بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[cards]

جاري التحميل ...

تعليق

تقرير: اللغة والأجناس الأدبية

 اللغة والأجناس الأدبية

تقرير: ذ. عبد العالي فجادي



احتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة، نظم فريق اللسانيات والإنسانيات التابع لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية (تركيا) بتعاون مع "منصة فيجن" و "منصة دوراتي" يوم السبت 10 جمادى الثانية 1445ه الموافق لـ  23 دجنبر 2023م على الساعة الخامسة مساء  -عبر تقنية التحاضر عن بعد- محاضرة علمية في موضوع: "اللغة والأجناس الأدبية" قدمها الأستاذ والكاتب الروائي المغربي "مصطفى لغتيري"، وقد أدارت المحاضرة العلمية الأستاذة سناء غانمي.

استُهلت المحاضرة بكلمة ترحيبية من مسيرة المحاضرة العلمية، كلمة ضمنتها تعريفا موجزا بالكاتب مصطفى لغتيري، وكذا تقديم بعض أشهر أعماله الأدبية علاوة على ذكر بعض الجوائز التي حصلها. لتنقل بعدها الكلمة للأستاذ المحاضر الذي شكر بدوره فريق اللسانيات والإنسانيات بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية (تركيا)، ونوه بالمجهودات المبذولة من طرف هذا الفريق. ثم شرع بعدها في تقديم محاضرته الموسومة بـ "اللغة والأجناس الأدبية" والتي افتتحها ببيان أهمية اللغة في حياة البشر وإبراز أهم الوظائف التي باتت تضطلع بها، ولأهميتها -قال الكاتب- تناولتها  مجموعة من العلوم كاللسانيات والصوتيات وعلم الصواتة والمورفولوجيا بزعامة مجموعة من الأعلام. كما فصل القول في بعض الوظائف التي انزاحت إليها اللغة بمكر إبداعي علاوة على الوظيفة التواصلية الأساسية لها، وظائف جديدة برزت معها فنون أدبية مختلفة من قبيل المناجاة، الأسطورة، الشعر، لتتطور فيما بعد تدريجيا لتصبح ما يصطلح عليه حاليا بـ "الأجناس الأدبية"، مشيرا في الآن نفسه إلى تعدد هذه الأجناس بتعدد النظريات التي تناولتها بالدراسة والتحليل، هذا وقد وقف عند الأسباب الرئيسية التي كانت وراء انبثاق هذه الأجناس الأدبية؛ من قبيل الرواية في العصر الحديث التي ارتبط ظهورها بظهور البورجوازية، وفن المقامة في العصر القديم الذي ظهر بظهور فئة من الأفاقين والمخادعين في المجتمع العباسي حينئذ.

هذا وقد عرج الأستاذ المحاضر على مميزات كل جنس أدبي من الأجناس الأدبية إنْ على مستوى الخصائص أو اللغة، مركزا حديثه على جنس النثر ولاسيما الرواية والقصة والقصة القصيرة جدا، منبها كُتاب هذه الأجناس إلى عدم الاهتمام بتنميق اللغة وإغفال الخصائص التي  تجعل من هذه الأعمال الأدبية أدبية، وحتى لا تتحول أعمالهم إلى مجرد فقاعات تعبيرية وتوليدات لغوية جوفاء كما حصل مع مجموعة من المبدعين. مؤكدا في الوقت نفسه أن جنس القصة القصيرة جدا أشد اهتماما باللغة من الرواية والقصة، وذلك لصغر حجمها الذي يفرض على كاتبها تكثيف ما يرغب بقوله في حيز ضيق مستعينا في ذلك بما يتيحه علم البلاغة من دقة في الوصف وجمالية في التعبير، ويتيح له إمكانية قول معانٍ كثيرة بألفاظ قليلة، هذا مع أخذ الحيطة والحذر من مغبة الخلط بين لغة القصة القصيرة ولغة الخاطرة والشعر من طرف الكاتب إذ لكل جنس لغته الخاصة حسب رأي المحاضر.

ثم انتقل بعدها إلى الحديث عن جنس الشعر سواء القديم أو الحديث وكيفية توظيفه للغة، كما قام بعقد مقارنة بين كل منهما على مستوى توظيف المعجم والتركيب اللغوي وتأثير ذلك في بناء المعنى.

وفي الأخير خلص الأستاذ في نهاية محاضرته إلى التأكيد على أن اللغة نسق من العلامات والإشارات يتطور بتطور حياة الإنسان وتعقدها، وأن توظيفها في الأجناس الأدبية هو انزياح عن وظيفتها الأساسية المتمثلة في التواصل، وأن كل جنس أدبي يجتهد قدر الإمكان لإيجاد لغته الخاصة التي تلائم ماهيته ووظائفه والإشكالات الفنية والدلالية لتي يحاول التعبير عنها.

لتُختتم المحاضرة العلمية بفتح باب النقاش مع المتابعين الذين أغنوا هذه المحاضرة بتدخلاتهم وتساؤلاتهم التي أجاب عنها الأستاذ"مصطفى لغتيري" بشكل مستفيض.


تسجيل البث المباشر



عن الكاتب

بيت اللسانيات | Bitlisaniyat

التعليقات


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات