بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[cards]

جاري التحميل ...

تعليق

تقرير: السرديات المغربية: التأسيس والامتداد

   نظم فريق اللسانيات والإنسانيات بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية، محاضرة علمية تحت عنوان: "السرديات المغربية: التأسيس والامتداد " قدمها  الدكتور سعيد أوعبو خلال بث مباشر عبر منصة يوتيوب بتاريخ 14 يوليوز 2025.

استُهل اللقاء بكلمة ترحيبية من مسير اللقاء الأستاذ عبد الرحمن شريف علوي مدير الفريق ، أعرب فيها عن امتنانه لقبول الدكتور أوعبو دعوة المشاركة، ثم قدم نبذة موجزة عن سيرة المحاضر، مشيرًا إلى أبرز إسهاماته الأكاديمية ومؤلفاته والجوائز التي حصل عليها..

وعبر الدكتور سعيد أوعبو بدوره عن شكره للفريق المنظم، ولمسير اللقاء، ولجمهور المتابعين، مؤكدًا أن هذه المحاضرة تأتي استكمالًا لما تم طرحه في ندوة سابقة، وتسعى إلى إضاءة أفق جديدة في فهم السرديات المغربية. 

توبع اللقاء بكلمة شكر من لدن المحاضر موجهة بالأساس إلى مسير اللقاء وباقي أعضاء الفريق  والمتتبعين الكرام.

أشار الدكتور في بداية اللقاء إلى  أن محاولة بسط السرديات المغربية هو في حد ذاته سؤال إشكالي مذكرا ببعض النقاط التي أشار إليها في اللقاء السابق والمتمثلة في الإرهاصات والروافد التي ساهمت في بلورة  هذا العلم لاسيما عند الغرب وخصوصا عند رواد المدرسة الفرنسية،  وكيف تطورت الممارسة السردية المبنية على المنظور العلمي  فضلا عن الحقبة الزمنية المرتبطة بالسرديات  منذ بداية الستينيات. 

حاول في محاضرته تقسيم ورقته أو توزيعها إلى مراحل ثلاث وهي:

مرحلة  السرديات  الصيغية البنيوية

 مرحلة مابعد السرديات البنيوية 

مرحلة  السرديات المغايرة

فبالنسبة للسرديات التي ترتبط بالصيغية يرى الدكتور أن هذه المرحلة ترتكز أساسا على مفهوم الخطاب وطريقة تقديم المادة  أو تقديم النص أو تقديم الحكاية،  وتركز على مجموعة من المفاهيم المجردة.  وأشار في هذا الصدد إلى الاشتغال الذي أقدم عليه  سعيد يقطين  والذي ارتهن فيه  عمله على التأسيس للسرديات الصيغية التي تهتم أساسا بالويطقة في تطوراتها وتحولاتها لاسيما حين يتعلق الأمر ببويطقة الخطاب أو بويطقة النص أو بالسبيرنطيقة التي تهتم بالنص  المترابط. حيث حاول سعيد يقطين في هذا الباب  أن يقدم نموذجا للسرديات التطبيقية خصوصا أنه يشتغل على مجموعة من العناصر التي تهتم بالمادة الإبداعية ويتعلق الأمر بعنصر الخطاب و عنصر القصة وعنصر النص . 

انتقل بعدها المحاضر إلى الحديث عن المعايير التي ينبغي استحضارها أثناء الاشتغال على العمل  الأدبي ومن هذه المعايير هناك ما يرتبط بالترتيب المدة والتواتر.  والناقد هنا مطالب  بضبط هذه الآليات والمعايير. مشيرا إلى أن السرديات  بصفة عامة جاءت  لتواجه  المعطيات الاعتباطية وذلك  بالعمل على محاكاة المدارس التي تركز على تأصيل العلم.   

يرى الدكتورأوعبو أن  البدايات الأولى  للسرديات في المغرب تبلورت في التمانينات،  حيث تبين وجود أعمال  لمجموعة من النقاد المغاربة كمحمد الداهي وحسن البحراوي ووسعيد بنكراد الذي أسس للسرديات التي تقوم على الصورة الاشهارية أو السيميوطيقة.

 

ويرى أوعبو أن انتقال الممارسة المغربية من الانطباعية إلى العلمية شكلت منعطفا هاما في تاريخ الابستمولوجية المرتبطة بالنقد الأدبي  داخل المغرب.    حيث في التمانينات بدأنا نتلمس أن هناك نقاد تشربوا من معين العلمية وهذا الانتقال لم يكن اعتباطيا وإنما تم بطريقة واعية منهجية تعتمد  على تصور بنيوي على مستوى الاشتغال،  ولنا خير مثال طريقة اشتغال  الدكتور سعيد يقطين الذي قدم في هذا الصدد مشروعا  هاما في هذا الإطار.  وهناك بعض الاجتهادات الأخرى تنحو منحى مغاير كمحمد الداهي الذي حاول أن يطور السرديات التي جاءت مع مدرسة باريس الفرنسية . ويوصف هذا الجيل بكونه المؤسس الفعلي الذي قعد للمدرسة العلمية.  لكن سرعان ما تم الانتقال إلى ما يعرف حاليا بالسرديات المغايرة فهي جاءت مغايرة للسرديات التأسيسية،  لأنها  كانت تراهن على النظرية الأحادية وعلى الطباقية، وتراهن كذلك  على المقولات  وعلى معطى الأدب،  وكيف نكتب أدبا مؤسساتيا خاضعا لمعايير معينة لا يمكن أن نتجاوزها والتي يمكن أن نحكم من خلالها على أدبية النص. 

فالسرديات المغايرة تنتقل من الأدب إلى الثقافة،  ومن النظرية العلمية إلى العلوم الإنسانية ومن الأحادية إلى التعدد  ومن الطباقية إلى عنصر الاختلاف. وحينما جاءت هذه السرديات المغايرة تبنت مفهوما جديدا حيث صار لزاما التفكير في معطى الوجود والمعطى الإنساني. 

فالجديد الذي جاءت به هذه النظريات هو الانطلاق من النص،  ولكن بالاعتماد على نظريات الحقل: أي حينما يفتح الناقد أفقه الواسع من أجل محاولة تحليل النص الأدبي ولكن بتعدد الروافد مثل التخييل التاريخي الهوية السردية علاقة المركز بالهامش القاهر والمقهور فضلا عن سرديات ما بعد الربيع العربي التي تشتغل على الشتات ولكن بالاستناد إلى مجموعة من النظريات التي تفتح أفقها على العلوم الإنسانية. 

ويستعرض سعيد أوعبو بعض الأسماء التي حاولت فتح أبواب جديدة لدراسة الأدب من زوايا مختلفة،  فمنهم من يهتم بالتخييل الثقافي مثل سعيد أوفلا،  وهناك من يهتم بالتأويل الثقافي،  وآخرون يهتمون بعنصر الهوية وعنصر الذاكرة مثل محمد الساوري،  وسردية الأحلام مع إبراهيم أزوغ وغيرهم... 

 يؤكد المحاضر على أن الهدف الأساسي الذي تسعى إليه السرديات هو إعادة الاعتبار للجانب الإنساني. ليخلص في الختام إلى أن   السرديات المغربية هي تجربة لها أصولها ولها امتداداتها،   لها منافعها ولها روافدها،  لها جيل مؤسس يدعونا إلى النظر إلى الأدب بطريقة مغايرة  ومن هؤلاء هناك أحمد اليبوري ومحمد مفتاح . وجاء جيل بعده على رأسهم سعيد يقطين،  شعيب حليفي،  محمد الداهي  وحسن البحراوي.  ثم بعد ذلك جاء جيل آخر منهم الخدراوي، محمد الساوري... هذه الجهود كلها أتت لتعبيد الاعتبار للجانب الإنساني وتجيب عن سؤال ما جدوى الأدب؟ بغاية جعل النص الأدبي متاحا لدى القارئ من جهة،  وتخليصه من براثن القهرية والمركزية والاضطهاد وخلق عالم يسع الجميع من جهة أخرى. 

اختتم اللقاء بكلمة شكر من الأستاذ شريف علوي، موجهة إلى الدكتور أوعبو  وعبره إلى جميع النقاد الذين أغنوا حقل السرديات، خاصة الدكتور سعيد يقطين الذي سبق أن حل ضيفًا على الفريق. بعد ذلك، تمت قراءة أسئلة الجمهور التي تفاعل معها الدكتور أوعبو بتفصيل وعمق.

   وجدد الأستاذ عبد الرحمن شريف علوي شكره وامتنانه للدكتور سعيد أوعبو على استجابته الكريمة للدعوة، وتفضّله بإثراء الندوة بمداخلته العلمية القيمة. 




عن الكاتب

بيت اللسانيات | Bitlisaniyat

التعليقات


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات