منهجية كتابة البحوث والرسائل الجامعية
سميرة آيت الكامل
علما منّه بأهمية إتباع منهجية واضحة وصحيحة في إنجاز البحوث الأكاديمية في مختلف الأسلاك الجامعية، وتحقيقا لرهان العلمية والتميّز، نظَّم فريق "باحثون" ضمن أكاديمية بيت اللسانيات الدولية برئاسة الدكتور مروان السكران، لقاءً علميا معرفيا مع الدكتور سعيد خليفي الأستاذ الجامعي في تخصص اللّغة العربيّة وآدابها بالجزائر، قدّم فيه محاضرة بعنوان " المنهجية الصحيحة في كتابة البحوث والرسائل الجامعية" بتنسيق من مديرة الفريق الدكتوراه مريم السالمي، ونائب الفريق الدكتور عبد الغني بن درى.
وافتُتح اللقاء بكلمات شكر للضيف وترحيب به، مع عرض موجز لسيرته الذاتية وإنجازاته العلمية، قدمتها الدكتورة مريم السالمي التي شكرت الضيف المحاضر على تلبيته دعوة الفريق لتقديم الفائدة العلمية للطلبة المقبلين على إنجاز بحوثهم الأكاديمية خاصة في طوري الماستر والدكتوراه، بغرض مساعدة الطلبة على تحقيق غاياتهم المنشودة، وهو ما أثنى عليه الدكتور سعيد خليفي في مستهل محاضرته في الموضوع بعد شكره لأعضاء الفريق على إسهاماتهم في تطوير العلم والمعرفة؛ حيث أشار إلى أهمية كتابة البحث وفق منهجية محدّدة وقواعد علميّة متعارف عليها لدرء عواقب الخلل النّاتج عن الجهل بهذه القواعد والأسس، وكان ذلك مدخلا للتأكيد على أهمية الجانب المنهجي باعتباره جانبا لا تقل أهميته عن الجانبين الشكلي و الموضوعاتي، إن لم يكن أهمهما باعتباره الوعاء الذي يحمل الموضوع ويتجسد عبره.
وقد حدّد الدكتور المحاضر أهم العنّاصر التي تجب العناية بها في البحث، فأكد قبل كل شيء على ضرورة حسن اختيار الموضوع بالنّظر إلى ما تستدعيه الدرجة العلمية من تميّز وجدة...، وأشار بعدها إلى محتويات واجهة البحث وترتيبها المناسب مع تحديد موقعها من الواجهة وكيفية وضعها بها...، وغيرها من الأمور الشكلية التي تعطي انطباعا أوليا جيدا عن البحث وصاحبه، ثم انتقل بعدها للحديث عن متن البحث باعتباره أهم العناصر التي يظهر من خلالها تميز الطالب، ووصل الحديث عن هذا المتن بالحديث عن المصادر والمراجع وأسس اختيارها وتصنيفها وترتيبها محاولا التمييز بين مفهومي المصدر والمراجع لتجنب الخلط الناتج عن سوء فهمهما، ومن ثم قدّم التصنيف اللازم للكتب حسب طبيعتها ونوعها ولغتها، ودعا إلى تجنب اعتماد المقالات الإلكترونية لعدم موثوقية ومصداقية كثير منها، خاصة مع استحضار ارتباط قيمة البحث بقيمة المصادر المعتمدة فيه لا بكثرتها.
وعرج الدكتور في موضِع آخر من المحاضرة، على أهم العناصر المكونة للبحث، مختزلا إياها، حسب الأهمية والترتيب الصحيح، في الآتي:
عرض الموضوع وأهميته.
أسباب ودواعي اختيار الموضوع،
الدراسات السابقة.
الإشكالية (سؤال عام وجوهري يتفرع إلى أسئلة فرعية هي عناوين الفصول والمباحث).
خطة البحث.
المنهج المتبع ( مع التأكيد على ضرورة حضوره بين ثنايا البحث بشكل واضح من خلال الوعي بآليات اشتغاله ومفاهيمه..)
الصعوبات والمعوقات ( المنطقية).
كلمة الشكر للمشرف ولجنة المناقشة... ( في حال لم تُفرد لها صفحة خاصة).
واختار الدكتور المحاضر سعيد خليفي اختتام محاضرته العلمية بعنصر أساسٍ يرى من الواجب على الطالب العناية به؛ وهو علامات الترقيم، موضحا دواعي توظيفها والمكان الصحيح لذلك خاصة في علاقتها بالإحالة وما يُجرى عليها من تعديل أو حذف اضطراري، وكان ذلك مدخلا مناسبا للحديث عن أخلقيات وأدبيات التعامل مع الكلام المقتبس وتوثيقه أسفل الصفحة، مع الحرص على عدم تكرار الإحالة إلى نفس المصدر في صفحات متتالية بشكل مبالغ فيه، تحقيقا لرهان التنوع والتعدد في بعديهما الوظيفي..
وفي ختام اللقاء أتيحت الفرصة للطبة الباحثين المهتمين بهذا الشأن للتفاعل مع المحاضر الذي أجاب عن أسئلتهم المتنوعة والغنية، والتي تنم عن أهمية الموضوع وحسن طرحه من الدكتور، وذلك برحابة صدر مكنت من توضيح ما استشكل عليهم من أبجديات البحث قبل وأثناء اشتغالهم على بحوثهم الجامعية، لينهي الدكتور إجاباته عن آخر الأسئلة التي طُرحت عليه بشكر الفريق مرة أخرى على استضافته، قبل أن تعبّر الدكتورة مريم السالمي نيابة عن الفريق بثنائها على ما قدمه الدكتور الفاضل من معارف مهمة في محاضرته الماتعة، وشُكره على سعة صدره ورحابته في قبول دعوة الفريق والتفاعل معها إيجابيا، خدمة لرهان العلم والمعرفة.
_______________
تدقيق ومراجعة : الدكتورة عون الله خديجة (الجزائر)
تعليق