بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[cards]

جاري التحميل ...

كيف نتعامل مع النظريات اللسانية التداولية الحديثة ؟ أفعال الكلام مثالا

 كيف نتعامل مع النظريات اللسانية التداولية الحديثة ؟ أفعال الكلام مثالا 

 أ.د خالد ميلاد




ملخص

تناولت محاضرة الدكتور خالد ميلاد موضوع النظريات اللسانية التداولية الحديثة، مع التركيز على مفهوم أفعال الكلام في اللسانيات التداولية. قام الدكتور ميلاد بتحليل ثلاثة اتجاهات رئيسية في التعامل مع هذه النظريات: التمسك بالتراث ورفض النظريات الحديثة، الانبهار بالحداثة وإهمال التراث، والتوفيق بين التراث والحداثة. شدد على أن الجمع بين التراث النحوي والبلاغي العربي والنظريات الحديثة هو المنهج الأكثر فاعلية. ومن أبرز الإشكاليات التي طرحها المحاضر، تلك التي تتعلق بترجمة المصطلحات الغربية إلى اللغة العربية، إذ إن عدم الدقة في الترجمة قد يؤدي إلى فهم مغلوط لمفهوم أفعال الكلام ولبعض النظريات الحديثة بشكل عام.



مقدمة 

في عصر تتسارع فيه النظريات اللسانية الحديثة، وتتنوع فيه المناهج البحثية، ظهرت الحاجة الماسة إلى فهم كيفية تطبيق هذه النظريات على اللغات المختلفة، وخاصة اللغة العربية. وفي هذا السياق، نظمت أكاديمية بيت اللسانيات الدولية محاضرة للدكتور خالد ميلاد بعنوان "كيف نتعامل مع النظريات اللسانية التداولية الحديثة؟ أفعال الكلام مثالًا". وتناول فيها كيفية التعامل مع النظريات اللسانية الحديثة في ضوء التراث النحوي والبلاغي العربي. وقد ركز الدكتور ميلاد على موضوع أفعال الكلام كمدخل لفهم التداولية، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق التوازن بين التقليد والحداثة في الدراسات اللسانية العربية.


عرض 

بدأ الدكتور ميلاد محاضرته بالتأكيد على أهمية الربط بين التراث النحوي العربي والنظريات اللسانية الحديثة، مشيرًا إلى أن دراسة أفعال الكلام تُعد مدخلًا أساسيًا لفهم التداولية، وهي مجال يتعامل مع كيفية استخدام اللغة لتحقيق أهداف تواصلية مثل التعهد، الطلب، الوعد، والنفي.


ركز الدكتور ميلاد على تقديم ثلاثة اتجاهات رئيسية في التعامل مع النظريات اللسانية الحديثة:


1. التمسك بالتراث ورفض الحديث

   هذا الاتجاه يعتمد على الرأي القائل بأن التراث اللغوي العربي يحتوي على جميع المعارف والعلوم الضرورية لفهم اللغة. وهذا الرأي قد يقود إلى حالة من الجمود العلمي في حال تم الاستغناء عن استخدام الأدوات الحديثة التي توفرها الدراسات اللسانية المعاصرة. يرى هذا الاتجاه أن اللغة العربية في التراث قد تم تحليلها واستخلاص قوانينها من خلال الممارسات البلاغية والنحوية التي تؤطرها منظومات فكرية متكاملة، إلا أن إغلاق الباب أمام التجديد قد يحد من القدرة على توظيف الأساليب الحديثة في الدراسات اللسانية.


2. الانبهار بالحداثة وإهمال التراث

   الاتجاه الآخر الذي تحدث عنه الدكتور ميلاد هو الانبهار بالمناهج اللسانية الحديثة وإسقاطها على اللغة العربية دون التمعن في خصوصياتها الثقافية والنحوية. هذا التوجه يُعرض الباحثين لخطر إسقاط مصطلحات ومفاهيم من لغات أخرى (مثل الإنجليزية أو الفرنسية) دون مراعاة السياق اللغوي والثقافي العربي. يؤدي هذا إلى توجيه مفاهيم قد تكون بعيدة عن واقع اللغة العربية، ما ينتج عنه تفسيرات قد تكون غير دقيقة أو غير قابلة للتطبيق في إطار اللغة العربية.


3. التوفيق بين التراث والحداثة

   الاتجاه الذي يدعو إليه الدكتور ميلاد هو التوفيق بين التراث والحداثة، حيث يتم تحليل التراث العربي باستخدام الأدوات اللسانية الحديثة دون إغفال الخلفية الثقافية والاجتماعية التي تمثل جزءًا أساسيًا من بناء الفكر العربي. هذا المنهج يشمل استثمار المعارف القديمة في إطار النظريات اللسانية الحديثة التي توفر أدوات جديدة لتحليل أفعال الكلام. يُعد هذا الاتجاه الأكثر توازنًا لأنه يحقق استفادة مزدوجة: الاستفادة من التراث الغني في اللغة العربية، وفي الوقت ذاته، توظيف الأدوات اللسانية الحديثة في تحليل هذا التراث.


مفهوم أفعال الكلام 

أشار الدكتور ميلاد إلى أهمية أفعال الكلام كمفهوم أساسي في نظرية التداولية. أفعال الكلام هي الأفعال التي لا تقتصر على مجرد إنتاج جمل لغوية، بل تتعداها لتأدية وظائف تواصلية محددة. على سبيل المثال، "الوعيد" أو "التعهد" ليس مجرد صياغة لغوية، بل هو فعل مقصود يهدف إلى التأثير في المواقف الاجتماعية. وتُعد أفعال الكلام نقطة محورية لفهم كيفية استخدام اللغة لتحقيق الأهداف التواصلية. وفي السياق العربي، يشير الدكتور ميلاد إلى ضرورة فحص كيفية استخدام أفعال الكلام في النصوص الأدبية والبلاغية القديمة، حيث يُظهر التراث العربي قوة هذا المفهوم في الشعر والخطب الدينية والأدبية.


خاتمة 

اختتم الدكتور خالد ميلاد محاضرته بالتأكيد على أهمية جمع المناهج اللسانية الحديثة مع التراث العربي. شدد على أن اللغة العربية غنية بتراثها اللساني الذي يجب أن يُفحص ويُحلل باستخدام أدوات لسانية حديثة، مع مراعاة الفروق الثقافية واللغوية. كما أكد على ضرورة أن يكون لدى الباحثين الوعي الكامل بتحديات ترجمة المصطلحات الغربية إلى العربية، مشيرًا إلى أن أي خلل في الترجمة قد يؤدي إلى إساءة فهم المفاهيم الأساسية مثل أفعال الكلام.


توصيات 

1. تطوير منهجيات جديدة لدمج التراث والحداثة: من المهم أن يعمل الباحثون على تطوير منهجيات جديدة تدمج بين التحليل اللغوي للتراث العربي واستخدام الأدوات اللسانية الحديثة، بما يسهم في تطوير الدراسات اللسانية وتوسيع نطاق البحث.

  

2. التأكد من دقة ترجمة المصطلحات الغربية: يجب توخي الدقة في ترجمة المصطلحات اللسانية الغربية إلى اللغة العربية، مع مراعاة الفروق الثقافية واللغوية، لتجنب تفسير غير دقيق للنظريات اللسانية.

  

3. التركيز على التداولية في السياق العربي: ضرورة دراسة أفعال الكلام في السياق العربي، وفحص كيفية استخدامها في الأدب والخطاب العربي القديم، بحيث يمكن فهم كيف استخدم العرب اللغة لتحقيق أهداف تواصلية.


4. الاهتمام بالتطوير المستمر للبحث اللساني: من الضروري دعم البرامج البحثية التي تركز على تحديث الدراسات اللسانية العربية، بحيث يساهم الباحثون في جعلها أكثر دقة وفعالية في تفسير الواقع اللغوي المعاصر.

عن الكاتب

الناشر

التعليقات

تعليق


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات

2025