بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[vcover]

جاري التحميل ...

تعليق

الفرق بين الإسلاميات الكلاسيكية والإسلاميات التطبيقية (نقد في فكر محمد أركون)

 




د. حميدة محمد حسن عثمان الحضيري

أ. المقدمة

      تعود الإشكاليات من خلال النظر التي تعترض الفكر الإسلامي المعاصر في مستوى علاقة المسلم دينيا وثقافيا، وفي مستوى علاقته بموروثه الديني والحضاري، فإن رؤية محمّد أركون كانت للفكر الإسلامي المعاصر وقضاياه فعند محمّد أركون، لا وجود لها؛ إذ لا بدّ من دراسة الإسلام دراسة علمية نقدية في جميع أبعاده من قبل الجميع، مسلمين كانوا أم مستشرقين ولإغرابه في ذلك، ففي المقالات والحوارات المكوّنة للكتاب، لهج محمّد أركون بأسماء المستشرقين ناقداً بعضهم، ومثمناً أعمال بعضهم الآخر.

      يعتبر المفكر محمد أركون، صاحب أحد المشاريع الفكرية والمعرفية التي حاولت استنطاق الجذور التاريخية (للعقل الإسلامي)، وقبل الخوض في مشروعه.

   نبدة عن حياة محمد أركون[1]

      محمد أركون (1928 م-14 سبتمبر 2010 م) هو مفكر وباحث أكاديمي ومؤرخ من أصل جزائري.

      لقد درس في مدرسة الآباء البيض التبشيرية، ثم درس الأدب العربي والقانون والفلسفة والجغرافيا بجامعة الجزائر، ثم بتدخل من المستشرق الفرنسي لوي ماسينيون (Louis Massignon) قام بإعداد التبريز في اللغة والآداب العربية في جامعة السوربون في باريس، ثم اهتم بفكر المؤرخ والفيلسوف ابن مسكويه الذي كان موضوع أطروحته.

      كان يتميز فكر أركون بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات شرقية وغربية واحتكار الإسقاطات على أحدهما دون الآخر، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب من الآخر، وهو ينتقد الاستشراق المبني على هذا الشكل من البحث.

      فإن مشروع محمد أركون نقد العقل الإسلامي من خلال تطبيق المناهج العلمية المعاصرة على النصوص ومختلف فروع المعرفة الدينية، وتلك المناهج طبقت فعلاً على نصوص دينية أخرى خاصة منها المسيحية؛ هذا لأنه لا ينحاز لمذهب ضد المذاهب الأخرى ولا يقف مع عقيدة ضد العقائد التي ظهرت أو قد تظهر في التاريخ، بل كان مشروع تاريخي وأنثروبولوجي في آن معا، إنه يثير أسئلة أنثروبولوجية في كل مرحلة من مراحل التاريخ. ولا يكتفي بمعلومات التاريخ الراوي المشير إلى أسماء وحوادث وأفكار وآثار دون أن يتساءل عن تاريخ المفهومات الأساسية المؤسسة كالدين، والدولة والمجتمع، والحقوق، والحرام والحلال، والمقدس، والطبيعة، والعقل والخيال والضمير واللاشعور واللامعقول، والمعرفة القصصية والمعرفة التاريخية والمعرفة العلمية والمعرفة الفلسفية[2].

      وقد نقد العقل الإسلامي، كمشروع يتضمن محاولة لدمج العملية النقدية للفكر الديني الإسلامي في عملية نقدية أكثر عمومية للفكر الديني على العموم.

مشروع أركون

      يعتمد مشروعه على ما يسمى (الإسلاميات التطبيقية) وهي منهجية علمية معرفية متعددة المناهج توجد بها ترسانة من العلوم الاجتماعية والإنسانية، مثل:( علم الاجتماع علم النفس التاريخي، الانتروبولوجيا، علم اللغة الالسنيات)، ويتحدث محمد أركون حول منهجيته (الإسلاميات التطبيقية)، يقول (إن الإسلاميات التطبيقية هي ممارسة علمية متعددة الاختصاصات)، تشمل على الآتي:

      - سؤال المنهج: يتم فيه التساؤل عن الاختيار المنهجي الذي تبناه أركون ودعى إليه، بالتالي موقفه من المناهج الاخرى التي قاربت هي الاخرى العقل العربي الإسلامي، لقد اختيار المنهج؛ لأنه مشروع تاريخي، فالاختيار المنهجي الأركوني لم يعد مسألة شخصية، بل أصبح قضية أمة تريد أن تثبت ذاتها في الكون وتنخرط بفعالية في الحداثة.

الشروط التي يقترحها أركون في اختياره المنهجي وهي:

      - شرط الالتزام العلمي: فالحديث عن المنهج لم يعد من المقبول أن يكون حدثاً فضفاضاً وإصلاحياً وعشوائياً، بل أصبح من الضروري الالتزام بالإجراءات العلمية واحترامها؛ لأن الاجراءات التي أصبحت تفرضها البحوث والدراسات العلمية في الجامعات والمؤسسات الغربية، بمعنى أنه ينبغي الوفاء للعلم والالتزام به، والتخلص من أي التزام أخر سواء كان إيديولوجي أو سياسي أو شخصي، هذا الاختيار له ثمن إيديولوجي وله إرتكسات وصدمات نفسية، اجتماعية ينبغي أن نقبلها من أجل البحث العلمي.

      - شرط الوحدوية والحيوية: موقف أركون مضاد لتجزيئية والاختزالية، بحيث يتم النظر للفكر الانساني كجزر متباعدة ومتضاربة بعضها لبعض، في حين أنه يجب النظر للعقل الاسلامي ضمن العقل الكوني، وبالتالي توحيده لتفادي التشظي والاقصاء الناجم عن الايديولوجية المدمرة، يتميز موقف أركون من الناحية المنهجية بتمييزه الشهير بين الاسلاميات التقليدية، والاسلاميات التطبيقية.

      - سؤال الاستشراق: هو أيضا سؤال مركب على اعتبار أن الاستشراق هو عقل ويفكر في عقل أخر مختلف، كما أن الاستشراق يعتمد أيضاً على منهجية في دراسته لهذا العقل.

      - سؤال العقل: ينبني على رؤية أركون لمفهوم العقل هل هي نفس الرؤية السلفية والاصلاحية الدينية؛ هل هو نفس تصور الجابري للعقل، ثم لماذا العقل الإسلامي بدل العقل العربي، ثم كيف يمكن أن نفهم هذا التلازم بين العقل والنقد؟

نقد أركون العقل الإسلامي عن طريق تبني منهجية جديدة

     1. أركون علي عكس المستشرق الكلاسيكي لا يهدف فقط إلى تقديم دراسات أكاديمية باردة عن تراث الإسلام وتاريخه؛ إنما يهدف للانخراط الكامل في هموم المجتمعات العربية والإسلامية.

     2. أركون يعترف للاستشراق بأنه كان أول من طبق المنهج التاريخي على التراث الإسلامي.

     3. يلوم أركون الاستشراق ويعتبره متخلفاً عن حركة البحث العلمي والتجديد المنهجي.

     4. أركون يعيب على الاستشراق، أنه لا يهتم إلا بالنصوص الكبرى للإسلام حيث ينقلها كما هي إلى اللغات الأوروبية بشكل بارد.

      5. الإسلاميات التطبيقية تريد استدراك نواقص الاستشراق الكلاسيكي عن طريق اتخاذ قرارات منهجية.

      6. أركون ليس مستشرقاً بل هو جزائري حتى النخاع ومنخرط في هموم العالم الإسلامي حتى النخاع أيضاً.

      7. أركون أكبر مفكر راديكالي في الإسلام اليوم ويدرس الإسلام ضمن منظور الأنثروبولوجيا الدينية.

مسيرته الأكاديمية

      عُين محمد أركون أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في جامعة السوربون عام 1980 م، بعد حصوله على درجة دكتوراه في الفلسفة منها عمل كباحث مرافق في برلين عام 1986 م و1987م، ثم شغل ومنذ العام 1993 م منصب عضو في مجلس إدارة معهد الدراسات الإسلامية في لندن.[3]

مؤلفاته

      كتب محمد أركون كتبه باللغة الفرنسية أو بالإنجليزية وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات من بينها العربية والهولندية والإنجليزية والإندونيسية ومن مؤلفاته المترجمة إلى العربية، منها:

      الفكر العربي-الإسلام: أصالة وممارسة -تاريخية الفكر العربي الإسلامي أو (نقد العقل الإسلامي) -الفكر الإسلامي: قراءة علمية -الإسلام: الأخلاق والسياسة -الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد -العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب -من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي -من فيصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر الإسلامي المعاصر-الإسلام أوروبا الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة -نزعة الأنسنة في الفكر العربي.

      يمثل محمد أركون أحد النماذج الكبيرة والقوية في الفكر العربي المعاصر، تتميز تجربته بكونها مشروع العمر، يمتلك تأويلاً فكرياً وفلسفياً غربياً وبالخصوص فرنسي، ولد أركون سنة 1928م في الجزائر، ومارسَ الأستاذية في جامعة فرنسا، وحضر في العديد من العواصم الغربية والعربية داعياً ومناضلاً من أجل مشروع أسماه (نقد العقل الإسلامي).

      يعتبر محمد أركون ناقداً للعقل الإسلامي في مختلف أشكاله، له حديثاً جريئاً في انتقاده للخطاب الديني من النصوص الدينية وأصول الفقه الإسلامي، يؤمن بالتجديد، اتهمه خصومه بالإلحاد مرة وبالكفر مرة أخرى، ومن المفارقات؛ أنه أمازيغي متخصص في الفكر العربي، درس قيم المسيحية، وتخصص في الفكر الإسلامي، وكما وصف أحد أصحاب المشاريع الفكرية ذات الهاجس النقدي وتقديم قراءات جديدة للتراث الإسلامي بنصوص مختلفة[4].

      تبحث هذه المقالة ما الفرق بين الإسلاميات الكلاسيكية والإسلاميات التطبيقية، من حيث مفهوم ومميزات كلاً منهما، وما هي أسباب سقوط علماء الإسلاميات الكلاسيكية التي وضحها أركون، أيضاً أهداف دراسة الفكر الإسلامي للإسلاميات التطبيقية والنتائج المترتبة من أجل تصحيح الوضع، ومهام الإسلاميات التطبيقية.

ب. مفهوم الإسلاميات الكلاسيكية

معنى الإسلاميات

      الإسلاميات هي مفهوم غربي ترعرع في أحضان الاستشراق، لذلك فهو يمثل الزاوية الغربية لتراث العربي الإسلامي، أما الاسلاميات التقليدية، فهو مصطلح له معنيين عند أركون، فهو يدل به على الخطاب الاستشراقي الغربي، ولكن أيضاً يدل به على الخطاب التقليدي الذي أنتجه العرب حول تراثهم، بعبارة أخرى أن الاسلاميات التقليدية الاستشراقية تمثل رؤية الانسان الغربي للفكر العربي الاسلامي، وتدل أيضا على رؤية الانسان العربي لذاته ولتراثه. فالرؤيتين معا مختلفين على مستوى الذات والمعرفة والمنهج؛ ولكنهما متطابقين في النتائج، بحيث يلتقي أهل الغرب وأهل الشرق على نتيجة واحدة، وهي تكريس التخلف وتكريس العقل الدو غمائي الكلاسيكي.

مفهوم الإسلاميات الكلاسيكية

      إن تحديد مفهوم كلمة ومصطلح الاسلاميات الإسلامولوجيا (L,islamologie) أو الإسلاميات الكلاسيكية أو الاستشراق، كما عرفها أركون هو خطاب من اختراع غربي الذي يهدف إلى العقلانية في دراسة حول الإسلام[5] discours، لقد حاول أن يتجنب مصطلح توظيف الاستشراق؛ لأن هذا المفهوم أصبح ينطوي من شحنات إيديولوجية وملخصة للرؤيا التاريخية والعرقية المتعالية التي تقوم عليها المركزية الغربية في نظرتها للآخر، فصياغة الإنسان الشرقي في بعده الثقافي أصبح خطابياً بالنسبة للآخر، بذلك يكتفي المسلمون بالحديث بما يخصهم عن الإسلام، مثل المسيحيون يتحدثون بما يتعلق بالمسيحية.[6]

      بذلك نقد أركون الاسلاميات الكلاسيكية بأنها تحصر اهتمامها بدراسة الإسلام من خلال كتابات الفقهاء، إن عالم الإسلام عندما يدرس فهو يدرس كبريات النصوص الإسلامية الكلاسيكية من خلال القاعدة وهي الصحة والموضوعية، وأن تكون هذه القاعدة بدقة مما يميز الإسلام المدروس من خلال الكتابات الكلاسيكية، تعتبر هي الامتياز المعترف به ضمنياً للتضامن العنيد بين الدولة والكتابة والثقافة الاكاديمية ثم الدين الرسمي.

مميزات الإسلاميات الكلاسيكية

      تنحصر الإسلاميات الكلاسيكية في مفهومين الإهمال والنقص، يقول أركو بأن الإهمال هو مصطلح أساسي؛ لأنه يدل على اللامبالاة ويدل على التهميش، والنسيان والإقصاء، بل بالنسبة لأركون مسألة مقصودة، تتمثل في الإرادة المميتة لزرع التخلف، وإعاقة التقدم للعالم العربي الاسلامي.

      ومن أسباب سقوط علماء الإسلاميات الكلاسيكية في تعاملهم الفيلولوجي الوصفي والبارد والعقيم من النصوص الإسلامية من هفوات بعض الجوانب التي أهملت.

أسباب سقوط علماء الإسلاميات الكلاسيكية كما وضحها أركون، وهي[7]

     1. إهمال وتهميش ممارسة التعبير الشفهي للإسلام يتحدث عن الشعوب التي ليس لها كتابة مثل البربر والأفارقه.

     2. إهمال وتهميش المعاش غير المكتوب وغير المقال حتى عند الذين يستطيعوا أن يكتبوا، فهذا إهمال من المجتمعات الحديثة بسبب السيطرة الايدولوجية على المواطنين.

      3. إهمال المعاش غير المكتوب لكن المحكي فهو يتعلق الأمر بمادة غنية التي تمارس على أرض الواقع أن يلم بها، ويمكن فقط للتحري السوسيولوجي لها؛ أي يكون في اللقاءات اليومية والاجتماعات، أو المؤتمرات والدروس الملقاة في المدارس والمساجد والجامعات، هذا أكثر دلالة من الإسلام المكتوب.

     4. إهمال وتهميش المؤلفات والكتابات المتعلقة بالإسلام، فهو يعتبر من منطلق إيديولوجي غير نموذجي أو تمثيلي، فهذا يسمى (الإسلام سني) فهو يتحدث عن الأيديولوجية الرسمية للسلطات التي كانت فرضت نفسها كان هذا من العهد الأموي.

     5. إهمال مختلف الأنساق والأنظمة السيميائية فوق اللغوية والأنتروبولوجية فهذه الأنظمة فقد أسهمت بتشكيل الحقل الديني مثل: (الشعائر والموسيقى وتنظيم المدن وفن العمارة والرسم)، وغيرها من النظم والأنساق الأخرى التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالظاهرة الدينية.

      بما أن جوهر الظاهرة الدينية عبارة عن (نسق كلي ومركب من الأنساق والنظم الأخرى اللغوية والسينميائية، والأنتروبولوجية، والاجتماعية، والنفسية، والتاريخية)، يتضح: أن قراءة الإسلاميات الكلاسيكية للظاهرة الدينية مبنية على المنهج الفيلولوجي الوصفي، وعلى النزعة العقلانية الوضعية وإعادة موضعتها في سكة التاريخ، يحتاج الأمر إلى تأسيس قراءة جديدة تستند إلى مختلف العلوم والحقول المعرفية من أجل تحليل وتفكيك مختلف الأنساق المشكلة لنظام الظاهرة الدينية.[8]

ج. مفهوم الإسلاميات التطبيقية

      إن الاسلاميات التطبيقية لقد شكلت الاهتمام الكبير من قبل أركون، فتحدث عنها في مواقف مختلفة مضيفاً، ومكملاً، ومعمقاً، مما جعلها رغم أنها برنامج واحد، ولكن كانت ذات رؤوس مختلفة.

      إذاً مفهوم الإسلاميات التطبيقية عند محمد أركون: علم الإسلاميات التطبيقية هي قراءة ماضي الإسلام وحاضره انطلاقاً من تعبيرات المجتمعات الإسلامية ومطالبها الراهنة، ويتم ذلك من خلال تطبيق منهجيات العلوم الإنسانية والاجتماعية ومصطلحاتها على دراسة الإسلام عبر مراحل تاريخه الطويل[9]، فإن ما تعانيه المجتمعات العربية حالياً هو امتداد للمشاكل التي شهدها تاريخ الفكر العربي الإسلامي،  لقد تبنىَّ أركون المنهجية التقدمية؛ لأنها هي الحل لمشاكل الحاضر لكونها مرتبطة بالماضي،  فأما التراجعية الغرض منها فهي تتبع منها خطوات الماضي، تعني قراءة التراث للعودة إلى المشاكل التي تشهدها المجتمعات العربية الإسلامية الآن؛ لذلك علينا أن نفهم المشاكل من بدايتها الأولى لكي نستطيع حلها، فهذا أتاحته الإسلاميات التطبيقية لتعمل به في مختلف المناهج الإنسانية والاجتماعية المتشبعة بالحداثة العقلية.[10]

      وقد استوحى تسمية الإسلاميات التطبيقية الذي بني عليه روجيه باستيد (الأنتربولوجيا التطبيقية) في كتابه الصادر 1971م، وكان يسير على الخط نفسه في البحوث التي يقدمها[11]، والغرض من ذلك دراسة واقع المجتمعات العربية والإسلامية انطلاقاً من التراث.  

      إذ يرى روجيه باستيد بأن الروابط بين العلم والتطبيق، تكون من خلال النموذج الذي قدمه  (ديكارت، كارل ماركس)، ومن خلال النموذجين يمكن تحديد موضع الانتربولوجيا التطبيقية، ولقد خضعت الإسلاميات الكلاسيكية في عهد المستعمرات للنموذج الديكارتي الذي يدعو للمعادلة وهي: ( إن تفهم أو أن تعرف – وأن تتأهب للشيء من أجل السيطرة عليه)، وعندما تريد أن تعرف أو تفهم أن تتحرر من هاجس السيطرة، فهذا كان الشرط الأساسي للتحرر، لكننا نجذ الهدف العملي يميل إلى الزوال بنهاية الاستعمار للمعرفة الاستشراقية؛ فنجد معظم الاختصاصيين لا يهتمون بالتنظير وكان اهتمامهم بتكاثر المعارف وجمع المعلومات الدقيقة، أو بالتأمل المنهجي، حيث يستخدم المسلمين المعرفة المتجمعة واستغلالها؛ بينما المدرسة الفرنسية نجدها تميل لدراسة الماضي أكثر من دراسة الحاضر بعكس المدرسة الأمريكية فكان تركيزها على الحاضر.

أهداف دراسة الفكر الإسلامي في الإسلاميات التطبيقية

     1. يدرس بوصفه فاعلية علمية داخلية للفكر الإسلامي والتي تهدف إلى استبدال الموقف للأديان المؤسس له وسمي (الخطاب النبوي Le discours prophe'tique) بالتراث الافتخاري والهجومي على الديانات الأخرى.

      2. يدرس بوصفه فاعلية متضامنة مع الفكر المعاصر كله، حيث هدفت إلى تأسيس الأنتروبولوجية الدينية.

النتائج المترتبة عن الإسلاميات التطبيقية من أجل تصيح الوضع[12]

     1. استرداد الإسلام، كدين وكتراث فكري، مثل: تنظيم حلقات من التعليم سواء في المدارس أو المساجد لتعليم الفكر الإسلامي.

      2. ممارسة الفكر العلمي في الغرب من خلال تقلب الشروط؛ إذ أن الفكر الإسلامي يرتكز على المسلمات المعرفية للقرون الوسطى.

      3. إن الظاهرة الدينية تتجاوز التعبيرات والإنجازات التي يقدمها الإسلام، من وجهة النظر كشكل عام أو كدين، حيث نجد الإسلاميات الكلاسيكية تنفصل عن الإسلاميات التطبيقية؛ لأن الإسلاميات الكلاسيكية تقدم معلومات عن دين معين وهو الإسلام إلى جمهور غربي، أما التطبيقية تدرس على منظورين وهما فاعلية داخلية الفكر الإسلامي، وأيضاً متضامنة مع الفكر الإسلامي المعاصر؛ أي أنه يدرس ضمن منظور المساهمة العامة للانترولوجيا الدينية.

     4. إن الإسلاميات الكلاسيكية تنقل لنا الأشياء التي يفكر بها، أو يعلمها المسلمون النموذجيون التمثيليون حرفياً، بينما الإسلاميات التطبيقية فهي ممارسة علمية متعددة الاختصاصات، فهي ناتج عن اهتمامات معاصرة بأن تكون متضامنة مع نجاحات الفكر المعاصر ومخاطره.

      5. الإسلاميات التطبيقية ترجع كل مساراتها بنقد أي خطاب كان من وجهة نظر معرفية ابستمولوجية، وهي تعلم بأنه ليس هناك من خطاب أو منهج بريء، بالمعنى الذي حدده ( لوي ماران ) بخصوص دراسته لفكر باسكال، وكما أنها ترجع تعددية المناهج الفاحصة من أجل تجنب أي اختزال للمادة المدروسة، كان هاجس التعداد من أجل إرضاء متطلبات الفكر المعاصر، والإجابة على الحاجات العملية للفكر الإسلامي ، فنجد هذا يعاني من انقطاع بالفعل بالقياس إلى عصره الكلاسيكي، كم نجد الأيديولوجيات من اغتراباته وضياعه، فهي تخلق ضياعاً جديداً، لأنها لا تحرر الإنسان أو الشعوب؛ لأنه لا يسيطر عليها فكر نقدي.

مميزات الإسلاميات التطبيقية

      إن الإسلاميات التطبيقية عند أركون تمتاز بشكل عام على مفهوم أساسي وهو الانفتاح والتعدد:[13]

      حيث يكون الانفتاح على الذات وعلى الغير، والاستعانة بتعدد الاختصاصات؛ لأن البحث في العقل الاسلامي ليس سهلاً أو بسيطاً أو جزئيا ومنعزلاً، فهو بحث في التراث جداً غنيٌّ ومتنوع ومتداخل، يتمظهر في الحياة البشرية، إنه يتطلب أركيولوجية المعرفة العربية الإسلامية؛ فبهذا ستكون منهجية أركون هي الآلية للممارسة المشروعة الذي أسماه (نقد العقل الإسلامي)، فإن قيمة هذا المشروع كثيراً من الدراسات التي اهتمت بمشروع أركون، والذي تكفل بترجمة أعماله هو المفكر السوري (هاشم صالح)،  فأهمية هذا المشروع تتجلى في تركيزه على جديته العلمية وصرامته، وعمقه وأحياناً جذريته النقدية، بحيث استطاع أن يجعل الفكر الاسلامي موضوع نقاش في الجامعات والأوساط العلمية، أركون نجح في هذا واستطاع أن يشغل عقول المفكرين، ويخلق الأمل في الدور الحضاري للعقل العربي الإسلامي من خلال إحياء مفاهيم العقل، الأنسنة، الحرية، الابداع، ومن جانب أخر؛ فإن هذا المشروع الذي كان يهدف إلى إعادة إحياء التراث العربي، ظل يستضم بعوائق صعبة أهمها:

      (صعوبة المشروع ذاته، والتي تميل إلى الاستحالة؛ لأنه يتطلب قدرات خيالية يستحيل توفرها في إنسان معين -المجتمع العلمي يتطلب الثمن وتنسيقا هائلا يفتقد إلى شروط تحقيقه -ومشكلة الزمن)، فهذا يتطلب وقتاً كبيراً والعالم يتغير والعلم كذلك، والتراث متراكم وأغلبه مفقود ومجهول.

      فقد كان هدف أركون إذن بعيد والحد وتقليص التفاوت التاريخ بين العرب والغرب، هدفه أيضاً هو تحقيق التعايش بين الحضارات خاصة الرسائل السماوية الثلاث، كان هدفه إرجاع الإنسان إلى إنسانيته، غير أن هذا المشروع يصدم بالواقع الذي تحركه الأطماع والهيمنة والسيطرة والتحكم وفرض النموذج الواحد.

مهام الإسلاميات التطبيقية

      إن المهمات الأولية للإسلاميات التطبيقية لقد كانت هدفها خلق ظروف ملائمة لممارسة فكر إسلامي محرر من المحرمات العتيقة والميثولوجيات البالية، وأيضاً محرراً من الإيديولوجيات الناشئة حديثاً.

      فالأساليب التي عالجت المجتمعات الإسلامية المشاكل لقد حددت نوعين تعتبر حسب أركون؛ بأنها متعددة الاختصاصات الاهتمامات في بحث موضوعها، ولقد وضعت حولها المسائل والممارسات العلمية والاختبارات المرحلية، والأهداف النهائية ومن أهم مهامها هي: (التراث _ الحداثة).[14]

      فإن إحدى مهام الإسلاميات التطبيقية التفحص الدقيق للعلاقات المتبادلة؛ إذ نجد النقص للإسلاميات الكلاسيكية فهي تضغط على مصير الإسلام أكثر مما يؤثر هو على توجيهات القادة أو الموطنين، ذلك بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ حيث نجد البلدان العربية في هذه الحالة الراهنة بأنها تتميز بنقص في التمثل أو الدمج ما بين موقف ماضوي، فينبغي على الإسلاميات التطبيقية بأن تتأمل جيداً في هذه الحالة باستخدام كل الوسائل التفحص التاريخي والسوسيولوجي والاتنولوجي والألسني اللغوي والفلسفي؛ لأننا نجد همهم المطالبة بالأصالة العربية الإسلامية ومن تم الانفتاح على الحداثة المادية والتي هي منقطعة عن الحداثة الدستورية أو الثقافية.[15]

      حيث نجد الترابط بين الحداثة والتراث بما أن التراث الذي يدعوه العرب فهو الذي لا ينفك عن الوعي العربي الإسلامي وعن الحنين وادعائه حتى اليوم، والمدعو بالعصر التأسيسي أحياناً الزمن يكون ملء بالوحي وبالنماذج وبزمن السلف ثم تأتي الحداثة؛ إذا الروابط المقامة تعتمد على مفهوم الحداثة والتي يستند إليها عالم الإسلاميات، نجد التراث ينتسب إلى المنطق الجدلي ( الديالكتيكي)، وإلى التاريخ المنفتح على كل أشكال وإنجازات العلوم الأخرى، وعلى الألسنيات، وعلى النقد الابستمولوجي وخصوصاً الأتنولوجيا المتعلقة بقطاعات واسعة من المجتمعات الإسلامية.

      فإن الحالة الراهنة للإسلام من وجهة نظر المنهجية، فهي تكشف العلاقة المتبادلة ما بين المصير التاريخي للمجتمعات العربية والإسلامية نجد تقدم الحداثة في الغرب، لقد تجاهلت عملياً الإسلاميات الكلاسيكية العلاقات المتبادلة، فهي تعتبر أساسية جداً من أجل فهم وتأمل الحالة الراهنة للإسلام، فهي تكتفي بالدراسة الإيجابية لتاريخ الإسلام.

      إن كل تراث فكري مشكل سوف يصطحبه بالضرورة عنصر لا مفكر فيه ولا مستحيل التفكير فيه في فترة معينة، بالنسبة لسمة الخطاب أي خطاب كان؛ لذا نجد في هذه الحالة تنوع الأنظمة الدينية والفلسفية نفسرها بما يخص الفكر الإسلام.

حقيقة الاكتشافات المتدرجة للحداثة التي تجبر العرب والمسلمين بها

     1. إنه لا مفر، بادئ الأمر من إعادة تقويم المفهوم التاريخي لتولد الحداثة في المجال الإغريقي-السامي.

      2. إنه ليس اقل أهمية بعد ذلك من أن تخضع الحداثة المعاصرة_ في ضوء مكوناتها التكنولوجية والعقلية التي لا تنفصم _إلى تحليل نقدي على ضوء ما يسميه جورج بالانديير(انتربولوجيا الاحتجاج).[16]

 

الخاتمة

   

      من خلال ما استوضحه لنا أركون من انتقادات للإسلاميات الكلاسيكية أو الاستشراق، فهو يحذرنا من الوقوع في فخ النزعة الديماغوجية التي تبالغ في كرهه ومهاجمته والتي هي سائدة في العالم العربي والإسلامي كله، فالاستشراق ليس كله مساوئ بل الخدمات التي قدمها للتراث لا تقدر بثمن، ولكن له محدوديته المعرفية أو قل الابستمولوجية، يقول أركون لابد أن ننتقده لكي نعرف أخطاؤه ونواقصه وينبغي أن نحذر من ذلك التيار الشائع الذي يدعي محاربة الغزو الفكري للغرب والذي هو في الواقع يحارب العلم والفكر ويكرس الجهل في العالم العربي.

      يقول أركون إن الاستشراق الكلاسيكي؛ بأنه لا يكتفي بتطبيق المنهجية الفيلولوجية الموروثة عن القرن التاسع عشر، وانما يضيف اليها كل مناهج علوم الإنسان والمجتمع من أجل اضاءة التراث الإسلامي والظاهرة الدينية كلها بشكل لم يسبق له مثيل من قبل، فهو يطبق على تراثنا العريق عدة مناهج دفعة واحدة (كمنهجية علم الالسنيات الحديثة، وعلم النفس التاريخي، وعلم الاجتماع، وعلم اللاهوت المقارن) وإنه يطبق كل ذلك على دراسة التراث الإسلامي ونصوصه الكبرى.

      إن الإسلاميات التطبيقية تريد تصحيح الوضع واستدراك نواقص الاستشراق الكلاسيكي عن طريق اتخاذ القرارات المنهجية؛ بذلك يقدم أركون الإسلاميات التطبيقية كمقابل للإسلاميات الكلاسيكية التي يعتبرها مرادفاّ للاستشراق الذي يعني عنده خطاباً غربياً حول الإسلام، فإن واقع أركون كان يهدف إلى دراسة الإسلام ضمن منظورين متكاملين للإسلاميات التطبيقية، وهما:

      المنظور الأول: بأنه يدرس الإسلام كمثال من جملة أمثلة أخري على الظاهرة الدينية وليس كمثال وحيد، أو ككلية الدين، فندرس الإسلام ضمن منظور علم الأديان المقارنة، وهذا يؤدي إلى تحرير كبير للفكر الإسلامي الذي كان منغلقاً طيلة العصور الوسطي وحتى اليوم على نفسه.

      المنظور الثاني: فهو يدرس الإسلام ضمن منظور الانتربولوجيا الدينية، بمعني أنه يريد أن يتوصل إلى فهم الظاهرة الدينية كلها من خلال دراسة تراث واحد، ولكن بعد مقارنته بالتراثيات الأخرى؛ لكي يتوصل إلي القاسم المشترك الأعظم فيما بينها.

      الرأي الراجح: يرجح الباحث رأي أركون في الإسلاميات التطبيقية لما يحدثه في الواقع؛ لأن العصردائماً في تجديد وتغيير من عصر إلى عصر، ولأننا نستفيد من هذا التجديد في الحياة السياسية والاجتماعية؛ لأن الكتب الفقهية وما قاله الفقهاء قد لا تتحدث عن الواقع المعاصر، أو المستجدات النوازل المعاصرة؛ بذلك لا بد من الخروج إلى الحداثة لأن العصر تغير.

      وبما أن الوحي الديني والنصوص الدينية تعتبر هي الأساسية وهناك فرعية، وهي اجتهادات العلماء وتطلعهم إلى الواقع أو العصر الحديث، بالرغم قد لا يوجد حديث؛ لأنه قد تكون هذه المسألة مستجدة لا توجد فيها حديث، بذلك لا بد من استخدام العقل والفكر لكي تتطابق وتتماشى هذه المسألة في الحياة الإنسانية والاجتماعية؛ أي استخدام علمنة المجتمع في الإيربولوجية الدينية بشرط عدم التفريق بين الإسلام والغرب، والدمج بين الإسلام والمجتمع، من أجل تقدم الإنسان، وبأن يتماشى هذا الدمج من تعاليم الدين الإسلامي ولا يخرج منه، بل نستفاد من هذا الدمج في التطور العلمي والنهوض السياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ إذاً الإسلام عند أركون بأنه لا يقبل التجريد، لأنه يقول بأنها تحجب الحقائق.



[1] - كتاب إدراك: قراءات في فكر محمد أركون، elhadadh@gmail.com

[2] - محمد أركون: تحديث العقل الإسلامي بين نقد التأصيل ونقد الاستشراق: ص202.

[3] - الفكر الإسلامي، قراءة علمية، ترجمة هاشم صالح، مركز الإنماء القومي، والمركز الثقافي العربي، بيروت لبنان، ط -2، 1996م، ص143، الفكر الاسلامي قراءة علمية: ص144،164.

[4] - ميشيل فوكو في الفكر العربي المعاصر: ص66-67، نماذج من أشكال الخطاب حول الحداثة في السياق العربي الإسلامي: الغد، العدد الأول، آيار / مايو 2003م.

[5] - تاريخية الفكر العربي الإسلامي: ص51.

[6] - نفس المرجع السابق: ص52، الإسلاميات التطبيقية وتحليل الخطاب الديني: ص5.

[7] - نفس المرجع السابق: ص52-53.

[8] - الإسلاميات التطبيقية وتحليل الخطاب الديني: ص6.

[9] - عبد الخالق، غسان إسماعيل، (محمد اركون والاستشراق في مآله الأمريكي)، مجلة أوراق فلسفية، العدد9-ص76، أزمة المنهج في فهم الثراث ضمن شروط الوعي المعاصر: ص10.

[10] - كحيل مصطفى: الألسنة والتأويل في فكر محمد أركون: ص33، الاسلاميات التطبيقية في فكر محمد أركون: ص66.

[11] - محمد اركون: تاريخية الفكر العربي الإسلامي، ترجمة هاشم صالح، ص259.

[12] - تاريخية الفكر العربي الإسلامي (محمد أركون): ص55-58.

[13] - نقد العقل الإسلامي عند -محمد أركون-عماد الحسناوي (الحوار المتمدن) العدد: 6140، 2019م، نماذج من أشكال الخطاب حول الحداثة في السياق العربي الإسلامي: الغد، العدد الأول، آيار / مايو 2003م.

 

[14] - نماذج من أشكال الخطاب حول الحداثة في السياق العربي الإسلامي: الغد، العدد الأول، آيار / مايو 2003م.

[15] - محمد أركون: (حول الأثنروبولوجيا الدينية – نحو اسلاميات تطبيقية)، ص27.

[16] - أركون محمد: الحداثة في المجتمع العربي القيم بالفكر: ص37.


المصادر والمراجع

     البدادي، عبد اللطيف الإسلاميات التطبيقية وتحليل الخطاب الديني: حفريات تأويلية في آليات تحليل الخطاب الديني عند محمد أركون، الناشر: مؤسسة (مؤمنون بلا حدود) للدراسات والأبحاث.

      الحسناوي عماد: نقد العقل الإسلامي عند -محمد أركون (الحوار المتمدن) العدد: 6140، 2019م.

      الزواوي بغورة: ميشيل فوكو في الفكر العربي المعاصر، ط1-2001م.

      أركون، محمد: تاريخية الفكر العربي الإسلامي، قراءة علمية، ترجمة هاشم صالح، مركز الإنماء القومي، والمركز الثقافي العربي، بيروت لبنان، ط -2، 1996م.

      أركون، محمد: الفكر الإسلامي، قراءة علمية، ترجمة هاشم صالح، والمركز الثقافي العربي، بيروت لبنان، ط -2، 1996م.

      أركون، محمد: الحداثة في المجتمع العربي القيم بالفكر، الناشر: الفن، بدايات، دمشق –سوريا – ط2، 2008م.

      أركون، محمد: (حول الأثنروبولوجيا الدينية – نحو اسلاميات تطبيقية)، مقال منشور بمجلة الفكر العربي المعاصر، العدد 6/7، 1980م.

      بن عبد الجليل، جمال الدين: نماذج من أشكال الخطاب حول الحداثة في السياق العربي الإسلامي، مجلة الغد: العدد الأول، آيار/ مايو2003م.

      طواهري، ميلود: أركون محمد: تحديث العقل الإسلامي بين نقد التأصيل ونقد الاستشراق، جامعة تلمسان، العدد 6.

      عبد الخالق، غسان إسماعيل، (محمد اركون والاستشراق في مآله الأمريكي)، أزمة المنهج في فهم التراث ضمن شروط الوعي المعاصر، مجلة أوراق فلسفية، العدد9.

      كتاب إدراك: قراءات في فكر محمد أركون، elhadadh@gmail.com

      كحيل مصطفى: الألسنة والتأويل في فكر محمد أركون، منشورات الاختلاف، دار الأمان، الجزائر، المغرب، ط1-2011م.

      محمد، شاشم: الاسلاميات التطبيقية في فكر محمد أركون، مذكرة تخرج لنيل درجة الماجستير، الدفعة 2013م.



عن الكاتب

الناشر

التعليقات


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات