المعامل
والمطابقة والاعتماد والتفتيش، وخمس عشرة مواصفة قياسية للبيئة، وخمس عشرة مواصفة
قياسية للجودة بضمنها المواصفة رقم 9000/ 2000 ، إضافة إلى وضع معجم للجودة والبيئة.
وقررت المنظمة كذلك إنشاء موقع لها باللغة العربية على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت
) .
المراجع
القاسمي، د.علي، علم المصطلح أصوله
النظرية وتطبيقاته العملية، ط لبنان بيروت 2008
حجازي، د. محمود فهمي بحث منشور في
العدد 59 من مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
أبو لبن، وجيه المرسي؛ التربية الإسلامية
وتنمية المفاهيم الدينية، الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبو لبن.
http://kenanaonline.com/users/wageehelmorssi/posts/268140
المقدمة
علم
المصطلح حديث النشأة لكنه آخذٌ في التطور والنمو باطراد، فهو قديم في غايته
وموضوعه، حديث في منهجيته ووسائله.
التعريف: يعرف علم المصطلح بأنه الدراسة
العلمية للمفاهيم وللمصطلحات التي تعبر عنها تلك المفاهيم في اللغات الخاصة. كما
أن العمل فيه ينطلق من المفاهيم بعد تحديدها تحديداً دقيقاً محاولاً إيجاد
المصطلحات الدقيقة الدالة عليها‘ فهو يقنن المصطلحات في ضوء المفاهيم العلمية النابعة من طبيعة الموضوع نفسه.غرضه: إنتاج معاجم مختصة للمصطلحات،هدفه : توفير المصطلحات العلمية والتقنية
الدقيقة التي تيسر تبادل المعلومات، وغايته نشر المعرفة العلمية لإيجاد مجتمع المعرفة
القادر على تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة من أجل ترقية حياة الإنسان ورفاهيته،
ولهذا فإنه يعدّ عنصراً أساسياً من عناصر التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية للأمة.
علاقة علم المصطلح بالعلوم الأخرى:
لعلم المصطلح علاقة بالعلوم التالية:
- علم المنطق وعلم الوجود: لأن دراسة
المفاهيم تقع في نطاق هذين العلمين.
- علم اللغة: توليد المصطلحات يتطلب معرفة
بطرائق الاشتقاق والمجاز والنحت والتركيب، وهذا من اختصاص علم اللغة.
- الترجمة والتعريب : نقل المصطلحات من
لغات أخرى يتطلب معرفة بالترجمة والتعريب.
- علم العلامات(السيميائيات): لمَا كان كثير
من المصطلحات العلمية والتقنية على شكل مختصرات ومختزلات ورموز فإنه لابد للباحث
في علم المصطلح من التعمق في السيميائيات أو علم العلامات.
- علم الحاسوب: نظراً لأن عدد المصطلحات يبلغ الملايين
في كل فرع من فروع المعرفة ، بات من الضروري استخدام الحاسب في إنشاء المدونات
الحاسوبية التي تستخلص منها المصطلحات، وفي إقامة بنوك المصطلحات لخزن المصطلحات ومعالجتها واسترجاعها وتبادلها
مع المؤسسات المصطلحية الأخرى.
-
صناعة المعجم: هذه المصطلحات
وتعريفاتها ومقابلاتها توضع في شكل معاجم، ورقية أو إليكترونية، أحادية اللغة أو
ثنائية اللغة أو متعددة اللغات، ومن هنا أصبحت صناعة المعجم من أدوات المصطلحي.
ولهذا كله ينبغي أن يقوم بالعمل المصطلحي
فريق من المتخصصين.
الفرق بين المفهوم
والمصطلح
يعتقد كثير من الباحثين أن "المفهوم"
و"المصطلح" مترادفات لفظية، والواقع أن كل واحد منها يختلف عن الآخر؛
حيث لكلٍّ دلالته وماهيته.
حدد
الدكتور "وجيه المرسي " الفروق بين هذه الكلمات بطريقة جاذبة لافتة
للنظر، وذلك على الوجه التالي:
1- المفهوم فكرة أو صورة عقلية تتكون من خلال الخبرات المتتابعة التي يمر بها
الفرد؛ سواء أكانت هذه الخبرات مباشرة، أم غير مباشرة، فعلى سبيل المثال: يتكون
المفهوم الصحيح "للصلاة" من خلال خبرة المتعلم التي يكتسبها في (محيطه)
و المراحل التعليمية المختلفة، ومن خلال أدائه للصلاة على الوجه الصحيح، وكذلك
يتكون مفهوم "الإنفاق في سبيل الله" لدى المتعلم من خلال المعرفة التي
تقدم له في محتوى مناهج التربية الإسلامية، ومن خلال مواقف الحياة المختلفة.
ويتسم كل مفهوم بمجموعة من الصفات والخصائص التي
تميزه عن غيره. كما يشترك جميع أفراد المفهوم في الصفات والخصائص التي تميزه عن
غيره من المفاهيم الأخرى، "فالركوع" مثلاً أحد أفراد مفهوم الصلاة يختلف
عن أحد أفراد مفهوم الحج كالطواف مثلاً، وهكذا.
وتعتبر
خاصيتا التجريد والتعميم من أهم خصائص المفهوم، فمفهوم "الإنفاق" مثلاً
من المفاهيم غير المحسوسة، ويتجسد فيما يبذل من مال في سبيل الله، وهو في الوقت
نفسه مفهوم عام يشمل: الإنفاق بالمال، أو الجهد، أو الوقت.
يختلف
المفهوم عن المصطلح في أن المفهوم يركز على الصورة الذهنية، أما المصطلح فإنه يركز
على الدلالة اللفظية للمفهوم، كما أن المفهوم أسبق من المصطلح، وينبغي التأكيد على
أن المفهوم ليس هو المصطلح، وإنما هو مضمون هذه الكلمة، ودلالة هذا المصطلح في ذهن
المتعلم؛ ولهذا يعتبر التعريف بالمصطلح هو "الدلالة اللفظية للمفهوم"،
وعلى ذلك يمكن القول بأن كلمة الصلاة مثلاً ما هي إلا مصطلح لمفهوم معين ينتج عن
إدراك العناصر المشتركة بين الحقائق التي يوجد فيها التكبير وقراءة القرآن،
والقيام والركوع والسجود، والتشهد والسلام، وكلمة "الحج "مصطلح لمفهوم
معين ينتج عن إدراكنا للعناصر المشتركة بين المواقف؛ كالإحرام، والطواف حول الكعبة
المشرفة، والسعي بين الصفا والمرة، والوقوف بعرفات،...، فالملاحظ مع كلمتي
(الصلاة، والحج) أنه تم أولاً التعرف على أوجه الشبه والاختلاف في خصائص كل كلمة،
ثم تحديد الخصائص أو العناصر المتشابهة، ووضعها في مجموعات أو فئات أُطلق عليها
اسم المفهوم.
الفرق بين المصطلح والكلمة:
المصطلح ليس كلمة من الكلمات،
فالكلمة لها معنى، أما المصطلح فله مفهوم، ويتعامل اللغويون مع الكلمات ومعانيها
وحقولها الدلالية، أما المصطلحيون فيتداولون المصطلحات ومفاهيمها ومجالاتها
المفهومية، بل أنظمتها المفهومية، وإذا كان معنى الكلمة يتحدد من سياقها في
الجملة، فإن المصطلح لا يمكن ضبطه إلا من تحديد موقع المفهوم الذي يعبر عنه في
المنظومة المفهومية، ومن تخطيط شبكة علاقاته بالمفاهيم المجاورة له في تلك
المنظومة ، فالمصطلح يمتاز عن الكلمة بدقته وانتمائه إلى منظومة مصطلحية تعبر مصطلحاتها
عن مفاهيم منظومة مفهومية.
من
المؤلفين الذين عبروا عن المصطلحات بلفظ (كلمات):
- الرازي أحمد بن حمدان(المتوفى بعد سنة
322هـ)كتابه (الزينة في الكلمات الإسلامية)، وأفاد مؤلفون آخرون في التعبير عن
المصطلحات ب (ألفاظ)، على نحو ما نجد في عنوان
كتاب: (المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين) لعلي بن يوسف الآمدي،
ويفضل كثير من الباحثين المتأخرين والمحدثين كلمتي (اصطلاح) و( مصطلح)على الكلمات
الأخرى غير المحددة، للدلالة على هذا المعنى.
مصطلح أم اصطلاح:
u إنّ كلمتي " مصطلح " و "
اصطلاح " مترادفتان في اللغة العربيّة. وهما مشتقّتان من "اصطلح"
(وجذره صلح) بمعنى "اتفق"، لأنّ المصطلح أو الاصطلاح يدلّ على اتفاق
أصحاب تخصّص ما على استخدامه للتعبير عن مفهوم علميّ محدّد. ومَن يدقق النظر في
المؤلَّفات العربيّة التراثيّة، يجد أنّها تشتمل على لفظَي " مصطلح " و
"اصطلاح " بوصفهما مترادفين. فعلماء الحديث كانوا أوّل من استخدم لفظ
" معجم " ولفظ " مصطلح " في مؤلَّفاتهم. ومن هذه المؤلَّفات
منظومة أحمد بن فرج الإشبيلي (من أهل القرن السابع الهجري ) في مصطلح الحديث، التي
أوّلها: غرامي "صحيحٌ
" والرجا فيك معضلُ وحزني ودمعي
" مُرسَلٌ " و " مُسلسَلُ "
u
(
لاحظ أنّ الكلمات الثلاث بين علامات التنصيص هي مصطلحات من علم الحديث تدلّ على
أنواع مختلفة من الحديث النبويّ الشريف.)
كما ظهر لفظ
" مصطلح " في عناوين بعض مؤلفات علماء الحديث مثل " الألفيّة في
مصطلح الحديث" للزين العراقي ( زين الدِّين عبد الرحيم بن الحسين المتوفَى
سنة 806 هـ) وكتاب " نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" للحافظ بن حجر
العسقلانيّ (المتوفى سنة 852 هـ/ 1449م)، واستخدم لفظ "المصطلح" كتّابٌ
آخرون غير علماء الحديث مثل شهاب الدين أحمد بن يحيى المعروف بابن فضل الله
العُمَري ( المتوفى سنة 749هـ) في كتابه " التعريف بالمصطلح الشريف"
الذي يتناول الألفاظ الاصطلاحيّة المستعملة في الكتابة الديوانيّة.
u ومن المعجميّين الذين استخدموا لفظي
" اصطلاح " و " مصطلح " بوصفهما مترادفين عبد الرزاق
الكاشاني( المتوفى حوالي 736هـ/1335م) في كتابه " اصطلاحات الصوفية " ،
إذ قال في مقدمته: " ...فقسمتُ الرسالة على قسمين: قسم في بيان المصطلحات ما
عدا المقامات..."
u واستخدم الكاشاني لفظ " مصطلح"
في مقدمة معجمه " لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام" الذي قال في
مقدمته: " فإني لما رأيتُ كثيراً من علماء الرسوم، ربما استعصى عليهم فهم ما
تتضمنه كتبنا وكتب غيرنا من النكت والأسرار، ...أحببتُ أن أجمع هذا الكتاب
مشتملاً على شرح ما هو الأهمّ من مصطلحاتهم."
u كما استعمل ابن خلدون (
732ـ808هـ/1332ـ1406م) لفظ " مصطلح " في " المقدمة " فقال:
" الفصل الواحد والخمسون في تفسير الذوق في مصطلح أهل البيان ...". وفي
القرن الثاني عشر الهجري، استعمل محمد التهاوني لفظَي " اصطلاح"
و"مصطلح " بوصفهما مترادفَين في مقدِّمة كتابه المشهور " كشّاف
اصطلاحات العلوم " وهو أكبر معجم للمصطلحات في الحضارة الإسلامية : حين قال:
" فلما فرغت من تحصيل العلوم العربية والشرعية، وشمّرت على اقتناء العلوم
الحكمية والفلسفية...، فكشفها الله عليّ، فاقتبستُ منها المصطلحات أوان المطالعة
وسطّرتها على حده "
u ما أهمية المصطلحات بالنسبة
للعلوم:
u المصطلحات هي مفاتيح العلوم، على حد تعبير
الخوارزمي. وقد قيل إنّ فهم المصطلحات نصف العِلم، لأنّ المصطلح هو لفظ يعبر عن
مفهوم، والمعرفة مجموعة من المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في شكل منظومة. وقد
ازدادت أهميّة المصطلح وتعاظم دوره في المجتمع المعاصر الذي أصبح يوصف بأنّه
" مجتمع المعلومات " أو " مجتمع المعرفة "، حتّى أنّ
الشبكة العالمية للمصطلحات في فيينا بالنمسا اتّخذت شعار " لا معرفة بلا
مصطلح ". فعمليات الإنتاج والخدمات أصبحت تعتمد على المعرفة، خاصّة المعرفة
العلميّة والتقنيّة. فبفضل تكنولوجيا المعلومات والاتّصال، غيّرت الشركات أدوات
التصميم والإنتاج، فأخذت تصمّم النموذج المختبريّ لمُنتجاتها وتجرّبه بالحاسوب قبل
أن تنفّذه في المصنع. كما أنّها لم تعُد ملزمة بالقيام بجميع عمليات التصنيع في
مكان واحد وبصورة متعاقبة، وإنّما أصبح بالإمكان تكليف شركات متعدّدة بتصنيع
الأجزاء المختلفة في وقت واحد، ثم تقوم الشركة المنتجة بتجميع أجزاء المُنتج
وتسويقه. وظهرت في السوق سلع وخدمات مبنيّة على تحويل المعارف إلى منتجات، تُسمّى
بالسلع والخدمات المعرفيّة.
المصطلح
في التراث العربي:
أدرك العرب القدماء أهمّيّة المصطلح ودوره في تحصيل العلوم. فقال
القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى" :
"
على أنّ معرفة المصطلح هي اللازم المحتَّم والمهمّ المقدَّم، لعموم الحاجة إليه
واقتصار القاصر عليه:
إن الصنيعةَ لا تكونُ صنيعةً حتّى يُصابَ بها طريفُ
المَصْنعِ "
ونوّه التهاونيّ في مقدّمة كتابه المشهور " كشاف اصطلاحات الفنون
"، الذي جمع فيه أهمّ المصطلحات المتداولة في عصره وعرّف بأهمية المصطلح
فقال:
" إنّ أكثر ما يحتاج به في العلوم المدوّنة والفنون المروَّجة إلى
الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإنّ لكلِّ عِلم اصطلاحاً به إذا لم يُعلم بذلك لا
يتيسر للشارع فيه إلى الاهتداء سبيلاً ولا إلى فهمه دليلاً."
وعرّف اللغويون العرب القدامى المصطلحَ بأنّه لفظ يتواضع عليه القوم
لأداء مدلول معيّن، أو أنّه لفظ نُقل من اللغة العامة إلى اللغة الخاصة للتعبير عن
معنى جديد. فقال الجرجاني تعريف الاصطلاح :
"
عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسمٍ ما، يُنقل عن موضعه." ثم أضاف
وكأنّه يتحدث عن بعض طرائق وضع المصطلح: " إخراج اللفظ من معنى إلى آخر،
لمناسبة بينهما."
وعرّفه أبو البقاء الكفوي
" الاصطلاح هو اتفاق القوم على وضع الشيء، وقيل: إخراج الشيء عن
المعنى اللغويّ إلى معنى آخر لبيان المراد."
وعرّفه مرتضى الزَّبيديّ في
معجمه " تاج العروس " بأنّه: " اتفاق طائفة مخصوصة على أمر
مخصوص."
النظرية العامة والنظرية الخاصة في علم المصطلح:
تُعنى النظرية العامّة لعلم المصطلح
بتحديد المبادئ المصطلحيّة الواجبة التطبيق في وضع المصطلحات وتوحيدها،
وكذلك تحديد طرائق الاختيار بين المبادئ المتضاربة. فمثلاً، من المتطلبات أو
الشروط الواجب توفّرها في المصطلح الجيد: الدقة، والإيجاز، وسهولة اللفظ، وقابليته
للاشتقاق، وصحته لغوياً، وشيوعه في الاستعمال. ولكن التضارب قد يقع بين دِقّة
المصطلح التي تتطلب أكثر من كلمة واحدة أحياناً وبين الإيجاز الذي ينضوي تحت مبدأ
الاقتصاد في اللغة. أو يقع التضارب بين قابلية المصطلح للاشتقاق وبين الاستعمال
الشائع. ما توصل إليه الأستاذ أحمد الأخضر
غزال عن توصُّله إلى وضع كلمة ( أفلك )
وجمعها( أفالك ) على وزن ( أرنب ـ أرانب) للتعبير عن القمر الصناعي الذي يدور في
فلك محدد. ولا شك أنّ الكلمة الجديدة
أوجز من مصطلح ( القمر الصناعيّ ) وأكثر قابلية للاشتقاق منه. غير أنّ
مصطلح (القمر الاصطناعي) قد درج في الاستعمال وحقق قدراً كبيراً من الشيوع. ففي
مثل هذه الحالات تبحث النظرية العامة لعلم المصطلح في طرائق الاختيار بين المبادئ
المتضاربة وترتيبها حسب أهميّتها.وكذلك من أمثلة صعوبة الاشتقاق في المصطلحات
المقترضة نضرب مثلاً بكلمة ( راديو ) التي
استعيرت بلفظها من لغة أجنبية ولأن هذه
الكلمة لا تنتمي إلى النظام الصوتي والصرفي العربي ، نجد صعوبة في اشتقاق كلمات
أخرى منها ، على حين أننا لو ترجمناها بلفظة (مذياع ) لتمكنا من اشتقاق كلمات
عديدة أخرى من جذورها (وهذا كله من اختصاص النظرية العامة لعلم المصطلح)
أما النظريّة الخاصّة فتصف المبادئ التي تحكم وضع المصطلح في حقول
المعرفة المتخصِّصة كالكيمياء، والأحياء، والطبّ، وغير ذلك. ويُسهم عدد من
المنظَّمات الدوليّة المتخصِّصة في تطوير النظريات الخاصة للمصطلحات، كلُّ في حقل
اختصاصها. ومن هذه المنظمات منظمة الصحّة العالمية، والهيئة الدولية للتقنيات
الكهربائيّة، وغيرهما.
مشكلات المصطلح العلمي العربي:
أ-
أسباب النقص في المصطلحات العلمية العربية:
1-
خلال أربعة قرون من الحكم العثماني والسيطرة الاوربية على البلاد لم
تستخدم اللغة العربية في الإدارة في التعليم .
2.
وفي أثناء تلك الفترة الطويلة لم تكن هنالك اختراعات أو اكتشافات أو أبحاث علمية
في الوطن العربي .
3. إن تدفق المصطلحات العلمية والتقنية الجديدة من الدول الصناعية يجعل
من العسير على اللغة العربية مواجهتها واستيعابها بالسرعة اللازمة .
ب- واضعو المصطلحات العلمية والتقنية في الوطن العربي:
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ أوﻋﻠﻤﻴﺔ
واﺣﺪة ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻮﺿﻊ المـﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴـﺔ في اﻟـﻮﻃﻦ اﻟعربي،
وإنما ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻫﻴﺌﺎت وﺟﻬﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ منها:.
1-الجامعات ووزارات التربية في البلدان العربية
2-
مجامع اللغة العربية في القاهرة وبغداد وعَمّان والرياض والرباط والخرطوم وغيرها
من العواصم العربية.
3-المعجميون .
4-الكتاب والمترجمون.
ج- المنهجية: المصطلح العلمي العربي بين المتحررين والمحافظين:
منذ
النهضة العلمية الحديثة في القرن التاسع عشر ، جرى خلاف لغوي حاد ، في الوطن
العربي ،بين المحافظين والمتحررين من اللغويين،
حول المصطلحات العلمية والتقنية الحديثة وكيفية وضعها .
نادى
المتحررون باستعارة المصطلحات بحريّة تامة من الإنجليزية والفرنسية واللغات
الأخرى، بل حتى من اللهجات العامية ، للإسراع في وضع المصطلحات وزعموا أن الاقتراض
اللغوي أمر طبيعي ، ومسموح به ، ويسهم في
تطوير اللغة وتنميتها .وطالب المحافظون بالتقيد باختيار الألفاظ العربية الفصيحة
في مقابل المصطلحات الأجنبية ، ورأوا أن ذلك أجدى على المدى البعيد ،لأن اللغة
العربية اشتقاقية ،فإذا تمت ترجمة المصطلح بكلمة عربية ، استطعنا أن نشتق من جذرها
عدداً من المفردات بحيث تتكون لدينا في نهاية الأمر أسر لفظية تيسر بناء النظام
الاصطلاحي في اللغة وتسهل علينا حفظه وتذكره.
مشكلات المصطلح العلمي العربي اللغوية والتنظيمية:
المشكلات اللغوية:وهي نوعان:
أولهما :راجع إلى اللغة العربية ذاتها.
وثانيهما :راجع إلى لغة المصدر أي اللغة الأجنبية التي تستقي منها لغتُنا
العربية هذه المصطلحات
المشكلات الناتجة عن اللغة ذاتها:
·
الازدواجية
·
تعدد اللهجات الفصحى
·
ثراء العربية بالمترادفات
·
المشكلات الناتجة عن لغة المصدر :
•
تعدد
مصادر المصطلحات التقنية .
•
إزدواجية
المصطلح في لغة المصدر.
•
الترادف
والاشتراك في لغة المصدر .
•
المشكلات التنظيمية:
1-
تعدد واضعي المصطلحات في الوطن العربي
2- إغفال التراث
العلمي العربي
3- عدم اختبار
قبول الجهور للمصطلح الموضوع.
المصطلح التراثي بين الإعمال والإهمال:
تضافرت عوامل رئيسة ثلاثة على تمكين اللغة
العربية من حيازة هذا التراث المصطلحي العملاق:
أولاً - العامل التاريخي :طول عمر
العربية.
اللغة العربية أطول اللغات الحية عمراً،
فإذا كانت اللغة الإنجليزية الحديثة التي يفهمها عامة الانجليز اليوم ،مثلا،
لايزيد عمرها على مئتي عام ،فإن عمر اللغة العربية ، التي نستوعبها دونما جهد أو
عناء ، ينيف على الألفي حول ، واللغة العربية من بين اللغات هي التي كتب لها أن
تبقى على قيد الحياة . وهذا العامل ، منح العربية تراكما معرفياً غامراً.
ثانياً – العامل الجغرافي: اتساع رقعة
العربية
وهو قيام العرب ، منذ القرن السابع
للميلاد بحمل رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها ، فاتحين ومهاجرين ومتاجرين،
فاحتكت لغتهم ببيئات جغرافية متنوعة ، واتصلت بمجتمعات ذات ثقافات متباينة ،فواجهت
مفاهيم وتصورات جديدة لم تألفها من قبل، فكان لابد للغة العربية من توليد مصطلحات
مبتكرة، ووضع ألفاظ مستحدثة، للتعبير عن تلك المفاهيم والتصورات، وهذا العامل
الجغرافي أدى إلى إغناء التراث العربي بالمصطلحات الحضارية المتنوعة.
•
الريادة العلمية العربية:
وثالث العوامل التي أمدّت التراث العربي
بدفق من المصطلحات، هو اضطلاع العرب المسلمين بالريادة العلمية والفكرية في
العالَم فترةً طويلة. فقد رفعوا شعلة التقدُّم البشري أكثر من سبعة قرون، وزادوها
توهّجاً بما صنّفوا من مؤلفات أدبية، وما أجروه من أبحاث علمية، وما اخترعوه من
تقنيات مبتكرة، وما ترجموه من علوم الأمم الأخرى. وكانت اللغة العربية هي الوعاء
الذي استوعب تلك المادّة والشكل الذي انتظم فيه ذلك المضمون، فزخرت بمصطلحات
العلوم والفنون والآداب. وأضحت آنذاك أغنى اللغات مُصطلحاً، كما كانت أثراها
معجماً وأبدعها نحواً.
•
متى واجه العرب القصور المصطلحي في لغتهم:
ما دام البحث العلمي مطرداً والتقدُّم
الفكري والحضاري متواصلاً، فإنّ اللغة تنمو وتزدهر، ومخزونها المصطلحي يتّسع
ويتجدد. أما إذا أصيب الفكر بالركود، والبحث العلمي بالجمود، فإنّ ذلك ينعكس
تلقائياً على اللغة المستعملة للتعبير عن ذلك الفكر. ولقد تعرَّضت الحضارة العربية
لظاهرة الركود والجمود تلك، خلال أربعة
قرون على الأقل، وقد رافق ذلك الركود انحطاط اقتصادي وسياسي وعسكري، في
المشرق والمغرب، فسقطت بغداد في يد المغول عام 1258م. وسقطت غرناطة، آخر معاقل
المسلمين في الأندلس، عام، وخضعت معظم البلاد العربية للحكم العثماني لأربعة قرون
تقريباً، تضاءل خلالها دور اللغة العربية سياسياً وإدارياً وثقافياً. وفي فترات
التدهور هذه، عانت اللغة العربية الإهمالَ، وتكبّدت الخسائر في مخزونها المصطلحي
كمّاً وكيفاً، فسَبَتَتْ كثير من مصطلحاتها في طي النسيان حتى لم يعُد أهلا
يتعرَّفون عليها، ولم يعُد لها وجود إلا في المخطوطات القابعة في مكتبات مهجورة،
أو المختبئة في مستودعات منزوية يصعب الوصول إليها.
وعندما جاءت الثورة الصناعية والتقدم العلمي اللذين أرهص لهما ورافقهما
وأعقبهما سيل من المفاهيم الجديدة كان على العرب تمثّلها والتعامل معها والتعبير
عنها بلغتهم. وهنا واجه روّاد النهضة الفكرية العربية قصور لغتهم في هذا الميدان.
فكيف كان بإمكانهم الاستفادة من التراث لإمدادهم بالمصطلحات اللازمة؟ وماذا فعلوا
في واقع الأمر لوضع المصطلحات الجديدة؟
واجه العرب القصور المصطلحي في لغتهم
بوسائل لسانية معروفه تستخدمها اللغات عادة لتوليد المصطلحات التي تلزمها. وتنحصر
هذه الوسائل بستًّ، ندرجها فيما يلي حسب أهمّيتها في اللغة العربية:
- الاشتقاق ، المجاز، التعريب، النحت،
التركيب، الإبدال.
فوائد
إستخدام المصطلحات التراثية :
وتتلخص في خمس
فوائد:
1- ربط حاضر اللغة بماضيها.
2- توفير الجهد في البحث عن مصطلحات جديدة.
3- سلامة المصطلح العربي التراثي وسهولته.
4- تجنُّب مخاطر الاقتراض اللغوي.
5- الإسهام في توحيد المصطلح العلمي العربي.
مصادر
المصطلحات التراثية:
يمكن جرد المصطلحات العربية من ثلاثةٍ من مصادر التراث العربي المكتوب
هي:
أولاً- المعاجم التراثية:
وهي نوعان :
أ-معاجم عامة
ب -معاجم مختصة
أ-المعاجم التراثية العامة:
معروف أن المعاجم العامة تشتمل على كثير من المصطلحات العلمية والفنية. وللغة
العربية ثروة كبيرة من المعاجم التراثية العامة تغطي جميع فترات الثقافة
العربية،مثل:
”العين“-“الجمهرة“-تهذيب اللغة“-“الصحاح“-“المجمل“....إلخ .
وهذه المعاجم تشتمل، في أحيان كثيرة ،إما على مصطلحات جاهزة للاستعمال أو على
كلمات مشتقة من الجذور اللغوية ومرشحة للاصطلاح وقابلة له.
وفي معجم ”لسان العرب“ يضرب الدكتور ممدوح محمد خسارة مثلاً على المصطلحات العلمية
القديمة الجاهزة للاستعمال في الوقت الحاضر، في مادة الجذر اللغوي ( ح ج ر ) فقط
بالقائمة التالية:
في ميدان الجغرافية والجيولوجية :
الحَجِرة والحَجيرَة:الأرض الكثيرة الحجارة
-في الزراعة :المَحجِر:الحديقة
الحاجُور:ما يمسك الماء من شفة الوادي
الحاجِر:الجَدرُ الذي يمسك الماء بين الديار
في القانون
الحِجر: الحرام، الحَجر :المَنع.المنعُ من
التصرف بالمال
في الطب: المَحجَر: ما دار بالعين من العظم الذي في أسفل الجفن
الحَنجَرة:الحُلقوم
الحُجُر:ما يحيط بالظُّفر من اللحم
المعاجم التراثية الموضوعية:
هذه المعاجم تشتمل على قدر أكبر من المصطلحات ومعاجم الموضوعات لا ترتب
ألفبائياً ،وإنما بحسب الموضوعات ،فتعقد باب لكل فصل للمسميات المتعلقة بموضوع
معين ومعاجم الموضوعات على نوعين:-1- معاجم موضوعية مختصة:
فلمعجم المختص هو الذي يختص بمصطلحات موضوع
معين ومادة علمية واحدة او فرع من فروع المعرفة , ولهذا يسميه بعضهم بمعجم
المصطلحات .
وظهر هذا النوع من المعاجم
في أواخر القرن الثاني الهجري على شكل رسائل لغوية تختص كل رسالة في موضوع
واحد ومادة علمية واحدة ومن أكبر رواد التأليف في هذا النوع ، خلف الأحمر في كتابة
جبال العرب، وقطرب في الأضداد و والنضر بن شميل في كتابه الخيل ، عبد الملك بن قريب الأصمعي الذي ألف رسائل
معجمية في عدة موضوعات وكان يرتب مصطلحات المادة العلمية الواحدة بحسب موضوعاتها
الفرعية , ثم يتخذ المفاهيم العلمية أساسا في الترتيب والتعريف .
ولنأخذ من كتابه ( الإبل ) النص
التالي الذي يتناول ولد الناقة ” فإذا ألقت
( الناقة ) ولدها , فهو ساعة يقع ( شليل ) , فإذا وقع عليه اسم التذكير
والتأنيث , فإن كان ذكراً فهو ( سقب ) وإن كان أنثى فهو ( حائل ) فإذا قوي ومشى (
راشح ) وهي ( المطفل ) ما دام ولدها صغيراً فإذا أرتفع الرشح فهو ( الجادل ) .
نال هذا النوع من المعاجم المختصة إهتماما كبيراً من اللغويين والباحثين العرب
ولقد وجدوا أنها تغطي مجالات معرفية متنوعة مثل : الألفاظ – المصطلحات – أعلام –
اثار.
2- المعاجم الموضوعية العامة
وهي المعاجم التي تحاول ان تضم جميع مفردات اللغة مرتبة حسب موضوعاتها
العامة طبقا لتصنيف شامل للكون فمثلاً ( معجم الغريب المصنف ) لأبي عبيد القاسم
اشتمل على 25 كتاباً وكل واحد منها يتألف من عدة أبواب .وتدرج تحت كل موضوع عام
موضوعاته الفرعية المتخصصة .منها كتاب الإنسان، كتاب الأطعمة وكتاب الأمراض، وكتاب
السلاح وغيرها من الموضوعات.
2- الشعر :
فالشاعر العربي لم ينظم في قصائده أحاسيسه وعواطفه وانفعالاته المختلفة
من فرح وترح وحب وحقد وفخر وتواضع وإنما صور كذلك مجتمعه الذي يعيش فيه بعاداته
وتقاليده ومعتقداته ووصف البيئة التي تكتنفه بأجواءها وأنواعها وحيواناتها
ونباتاتها ولهذا فإن الشعر يشكل مصدر ثراً للمصطلحات العربية في مختلف مجالات
الحياة .ومن هنا قيل (الشعر ديوان العرب)
4-الكتب العلمية :
فالتراث العربي يضم مكتبة حافلة بالكتب العلمية المتخصصة في جميع مجالات
المعرفة النظرية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء ومختلف جوانب المعرفة
التطبيقية كالطب والهندسة فلو أخذنا الطب مثلاً لوجدنا عدداً من الكتب الطبية
التراثية التي تشتمل على طائفة كبيرة من المصطلحات الأساسية.
ومن هذه الكتب على سبيل المثال وليس الحصر :
كتاب الاعتماد في الأدوية المفردة لابن الجزار القيرواني
- كتاب القانون في الطب لابن سينا .
- التيسير في المداواة والتدبير لعبد الملك بن زهر
كتالتراث العربي المنطوق :
يمثل التراث العربي المنطوق مصدر من مصادر المصطلحات , إذ يتوارث
المهنيون والحرفيون والصناع مصطلحات مهنهم وحرفهم وصناعاتهم جيلاً بعد جيل ,
ويتوفرون على أسماء أدواتهم وآلاتهم ومعداتهم وعملياتهم المختلفة ويستخدمونها في
أحاديثهم اليومية , والكثير من هذه المصطلحات وصلت بالسماع والتلقي وليس من الصحيح
أن يتولى اللسانيون والمصطلحيون وضع مصطلحات جديدة دون الرجع إلى أهل الاختصاص .
استخلاص المصطلحات من التراث العربي المخطوط :
يقترح الدكتور الشاهد البوشيخي منهجية
تتألف من الخطوات التالية للاستفادة من التراث العربي المخطوط في توليد المصطلحات
العلمية وهي :
الفهرسة – التصوير – التخزين – التصنيف – التوثيق – التحقيق – التكشيف –
النشر
وبعد ذلك نحتاج إلى الإعداد العلمي الشامل للمصطلحات التراثية ويتم ذلك
في الخطوات التالية
الفهرسة – التصنيف – التعريف – التخزين – النشر وهذه الخطة تنفع الباحث
الذي يحاول أن يقف على المصطلحات في كتاب تراثي أ مجال علمي محدد لتوليد مصطلحات
جديدة في ذلك المجال كما يمكن اعتماد هذه الخطة في علم( المصطلح التاريخي ) الذي
يدرس تطور المفاهيم العلمية الحديثة والمصطلحات التي تعبر عنها عبر العصور
المختلفة .
كيف وضعت المصطلحات العربية الجديدة:
إذا كان تراثنا المكتوب والمنطوق يزخر بالمصطلحات العلمية والحضارية كما
ذكرنا، فهل أفاد رواد النهضة العربية في عملية وضع المصطلحات الجديدة؟
بالرجوع للمنهجيات المتبعة إبان النهضة العربية الحديثة يلاحظ عدم اعتماد
التراث مصدراً من مصادر المصطلحات الجديدة الا في وقت متأخر .
والمصطلحات الحضارية والعلمية التي أستقيت من التراث قليلة في عددها محدودة في
نطاقها ولم تكن نتيجة رصد منهجي بقدر ما كانت تمثل اجتهادات فردية، ويقع معظمها في
باب المجاز، كاستعارة ( القاطرة ) أي الناقة التي تقود
( القطار ) قافلة الجمال قديما ً , لتدل على الآلة البخارية التي تسحب
بقية عربات واسطة النقل المعروفة اليوم بالقطار .
والوسائل التي يواجه بها العرب
القصور المصطلحي في لغتهم وسائل لسانية
معروفة تستخدمها اللغات عادة لتوليد المصطلحات التي تلزمها وتنحصر هذه الوسائل بست
, نذكرها حسب أهميتها في اللغة العربية : - الاشتقاق – المجاز – التعريب – النحت –
التركيب – الإبدال .
•
لماذا أهمل التراث المصطلحي:
كما أشرنا أنَّ اللغة العربية ثريّة بمصطلحاتها الحضارية والعلمية، وإذا
كنّا قد رأينا أن الثورة الصناعية والعلمية الحديثة قد أتت بِسيلٍ من المفاهيم
الجديدة، وإذا كنّا قد لاحظنا أنّ العرب لم يستفيدوا من مصطلحاتهم التراثية في
التعبير عن المفاهيم الحديثة، فمن حقّنا أن نتساءل لماذا أهمِل المصطلح التراثي
ولم يُستفَد منه كما ينبغي:
- إنّ حالة الاستعجال التي فاجأت رواد النهضة الفكرية العربية وغمرتهم
بِسيلٍ جارفٍ من المفاهيم الحضارية والعلمية والتقنية، لم تسمح لهم بالبحث في
التراث العربي مكتوباً ومنطوقاً لإيجاد مصطلحات تعبر عن تلك المفاهيم الجديدة.
- إن ما يقرِّر حياة المصطلح هو الاستعمال وليس الوضع.
- حتّى لو اتّجهت نيّة المثقَّفين العرب في النصف الثاني من القرن التاسع
عشر الميلادي إلى الاستفادة من المصطلحات التراثية، فإنّ ذلك لم يكُن بالإمكان،
لأنّ مصادر تلك المصطلحات لم تكُن في متناول أيديهم. فالمصطلحات مبثوثة في كُتُب
التراث العربي التي لم تكُن مطبوعة أو منشورة آنذاك، وليست جاهزة للطبع.
توحيد المصطلح العلمي العربي:
دور المصطلح الموحد في التعريب :
سعت الأمة إلى تنمية لغتها وتوحيد ألفاظها
الحضارية وتنميط مصطلحاتها العلمية والتقنية لتكون لغتها أداة مشتركة لتيسير
الاتصال بين أبنائها في مختلف الأقطار ، واستمرار التواصل بين الأجيال ، فأناطت
جامعة الدول العربية للمكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي “مهمة توحيد
المصطلحات العلمية والتقنية التي تضعها المجامع اللغوية والعلمية والمؤسسات
المعنية في الأقطار العربية .
ازدواجية المصطلح العلمي العربي:
إن ظاهرة ازدواجية المصطلح العلمي والتقني
التي نلمسها في تعدد المصطلحات العربية التي تعبر عن المفهوم الواحد بحيث
يختلف المصطلح من قطر عربي إلى آخر، تعود
إلى عدة أسباب:
1- تعدد المؤسسات التي تضطلع بوضع المصطلحات العربية، كالمجامع اللغوية والعلمية،
والجامعات ،ولجان الترجمة والتعريب.
2-اختلاف في منهجيات وضع المصطلحات فعلى حين يفضل بعضهم، مثلا، وسائل لغوية معينة
كالاشتقاق والمجاز، يميل بعضهم الآخر إلى وسائل أخرى كالاقتراض والتعريب ،فتكون
النتيجة وجود لفظين للتعبير عن الشيء الواحد ،مثل: هاتف /وتلفون/ وبنك / ومصرف.
3- تباين في لغة المصدر فعلى حين ينطلق وضع المصطلحات العربية في دول
المشرق العربي من اللغة الإنجليزية , تتخذ الفرنسية في دول المغرب العربي منطلقاً
لوضع المصطلحات العربية .
4- ثراء العربية بالمترادفات وأشباه المترادفات فاللفظ الأجنبي الواحد قد يترجم
الى العربية بألفاظ متعددة ذات مدلولات متقاربة
5- ازدواجية المصطلح في لغة المصدر تنتقل هذه الازدواجية إلى العربية
عندما يترجم مصطلحان مترادفان يستعملان بالدلالة على مفهوم واحد بلفظين عربيين
مختلفين .
6- إغفال التراث العربي عند وضع المصطلح , إذ توضع أحياناً مصطلحات جديدة لمفاهيم
قديمة سبق أن وضعت لها مصطلحات عربية مبثوثة في كتب التراث.
منهجية وضع المصطلح العلمي
العربي :
من أجل القضاء على بعض أسباب ازدواجية المصطلح العربي عقد مكتب تنسيق التعريب ندوة
” توحيد منهجيات وضع المصطلح العلمي العربي ” وفي ما يلي خلاصة أهم هذه المبادئ
التي نتجت عن هذه الندوة :
1- ضرورة وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهه بين مدلول المصطلح اللغوي ومدلوله الاصطلاحي
2-وضع مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد
3- تجنب تعدد الدلالات للمصطلح الواحد في الحقل الواحد
4- استقراء واحياء التراث العربي خاصةً ما استعمل منه وما استقر منه من مصطلحات
علمية عربية
5- مسايرة المنهج الدولي في اختيار المصطلحات العلمية
6- استخدام الوسائل اللغوية في توليد المصطلحات العلمية بالأفضلية
7- تفضيل الكلمات العربية الفصيحة المتواترة على الكلمات المعربة
8- تجنب الكلمات العامية إلا عن الاقتضاء بشرط أن تكون مشتركة بين لهجات عديدة
9- تفضيل الصيغة الجزلة الواضحة وتجنب النافر والمحظور من الألفاظ
10- تفضيل الكلمة التي تسمح بالاشتقاق على الكلمة التي لا تسمح به .
منهجية التوحيد:
يقصد
بالتوحيد اختيار مصطلح واحد من بين المصطلحات العربية المترادفة التي تعبر عن
مفهوم واحد واعتماده في الاستعمال بتحقيق التواصل الفعال بين أبناء اللغة العربية
وتحقيق استمراريتها وقد أتبع مكتب تنسيق التعريب بالرباط منهجية في توحيد
المصطلحات العلمية والتقنية تتلخص في ما يلي :
1-يحدد المكتب الموضوع او المجال العلمي ويضع
قائمة بمصطلحاته الإنجليزية والفرنسية .
2-يقوم خبراء المكتب ومتخصصوه بجمع
المقابلات العربية لتلك المصطلحات
3- إرسال المسرد المنسق إلى الجهات المعنية في الوطن العربي لإبداء الرأي فيه
وتسجيل الملاحظات عليه
4- عقد ندوة علمية مصغرة يشارك فيها اللغويون والمختصون في ذلك الموضوع لمناقشة
المقابلات العربية ومقارنتها مع مقابلاتها
الأجنبية
5- تقديم المسرد المعدل إلى لجنة متخصصة من لجان مؤتمر التعريب لدراسته وإقراره
في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين أجريت تعديلات عل هذه المنهجية لتصبح
كالتالي :
1- يختار المكتب موضوع مشروع المعجم المراد إعداده دون التقيد بمستوى دراسي معين .
2- يتعاقد المكتب مع مؤسسة علمية متخصصة في مجال المشروع لتختار الخبراء وتتابع
العمل وتشرف عليه.
3- يبعث المكتب بمشروع المعجم إلى اثنين من المجامع اللغوية العلمية العربية
لإبداء الرأي وإعطاء الملاحظات
4- تقوم المؤسسة العلمية التي أعدت المشروع بتعديله في ضوء الملاحظات الواردة عليه
من المجمعين
5- يعقد المكتب ندوة متخصصة لدراسة المشروع والمقترحات تمهيداً لعرضه على مؤتمر
التعريب لإقراره .
الجودة
النوعية للمصطلحات الموحدة :
يمكننا القول إن باستطاعتنا الاطمئنان للقيمة العلمية والجودة النوعية
للمصطلحات العربية الموحدة . لأن تلك المصطلحات في معظمها قد وضعتها في الأصل
المجامع اللغوية والعلمية والجامعات والمؤسسات المعنية وأن الذين يشاركون في إعداد
مشاريع المعاجم الموحدة ومراجعتها وإقرارها هم من بين أفضل المختصين في البلاد
العربية .
الكفاية الكمية للمصطلحات
الموحدة :
من الناحية الكمية ينبغي الإشارة أولاً إلى وجود عدد كبير من المعاجم
المتخصصة الموحدة التي أعدتها منظمات متخصصة استناداً إلى المصطلحات التي وضعتها
المجامع والمؤسسات المعنية العربية ومن أمثلتها ما يلي : - المعجم الطبي الموحد –
المعجم الموحد لمصطلحات الحاسبات الإلكترونية – المعجم العربي الزراعي في ألفاظ
العلوم الزراعية ومصطلحاتها – المعجم الموحد الشامل للمصطلحات التقنية والفنية –
معجم مصطلحات السكك الحديدية – معجم المصطلحات الرياضية العربية .
نشر
المصطلحات العلمية العربية الموحدة وتوزيعها :
لقد ساعدت تقنيات الاتصال الحديثة على حل مشكلة الانتقادات التي وجهت إلى
مكتب تنسيق التعريب من أن المكتب لا يطبع من مجلته ومعاجمه الموحدة سوى بضعة آلاف
نسخة من كل مطبوع . فقد أنشأ المكتب وحدة الشبكة المعلوماتية التي من بين مهامها
تخزين المصطلحات الموحدة وتزويد المستعملين بها,
كما أنشأت موقعاً لها على الشبكة الدولية للمعلومات بحيث يستطيع الفرد الاطلاع
على محتويات المعاجم الموحدة معجماً كما يشتمل الموقع على كشاف لمحتويات أعداد
مجلة اللسان العربي ويستطيع المستعمل مراسلة المكتب بواسطة البريد الإلكتروني .
الدور
الحضاري للمصطلح العلمي العربي الموحد :
إن الهدف الأساس من توفير المصطلحات العلمية العربية الموحدة هو إيجاد
لغة علمية عربية مشتركة يفهمها جميع العلميين والتقنيين في مختلف الأقطار العربية
, وتكون أداة فاعلة للتعليم والبحث والتأليف والترجمة ولكي يؤدي المصطلح الموحد
دوره العلمي والحضاري , يتوجب على جامعاتنا العربية الالتزام باستعماله دون غيره
في خمسة أنشطة أساسية : التعليم – البحث العلمي – الترجمة – الدوريات العلمية –
مواقع الجامعات على شبكة المعلومات الدولية.
التقييس والتنميط والتوحيد في علم المصطلح:
يميز بعض الباحثين في علم المصطلح بين
ثلاثة أنواع من العمليات هي :
1- التقييس أو المعيرة standardisation
2- التنميط Normalisation
3 - التوحيد
عملية التقييس:
يعنى التقييس أو المعيرة بإرساء واعتماد
المعايير أو المقاييس أو الأنماط أو الأسس أو المبادئ أو المواصفات التي ينبغي أن
تصنع بموجبها الأشياء، أو تضبط بحسبها الأحجام، أو توضع على غرارها الأشكال، أو
تصاغ وفقها المصطلحات . وتشبه عملية التقييس عملية وضع القوانين الواجب اتباعها.
أما التنميط فهو عبارة عن صنع الأشياء أو
وضع المصطلحات الجديدة للتعبير عن المفاهيم المستحدثة وفق الأنماط أو المقاييس أو
المعايير المتفق عليها في عملية التقييس .
ولنضرب مثلاً على تطبيقات هذه المصطلحات
الثلاثة من صناعة أشرطة التسجيل الصوتي . ففي عملية التقييس , يتم الاتفاق على
مقاييس معينة لأطوال الأشرطة . فتقرر الجهة المسؤولة عن التقييس أن الأشرطة يجب أن
تصنع بأطوال ثلاثة : 600 قدم ،و 900 قدم ، و 1200 قدم فقط . إذاً هذه هي المقاييس أو المعايير المعتمدة في صناعة
أشرطة التسجيل الصوتي . ثم تقوم مصانع أشرطة التسجيل إنتاج أشرطتها طبقاً لتلك
المقاييس , فتكون تلك الأشرطة أشرطة منمّطة ، أي صنعت طبقاً للمقاييس المعتمدة .
أما إذا قام أحد المصانع بصنع شريط طوله 750 قدماً مثلاً عندئذ يقال إن هذا الشريط
غير منمّط .
هل تخضع المصطلحات لعملية
التقييس والتنميط:
كانت عملية التقييس في بداية الأمر تقتصر
على الموضوعات والمصنوعات والأشياء، مثل المسافات بين قضبان السكة الحديدية، ولم
تشمل المصطلحات اللغوية، لأن اللسانيين آنذاك رفضوا إخضاع اللغة أو مفرداتها
لمقاييس محددة سلفاً، وقالوا إن اللغة تنمو بصورة طبيعية وإن مهمة اللغوي هي وصف
اللغة كما يستعملها أهلها لا طبقاً لمعايير يحددها ويفترض صحتها.
ولكن المفاهيم وأنظمتها قد تختلف من ثقافة لأخرى، فهي ليست متطابقة في جميع
الثقافات، فمدلول المصطلح، أو المفهوم الذي يعبر عنه ذلك المصطلح، يتباين من لغة
إلى أخرى.
وهذه الظاهرة تشكل إحدى الصعوبات الشائكة
في عملية الاتصال وتبادل المعلومات على الصعيدين القومي والعالمي، كما أن اللغة
الخاصة تختلف عن اللغة العامة من حيث إمكانية التحكم بمصطلحات اللغة الخاصة، ووضع
تلك المصطلحات وتوليدها وتوحيدها طبقاً لمعايير متفق عليها سلفاً.
ومن هنا كان لا بد من توحيد المصطلحات
توحيداً معيارياً ينبني على أساس الاتفاق على المفاهيم وأنظمتها. ومن أجل ذلك، نما
تعاون وثيق بين المصطلحيين وخبراء التقييس. وقام المتخصصون بدراساتٍ مقارنة
للمفاهيم وأنظمتها في اللغات المختلفة من أجل تحقيق ذلك. وهكذا أصبح التقييس اليوم
يشمل المفاهيم والمصطلحات كذلك، إضافة إلى تقييس المنتجات والمصنوعات، بحيث تقوم
المجامع اللغوية والمؤسسات المصطلحية بوضع المصطلحات وتوثيقها ونشرها طبقاً لمبادئ
موحدة متفق عليها، لتيسير عمل المشتغلين في حقل المصطلحات وتنسيقها. وتتولى اللجنة
التقنية 37 في المنظمة العالمية وضع التوصيات الخاصة بتوحيد المبادئ المصطلحية
والمعجمية التي لا غنى للعاملين في حقل المصطلحات وتوثيقها عنها. ونظراً لأن
المفاهيم عرضة للتغير والتطور، فإن المنظمة تراجع توصياتها وتعدلها بين آونة
وأخرى.
اهتمام المنظمة العالمية للتقييس (الإيزو)
باللغة العربية ومصطلحاتها:
وفي عام 2005 م، قرر مجلس إدارة منظمة ( الأيزو
) إصدار بعض مواصفاتها باللغة العربية بوصفها رابع لغة تستخدمها المنظمة مع
الإنجليزية والفرنسية والإسبانية . وشكلت المنظمة لجنة ترجمة عربية تابعة لها تضم
أعضاء من الأردن وتونس والجزائر والسعودية والكويت وليبيا والمغرب والمنظمة
العربية للتنمية الصناعية والتعدين، وشرعت بترجمة عشرة أدلة في مجالات المعامل
والمطابقة والاعتماد والتفتيش، وخمس عشرة مواصفة قياسية للبيئة، وخمس عشرة مواصفة
قياسية للجودة بضمنها المواصفة رقم 9000/ 2000 ، إضافة إلى وضع معجم للجودة والبيئة.
وقررت المنظمة كذلك إنشاء موقع لها باللغة العربية على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت
) .
المراجع
القاسمي، د.علي، علم المصطلح أصوله
النظرية وتطبيقاته العملية، ط لبنان بيروت 2008
حجازي، د. محمود فهمي بحث منشور في
العدد 59 من مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
أبو لبن، وجيه المرسي؛ التربية الإسلامية
وتنمية المفاهيم الدينية، الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبو لبن.
http://kenanaonline.com/users/wageehelmorssi/posts/268140
المقدمة
علم
المصطلح حديث النشأة لكنه آخذٌ في التطور والنمو باطراد، فهو قديم في غايته
وموضوعه، حديث في منهجيته ووسائله.
التعريف: يعرف علم المصطلح بأنه الدراسة
العلمية للمفاهيم وللمصطلحات التي تعبر عنها تلك المفاهيم في اللغات الخاصة. كما
أن العمل فيه ينطلق من المفاهيم بعد تحديدها تحديداً دقيقاً محاولاً إيجاد
المصطلحات الدقيقة الدالة عليها‘ فهو يقنن المصطلحات في ضوء المفاهيم العلمية النابعة من طبيعة الموضوع نفسه.غرضه: إنتاج معاجم مختصة للمصطلحات،هدفه : توفير المصطلحات العلمية والتقنية
الدقيقة التي تيسر تبادل المعلومات، وغايته نشر المعرفة العلمية لإيجاد مجتمع المعرفة
القادر على تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة من أجل ترقية حياة الإنسان ورفاهيته،
ولهذا فإنه يعدّ عنصراً أساسياً من عناصر التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية للأمة.
علاقة علم المصطلح بالعلوم الأخرى:
لعلم المصطلح علاقة بالعلوم التالية:
- علم المنطق وعلم الوجود: لأن دراسة
المفاهيم تقع في نطاق هذين العلمين.
- علم اللغة: توليد المصطلحات يتطلب معرفة
بطرائق الاشتقاق والمجاز والنحت والتركيب، وهذا من اختصاص علم اللغة.
- الترجمة والتعريب : نقل المصطلحات من
لغات أخرى يتطلب معرفة بالترجمة والتعريب.
- علم العلامات(السيميائيات): لمَا كان كثير
من المصطلحات العلمية والتقنية على شكل مختصرات ومختزلات ورموز فإنه لابد للباحث
في علم المصطلح من التعمق في السيميائيات أو علم العلامات.
- علم الحاسوب: نظراً لأن عدد المصطلحات يبلغ الملايين
في كل فرع من فروع المعرفة ، بات من الضروري استخدام الحاسب في إنشاء المدونات
الحاسوبية التي تستخلص منها المصطلحات، وفي إقامة بنوك المصطلحات لخزن المصطلحات ومعالجتها واسترجاعها وتبادلها
مع المؤسسات المصطلحية الأخرى.
-
صناعة المعجم: هذه المصطلحات
وتعريفاتها ومقابلاتها توضع في شكل معاجم، ورقية أو إليكترونية، أحادية اللغة أو
ثنائية اللغة أو متعددة اللغات، ومن هنا أصبحت صناعة المعجم من أدوات المصطلحي.
ولهذا كله ينبغي أن يقوم بالعمل المصطلحي
فريق من المتخصصين.
الفرق بين المفهوم
والمصطلح
يعتقد كثير من الباحثين أن "المفهوم"
و"المصطلح" مترادفات لفظية، والواقع أن كل واحد منها يختلف عن الآخر؛
حيث لكلٍّ دلالته وماهيته.
حدد
الدكتور "وجيه المرسي " الفروق بين هذه الكلمات بطريقة جاذبة لافتة
للنظر، وذلك على الوجه التالي:
1- المفهوم فكرة أو صورة عقلية تتكون من خلال الخبرات المتتابعة التي يمر بها
الفرد؛ سواء أكانت هذه الخبرات مباشرة، أم غير مباشرة، فعلى سبيل المثال: يتكون
المفهوم الصحيح "للصلاة" من خلال خبرة المتعلم التي يكتسبها في (محيطه)
و المراحل التعليمية المختلفة، ومن خلال أدائه للصلاة على الوجه الصحيح، وكذلك
يتكون مفهوم "الإنفاق في سبيل الله" لدى المتعلم من خلال المعرفة التي
تقدم له في محتوى مناهج التربية الإسلامية، ومن خلال مواقف الحياة المختلفة.
ويتسم كل مفهوم بمجموعة من الصفات والخصائص التي
تميزه عن غيره. كما يشترك جميع أفراد المفهوم في الصفات والخصائص التي تميزه عن
غيره من المفاهيم الأخرى، "فالركوع" مثلاً أحد أفراد مفهوم الصلاة يختلف
عن أحد أفراد مفهوم الحج كالطواف مثلاً، وهكذا.
وتعتبر
خاصيتا التجريد والتعميم من أهم خصائص المفهوم، فمفهوم "الإنفاق" مثلاً
من المفاهيم غير المحسوسة، ويتجسد فيما يبذل من مال في سبيل الله، وهو في الوقت
نفسه مفهوم عام يشمل: الإنفاق بالمال، أو الجهد، أو الوقت.
يختلف
المفهوم عن المصطلح في أن المفهوم يركز على الصورة الذهنية، أما المصطلح فإنه يركز
على الدلالة اللفظية للمفهوم، كما أن المفهوم أسبق من المصطلح، وينبغي التأكيد على
أن المفهوم ليس هو المصطلح، وإنما هو مضمون هذه الكلمة، ودلالة هذا المصطلح في ذهن
المتعلم؛ ولهذا يعتبر التعريف بالمصطلح هو "الدلالة اللفظية للمفهوم"،
وعلى ذلك يمكن القول بأن كلمة الصلاة مثلاً ما هي إلا مصطلح لمفهوم معين ينتج عن
إدراك العناصر المشتركة بين الحقائق التي يوجد فيها التكبير وقراءة القرآن،
والقيام والركوع والسجود، والتشهد والسلام، وكلمة "الحج "مصطلح لمفهوم
معين ينتج عن إدراكنا للعناصر المشتركة بين المواقف؛ كالإحرام، والطواف حول الكعبة
المشرفة، والسعي بين الصفا والمرة، والوقوف بعرفات،...، فالملاحظ مع كلمتي
(الصلاة، والحج) أنه تم أولاً التعرف على أوجه الشبه والاختلاف في خصائص كل كلمة،
ثم تحديد الخصائص أو العناصر المتشابهة، ووضعها في مجموعات أو فئات أُطلق عليها
اسم المفهوم.
الفرق بين المصطلح والكلمة:
المصطلح ليس كلمة من الكلمات،
فالكلمة لها معنى، أما المصطلح فله مفهوم، ويتعامل اللغويون مع الكلمات ومعانيها
وحقولها الدلالية، أما المصطلحيون فيتداولون المصطلحات ومفاهيمها ومجالاتها
المفهومية، بل أنظمتها المفهومية، وإذا كان معنى الكلمة يتحدد من سياقها في
الجملة، فإن المصطلح لا يمكن ضبطه إلا من تحديد موقع المفهوم الذي يعبر عنه في
المنظومة المفهومية، ومن تخطيط شبكة علاقاته بالمفاهيم المجاورة له في تلك
المنظومة ، فالمصطلح يمتاز عن الكلمة بدقته وانتمائه إلى منظومة مصطلحية تعبر مصطلحاتها
عن مفاهيم منظومة مفهومية.
من
المؤلفين الذين عبروا عن المصطلحات بلفظ (كلمات):
- الرازي أحمد بن حمدان(المتوفى بعد سنة
322هـ)كتابه (الزينة في الكلمات الإسلامية)، وأفاد مؤلفون آخرون في التعبير عن
المصطلحات ب (ألفاظ)، على نحو ما نجد في عنوان
كتاب: (المبين في شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين) لعلي بن يوسف الآمدي،
ويفضل كثير من الباحثين المتأخرين والمحدثين كلمتي (اصطلاح) و( مصطلح)على الكلمات
الأخرى غير المحددة، للدلالة على هذا المعنى.
مصطلح أم اصطلاح:
u إنّ كلمتي " مصطلح " و "
اصطلاح " مترادفتان في اللغة العربيّة. وهما مشتقّتان من "اصطلح"
(وجذره صلح) بمعنى "اتفق"، لأنّ المصطلح أو الاصطلاح يدلّ على اتفاق
أصحاب تخصّص ما على استخدامه للتعبير عن مفهوم علميّ محدّد. ومَن يدقق النظر في
المؤلَّفات العربيّة التراثيّة، يجد أنّها تشتمل على لفظَي " مصطلح " و
"اصطلاح " بوصفهما مترادفين. فعلماء الحديث كانوا أوّل من استخدم لفظ
" معجم " ولفظ " مصطلح " في مؤلَّفاتهم. ومن هذه المؤلَّفات
منظومة أحمد بن فرج الإشبيلي (من أهل القرن السابع الهجري ) في مصطلح الحديث، التي
أوّلها: غرامي "صحيحٌ
" والرجا فيك معضلُ وحزني ودمعي
" مُرسَلٌ " و " مُسلسَلُ "
u
(
لاحظ أنّ الكلمات الثلاث بين علامات التنصيص هي مصطلحات من علم الحديث تدلّ على
أنواع مختلفة من الحديث النبويّ الشريف.)
كما ظهر لفظ
" مصطلح " في عناوين بعض مؤلفات علماء الحديث مثل " الألفيّة في
مصطلح الحديث" للزين العراقي ( زين الدِّين عبد الرحيم بن الحسين المتوفَى
سنة 806 هـ) وكتاب " نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" للحافظ بن حجر
العسقلانيّ (المتوفى سنة 852 هـ/ 1449م)، واستخدم لفظ "المصطلح" كتّابٌ
آخرون غير علماء الحديث مثل شهاب الدين أحمد بن يحيى المعروف بابن فضل الله
العُمَري ( المتوفى سنة 749هـ) في كتابه " التعريف بالمصطلح الشريف"
الذي يتناول الألفاظ الاصطلاحيّة المستعملة في الكتابة الديوانيّة.
u ومن المعجميّين الذين استخدموا لفظي
" اصطلاح " و " مصطلح " بوصفهما مترادفين عبد الرزاق
الكاشاني( المتوفى حوالي 736هـ/1335م) في كتابه " اصطلاحات الصوفية " ،
إذ قال في مقدمته: " ...فقسمتُ الرسالة على قسمين: قسم في بيان المصطلحات ما
عدا المقامات..."
u واستخدم الكاشاني لفظ " مصطلح"
في مقدمة معجمه " لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام" الذي قال في
مقدمته: " فإني لما رأيتُ كثيراً من علماء الرسوم، ربما استعصى عليهم فهم ما
تتضمنه كتبنا وكتب غيرنا من النكت والأسرار، ...أحببتُ أن أجمع هذا الكتاب
مشتملاً على شرح ما هو الأهمّ من مصطلحاتهم."
u كما استعمل ابن خلدون (
732ـ808هـ/1332ـ1406م) لفظ " مصطلح " في " المقدمة " فقال:
" الفصل الواحد والخمسون في تفسير الذوق في مصطلح أهل البيان ...". وفي
القرن الثاني عشر الهجري، استعمل محمد التهاوني لفظَي " اصطلاح"
و"مصطلح " بوصفهما مترادفَين في مقدِّمة كتابه المشهور " كشّاف
اصطلاحات العلوم " وهو أكبر معجم للمصطلحات في الحضارة الإسلامية : حين قال:
" فلما فرغت من تحصيل العلوم العربية والشرعية، وشمّرت على اقتناء العلوم
الحكمية والفلسفية...، فكشفها الله عليّ، فاقتبستُ منها المصطلحات أوان المطالعة
وسطّرتها على حده "
u ما أهمية المصطلحات بالنسبة
للعلوم:
u المصطلحات هي مفاتيح العلوم، على حد تعبير
الخوارزمي. وقد قيل إنّ فهم المصطلحات نصف العِلم، لأنّ المصطلح هو لفظ يعبر عن
مفهوم، والمعرفة مجموعة من المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في شكل منظومة. وقد
ازدادت أهميّة المصطلح وتعاظم دوره في المجتمع المعاصر الذي أصبح يوصف بأنّه
" مجتمع المعلومات " أو " مجتمع المعرفة "، حتّى أنّ
الشبكة العالمية للمصطلحات في فيينا بالنمسا اتّخذت شعار " لا معرفة بلا
مصطلح ". فعمليات الإنتاج والخدمات أصبحت تعتمد على المعرفة، خاصّة المعرفة
العلميّة والتقنيّة. فبفضل تكنولوجيا المعلومات والاتّصال، غيّرت الشركات أدوات
التصميم والإنتاج، فأخذت تصمّم النموذج المختبريّ لمُنتجاتها وتجرّبه بالحاسوب قبل
أن تنفّذه في المصنع. كما أنّها لم تعُد ملزمة بالقيام بجميع عمليات التصنيع في
مكان واحد وبصورة متعاقبة، وإنّما أصبح بالإمكان تكليف شركات متعدّدة بتصنيع
الأجزاء المختلفة في وقت واحد، ثم تقوم الشركة المنتجة بتجميع أجزاء المُنتج
وتسويقه. وظهرت في السوق سلع وخدمات مبنيّة على تحويل المعارف إلى منتجات، تُسمّى
بالسلع والخدمات المعرفيّة.
المصطلح
في التراث العربي:
أدرك العرب القدماء أهمّيّة المصطلح ودوره في تحصيل العلوم. فقال
القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى" :
"
على أنّ معرفة المصطلح هي اللازم المحتَّم والمهمّ المقدَّم، لعموم الحاجة إليه
واقتصار القاصر عليه:
إن الصنيعةَ لا تكونُ صنيعةً حتّى يُصابَ بها طريفُ
المَصْنعِ "
ونوّه التهاونيّ في مقدّمة كتابه المشهور " كشاف اصطلاحات الفنون
"، الذي جمع فيه أهمّ المصطلحات المتداولة في عصره وعرّف بأهمية المصطلح
فقال:
" إنّ أكثر ما يحتاج به في العلوم المدوّنة والفنون المروَّجة إلى
الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإنّ لكلِّ عِلم اصطلاحاً به إذا لم يُعلم بذلك لا
يتيسر للشارع فيه إلى الاهتداء سبيلاً ولا إلى فهمه دليلاً."
وعرّف اللغويون العرب القدامى المصطلحَ بأنّه لفظ يتواضع عليه القوم
لأداء مدلول معيّن، أو أنّه لفظ نُقل من اللغة العامة إلى اللغة الخاصة للتعبير عن
معنى جديد. فقال الجرجاني تعريف الاصطلاح :
"
عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسمٍ ما، يُنقل عن موضعه." ثم أضاف
وكأنّه يتحدث عن بعض طرائق وضع المصطلح: " إخراج اللفظ من معنى إلى آخر،
لمناسبة بينهما."
وعرّفه أبو البقاء الكفوي
" الاصطلاح هو اتفاق القوم على وضع الشيء، وقيل: إخراج الشيء عن
المعنى اللغويّ إلى معنى آخر لبيان المراد."
وعرّفه مرتضى الزَّبيديّ في
معجمه " تاج العروس " بأنّه: " اتفاق طائفة مخصوصة على أمر
مخصوص."
النظرية العامة والنظرية الخاصة في علم المصطلح:
تُعنى النظرية العامّة لعلم المصطلح
بتحديد المبادئ المصطلحيّة الواجبة التطبيق في وضع المصطلحات وتوحيدها،
وكذلك تحديد طرائق الاختيار بين المبادئ المتضاربة. فمثلاً، من المتطلبات أو
الشروط الواجب توفّرها في المصطلح الجيد: الدقة، والإيجاز، وسهولة اللفظ، وقابليته
للاشتقاق، وصحته لغوياً، وشيوعه في الاستعمال. ولكن التضارب قد يقع بين دِقّة
المصطلح التي تتطلب أكثر من كلمة واحدة أحياناً وبين الإيجاز الذي ينضوي تحت مبدأ
الاقتصاد في اللغة. أو يقع التضارب بين قابلية المصطلح للاشتقاق وبين الاستعمال
الشائع. ما توصل إليه الأستاذ أحمد الأخضر
غزال عن توصُّله إلى وضع كلمة ( أفلك )
وجمعها( أفالك ) على وزن ( أرنب ـ أرانب) للتعبير عن القمر الصناعي الذي يدور في
فلك محدد. ولا شك أنّ الكلمة الجديدة
أوجز من مصطلح ( القمر الصناعيّ ) وأكثر قابلية للاشتقاق منه. غير أنّ
مصطلح (القمر الاصطناعي) قد درج في الاستعمال وحقق قدراً كبيراً من الشيوع. ففي
مثل هذه الحالات تبحث النظرية العامة لعلم المصطلح في طرائق الاختيار بين المبادئ
المتضاربة وترتيبها حسب أهميّتها.وكذلك من أمثلة صعوبة الاشتقاق في المصطلحات
المقترضة نضرب مثلاً بكلمة ( راديو ) التي
استعيرت بلفظها من لغة أجنبية ولأن هذه
الكلمة لا تنتمي إلى النظام الصوتي والصرفي العربي ، نجد صعوبة في اشتقاق كلمات
أخرى منها ، على حين أننا لو ترجمناها بلفظة (مذياع ) لتمكنا من اشتقاق كلمات
عديدة أخرى من جذورها (وهذا كله من اختصاص النظرية العامة لعلم المصطلح)
أما النظريّة الخاصّة فتصف المبادئ التي تحكم وضع المصطلح في حقول
المعرفة المتخصِّصة كالكيمياء، والأحياء، والطبّ، وغير ذلك. ويُسهم عدد من
المنظَّمات الدوليّة المتخصِّصة في تطوير النظريات الخاصة للمصطلحات، كلُّ في حقل
اختصاصها. ومن هذه المنظمات منظمة الصحّة العالمية، والهيئة الدولية للتقنيات
الكهربائيّة، وغيرهما.
مشكلات المصطلح العلمي العربي:
أ-
أسباب النقص في المصطلحات العلمية العربية:
1-
خلال أربعة قرون من الحكم العثماني والسيطرة الاوربية على البلاد لم
تستخدم اللغة العربية في الإدارة في التعليم .
2.
وفي أثناء تلك الفترة الطويلة لم تكن هنالك اختراعات أو اكتشافات أو أبحاث علمية
في الوطن العربي .
3. إن تدفق المصطلحات العلمية والتقنية الجديدة من الدول الصناعية يجعل
من العسير على اللغة العربية مواجهتها واستيعابها بالسرعة اللازمة .
ب- واضعو المصطلحات العلمية والتقنية في الوطن العربي:
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ أوﻋﻠﻤﻴﺔ
واﺣﺪة ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻮﺿﻊ المـﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴـﺔ في اﻟـﻮﻃﻦ اﻟعربي،
وإنما ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻫﻴﺌﺎت وﺟﻬﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ منها:.
1-الجامعات ووزارات التربية في البلدان العربية
2-
مجامع اللغة العربية في القاهرة وبغداد وعَمّان والرياض والرباط والخرطوم وغيرها
من العواصم العربية.
3-المعجميون .
4-الكتاب والمترجمون.
ج- المنهجية: المصطلح العلمي العربي بين المتحررين والمحافظين:
منذ
النهضة العلمية الحديثة في القرن التاسع عشر ، جرى خلاف لغوي حاد ، في الوطن
العربي ،بين المحافظين والمتحررين من اللغويين،
حول المصطلحات العلمية والتقنية الحديثة وكيفية وضعها .
نادى
المتحررون باستعارة المصطلحات بحريّة تامة من الإنجليزية والفرنسية واللغات
الأخرى، بل حتى من اللهجات العامية ، للإسراع في وضع المصطلحات وزعموا أن الاقتراض
اللغوي أمر طبيعي ، ومسموح به ، ويسهم في
تطوير اللغة وتنميتها .وطالب المحافظون بالتقيد باختيار الألفاظ العربية الفصيحة
في مقابل المصطلحات الأجنبية ، ورأوا أن ذلك أجدى على المدى البعيد ،لأن اللغة
العربية اشتقاقية ،فإذا تمت ترجمة المصطلح بكلمة عربية ، استطعنا أن نشتق من جذرها
عدداً من المفردات بحيث تتكون لدينا في نهاية الأمر أسر لفظية تيسر بناء النظام
الاصطلاحي في اللغة وتسهل علينا حفظه وتذكره.
مشكلات المصطلح العلمي العربي اللغوية والتنظيمية:
المشكلات اللغوية:وهي نوعان:
أولهما :راجع إلى اللغة العربية ذاتها.
وثانيهما :راجع إلى لغة المصدر أي اللغة الأجنبية التي تستقي منها لغتُنا
العربية هذه المصطلحات
المشكلات الناتجة عن اللغة ذاتها:
·
الازدواجية
·
تعدد اللهجات الفصحى
·
ثراء العربية بالمترادفات
·
المشكلات الناتجة عن لغة المصدر :
•
تعدد
مصادر المصطلحات التقنية .
•
إزدواجية
المصطلح في لغة المصدر.
•
الترادف
والاشتراك في لغة المصدر .
•
المشكلات التنظيمية:
1-
تعدد واضعي المصطلحات في الوطن العربي
2- إغفال التراث
العلمي العربي
3- عدم اختبار
قبول الجهور للمصطلح الموضوع.
المصطلح التراثي بين الإعمال والإهمال:
تضافرت عوامل رئيسة ثلاثة على تمكين اللغة
العربية من حيازة هذا التراث المصطلحي العملاق:
أولاً - العامل التاريخي :طول عمر
العربية.
اللغة العربية أطول اللغات الحية عمراً،
فإذا كانت اللغة الإنجليزية الحديثة التي يفهمها عامة الانجليز اليوم ،مثلا،
لايزيد عمرها على مئتي عام ،فإن عمر اللغة العربية ، التي نستوعبها دونما جهد أو
عناء ، ينيف على الألفي حول ، واللغة العربية من بين اللغات هي التي كتب لها أن
تبقى على قيد الحياة . وهذا العامل ، منح العربية تراكما معرفياً غامراً.
ثانياً – العامل الجغرافي: اتساع رقعة
العربية
وهو قيام العرب ، منذ القرن السابع
للميلاد بحمل رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها ، فاتحين ومهاجرين ومتاجرين،
فاحتكت لغتهم ببيئات جغرافية متنوعة ، واتصلت بمجتمعات ذات ثقافات متباينة ،فواجهت
مفاهيم وتصورات جديدة لم تألفها من قبل، فكان لابد للغة العربية من توليد مصطلحات
مبتكرة، ووضع ألفاظ مستحدثة، للتعبير عن تلك المفاهيم والتصورات، وهذا العامل
الجغرافي أدى إلى إغناء التراث العربي بالمصطلحات الحضارية المتنوعة.
•
الريادة العلمية العربية:
وثالث العوامل التي أمدّت التراث العربي
بدفق من المصطلحات، هو اضطلاع العرب المسلمين بالريادة العلمية والفكرية في
العالَم فترةً طويلة. فقد رفعوا شعلة التقدُّم البشري أكثر من سبعة قرون، وزادوها
توهّجاً بما صنّفوا من مؤلفات أدبية، وما أجروه من أبحاث علمية، وما اخترعوه من
تقنيات مبتكرة، وما ترجموه من علوم الأمم الأخرى. وكانت اللغة العربية هي الوعاء
الذي استوعب تلك المادّة والشكل الذي انتظم فيه ذلك المضمون، فزخرت بمصطلحات
العلوم والفنون والآداب. وأضحت آنذاك أغنى اللغات مُصطلحاً، كما كانت أثراها
معجماً وأبدعها نحواً.
•
متى واجه العرب القصور المصطلحي في لغتهم:
ما دام البحث العلمي مطرداً والتقدُّم
الفكري والحضاري متواصلاً، فإنّ اللغة تنمو وتزدهر، ومخزونها المصطلحي يتّسع
ويتجدد. أما إذا أصيب الفكر بالركود، والبحث العلمي بالجمود، فإنّ ذلك ينعكس
تلقائياً على اللغة المستعملة للتعبير عن ذلك الفكر. ولقد تعرَّضت الحضارة العربية
لظاهرة الركود والجمود تلك، خلال أربعة
قرون على الأقل، وقد رافق ذلك الركود انحطاط اقتصادي وسياسي وعسكري، في
المشرق والمغرب، فسقطت بغداد في يد المغول عام 1258م. وسقطت غرناطة، آخر معاقل
المسلمين في الأندلس، عام، وخضعت معظم البلاد العربية للحكم العثماني لأربعة قرون
تقريباً، تضاءل خلالها دور اللغة العربية سياسياً وإدارياً وثقافياً. وفي فترات
التدهور هذه، عانت اللغة العربية الإهمالَ، وتكبّدت الخسائر في مخزونها المصطلحي
كمّاً وكيفاً، فسَبَتَتْ كثير من مصطلحاتها في طي النسيان حتى لم يعُد أهلا
يتعرَّفون عليها، ولم يعُد لها وجود إلا في المخطوطات القابعة في مكتبات مهجورة،
أو المختبئة في مستودعات منزوية يصعب الوصول إليها.
وعندما جاءت الثورة الصناعية والتقدم العلمي اللذين أرهص لهما ورافقهما
وأعقبهما سيل من المفاهيم الجديدة كان على العرب تمثّلها والتعامل معها والتعبير
عنها بلغتهم. وهنا واجه روّاد النهضة الفكرية العربية قصور لغتهم في هذا الميدان.
فكيف كان بإمكانهم الاستفادة من التراث لإمدادهم بالمصطلحات اللازمة؟ وماذا فعلوا
في واقع الأمر لوضع المصطلحات الجديدة؟
واجه العرب القصور المصطلحي في لغتهم
بوسائل لسانية معروفه تستخدمها اللغات عادة لتوليد المصطلحات التي تلزمها. وتنحصر
هذه الوسائل بستًّ، ندرجها فيما يلي حسب أهمّيتها في اللغة العربية:
- الاشتقاق ، المجاز، التعريب، النحت،
التركيب، الإبدال.
فوائد
إستخدام المصطلحات التراثية :
وتتلخص في خمس
فوائد:
1- ربط حاضر اللغة بماضيها.
2- توفير الجهد في البحث عن مصطلحات جديدة.
3- سلامة المصطلح العربي التراثي وسهولته.
4- تجنُّب مخاطر الاقتراض اللغوي.
5- الإسهام في توحيد المصطلح العلمي العربي.
مصادر
المصطلحات التراثية:
يمكن جرد المصطلحات العربية من ثلاثةٍ من مصادر التراث العربي المكتوب
هي:
أولاً- المعاجم التراثية:
وهي نوعان :
أ-معاجم عامة
ب -معاجم مختصة
أ-المعاجم التراثية العامة:
معروف أن المعاجم العامة تشتمل على كثير من المصطلحات العلمية والفنية. وللغة
العربية ثروة كبيرة من المعاجم التراثية العامة تغطي جميع فترات الثقافة
العربية،مثل:
”العين“-“الجمهرة“-تهذيب اللغة“-“الصحاح“-“المجمل“....إلخ .
وهذه المعاجم تشتمل، في أحيان كثيرة ،إما على مصطلحات جاهزة للاستعمال أو على
كلمات مشتقة من الجذور اللغوية ومرشحة للاصطلاح وقابلة له.
وفي معجم ”لسان العرب“ يضرب الدكتور ممدوح محمد خسارة مثلاً على المصطلحات العلمية
القديمة الجاهزة للاستعمال في الوقت الحاضر، في مادة الجذر اللغوي ( ح ج ر ) فقط
بالقائمة التالية:
في ميدان الجغرافية والجيولوجية :
الحَجِرة والحَجيرَة:الأرض الكثيرة الحجارة
-في الزراعة :المَحجِر:الحديقة
الحاجُور:ما يمسك الماء من شفة الوادي
الحاجِر:الجَدرُ الذي يمسك الماء بين الديار
في القانون
الحِجر: الحرام، الحَجر :المَنع.المنعُ من
التصرف بالمال
في الطب: المَحجَر: ما دار بالعين من العظم الذي في أسفل الجفن
الحَنجَرة:الحُلقوم
الحُجُر:ما يحيط بالظُّفر من اللحم
المعاجم التراثية الموضوعية:
هذه المعاجم تشتمل على قدر أكبر من المصطلحات ومعاجم الموضوعات لا ترتب
ألفبائياً ،وإنما بحسب الموضوعات ،فتعقد باب لكل فصل للمسميات المتعلقة بموضوع
معين ومعاجم الموضوعات على نوعين:-1- معاجم موضوعية مختصة:
فلمعجم المختص هو الذي يختص بمصطلحات موضوع
معين ومادة علمية واحدة او فرع من فروع المعرفة , ولهذا يسميه بعضهم بمعجم
المصطلحات .
وظهر هذا النوع من المعاجم
في أواخر القرن الثاني الهجري على شكل رسائل لغوية تختص كل رسالة في موضوع
واحد ومادة علمية واحدة ومن أكبر رواد التأليف في هذا النوع ، خلف الأحمر في كتابة
جبال العرب، وقطرب في الأضداد و والنضر بن شميل في كتابه الخيل ، عبد الملك بن قريب الأصمعي الذي ألف رسائل
معجمية في عدة موضوعات وكان يرتب مصطلحات المادة العلمية الواحدة بحسب موضوعاتها
الفرعية , ثم يتخذ المفاهيم العلمية أساسا في الترتيب والتعريف .
ولنأخذ من كتابه ( الإبل ) النص
التالي الذي يتناول ولد الناقة ” فإذا ألقت
( الناقة ) ولدها , فهو ساعة يقع ( شليل ) , فإذا وقع عليه اسم التذكير
والتأنيث , فإن كان ذكراً فهو ( سقب ) وإن كان أنثى فهو ( حائل ) فإذا قوي ومشى (
راشح ) وهي ( المطفل ) ما دام ولدها صغيراً فإذا أرتفع الرشح فهو ( الجادل ) .
نال هذا النوع من المعاجم المختصة إهتماما كبيراً من اللغويين والباحثين العرب
ولقد وجدوا أنها تغطي مجالات معرفية متنوعة مثل : الألفاظ – المصطلحات – أعلام –
اثار.
2- المعاجم الموضوعية العامة
وهي المعاجم التي تحاول ان تضم جميع مفردات اللغة مرتبة حسب موضوعاتها
العامة طبقا لتصنيف شامل للكون فمثلاً ( معجم الغريب المصنف ) لأبي عبيد القاسم
اشتمل على 25 كتاباً وكل واحد منها يتألف من عدة أبواب .وتدرج تحت كل موضوع عام
موضوعاته الفرعية المتخصصة .منها كتاب الإنسان، كتاب الأطعمة وكتاب الأمراض، وكتاب
السلاح وغيرها من الموضوعات.
2- الشعر :
فالشاعر العربي لم ينظم في قصائده أحاسيسه وعواطفه وانفعالاته المختلفة
من فرح وترح وحب وحقد وفخر وتواضع وإنما صور كذلك مجتمعه الذي يعيش فيه بعاداته
وتقاليده ومعتقداته ووصف البيئة التي تكتنفه بأجواءها وأنواعها وحيواناتها
ونباتاتها ولهذا فإن الشعر يشكل مصدر ثراً للمصطلحات العربية في مختلف مجالات
الحياة .ومن هنا قيل (الشعر ديوان العرب)
4-الكتب العلمية :
فالتراث العربي يضم مكتبة حافلة بالكتب العلمية المتخصصة في جميع مجالات
المعرفة النظرية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء ومختلف جوانب المعرفة
التطبيقية كالطب والهندسة فلو أخذنا الطب مثلاً لوجدنا عدداً من الكتب الطبية
التراثية التي تشتمل على طائفة كبيرة من المصطلحات الأساسية.
ومن هذه الكتب على سبيل المثال وليس الحصر :
كتاب الاعتماد في الأدوية المفردة لابن الجزار القيرواني
- كتاب القانون في الطب لابن سينا .
- التيسير في المداواة والتدبير لعبد الملك بن زهر
كتالتراث العربي المنطوق :
يمثل التراث العربي المنطوق مصدر من مصادر المصطلحات , إذ يتوارث
المهنيون والحرفيون والصناع مصطلحات مهنهم وحرفهم وصناعاتهم جيلاً بعد جيل ,
ويتوفرون على أسماء أدواتهم وآلاتهم ومعداتهم وعملياتهم المختلفة ويستخدمونها في
أحاديثهم اليومية , والكثير من هذه المصطلحات وصلت بالسماع والتلقي وليس من الصحيح
أن يتولى اللسانيون والمصطلحيون وضع مصطلحات جديدة دون الرجع إلى أهل الاختصاص .
استخلاص المصطلحات من التراث العربي المخطوط :
يقترح الدكتور الشاهد البوشيخي منهجية
تتألف من الخطوات التالية للاستفادة من التراث العربي المخطوط في توليد المصطلحات
العلمية وهي :
الفهرسة – التصوير – التخزين – التصنيف – التوثيق – التحقيق – التكشيف –
النشر
وبعد ذلك نحتاج إلى الإعداد العلمي الشامل للمصطلحات التراثية ويتم ذلك
في الخطوات التالية
الفهرسة – التصنيف – التعريف – التخزين – النشر وهذه الخطة تنفع الباحث
الذي يحاول أن يقف على المصطلحات في كتاب تراثي أ مجال علمي محدد لتوليد مصطلحات
جديدة في ذلك المجال كما يمكن اعتماد هذه الخطة في علم( المصطلح التاريخي ) الذي
يدرس تطور المفاهيم العلمية الحديثة والمصطلحات التي تعبر عنها عبر العصور
المختلفة .
كيف وضعت المصطلحات العربية الجديدة:
إذا كان تراثنا المكتوب والمنطوق يزخر بالمصطلحات العلمية والحضارية كما
ذكرنا، فهل أفاد رواد النهضة العربية في عملية وضع المصطلحات الجديدة؟
بالرجوع للمنهجيات المتبعة إبان النهضة العربية الحديثة يلاحظ عدم اعتماد
التراث مصدراً من مصادر المصطلحات الجديدة الا في وقت متأخر .
والمصطلحات الحضارية والعلمية التي أستقيت من التراث قليلة في عددها محدودة في
نطاقها ولم تكن نتيجة رصد منهجي بقدر ما كانت تمثل اجتهادات فردية، ويقع معظمها في
باب المجاز، كاستعارة ( القاطرة ) أي الناقة التي تقود
( القطار ) قافلة الجمال قديما ً , لتدل على الآلة البخارية التي تسحب
بقية عربات واسطة النقل المعروفة اليوم بالقطار .
والوسائل التي يواجه بها العرب
القصور المصطلحي في لغتهم وسائل لسانية
معروفة تستخدمها اللغات عادة لتوليد المصطلحات التي تلزمها وتنحصر هذه الوسائل بست
, نذكرها حسب أهميتها في اللغة العربية : - الاشتقاق – المجاز – التعريب – النحت –
التركيب – الإبدال .
•
لماذا أهمل التراث المصطلحي:
كما أشرنا أنَّ اللغة العربية ثريّة بمصطلحاتها الحضارية والعلمية، وإذا
كنّا قد رأينا أن الثورة الصناعية والعلمية الحديثة قد أتت بِسيلٍ من المفاهيم
الجديدة، وإذا كنّا قد لاحظنا أنّ العرب لم يستفيدوا من مصطلحاتهم التراثية في
التعبير عن المفاهيم الحديثة، فمن حقّنا أن نتساءل لماذا أهمِل المصطلح التراثي
ولم يُستفَد منه كما ينبغي:
- إنّ حالة الاستعجال التي فاجأت رواد النهضة الفكرية العربية وغمرتهم
بِسيلٍ جارفٍ من المفاهيم الحضارية والعلمية والتقنية، لم تسمح لهم بالبحث في
التراث العربي مكتوباً ومنطوقاً لإيجاد مصطلحات تعبر عن تلك المفاهيم الجديدة.
- إن ما يقرِّر حياة المصطلح هو الاستعمال وليس الوضع.
- حتّى لو اتّجهت نيّة المثقَّفين العرب في النصف الثاني من القرن التاسع
عشر الميلادي إلى الاستفادة من المصطلحات التراثية، فإنّ ذلك لم يكُن بالإمكان،
لأنّ مصادر تلك المصطلحات لم تكُن في متناول أيديهم. فالمصطلحات مبثوثة في كُتُب
التراث العربي التي لم تكُن مطبوعة أو منشورة آنذاك، وليست جاهزة للطبع.
توحيد المصطلح العلمي العربي:
دور المصطلح الموحد في التعريب :
سعت الأمة إلى تنمية لغتها وتوحيد ألفاظها
الحضارية وتنميط مصطلحاتها العلمية والتقنية لتكون لغتها أداة مشتركة لتيسير
الاتصال بين أبنائها في مختلف الأقطار ، واستمرار التواصل بين الأجيال ، فأناطت
جامعة الدول العربية للمكتب الدائم لتنسيق التعريب في العالم العربي “مهمة توحيد
المصطلحات العلمية والتقنية التي تضعها المجامع اللغوية والعلمية والمؤسسات
المعنية في الأقطار العربية .
ازدواجية المصطلح العلمي العربي:
إن ظاهرة ازدواجية المصطلح العلمي والتقني
التي نلمسها في تعدد المصطلحات العربية التي تعبر عن المفهوم الواحد بحيث
يختلف المصطلح من قطر عربي إلى آخر، تعود
إلى عدة أسباب:
1- تعدد المؤسسات التي تضطلع بوضع المصطلحات العربية، كالمجامع اللغوية والعلمية،
والجامعات ،ولجان الترجمة والتعريب.
2-اختلاف في منهجيات وضع المصطلحات فعلى حين يفضل بعضهم، مثلا، وسائل لغوية معينة
كالاشتقاق والمجاز، يميل بعضهم الآخر إلى وسائل أخرى كالاقتراض والتعريب ،فتكون
النتيجة وجود لفظين للتعبير عن الشيء الواحد ،مثل: هاتف /وتلفون/ وبنك / ومصرف.
3- تباين في لغة المصدر فعلى حين ينطلق وضع المصطلحات العربية في دول
المشرق العربي من اللغة الإنجليزية , تتخذ الفرنسية في دول المغرب العربي منطلقاً
لوضع المصطلحات العربية .
4- ثراء العربية بالمترادفات وأشباه المترادفات فاللفظ الأجنبي الواحد قد يترجم
الى العربية بألفاظ متعددة ذات مدلولات متقاربة
5- ازدواجية المصطلح في لغة المصدر تنتقل هذه الازدواجية إلى العربية
عندما يترجم مصطلحان مترادفان يستعملان بالدلالة على مفهوم واحد بلفظين عربيين
مختلفين .
6- إغفال التراث العربي عند وضع المصطلح , إذ توضع أحياناً مصطلحات جديدة لمفاهيم
قديمة سبق أن وضعت لها مصطلحات عربية مبثوثة في كتب التراث.
منهجية وضع المصطلح العلمي
العربي :
من أجل القضاء على بعض أسباب ازدواجية المصطلح العربي عقد مكتب تنسيق التعريب ندوة
” توحيد منهجيات وضع المصطلح العلمي العربي ” وفي ما يلي خلاصة أهم هذه المبادئ
التي نتجت عن هذه الندوة :
1- ضرورة وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهه بين مدلول المصطلح اللغوي ومدلوله الاصطلاحي
2-وضع مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد
3- تجنب تعدد الدلالات للمصطلح الواحد في الحقل الواحد
4- استقراء واحياء التراث العربي خاصةً ما استعمل منه وما استقر منه من مصطلحات
علمية عربية
5- مسايرة المنهج الدولي في اختيار المصطلحات العلمية
6- استخدام الوسائل اللغوية في توليد المصطلحات العلمية بالأفضلية
7- تفضيل الكلمات العربية الفصيحة المتواترة على الكلمات المعربة
8- تجنب الكلمات العامية إلا عن الاقتضاء بشرط أن تكون مشتركة بين لهجات عديدة
9- تفضيل الصيغة الجزلة الواضحة وتجنب النافر والمحظور من الألفاظ
10- تفضيل الكلمة التي تسمح بالاشتقاق على الكلمة التي لا تسمح به .
منهجية التوحيد:
يقصد
بالتوحيد اختيار مصطلح واحد من بين المصطلحات العربية المترادفة التي تعبر عن
مفهوم واحد واعتماده في الاستعمال بتحقيق التواصل الفعال بين أبناء اللغة العربية
وتحقيق استمراريتها وقد أتبع مكتب تنسيق التعريب بالرباط منهجية في توحيد
المصطلحات العلمية والتقنية تتلخص في ما يلي :
1-يحدد المكتب الموضوع او المجال العلمي ويضع
قائمة بمصطلحاته الإنجليزية والفرنسية .
2-يقوم خبراء المكتب ومتخصصوه بجمع
المقابلات العربية لتلك المصطلحات
3- إرسال المسرد المنسق إلى الجهات المعنية في الوطن العربي لإبداء الرأي فيه
وتسجيل الملاحظات عليه
4- عقد ندوة علمية مصغرة يشارك فيها اللغويون والمختصون في ذلك الموضوع لمناقشة
المقابلات العربية ومقارنتها مع مقابلاتها
الأجنبية
5- تقديم المسرد المعدل إلى لجنة متخصصة من لجان مؤتمر التعريب لدراسته وإقراره
في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين أجريت تعديلات عل هذه المنهجية لتصبح
كالتالي :
1- يختار المكتب موضوع مشروع المعجم المراد إعداده دون التقيد بمستوى دراسي معين .
2- يتعاقد المكتب مع مؤسسة علمية متخصصة في مجال المشروع لتختار الخبراء وتتابع
العمل وتشرف عليه.
3- يبعث المكتب بمشروع المعجم إلى اثنين من المجامع اللغوية العلمية العربية
لإبداء الرأي وإعطاء الملاحظات
4- تقوم المؤسسة العلمية التي أعدت المشروع بتعديله في ضوء الملاحظات الواردة عليه
من المجمعين
5- يعقد المكتب ندوة متخصصة لدراسة المشروع والمقترحات تمهيداً لعرضه على مؤتمر
التعريب لإقراره .
الجودة
النوعية للمصطلحات الموحدة :
يمكننا القول إن باستطاعتنا الاطمئنان للقيمة العلمية والجودة النوعية
للمصطلحات العربية الموحدة . لأن تلك المصطلحات في معظمها قد وضعتها في الأصل
المجامع اللغوية والعلمية والجامعات والمؤسسات المعنية وأن الذين يشاركون في إعداد
مشاريع المعاجم الموحدة ومراجعتها وإقرارها هم من بين أفضل المختصين في البلاد
العربية .
الكفاية الكمية للمصطلحات
الموحدة :
من الناحية الكمية ينبغي الإشارة أولاً إلى وجود عدد كبير من المعاجم
المتخصصة الموحدة التي أعدتها منظمات متخصصة استناداً إلى المصطلحات التي وضعتها
المجامع والمؤسسات المعنية العربية ومن أمثلتها ما يلي : - المعجم الطبي الموحد –
المعجم الموحد لمصطلحات الحاسبات الإلكترونية – المعجم العربي الزراعي في ألفاظ
العلوم الزراعية ومصطلحاتها – المعجم الموحد الشامل للمصطلحات التقنية والفنية –
معجم مصطلحات السكك الحديدية – معجم المصطلحات الرياضية العربية .
نشر
المصطلحات العلمية العربية الموحدة وتوزيعها :
لقد ساعدت تقنيات الاتصال الحديثة على حل مشكلة الانتقادات التي وجهت إلى
مكتب تنسيق التعريب من أن المكتب لا يطبع من مجلته ومعاجمه الموحدة سوى بضعة آلاف
نسخة من كل مطبوع . فقد أنشأ المكتب وحدة الشبكة المعلوماتية التي من بين مهامها
تخزين المصطلحات الموحدة وتزويد المستعملين بها,
كما أنشأت موقعاً لها على الشبكة الدولية للمعلومات بحيث يستطيع الفرد الاطلاع
على محتويات المعاجم الموحدة معجماً كما يشتمل الموقع على كشاف لمحتويات أعداد
مجلة اللسان العربي ويستطيع المستعمل مراسلة المكتب بواسطة البريد الإلكتروني .
الدور
الحضاري للمصطلح العلمي العربي الموحد :
إن الهدف الأساس من توفير المصطلحات العلمية العربية الموحدة هو إيجاد
لغة علمية عربية مشتركة يفهمها جميع العلميين والتقنيين في مختلف الأقطار العربية
, وتكون أداة فاعلة للتعليم والبحث والتأليف والترجمة ولكي يؤدي المصطلح الموحد
دوره العلمي والحضاري , يتوجب على جامعاتنا العربية الالتزام باستعماله دون غيره
في خمسة أنشطة أساسية : التعليم – البحث العلمي – الترجمة – الدوريات العلمية –
مواقع الجامعات على شبكة المعلومات الدولية.
التقييس والتنميط والتوحيد في علم المصطلح:
يميز بعض الباحثين في علم المصطلح بين
ثلاثة أنواع من العمليات هي :
1- التقييس أو المعيرة standardisation
2- التنميط Normalisation
3 - التوحيد
عملية التقييس:
يعنى التقييس أو المعيرة بإرساء واعتماد
المعايير أو المقاييس أو الأنماط أو الأسس أو المبادئ أو المواصفات التي ينبغي أن
تصنع بموجبها الأشياء، أو تضبط بحسبها الأحجام، أو توضع على غرارها الأشكال، أو
تصاغ وفقها المصطلحات . وتشبه عملية التقييس عملية وضع القوانين الواجب اتباعها.
أما التنميط فهو عبارة عن صنع الأشياء أو
وضع المصطلحات الجديدة للتعبير عن المفاهيم المستحدثة وفق الأنماط أو المقاييس أو
المعايير المتفق عليها في عملية التقييس .
ولنضرب مثلاً على تطبيقات هذه المصطلحات
الثلاثة من صناعة أشرطة التسجيل الصوتي . ففي عملية التقييس , يتم الاتفاق على
مقاييس معينة لأطوال الأشرطة . فتقرر الجهة المسؤولة عن التقييس أن الأشرطة يجب أن
تصنع بأطوال ثلاثة : 600 قدم ،و 900 قدم ، و 1200 قدم فقط . إذاً هذه هي المقاييس أو المعايير المعتمدة في صناعة
أشرطة التسجيل الصوتي . ثم تقوم مصانع أشرطة التسجيل إنتاج أشرطتها طبقاً لتلك
المقاييس , فتكون تلك الأشرطة أشرطة منمّطة ، أي صنعت طبقاً للمقاييس المعتمدة .
أما إذا قام أحد المصانع بصنع شريط طوله 750 قدماً مثلاً عندئذ يقال إن هذا الشريط
غير منمّط .
هل تخضع المصطلحات لعملية
التقييس والتنميط:
كانت عملية التقييس في بداية الأمر تقتصر
على الموضوعات والمصنوعات والأشياء، مثل المسافات بين قضبان السكة الحديدية، ولم
تشمل المصطلحات اللغوية، لأن اللسانيين آنذاك رفضوا إخضاع اللغة أو مفرداتها
لمقاييس محددة سلفاً، وقالوا إن اللغة تنمو بصورة طبيعية وإن مهمة اللغوي هي وصف
اللغة كما يستعملها أهلها لا طبقاً لمعايير يحددها ويفترض صحتها.
ولكن المفاهيم وأنظمتها قد تختلف من ثقافة لأخرى، فهي ليست متطابقة في جميع
الثقافات، فمدلول المصطلح، أو المفهوم الذي يعبر عنه ذلك المصطلح، يتباين من لغة
إلى أخرى.
وهذه الظاهرة تشكل إحدى الصعوبات الشائكة
في عملية الاتصال وتبادل المعلومات على الصعيدين القومي والعالمي، كما أن اللغة
الخاصة تختلف عن اللغة العامة من حيث إمكانية التحكم بمصطلحات اللغة الخاصة، ووضع
تلك المصطلحات وتوليدها وتوحيدها طبقاً لمعايير متفق عليها سلفاً.
ومن هنا كان لا بد من توحيد المصطلحات
توحيداً معيارياً ينبني على أساس الاتفاق على المفاهيم وأنظمتها. ومن أجل ذلك، نما
تعاون وثيق بين المصطلحيين وخبراء التقييس. وقام المتخصصون بدراساتٍ مقارنة
للمفاهيم وأنظمتها في اللغات المختلفة من أجل تحقيق ذلك. وهكذا أصبح التقييس اليوم
يشمل المفاهيم والمصطلحات كذلك، إضافة إلى تقييس المنتجات والمصنوعات، بحيث تقوم
المجامع اللغوية والمؤسسات المصطلحية بوضع المصطلحات وتوثيقها ونشرها طبقاً لمبادئ
موحدة متفق عليها، لتيسير عمل المشتغلين في حقل المصطلحات وتنسيقها. وتتولى اللجنة
التقنية 37 في المنظمة العالمية وضع التوصيات الخاصة بتوحيد المبادئ المصطلحية
والمعجمية التي لا غنى للعاملين في حقل المصطلحات وتوثيقها عنها. ونظراً لأن
المفاهيم عرضة للتغير والتطور، فإن المنظمة تراجع توصياتها وتعدلها بين آونة
وأخرى.
اهتمام المنظمة العالمية للتقييس (الإيزو)
باللغة العربية ومصطلحاتها:
وفي عام 2005 م، قرر مجلس إدارة منظمة ( الأيزو
) إصدار بعض مواصفاتها باللغة العربية بوصفها رابع لغة تستخدمها المنظمة مع
الإنجليزية والفرنسية والإسبانية . وشكلت المنظمة لجنة ترجمة عربية تابعة لها تضم
أعضاء من الأردن وتونس والجزائر والسعودية والكويت وليبيا والمغرب والمنظمة
العربية للتنمية الصناعية والتعدين، وشرعت بترجمة عشرة أدلة في مجالات المعامل
والمطابقة والاعتماد والتفتيش، وخمس عشرة مواصفة قياسية للبيئة، وخمس عشرة مواصفة
قياسية للجودة بضمنها المواصفة رقم 9000/ 2000 ، إضافة إلى وضع معجم للجودة والبيئة.
وقررت المنظمة كذلك إنشاء موقع لها باللغة العربية على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت
) .
المراجع
القاسمي، د.علي، علم المصطلح أصوله
النظرية وتطبيقاته العملية، ط لبنان بيروت 2008
حجازي، د. محمود فهمي بحث منشور في
العدد 59 من مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
أبو لبن، وجيه المرسي؛ التربية الإسلامية
وتنمية المفاهيم الدينية، الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبو لبن.
http://kenanaonline.com/users/wageehelmorssi/posts/268140
المقدمة
علم
المصطلح حديث النشأة لكنه آخذٌ في التطور والنمو باطراد، فهو قديم في غايته
وموضوعه، حديث في منهجيته ووسائله.
التعريف: يعرف علم المصطلح بأنه الدراسة
العلمية للمفاهيم وللمصطلحات التي تعبر عنها تلك المفاهيم في اللغات الخاصة. كما
أن العمل فيه ينطلق من المفاهيم بعد تحديدها تحديداً دقيقاً محاولاً إيجاد
المصطلحات الدقيقة الدالة عليها‘ فهو يقنن المصطلحات في ضوء المفاهيم العلمية النابعة من طبيعة الموضوع نفسه.غرضه: إنتاج معاجم مختصة للمصطلحات،هدفه : توفير المصطلحات العلمية والتقنية
الدقيقة التي تيسر تبادل المعلومات، وغايته نشر المعرفة العلمية لإيجاد مجتمع المعرفة
القادر على تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة من أجل ترقية حياة الإنسان ورفاهيته،
ولهذا فإنه يعدّ عنصراً أساسياً من عناصر التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية للأمة.
علاقة علم المصطلح بالعلوم الأخرى:
لعلم المصطلح علاقة بالعلوم التالية:
- علم المنطق وعلم الوجود: لأن دراسة
المفاهيم تقع في نطاق هذين العلمين.
- علم اللغة: توليد المصطلحات يتطلب معرفة
بطرائق الاشتقاق والمجاز والنحت والتركيب، وهذا من اختصاص علم اللغة.
- الترجمة والتعريب : نقل المصطلحات من
لغات أخرى يتطلب معرفة بالترجمة والتعريب.
- علم العلامات(السيميائيات): لمَا كان كثير
من المصطلحات العلمية والتقنية على شكل مختصرات ومختزلات ورموز فإنه لابد للباحث
في علم المصطلح من التعمق في السيميائيات أو علم العلامات.
- علم الحاسوب: نظراً لأن عدد المصطلحات يبلغ الملايين
في كل فرع من فروع المعرفة ، بات من الضروري استخدام الحاسب في إنشاء المدونات
الحاسوبية التي تستخلص منها المصطلحات، وفي إقامة بنوك المصطلحات لخزن المصطلحات ومعالجتها واسترجاعها وتبادلها
مع المؤسسات المصطلحية الأخرى.
-
صناعة المعجم: هذه المصطلحات
وتعريفاتها ومقابلاتها توضع في شكل معاجم، ورقية أو إليكترونية، أحادية اللغة أو
ثنائية اللغة أو متعددة اللغات، ومن هنا أصبحت صناعة المعجم من أدوات المصطلحي.
ولهذا كله ينبغي أن يقوم بالعمل المصطلحي
فريق من المتخصصين.
الفرق بين المفهوم
والمصطلح
يعتقد كثير من الباحثين أن "المفهوم"
و"المصطلح" مترادفات لفظية، والواقع أن كل واحد منها يختلف عن الآخر؛
حيث لكلٍّ دلالته وماهيته.
ويتسم كل مفهوم بمجموعة من الصفات والخصائص التي
تميزه عن غيره. كما يشترك جميع أفراد المفهوم في الصفات والخصائص التي تميزه عن
غيره من المفاهيم الأخرى، "فالركوع" مثلاً أحد أفراد مفهوم الصلاة يختلف
عن أحد أفراد مفهوم الحج كالطواف مثلاً، وهكذا.
وتعتبر
خاصيتا التجريد والتعميم من أهم خصائص المفهوم، فمفهوم "الإنفاق" مثلاً
من المفاهيم غير المحسوسة، ويتجسد فيما يبذل من مال في سبيل الله، وهو في الوقت
نفسه مفهوم عام يشمل: الإنفاق بالمال، أو الجهد، أو الوقت.
يختلف
المفهوم عن المصطلح في أن المفهوم يركز على الصورة الذهنية، أما المصطلح فإنه يركز
على الدلالة اللفظية للمفهوم، كما أن المفهوم أسبق من المصطلح، وينبغي التأكيد على
أن المفهوم ليس هو المصطلح، وإنما هو مضمون هذه الكلمة، ودلالة هذا المصطلح في ذهن
المتعلم؛ ولهذا يعتبر التعريف بالمصطلح هو "الدلالة اللفظية للمفهوم"،
وعلى ذلك يمكن القول بأن كلمة الصلاة مثلاً ما هي إلا مصطلح لمفهوم معين ينتج عن
إدراك العناصر المشتركة بين الحقائق التي يوجد فيها التكبير وقراءة القرآن،
والقيام والركوع والسجود، والتشهد والسلام، وكلمة "الحج "مصطلح لمفهوم
معين ينتج عن إدراكنا للعناصر المشتركة بين المواقف؛ كالإحرام، والطواف حول الكعبة
المشرفة، والسعي بين الصفا والمرة، والوقوف بعرفات،...، فالملاحظ مع كلمتي
(الصلاة، والحج) أنه تم أولاً التعرف على أوجه الشبه والاختلاف في خصائص كل كلمة،
ثم تحديد الخصائص أو العناصر المتشابهة، ووضعها في مجموعات أو فئات أُطلق عليها
اسم المفهوم.
الفرق بين المصطلح والكلمة:
المصطلح ليس كلمة من الكلمات،
فالكلمة لها معنى، أما المصطلح فله مفهوم، ويتعامل اللغويون مع الكلمات ومعانيها
وحقولها الدلالية، أما المصطلحيون فيتداولون المصطلحات ومفاهيمها ومجالاتها
المفهومية، بل أنظمتها المفهومية، وإذا كان معنى الكلمة يتحدد من سياقها في
الجملة، فإن المصطلح لا يمكن ضبطه إلا من تحديد موقع المفهوم الذي يعبر عنه في
المنظومة المفهومية، ومن تخطيط شبكة علاقاته بالمفاهيم المجاورة له في تلك
المنظومة ، فالمصطلح يمتاز عن الكلمة بدقته وانتمائه إلى منظومة مصطلحية تعبر مصطلحاتها
عن مفاهيم منظومة مفهومية.
مصطلح أم اصطلاح:
u إنّ كلمتي " مصطلح " و "
اصطلاح " مترادفتان في اللغة العربيّة. وهما مشتقّتان من "اصطلح"
(وجذره صلح) بمعنى "اتفق"، لأنّ المصطلح أو الاصطلاح يدلّ على اتفاق
أصحاب تخصّص ما على استخدامه للتعبير عن مفهوم علميّ محدّد. ومَن يدقق النظر في
المؤلَّفات العربيّة التراثيّة، يجد أنّها تشتمل على لفظَي " مصطلح " و
"اصطلاح " بوصفهما مترادفين. فعلماء الحديث كانوا أوّل من استخدم لفظ
" معجم " ولفظ " مصطلح " في مؤلَّفاتهم. ومن هذه المؤلَّفات
منظومة أحمد بن فرج الإشبيلي (من أهل القرن السابع الهجري ) في مصطلح الحديث، التي
أوّلها: غرامي "صحيحٌ
" والرجا فيك معضلُ وحزني ودمعي
" مُرسَلٌ " و " مُسلسَلُ "
u
(
لاحظ أنّ الكلمات الثلاث بين علامات التنصيص هي مصطلحات من علم الحديث تدلّ على
أنواع مختلفة من الحديث النبويّ الشريف.)
كما ظهر لفظ
" مصطلح " في عناوين بعض مؤلفات علماء الحديث مثل " الألفيّة في
مصطلح الحديث" للزين العراقي ( زين الدِّين عبد الرحيم بن الحسين المتوفَى
سنة 806 هـ) وكتاب " نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر" للحافظ بن حجر
العسقلانيّ (المتوفى سنة 852 هـ/ 1449م)، واستخدم لفظ "المصطلح" كتّابٌ
آخرون غير علماء الحديث مثل شهاب الدين أحمد بن يحيى المعروف بابن فضل الله
العُمَري ( المتوفى سنة 749هـ) في كتابه " التعريف بالمصطلح الشريف"
الذي يتناول الألفاظ الاصطلاحيّة المستعملة في الكتابة الديوانيّة.
u ومن المعجميّين الذين استخدموا لفظي
" اصطلاح " و " مصطلح " بوصفهما مترادفين عبد الرزاق
الكاشاني( المتوفى حوالي 736هـ/1335م) في كتابه " اصطلاحات الصوفية " ،
إذ قال في مقدمته: " ...فقسمتُ الرسالة على قسمين: قسم في بيان المصطلحات ما
عدا المقامات..."
u واستخدم الكاشاني لفظ " مصطلح"
في مقدمة معجمه " لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام" الذي قال في
مقدمته: " فإني لما رأيتُ كثيراً من علماء الرسوم، ربما استعصى عليهم فهم ما
تتضمنه كتبنا وكتب غيرنا من النكت والأسرار، ...أحببتُ أن أجمع هذا الكتاب
مشتملاً على شرح ما هو الأهمّ من مصطلحاتهم."
u كما استعمل ابن خلدون (
732ـ808هـ/1332ـ1406م) لفظ " مصطلح " في " المقدمة " فقال:
" الفصل الواحد والخمسون في تفسير الذوق في مصطلح أهل البيان ...". وفي
القرن الثاني عشر الهجري، استعمل محمد التهاوني لفظَي " اصطلاح"
و"مصطلح " بوصفهما مترادفَين في مقدِّمة كتابه المشهور " كشّاف
اصطلاحات العلوم " وهو أكبر معجم للمصطلحات في الحضارة الإسلامية : حين قال:
" فلما فرغت من تحصيل العلوم العربية والشرعية، وشمّرت على اقتناء العلوم
الحكمية والفلسفية...، فكشفها الله عليّ، فاقتبستُ منها المصطلحات أوان المطالعة
وسطّرتها على حده "
u ما أهمية المصطلحات بالنسبة
للعلوم:
u المصطلحات هي مفاتيح العلوم، على حد تعبير
الخوارزمي. وقد قيل إنّ فهم المصطلحات نصف العِلم، لأنّ المصطلح هو لفظ يعبر عن
مفهوم، والمعرفة مجموعة من المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في شكل منظومة. وقد
ازدادت أهميّة المصطلح وتعاظم دوره في المجتمع المعاصر الذي أصبح يوصف بأنّه
" مجتمع المعلومات " أو " مجتمع المعرفة "، حتّى أنّ
الشبكة العالمية للمصطلحات في فيينا بالنمسا اتّخذت شعار " لا معرفة بلا
مصطلح ". فعمليات الإنتاج والخدمات أصبحت تعتمد على المعرفة، خاصّة المعرفة
العلميّة والتقنيّة. فبفضل تكنولوجيا المعلومات والاتّصال، غيّرت الشركات أدوات
التصميم والإنتاج، فأخذت تصمّم النموذج المختبريّ لمُنتجاتها وتجرّبه بالحاسوب قبل
أن تنفّذه في المصنع. كما أنّها لم تعُد ملزمة بالقيام بجميع عمليات التصنيع في
مكان واحد وبصورة متعاقبة، وإنّما أصبح بالإمكان تكليف شركات متعدّدة بتصنيع
الأجزاء المختلفة في وقت واحد، ثم تقوم الشركة المنتجة بتجميع أجزاء المُنتج
وتسويقه. وظهرت في السوق سلع وخدمات مبنيّة على تحويل المعارف إلى منتجات، تُسمّى
بالسلع والخدمات المعرفيّة.
المصطلح
في التراث العربي:
أدرك العرب القدماء أهمّيّة المصطلح ودوره في تحصيل العلوم. فقال
القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى" :
"
على أنّ معرفة المصطلح هي اللازم المحتَّم والمهمّ المقدَّم، لعموم الحاجة إليه
واقتصار القاصر عليه:
إن الصنيعةَ لا تكونُ صنيعةً حتّى يُصابَ بها طريفُ
المَصْنعِ "
ونوّه التهاونيّ في مقدّمة كتابه المشهور " كشاف اصطلاحات الفنون
"، الذي جمع فيه أهمّ المصطلحات المتداولة في عصره وعرّف بأهمية المصطلح
فقال:
" إنّ أكثر ما يحتاج به في العلوم المدوّنة والفنون المروَّجة إلى
الأساتذة هو اشتباه الاصطلاح، فإنّ لكلِّ عِلم اصطلاحاً به إذا لم يُعلم بذلك لا
يتيسر للشارع فيه إلى الاهتداء سبيلاً ولا إلى فهمه دليلاً."
وعرّف اللغويون العرب القدامى المصطلحَ بأنّه لفظ يتواضع عليه القوم
لأداء مدلول معيّن، أو أنّه لفظ نُقل من اللغة العامة إلى اللغة الخاصة للتعبير عن
معنى جديد. فقال الجرجاني تعريف الاصطلاح :
"
عبارة عن اتفاق قوم على تسمية الشيء باسمٍ ما، يُنقل عن موضعه." ثم أضاف
وكأنّه يتحدث عن بعض طرائق وضع المصطلح: " إخراج اللفظ من معنى إلى آخر،
لمناسبة بينهما."
وعرّفه أبو البقاء الكفوي
" الاصطلاح هو اتفاق القوم على وضع الشيء، وقيل: إخراج الشيء عن
المعنى اللغويّ إلى معنى آخر لبيان المراد."
وعرّفه مرتضى الزَّبيديّ في
معجمه " تاج العروس " بأنّه: " اتفاق طائفة مخصوصة على أمر
مخصوص."
النظرية العامة والنظرية الخاصة في علم المصطلح:
تُعنى النظرية العامّة لعلم المصطلح
بتحديد المبادئ المصطلحيّة الواجبة التطبيق في وضع المصطلحات وتوحيدها،
وكذلك تحديد طرائق الاختيار بين المبادئ المتضاربة. فمثلاً، من المتطلبات أو
الشروط الواجب توفّرها في المصطلح الجيد: الدقة، والإيجاز، وسهولة اللفظ، وقابليته
للاشتقاق، وصحته لغوياً، وشيوعه في الاستعمال. ولكن التضارب قد يقع بين دِقّة
المصطلح التي تتطلب أكثر من كلمة واحدة أحياناً وبين الإيجاز الذي ينضوي تحت مبدأ
الاقتصاد في اللغة. أو يقع التضارب بين قابلية المصطلح للاشتقاق وبين الاستعمال
الشائع. ما توصل إليه الأستاذ أحمد الأخضر
غزال عن توصُّله إلى وضع كلمة ( أفلك )
وجمعها( أفالك ) على وزن ( أرنب ـ أرانب) للتعبير عن القمر الصناعي الذي يدور في
فلك محدد. ولا شك أنّ الكلمة الجديدة
أوجز من مصطلح ( القمر الصناعيّ ) وأكثر قابلية للاشتقاق منه. غير أنّ
مصطلح (القمر الاصطناعي) قد درج في الاستعمال وحقق قدراً كبيراً من الشيوع. ففي
مثل هذه الحالات تبحث النظرية العامة لعلم المصطلح في طرائق الاختيار بين المبادئ
المتضاربة وترتيبها حسب أهميّتها.وكذلك من أمثلة صعوبة الاشتقاق في المصطلحات
المقترضة نضرب مثلاً بكلمة ( راديو ) التي
استعيرت بلفظها من لغة أجنبية ولأن هذه
الكلمة لا تنتمي إلى النظام الصوتي والصرفي العربي ، نجد صعوبة في اشتقاق كلمات
أخرى منها ، على حين أننا لو ترجمناها بلفظة (مذياع ) لتمكنا من اشتقاق كلمات
عديدة أخرى من جذورها (وهذا كله من اختصاص النظرية العامة لعلم المصطلح)
أما النظريّة الخاصّة فتصف المبادئ التي تحكم وضع المصطلح في حقول
المعرفة المتخصِّصة كالكيمياء، والأحياء، والطبّ، وغير ذلك. ويُسهم عدد من
المنظَّمات الدوليّة المتخصِّصة في تطوير النظريات الخاصة للمصطلحات، كلُّ في حقل
اختصاصها. ومن هذه المنظمات منظمة الصحّة العالمية، والهيئة الدولية للتقنيات
الكهربائيّة، وغيرهما.
مشكلات المصطلح العلمي العربي:
أ-
أسباب النقص في المصطلحات العلمية العربية:
1-
خلال أربعة قرون من الحكم العثماني والسيطرة الاوربية على البلاد لم
تستخدم اللغة العربية في الإدارة في التعليم .
2.
وفي أثناء تلك الفترة الطويلة لم تكن هنالك اختراعات أو اكتشافات أو أبحاث علمية
في الوطن العربي .
3. إن تدفق المصطلحات العلمية والتقنية الجديدة من الدول الصناعية يجعل
من العسير على اللغة العربية مواجهتها واستيعابها بالسرعة اللازمة .
ب- واضعو المصطلحات العلمية والتقنية في الوطن العربي:
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ أوﻋﻠﻤﻴﺔ
واﺣﺪة ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻮﺿﻊ المـﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴـﺔ في اﻟـﻮﻃﻦ اﻟعربي،
وإنما ﺗﻀﻌﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻫﻴﺌﺎت وﺟﻬﺎت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ وﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ منها:.
1-الجامعات ووزارات التربية في البلدان العربية
2-
مجامع اللغة العربية في القاهرة وبغداد وعَمّان والرياض والرباط والخرطوم وغيرها
من العواصم العربية.
3-المعجميون .
4-الكتاب والمترجمون.
ج- المنهجية: المصطلح العلمي العربي بين المتحررين والمحافظين:
منذ
النهضة العلمية الحديثة في القرن التاسع عشر ، جرى خلاف لغوي حاد ، في الوطن
العربي ،بين المحافظين والمتحررين من اللغويين،
حول المصطلحات العلمية والتقنية الحديثة وكيفية وضعها .
نادى
المتحررون باستعارة المصطلحات بحريّة تامة من الإنجليزية والفرنسية واللغات
الأخرى، بل حتى من اللهجات العامية ، للإسراع في وضع المصطلحات وزعموا أن الاقتراض
اللغوي أمر طبيعي ، ومسموح به ، ويسهم في
تطوير اللغة وتنميتها .وطالب المحافظون بالتقيد باختيار الألفاظ العربية الفصيحة
في مقابل المصطلحات الأجنبية ، ورأوا أن ذلك أجدى على المدى البعيد ،لأن اللغة
العربية اشتقاقية ،فإذا تمت ترجمة المصطلح بكلمة عربية ، استطعنا أن نشتق من جذرها
عدداً من المفردات بحيث تتكون لدينا في نهاية الأمر أسر لفظية تيسر بناء النظام
الاصطلاحي في اللغة وتسهل علينا حفظه وتذكره.
مشكلات المصطلح العلمي العربي اللغوية والتنظيمية:
المشكلات اللغوية:وهي نوعان:
أولهما :راجع إلى اللغة العربية ذاتها.
وثانيهما :راجع إلى لغة المصدر أي اللغة الأجنبية التي تستقي منها لغتُنا
العربية هذه المصطلحات
المشكلات الناتجة عن اللغة ذاتها:
·
الازدواجية
·
تعدد اللهجات الفصحى
·
ثراء العربية بالمترادفات
·
المشكلات الناتجة عن لغة المصدر :
•
تعدد
مصادر المصطلحات التقنية .
•
إزدواجية
المصطلح في لغة المصدر.
•
الترادف
والاشتراك في لغة المصدر .
•
المشكلات التنظيمية:
1-
تعدد واضعي المصطلحات في الوطن العربي
2- إغفال التراث
العلمي العربي
3- عدم اختبار
قبول الجهور للمصطلح الموضوع.
المصطلح التراثي بين الإعمال والإهمال:
تضافرت عوامل رئيسة ثلاثة على تمكين اللغة
العربية من حيازة هذا التراث المصطلحي العملاق:
أولاً - العامل التاريخي :طول عمر
العربية.
اللغة العربية أطول اللغات الحية عمراً،
فإذا كانت اللغة الإنجليزية الحديثة التي يفهمها عامة الانجليز اليوم ،مثلا،
لايزيد عمرها على مئتي عام ،فإن عمر اللغة العربية ، التي نستوعبها دونما جهد أو
عناء ، ينيف على الألفي حول ، واللغة العربية من بين اللغات هي التي كتب لها أن
تبقى على قيد الحياة . وهذا العامل ، منح العربية تراكما معرفياً غامراً.
ثانياً – العامل الجغرافي: اتساع رقعة
العربية
وهو قيام العرب ، منذ القرن السابع
للميلاد بحمل رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها ، فاتحين ومهاجرين ومتاجرين،
فاحتكت لغتهم ببيئات جغرافية متنوعة ، واتصلت بمجتمعات ذات ثقافات متباينة ،فواجهت
مفاهيم وتصورات جديدة لم تألفها من قبل، فكان لابد للغة العربية من توليد مصطلحات
مبتكرة، ووضع ألفاظ مستحدثة، للتعبير عن تلك المفاهيم والتصورات، وهذا العامل
الجغرافي أدى إلى إغناء التراث العربي بالمصطلحات الحضارية المتنوعة.
•
الريادة العلمية العربية:
وثالث العوامل التي أمدّت التراث العربي
بدفق من المصطلحات، هو اضطلاع العرب المسلمين بالريادة العلمية والفكرية في
العالَم فترةً طويلة. فقد رفعوا شعلة التقدُّم البشري أكثر من سبعة قرون، وزادوها
توهّجاً بما صنّفوا من مؤلفات أدبية، وما أجروه من أبحاث علمية، وما اخترعوه من
تقنيات مبتكرة، وما ترجموه من علوم الأمم الأخرى. وكانت اللغة العربية هي الوعاء
الذي استوعب تلك المادّة والشكل الذي انتظم فيه ذلك المضمون، فزخرت بمصطلحات
العلوم والفنون والآداب. وأضحت آنذاك أغنى اللغات مُصطلحاً، كما كانت أثراها
معجماً وأبدعها نحواً.
•
متى واجه العرب القصور المصطلحي في لغتهم:
ما دام البحث العلمي مطرداً والتقدُّم
الفكري والحضاري متواصلاً، فإنّ اللغة تنمو وتزدهر، ومخزونها المصطلحي يتّسع
ويتجدد. أما إذا أصيب الفكر بالركود، والبحث العلمي بالجمود، فإنّ ذلك ينعكس
تلقائياً على اللغة المستعملة للتعبير عن ذلك الفكر. ولقد تعرَّضت الحضارة العربية
لظاهرة الركود والجمود تلك، خلال أربعة
قرون على الأقل، وقد رافق ذلك الركود انحطاط اقتصادي وسياسي وعسكري، في
المشرق والمغرب، فسقطت بغداد في يد المغول عام 1258م. وسقطت غرناطة، آخر معاقل
المسلمين في الأندلس، عام، وخضعت معظم البلاد العربية للحكم العثماني لأربعة قرون
تقريباً، تضاءل خلالها دور اللغة العربية سياسياً وإدارياً وثقافياً. وفي فترات
التدهور هذه، عانت اللغة العربية الإهمالَ، وتكبّدت الخسائر في مخزونها المصطلحي
كمّاً وكيفاً، فسَبَتَتْ كثير من مصطلحاتها في طي النسيان حتى لم يعُد أهلا
يتعرَّفون عليها، ولم يعُد لها وجود إلا في المخطوطات القابعة في مكتبات مهجورة،
أو المختبئة في مستودعات منزوية يصعب الوصول إليها.
وعندما جاءت الثورة الصناعية والتقدم العلمي اللذين أرهص لهما ورافقهما
وأعقبهما سيل من المفاهيم الجديدة كان على العرب تمثّلها والتعامل معها والتعبير
عنها بلغتهم. وهنا واجه روّاد النهضة الفكرية العربية قصور لغتهم في هذا الميدان.
فكيف كان بإمكانهم الاستفادة من التراث لإمدادهم بالمصطلحات اللازمة؟ وماذا فعلوا
في واقع الأمر لوضع المصطلحات الجديدة؟
فوائد
إستخدام المصطلحات التراثية :
المعاجم التراثية الموضوعية:
ولنأخذ من كتابه ( الإبل ) النص
التالي الذي يتناول ولد الناقة ” فإذا ألقت
2- المعاجم الموضوعية العامة
وهي المعاجم التي تحاول ان تضم جميع مفردات اللغة مرتبة حسب موضوعاتها
العامة طبقا لتصنيف شامل للكون فمثلاً ( معجم الغريب المصنف ) لأبي عبيد القاسم
اشتمل على 25 كتاباً وكل واحد منها يتألف من عدة أبواب .وتدرج تحت كل موضوع عام
موضوعاته الفرعية المتخصصة .منها كتاب الإنسان، كتاب الأطعمة وكتاب الأمراض، وكتاب
السلاح وغيرها من الموضوعات.
2- الشعر :
فالشاعر العربي لم ينظم في قصائده أحاسيسه وعواطفه وانفعالاته المختلفة
من فرح وترح وحب وحقد وفخر وتواضع وإنما صور كذلك مجتمعه الذي يعيش فيه بعاداته
وتقاليده ومعتقداته ووصف البيئة التي تكتنفه بأجواءها وأنواعها وحيواناتها
ونباتاتها ولهذا فإن الشعر يشكل مصدر ثراً للمصطلحات العربية في مختلف مجالات
الحياة .ومن هنا قيل (الشعر ديوان العرب)
4-الكتب العلمية :
فالتراث العربي يضم مكتبة حافلة بالكتب العلمية المتخصصة في جميع مجالات
المعرفة النظرية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء ومختلف جوانب المعرفة
التطبيقية كالطب والهندسة فلو أخذنا الطب مثلاً لوجدنا عدداً من الكتب الطبية
التراثية التي تشتمل على طائفة كبيرة من المصطلحات الأساسية.
ومن هذه الكتب على سبيل المثال وليس الحصر :
كتاب الاعتماد في الأدوية المفردة لابن الجزار القيرواني
- كتاب القانون في الطب لابن سينا .
- التيسير في المداواة والتدبير لعبد الملك بن زهر
كتالتراث العربي المنطوق :
يمثل التراث العربي المنطوق مصدر من مصادر المصطلحات , إذ يتوارث
المهنيون والحرفيون والصناع مصطلحات مهنهم وحرفهم وصناعاتهم جيلاً بعد جيل ,
ويتوفرون على أسماء أدواتهم وآلاتهم ومعداتهم وعملياتهم المختلفة ويستخدمونها في
أحاديثهم اليومية , والكثير من هذه المصطلحات وصلت بالسماع والتلقي وليس من الصحيح
أن يتولى اللسانيون والمصطلحيون وضع مصطلحات جديدة دون الرجع إلى أهل الاختصاص .
استخلاص المصطلحات من التراث العربي المخطوط :
يقترح الدكتور الشاهد البوشيخي منهجية
تتألف من الخطوات التالية للاستفادة من التراث العربي المخطوط في توليد المصطلحات
العلمية وهي :
الفهرسة – التصوير – التخزين – التصنيف – التوثيق – التحقيق – التكشيف –
النشر
وبعد ذلك نحتاج إلى الإعداد العلمي الشامل للمصطلحات التراثية ويتم ذلك
في الخطوات التالية
الفهرسة – التصنيف – التعريف – التخزين – النشر وهذه الخطة تنفع الباحث
الذي يحاول أن يقف على المصطلحات في كتاب تراثي أ مجال علمي محدد لتوليد مصطلحات
جديدة في ذلك المجال كما يمكن اعتماد هذه الخطة في علم( المصطلح التاريخي ) الذي
يدرس تطور المفاهيم العلمية الحديثة والمصطلحات التي تعبر عنها عبر العصور
المختلفة .
كيف وضعت المصطلحات العربية الجديدة:
إذا كان تراثنا المكتوب والمنطوق يزخر بالمصطلحات العلمية والحضارية كما
ذكرنا، فهل أفاد رواد النهضة العربية في عملية وضع المصطلحات الجديدة؟
( القطار ) قافلة الجمال قديما ً , لتدل على الآلة البخارية التي تسحب
بقية عربات واسطة النقل المعروفة اليوم بالقطار .
والوسائل التي يواجه بها العرب
القصور المصطلحي في لغتهم وسائل لسانية
معروفة تستخدمها اللغات عادة لتوليد المصطلحات التي تلزمها وتنحصر هذه الوسائل بست
, نذكرها حسب أهميتها في اللغة العربية : - الاشتقاق – المجاز – التعريب – النحت –
التركيب – الإبدال .
•
لماذا أهمل التراث المصطلحي:
كما أشرنا أنَّ اللغة العربية ثريّة بمصطلحاتها الحضارية والعلمية، وإذا
كنّا قد رأينا أن الثورة الصناعية والعلمية الحديثة قد أتت بِسيلٍ من المفاهيم
الجديدة، وإذا كنّا قد لاحظنا أنّ العرب لم يستفيدوا من مصطلحاتهم التراثية في
التعبير عن المفاهيم الحديثة، فمن حقّنا أن نتساءل لماذا أهمِل المصطلح التراثي
ولم يُستفَد منه كما ينبغي:
- إنّ حالة الاستعجال التي فاجأت رواد النهضة الفكرية العربية وغمرتهم
بِسيلٍ جارفٍ من المفاهيم الحضارية والعلمية والتقنية، لم تسمح لهم بالبحث في
التراث العربي مكتوباً ومنطوقاً لإيجاد مصطلحات تعبر عن تلك المفاهيم الجديدة.
- إن ما يقرِّر حياة المصطلح هو الاستعمال وليس الوضع.
- حتّى لو اتّجهت نيّة المثقَّفين العرب في النصف الثاني من القرن التاسع
عشر الميلادي إلى الاستفادة من المصطلحات التراثية، فإنّ ذلك لم يكُن بالإمكان،
لأنّ مصادر تلك المصطلحات لم تكُن في متناول أيديهم. فالمصطلحات مبثوثة في كُتُب
التراث العربي التي لم تكُن مطبوعة أو منشورة آنذاك، وليست جاهزة للطبع.
توحيد المصطلح العلمي العربي:
منهجية التوحيد:
يقصد
بالتوحيد اختيار مصطلح واحد من بين المصطلحات العربية المترادفة التي تعبر عن
مفهوم واحد واعتماده في الاستعمال بتحقيق التواصل الفعال بين أبناء اللغة العربية
وتحقيق استمراريتها وقد أتبع مكتب تنسيق التعريب بالرباط منهجية في توحيد
المصطلحات العلمية والتقنية تتلخص في ما يلي :
التقييس والتنميط والتوحيد في علم المصطلح:
يميز بعض الباحثين في علم المصطلح بين
ثلاثة أنواع من العمليات هي :
1- التقييس أو المعيرة standardisation
2- التنميط Normalisation
3 - التوحيد
عملية التقييس:
يعنى التقييس أو المعيرة بإرساء واعتماد
المعايير أو المقاييس أو الأنماط أو الأسس أو المبادئ أو المواصفات التي ينبغي أن
تصنع بموجبها الأشياء، أو تضبط بحسبها الأحجام، أو توضع على غرارها الأشكال، أو
تصاغ وفقها المصطلحات . وتشبه عملية التقييس عملية وضع القوانين الواجب اتباعها.
أما التنميط فهو عبارة عن صنع الأشياء أو وضع المصطلحات الجديدة للتعبير عن المفاهيم المستحدثة وفق الأنماط أو المقاييس أو المعايير المتفق عليها في عملية التقييس .
ولنضرب مثلاً على تطبيقات هذه المصطلحات
الثلاثة من صناعة أشرطة التسجيل الصوتي . ففي عملية التقييس , يتم الاتفاق على
مقاييس معينة لأطوال الأشرطة . فتقرر الجهة المسؤولة عن التقييس أن الأشرطة يجب أن
تصنع بأطوال ثلاثة : 600 قدم ،و 900 قدم ، و 1200 قدم فقط . إذاً هذه هي المقاييس أو المعايير المعتمدة في صناعة
أشرطة التسجيل الصوتي . ثم تقوم مصانع أشرطة التسجيل إنتاج أشرطتها طبقاً لتلك
المقاييس , فتكون تلك الأشرطة أشرطة منمّطة ، أي صنعت طبقاً للمقاييس المعتمدة .
أما إذا قام أحد المصانع بصنع شريط طوله 750 قدماً مثلاً عندئذ يقال إن هذا الشريط
غير منمّط .
هل تخضع المصطلحات لعملية
التقييس والتنميط:
كانت عملية التقييس في بداية الأمر تقتصر
على الموضوعات والمصنوعات والأشياء، مثل المسافات بين قضبان السكة الحديدية، ولم
تشمل المصطلحات اللغوية، لأن اللسانيين آنذاك رفضوا إخضاع اللغة أو مفرداتها
لمقاييس محددة سلفاً، وقالوا إن اللغة تنمو بصورة طبيعية وإن مهمة اللغوي هي وصف
اللغة كما يستعملها أهلها لا طبقاً لمعايير يحددها ويفترض صحتها.
ولكن المفاهيم وأنظمتها قد تختلف من ثقافة لأخرى، فهي ليست متطابقة في جميع
الثقافات، فمدلول المصطلح، أو المفهوم الذي يعبر عنه ذلك المصطلح، يتباين من لغة
إلى أخرى.
وهذه الظاهرة تشكل إحدى الصعوبات الشائكة
في عملية الاتصال وتبادل المعلومات على الصعيدين القومي والعالمي، كما أن اللغة
الخاصة تختلف عن اللغة العامة من حيث إمكانية التحكم بمصطلحات اللغة الخاصة، ووضع
تلك المصطلحات وتوليدها وتوحيدها طبقاً لمعايير متفق عليها سلفاً.
ومن هنا كان لا بد من توحيد المصطلحات
توحيداً معيارياً ينبني على أساس الاتفاق على المفاهيم وأنظمتها. ومن أجل ذلك، نما
تعاون وثيق بين المصطلحيين وخبراء التقييس. وقام المتخصصون بدراساتٍ مقارنة
للمفاهيم وأنظمتها في اللغات المختلفة من أجل تحقيق ذلك. وهكذا أصبح التقييس اليوم
يشمل المفاهيم والمصطلحات كذلك، إضافة إلى تقييس المنتجات والمصنوعات، بحيث تقوم
المجامع اللغوية والمؤسسات المصطلحية بوضع المصطلحات وتوثيقها ونشرها طبقاً لمبادئ
موحدة متفق عليها، لتيسير عمل المشتغلين في حقل المصطلحات وتنسيقها. وتتولى اللجنة
التقنية 37 في المنظمة العالمية وضع التوصيات الخاصة بتوحيد المبادئ المصطلحية
والمعجمية التي لا غنى للعاملين في حقل المصطلحات وتوثيقها عنها. ونظراً لأن
المفاهيم عرضة للتغير والتطور، فإن المنظمة تراجع توصياتها وتعدلها بين آونة
وأخرى.
اهتمام المنظمة العالمية للتقييس (الإيزو)
باللغة العربية ومصطلحاتها:
وفي عام 2005 م، قرر مجلس إدارة منظمة ( الأيزو ) إصدار بعض مواصفاتها باللغة العربية بوصفها رابع لغة تستخدمها المنظمة مع الإنجليزية والفرنسية والإسبانية . وشكلت المنظمة لجنة ترجمة عربية تابعة لها تضم أعضاء من الأردن وتونس والجزائر والسعودية والكويت وليبيا والمغرب والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، وشرعت بترجمة عشرة أدلة في مجالات المعامل والمطابقة والاعتماد والتفتيش، وخمس عشرة مواصفة قياسية للبيئة، وخمس عشرة مواصفة قياسية للجودة بضمنها المواصفة رقم 9000/ 2000 ، إضافة إلى وضع معجم للجودة والبيئة. وقررت المنظمة كذلك إنشاء موقع لها باللغة العربية على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت ) .
المراجع
القاسمي، د.علي، علم المصطلح أصوله
النظرية وتطبيقاته العملية، ط لبنان بيروت 2008
حجازي، د. محمود فهمي بحث منشور في
العدد 59 من مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة
أبو لبن، وجيه المرسي؛ التربية الإسلامية
وتنمية المفاهيم الدينية، الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبو لبن.
http://kenanaonline.com/users/wageehelmorssi/posts/268140
تعليق