"الكناية؛ خطاب عقلي، أم خطاب تصويري خيالي"
تقرير: يونس بوحمدي
نظم الفريق اللسانيات والإنسانيات التابع لأكاديمية بيت
اللسانيات الدولية (تركيا)، محاضرة علمية في موضوع "الكناية؛ "خطاب
عقلي، أو تصوير خياليٌ" قدمها الدكتور د. كريم المسعودي وهو أستاذ جامعي
في كلية الآداب/ جامعة القادسية/ العراق، تحصّل على شهاداته: الليسانس،
والماجستير، والدكتوراه من جامعة بغداد، له أكثر من كتاب مطبوع، ومنها:
· الرؤية المستقبلية في الرواية/ بطبعتين.
·
عناد
غزوان ناقدًا. الشّعر والحَجَر: قراءة في
شعر الانتفاضة الفلسطينية.
·
الواقع
الفلسطيني في أدب غسان كنفاني، وجبرا إبراهيم جبرا الروائي (دراسة نقدية/
بطبعتين).
·
الوطن في
شعر السَّيّاب/ الدلالة والبناء.
وله بحوث ودراسات منشورة في مجلّات عراقية، وعربية محكّمة. كما
شارك في كثير من المؤتمرات والندوات العلمية في العراق وخارجه. وأشرف على عدد من
الرسائل والأطاريح في جامعته، وناقش رسائلَ وأطاريحَ في أغلب الجامعات العراقية.
وهو أيضا عضو هيئة تحرير، والهيئة العلميّة لأكثر من مجلة علمية محكّمة في العراق،
وخارجه.
وقد
تم بث هذه المحاضرة يوم الأحد 07 يناير 2024 عبر الصفحات الرسمية لأكاديمية بيت
اللسانيات على الساعة 19:00مساء بتوقيت المغرب م 21:00 مساء بتوقيت مكة المكرمة،
بحيث استهلها الدكتور مولاي عبد الرحمن شريفي علوي بكلمة ترحيب باسم أكاديمية بيت
اللسانيات الدولية، وفريق اللسانيات والإنسانيات في حق الدكتور المحاضر كريم
المسعودي مع ذكر تعداد لبعض مؤلفاته.
بدأ الدكتور كريم السعودي كلمته بشكر بيت اللسانيات على الاستضافة، بعد ذلك
انتقل للحديث عن الكناية، لكن ليس بالتصور الذي نعرفه عن الكناية حسب قوله "
لا نستهدف وقوف على الكناية لغة واصطلاحا أو الوقوف على أقسامها، بل محاولة لإبداء
تصورا مغيرا لمألوف ما استقر عن الكناية بوصفها أسلوبا.
وأشار الدكتور أن الكناية لا علاقة لها بالتصوير
وأن بلاغتها أو جمالها لا يكون بإنتاج الصور، بل بتعبير عن الذوق. فالكناية تعبير
عن المعنى بغير الألفاظ دالة عليه مباشرة، ولا يذكر باللفظ الموضوع له، بل يذكر
بما يشير إليه تلميحا تجنبا لخدش الحياء
ثم انتقل الأستاذ بعد ذلك، إلى إعطاء بعض الأمثلة من القرآن
والشعر العربي (القديم والحديث) عن الكناية ليزكي الطرح الذي بدأ به المحاضرة
"أن الكناية تعبير عن الذوق ومجانبة ما يخدش الحياء. مشيرا أن الكناية إذا
كانت صريحة قد تخرج عن الذوق العام"
بعد ذلك تساءل الدكتور هل الكناية تحقق الصورة الفنية أم
الشعرية بمعنى آخر ما مصدر الصورة فيها وما وظيفتها.
أجاب
الأستاذ عن ذلك بقوله "أن مصدر الصورة ومصنع الصورة هو الخيال ومهمة الخيال
أن يجمع بين المتباعد ات"، ومثل لذلك بشاهد من معلقة امرؤ القيس حين تحدث عن
الليل، وبشاهد من شعرنا المعاصر.
كما أكد أن الصورة في الكناية علنية؛ لأن الموجودات التي نسجت
بها الصورة هي امتلاك للناس جميعا وبالتالي فالكناية تعبير عن البيئة المجتمعية
الخاصة للإنسان.
وذكر
الدكتور أيضا أن الكناية تتبدل، ومثّل لذلك بقول المشهور "كثير الرماد"
بحيث أن هذا القول صالح لحقبة زمنية معينة ولا يصلح لزمننا اليوم نظرا للتطور الذي
عرفه مجتمعنا
كما
ذكر أيضا أن الكناية قد تستعمل لتوخي عدم جرح مشاعر الإنسان أثناء ارتكابه لذنب
معين.
في
الأخير خلص الدكتور إلى أن الكناية لا تصلح أن تكون صورة لأنها ليست بنت الخيال
إنما تحقق وظيفتها الجمالية بلون من التعبير غير المباشر عن الموارد.
إذن الكناية لا تخلق صورا لأن وظيفة الصورة إنما هي إثارة العاطفة وأن
الصورة منبعها الخيال والكناية لا تعبر عن العاطفة ولا تصدر إلا عن عقل ومنطقة
الوعي الخالص لاسيما الأخلاقي الاجتماعي حسب قيام كل مجتمع من المجتمع.
وبعد تقديم مضامين المحاضرة من طرف الدكتور كريم السعودي، تم فتح باب
المناقشة والإجابة عن تساؤلات التي يمكن إجمالها فيما يلي:
·
في ظل
لما وصلت المجتمعات إليه اليوم، هل أصبحنا نتكلم عن موت الكناية؟
·
لماذا
بقيت الكناية مكونا بلاغيا خارج اهتمامات النقاد والباحثين مقارنة مع الاستعارة
والتشبيه والمجاز رغم أن جماليتها وبعدها الفني الظاهر؟
·
ألا يمكن
القول أن الكناية يمتح العقل والخيال معا؟
·
هل يمكن
القول أن الكناية يمكن أن نعدها تدخل في بلاغة الإقناع أم بلاغة الإمتاع؟
بعد تقديم الإجابات وتوسيع دائرة الشرح التي جاد بها الدكتور كريم المسعودي. قدم المسير "الدكتور مولاي عبد الرحمن شريفي علوي الشكر باسمه وباسم أكاديمية بيت للسانيات الدولية وفريق اللسانيات والإنسانيات للدكتور الكريم.
رابط المحاضرة العلمية
(اضغط هنا)
تعليق