الصوت بين الموسيقى واللسان
تقرير: حمد بن محمد الشبيبي
في مساء الأحد السادس عشر من فبراير 2025م نظمت أكاديمية بيت اللسانيات الدولية (تركيا) ممثلة في فريق باحثون محاضرة بعنوان "الصوت بين الموسيقى واللسان" قدمها د. محمد مهدي الصّيفي بإدارة د. فاتحة تمزارتي، وبقلم أ. حمد بن محمد الشبيبي.
بدأت إدارة اللقاء بالترحيب بالضيف الفاضل، والشكر لبيت اللسانيات الدولية وخاصة مسؤول الأكاديمية د. مروان السكران، ونائبته د. صافية كساس، وجميع القائمين على الأكاديمية، والشكر لفريق باحثون، والجمهور الكريم، فذكرت د. فاتحة نبذه مختصر عن الضيف، والإشارة إلى تخصصه الدقيق "علوم موسيقية وتصميم الأصوات"، بعده أعطتْ الكلمة للضيف الذي بدأ بالحمد والثناء، وقدّم كلمات الشكر والتقدير لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية، والقائمين عليها، وفريق باحثون.
أفرد المحاضر حديثه عن عالم الأصوات في مجالين قريبين وبعيدين في ذات الوقت، وهما:
1ـ مجال العلوم الموسيقية.
2ـ مجال اللسانيات.
قسّم د. محمد مهدي الصيفي محاضرته إلى محاور ثلاثة رئيسة، وهي:
المحور الأول: خصائص الصوت في اللغة والموسيقى.
أـ خصائص الصوت
ب ـ الصوت في اللغة
ج ـ الصوت في الموسيقى
المحور الثاني: التواصل اللساني والتواصل بالموسيقى
أ ـ تباعد نسبي
ب ـ عمليات علو مستوى الدماغ
ج ـ تقارب وتداخل
المحور الثالث: اللسان والموسيقى في العمل الواحد.
أ ـ الشّعر الغنائي
ب ـ الترانيم الدينية
ج ـ الأغنية الشعبية
وفي المحور الأول: خصائص الصوت في اللغة والموسيقى ركّز المحاضر على الجوانب الصوتية الفزيائية خصائص الصوت الفزيائية، وبيان دقة الأذن (حاسة السمع) التي تتصدر البصر، ودورها في تحليل الصّوت المسموع على مستوى الدماغ، ومن الناحية الفزيائية الصوت عبارة عن ترددات (ذبذبات)، واهتزازات ميكانيكية، وبيّن علاقة التردد مع الزمن.
وظّف المحاضر الرسم البياني التفصيلي لتوضيح موجات الصوت الموسيقي، فمنها الصافي وأخرى الضجيج، ولخص المحاضر الكثير من الأشياء الخاص بالصوت بعرض مقولة الشيخ الرئيس ابن سينا في قانون الطب "الصوت فاعله العضل التي في الحنجرة بتقدير الفتح، وبدفع الهواء المخرج وقرعة"
يتجسد الصوت في اللغة في الحروف والمقاطع، وفي ظواهر أخرى (النبر ـ التنغيم ـ تفخيم/ترقيق..)، والأصوات الموسيقية يمكن اعتبارها مثابة حروف، وحقول المقاطع، والنبر، وهي أصوات نغمية وأخرى غير نغمية، وهي أصوات مركبة، وما يميّز المحاضرة عرض مجموعة من الأدوات الموسيقية؛ لتوظيف الصوت الموسيقي والمقارنة بينهما بطريقة شيقة جاذبة وتوضيح استعمال الأداة بحسب الصوت المطلوب، وبيّن المحاضر العلاقات الموسيقية وقراءتها، والنبر بترجمة الزمن الموسيقي، والمقارنة بين الزمن الأول والأزمنة الأخرى...
انتقل المحاضر بعد ذلك إلى المحور الثاني: التواصل اللساني والتواصل بالموسيقى حيث قارن بينهما في عدة مجالات منها الهدف الرئيس في الموسيقى نقل مشاعر، وتجارب، وأفكار، وأما التواصل اللساني نقل معنى محدد، ومن حيث الهيكل نجد في الموسيقى هيكل إيقاعي ونغمة مرن وقواعد شبه ثابته، وأمّا اللسان نجد قواعد نحويّه ودلالية صارمة، وفي السّياق الثقافي نجد في الموسيقى عابرة للثقافة واللسان نجد هويّة محددة.
يخلص المحاضر إلى موجود تقارب وتباعد بين التواصل اللساني والتواصل بالموسيقى في نقاط معينه فعزز ذلك بعرض صورة للدماغ توضح التقارب والتباعد، ويوجد بينهما كذلك تقارب وتداخل.
تعبر المجتمعات باللسان في التواصل والتخاطب، وكذلك في المقابل وجود مجتمعات تعبر بالموسيقى للعبير عن أشياء متعارف عليه بين أفراد المجتمع.
وهنا ينتقل المحاضر إلى المحور الثالث: اللسان والموسيقى في العمل الواحد حيث يتلاحم اللسان مع الموسيقى ويتمثل ذلك في
ـ الشعر الغنائي لكلمات مقرونه إلى نغمات محددة وفق إيقاع مرتبط بمقاطع الكلمات... مقام موسيقي مناسب.
ــ النص الديني تتمثل ألحان بسيطة وقوية، وتكرار للجملة اللحنية لإضفاء التركيز الروحي، وكذلك مقامات تخدم مقاصد النص، وأداء صوتي بترنم وتقنيات الترديد والترعيد.
الأغنية الشعبية تمتاز ب جمل لحنية بسيطة، ومقامات متنوعة، وإيقاعات مرتبطة بالحدث...
وختم المحاضر محاضرته بقوله الموسيقى واللسان تشتركان في كونها أنظمة صوتية تحمل المعاني والأفكار والأحاسيس، وكلاهما له تأثير على التواصل وإخراجه إلى العالم؛ لأن الصوت جسر بين العقل والروح، فالصوت يمكن أين يجمع اللغة والموسيقى ليشكلا نظاما متكاملا لفهم وتاريخه، والتداخل بينهما ليس فنا فحسب، بل هو بيولوجي وانثروبولوجي ارتباط بتطور الثقافات نحو تكاملي بين اللسان والموسيقى، والموسيقى واللسان وجهان لعمله واحدة تشيران التجربة الإنسانية، فالموسيقى لغة وعلم وفن في ذات الوقت.
تعليق