بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[cards]

جاري التحميل ...

العِرفانيّاتُ والنّقدُ الأدبيُّ - الأستاذ الدكتور محمد صالح البوعمراني

 

تقرير حول محاضرة علميّة بعنوان: (العِرفانيّاتُ، والنّقدُ الأدبيُّ)

الأستاذة مريم كمال


   يتناول الأستاذ الدّكتور/محمّد صالح البوعمراني مجموعة من النِّقاطِ نجملها في ما يلي:

-         أثار نقطة تتعلّق بعلاقة النّقد الأدبيِّ بمعارف أخرى لا تنتمي إلى حقل الدّراساتِ الأدبيّةِ في بناء تصوّراتِه وأنساقِه، ومعارف فلسفية أو لسانيّة أو منطقيّة أو اِجتماعيّة، مثل التّأويليّة الّتي قامت أساسا في أحضان الهرمينوطيقا، والمنهج النّفسيّ الّذي أسّس مقولاته على النّظريّة النّفسيّة وخاصّة التّحليل النّفسيّ لفرويد، والتّحليل الاِجتماعيّ للأدب الّذي اِعتمد على النّظريّات الاِجتماعيّة، والشّعرية والأسلوبيّة اللَّتَيْنِ نشأتا في أحضان البنيويّة، والتّداوليّة مبحث نشأ في صلب الدّراسات المنطقية وفلسفة اللّغة وغيرها... ومنه، فالمناهج النّقدية تتأسّس بصورة أساسةٍ على معارف أخرى لا ترجع إلى النّقد الأدبيِّ، وهذا شأن المناهج النّقديّة العرفانيّة الّتي تأسّست على العلوم العرفانيّة، خاصّة على اللّسانيّات العرفانيّة وما أنتجته من مداخل للقراءة، فكيف تعاملت اللّسانيّات العرفانيّة مع النّصِّ الأدبيِّ؟

-         أجاب الدّكتور عن السّؤال المطروح سابقا بكون اللّسانيّات في تعاملها مع النّصِّ الأدبيِّ، مرَّت بمراحلَ يمكن إنجازها في ثلاث مَحَطَّاتٍ، فالنَّصّ الأدبيّ لم يغب عن الكتب التّأسيسيّة الأولى للّسانيّات العرفانيّة، بل كان حاضرا حضورا بينيا في مجموعة من الكتب، ثم اِتَّسم حضور الأدب فيها بجملة من الخصائص، وَهِيَ:

·       الشّواهد الّتي يؤتى بها في هذه الكتب، شواهد مقتطّعة وجزئيّة.

·       يؤتى بهذهِ الشَّواهدِ لإثباتِ الظَّاهرةِ اللِّسانيَّةِ الّتي يشتغل بها الباحثُ.

·       لا نجد في هذه المرحلةِ، اِشتغالاً على الخطاباتِ الشِّعريَّةِ أو السَّردِيَّة...

·       لا تبحث هذه القراءاتُ عنِ النَّصِّ الأدبيِّ.

   أمّا في أواخر الثّمانينيّات، فَقَدْ بدأ الاِهتمامُ بالنّصِّ الأدبيِّ من قِبَلِ العرفانيّين، مثل: جونسون وكوفيتش، وبدأ الإحساسُ بأنَّ الخطاب الأدبيَّ يتطلَّب معالجةً خاصّةً. أمَّا المرحلة الثّالثةُ في تعاملِ اللِّسانيَّاتِ العرفانيَّةِ مع الخطابِ الأدبيِّ، كانت في أواسطِ التّسعينيَّاتِ، حيث بدأت تنتشر فرقُ بحثٍ ومخابرُ تهتمُّ بالخطاباتِ الأدبيَّة عامَّةً. إذن، كيف تعامل اللِّسانيُّون مع النّصِّ الأدبيِّ؟

-         أكَّد أَنَّ تفرُّعَ الأسلوبيَّةِ والشِّعريَّةِ العِرفانيَّةِ عنِ اللِّسانيَّاتِ العِرفانيَّةِ، قدَّم لِلْباحثِ في حقل الدِّراسات الأدبيَّة آلياتِ عملٍ ناجعةً، ومداخلَ كَثِيرَةً تكشف عن جوانبَ مهمَّةٍ للخطابِ الأدبيِّ؛ بهذا اِستطاعت أن تطوِّرَ مقولاتِها ورؤيتَها للُّغةِ واللِّسان وعلاقتهما بالعقل من جهة، وبالوجود من جهة أخرى. لكن، هذه العلاقة تطرح الكَثِيرَ منَ الإشكالاَتِ، ولعلَّ الإشكالَ الأهمَّ في تعامل اللِّسانيِّين مع المفاهيمِ والنّظريّات، فلا ينبغي أن تكون طريقةُ إجراءِ المفاهيم في الدِّراسات اللِّسانية عينَها في تحليل الخطابِ الأدبيِّ، ومدار العناية عند النَّاقدِ الأدبيِّ يجب أن يكون الخطاب الأدبيّ لا النَّظريَّة اللِّسانيَّة رغم ما توفِّره من وسائلَ عمليَّة، وآلياتِ تحليلٍ تُمكِّن من الكشف عنْ مواطنَ إبداعيَّةِ النَّصِ، وجماليَّتِه، وتفرُّدِه.

-         أشار إلى كون النَّاقد الأدبيِّ عند تعامله مع النَّظريَّاتِ، سواءٌ أ كانتِ النَّظريَّة العِرفانيَّة أوِ النَّظريّات الأخرى، عليه أن يحاول عند نقل المفاهيمِ والمصطلحاتِ من بيئتِها الأصليَّةِ اللِّسانيَّة أو العلميَّةِ إلى حقلِ النَّقدِ الأدبيِّ، أنْ يُعطيَها روحا جديدةً.

-         أكَّد أنَّ المباحثَ النَّقديَّةَ العِرفانيَّةَ الشِّعريَّة والسَّرديَّةَ، تتأسَّس على سؤالٍ أساسٍ، هو: كيف نقرأ؟ وهو السُّؤالُ الَّذي يُشكِّل موضوع هذهِ المباحثِ، وهذا السُّؤالُ يرتبط بأسئلةٍ أخرى، وَهِيَ: كيف نؤول؟ وَكيف نفهم؟ وَما هي علاقة عرفان الكاتب بعرفان القارئ؟ ذلك، أنَّ مباحثَ العرفانيَّةِ لم تهتمَّ بالقارئ المحترِفِ، وإنَّما اِهتمَّت بالقارئ العاديِّ، وما الَّذي يشتغل في ذهنه لحظةَ القراءةِ.

-         خصّص القول في فرع من فروع مناهج النَّقدِ الأدبيِّ العِرفانيِّ الَّذي لم يجد رواجا في العالم العربيِّ، اللَّهمَّ بعضُ المقالاتِ الَّتي تتناول جزئيَّاته كالسَّرديَّاتِ العِرفانيَّةِ الَّتي عرَّفها وفصل القولَ فيها.

-         قدَّم مجموعةً منَ الأسئلةِ الَّتي تُمثِّل محاورَ اِهتمامِ السَّرديَّاتِ العِرفانيَّةِ، وترتدّ في الأخير، إلى سؤال مركزيٍّ يُمثِّل قُطبَ الدِّراساتِ العِرفانيَّةِ، وهو: كيف نُفكِّرُ؟ وَكيف يشتغلُ هذا العقلُ؟ وَكيف يشتغل الدِّماغُ؟

-         أشارَ إلى نقطةٍ أساسةٍ كون النَّظريَّاتِ العِرفانيَّةِ تستفيد منَ العلومِ الأخرى، وتأخذُ المعارفَ والنَّتائجَ، لكن تضعها في سياقٍ معرِفيٍّ جديدٍ، وتعيدُ بناءَ النَّظريَّةِ، لِذلك عندما نقرأ لِلسَّرديِّين، نجدهم يستشهدون بياوس، وتودوروف، وجنيف... ويأخذون المفاهيمَ الَّتي اِنتهى إليها هؤلاء، ويطوِّرونها وِفَاقَ رُؤيةٍ عِرفانيَّةٍ.

-         ختمَ الدُّكتور محاضرتَه، بأنَّ العِرفانيَّةَ لم تكن معروفةً من قبلُ، لذلك سعَى أصحابُها إلى تبسيطِ مفاهيمِها، وتقريبِها، وإجرائها على خطاباتٍ أدبيَّةٍ مُختلِفةٍ، ثمَّ إنَّه أجراها على خطاباتٍ شِعريَّة قديمةٍ وحديثةٍ، وَعلى خطاباتٍ سرديَّة مختلفةٍ، فحاولَ أنْ يختبرَ هذهِ المفاهيمَ على النُّصوصِ مع تغليبِهِ لجماليَّة النَّصِّ باِعتبارِه الهدفَ الأساسَ منَ النَّقدِ الأدبيِّ.

-   

عن الكاتب

الناشر

التعليقات

تعليق


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات

2025