التأويل الصوفي : محيي الدين ابن عربي أنموذجا
الحمد لله رب العالمين أحمدك اللهم حمدا لا تغير له ولا زوال، وأشكرك يا رب شكرا لا تحول له ولا انفصال، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، خير بني آدم وخير الخلق أجمعين، أما بعد :
فقد نشأ التأويل في الفكر العربي الإسلامي لغاية تتعلق بالنص القرآني، هي الغاية التي حاولت في كل آن أن تحقق التقارب بين النقل والعقل.
والخطاب الصوفي عامة وابن عربي خاصة لم يكنا بمعزل عن هذه الحركة التأويلية، فقد تناول - ابن عربي - التأويل بالدراسة من خلال نظرية بعيدة عن النقل والعقل، نظرية تؤمن بأن للمعرفة سبيل آخر، وهو القلب يصبح عنده الذوق الطاقة البديلة تمر النفس خلالها بعدة مقامات تتخطى فيه الظاهر والباطن وتتوحد الأنا بالذات العليا.
فقضية التأويل في الخطاب الصوفي تتخذ أبعادا معرفية ولغوية ووجودية، ولعل هذا ما يجعلها شديدة التعقيد.
وسر قوة الفكر الصوفي يكمن في رمزيته وفي مجالات التأويل الرحبة التي فتحها على العقل، وعلى القلب الإنساني، ومكنها من الغوص في غياهب المطلق لأجل الترقي نحو نور الكمال، ثم مجال تأويل رمزيته في حد ذاتها، مما يتيح لكل صاحب خيال أن يقرأ الفكر الأكبري من الزاوية التي يشعر بحسن التعمق فيها، إذ اللغة الصوفية لغة رمزية مجازية ذات دلالات كثيرة قابلة لأكثر من تأويل تتميز بالتخيل والتمثيل والتشبيه.
إشكالية البحث :
لا نبالغ إذ قلنا أن الشيخ الأكبر ابن عربي ـ رحمه الله ـ من كبار أئمة عصره علمًا وفقهًا وتصوفًا وتأليفًا على تعدد أغراض ومجالات العلم عامة والتأويل الصوفي خاصة. فمن هو الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي ؟ وما هو منهجه في التأويل ؟
أهداف البحث :
تهدف هذه الدراسة إلى :
التعرف على علم من أعلام الفكر الصوفي وهو محيي الدين ابن عربي.
معرفة التأويل والمصطلحات الصوفية التي تم توظيفها في مجال التأويل.
خطة البحث : اقتضت طبيعة الموضوع تقسيمه إلى مبحثين وخاتمة
المبحث الأول : محيي الدين ابن عربي وفكره
المطلب الأول : نبذة عن حياة ابن عربي
المطلب الثاني : فكر محيي الدين ابن عربي
المبحث الثاني : التأويل عند ابن عربي
المطلب الأول : مفهوم التأويل وضوابطه عند ابن عربي
أولا : مفهوم التأويل عند ابن عربي
ثانيا : ضوابط التأويل عند ابن عربي
المطلب الثاني : مصطلحات التأويل الصوفي عند ابن عربي
أولا : الكشف
ثانيا : الإشارة
ثالثا : الوجود
خاتمة
منهج البحث :
المنهج الاستقرائي، ويتم استخدامه في تتبع جزئيات الموضوع.
المنهج التحليلي، ويتوسل بهذا المنهج إلى تجزئة وتحليل مواضع البحث، وإعادة تركيبها مع شرح وتفسير مسائله.
المنهج الاستنباطي، ويتم توظيفه في الكشف عن المصطلحات الصوفية في التأويل عند محيي الدين ابن عربي.
تعليق