تقرير المحاضرة العلمية المعنونة بـ: التفسير اللغوي للقرآن الكريم –دوافعه ومناهجه-
-الجلسة 1-
من إعداد: أم الخير مروة نجام
نظّم فريق البحث اللساني والتخطيط اللغوي بأكاديمية اللسانيات الدولية محاضرة علمية افتراضية؛ جاءت تحت عنوان: التفسير اللغوي للقرآن الكريم –دوافعه ومناهجه- يوم الأربعاء الواحد والعشرين من شهر ديسمبر 2022م/ الموافق لـ الأول من شهر جمادى الثانية 1444ه؛ ابتداء من الساعة السابعة مساء بتوقيت الجزائر والمغرب.
كان هذا اللقاء عبارة عن محاضرة مسجَّلة، قام على تأطيرها فضيلة الشيخ والعالم الجليل الدكتور التواتي بن التواتي، ومن إدارة الدكتورة جميلة بوسعيد، ومن تقرير الأستاذة أم الخير مروة نجام.
افتتحت د.بوسعيد اللقاء بكلمة ترحيبية لأعضاء فريق بيت اللسانيات وعلى رأسهم مدير فريق البحث اللساني والتخطيط اللغوي الأستاذ الدكتور عبد القادر بن التواتي، وأثنت على ضيف هذا اللقاء الشيخ الدكتور التواتي بن التواتي. كما قرأت على مسامعنا سيرته الذاتية الحافلة، ووقفت على بعض المحطات من مسيرته العلمية المليئة والماتعة بالإنجازات القيمة.
استهل فضيلة الشيخ محاضرته بالتقدير والثناء والترحيب بالأكاديمية وأعضائها على مجهوداتهم القيمة في سبيل خدمة لغة القرآن الكريم، ثم قدّم الخطة التي بنى عليها لقاءه؛ وهي كالتالي:
1-تقديم وتعريف البحث القرآني في زماننا هذا.
2-عرض التفسير اللغوي –دوافعه ومناهجه-.
بالنسبة للنقطة الأولى: فإن البحوث القرآنية تنقسم إلى قسمين:
الأول: قسم للبحوث القرآنية في العصور القديمة: حيث ذكر بعض الأعلام الذين خدموا القرآن الكريم بإخلاص وعملوا على تفسيره؛ ومنهم: عبد الله بن العباس الذي كتب في لهجات ولغات القرآن الكريم، ومن الأعاجم الذين اجتهدوا في تفسير القرآن الكريم: سيبويه والكسائي والفراء والأخفش الأكبر والأخفش الأوسط والأخفش الأصغر، ومن المغرب الإسلامي: ابن معطي الزواوي وابن الأجرومي.
الثاني: قسم للبحوث القرآنية في عصرنا الحديث: قال فضيلة الشيخ: "اتخذ الباحثون في لغة القرآن الكريم ميدانا للبحث من أجل البحث والشهادات".
وبالنسبة للنقطة الثانية: فإن عرض التفسير اللغوي اتّسم بدوافع: أنّه تحول من كتاب بسيط إلى كتاب تفسير ضخم يضم أربعين مجلدا.
منهاج هذا التفسير اللغوي:
-التعريف بالسورة.
-البحث في مفردات القرآن الكريم، وكيف استعملها العرب في أساليبها واشتقاقتها.
-وضع الآية في أول السورة مع تفسير مبسط لها، والتعريف بالألفاظ الواردة فيها من دلالات واستعمالات العرب لها.
-إرداف الشواهد من الشعر العربي القديم فقط.
-عدم الإتيان بشواهد من الشعر العربي الحديث مطلقا.
وقال إنّ كتابه هذا من أجل البحث وليس من أجل الشرح؛ فالقضية هي قضية بحث في لغة القرآن الكريم، وأثبت كلامه عن منهجه الخاص به بقراءة بعض منه من مقدمته.
في آخر محاضرته قدّم الشيخ الجليل بعض النصائح والتوصيات؛ من أهمها:
-إقبال الباحث المسلم على قدر طاقته من التعلم والعمل؛ فإذا عمل بما عمل اتسعت طاقته بما هو أعظم وأكرم فيُقبِل على العلم ويُقبِلُ العلم عليه، وبالتالي فهو باحث حقيقي في علوم القرآن.
-ألا يكون مثل المستشرقين الذين يحسنون الحديث عن العربية ويحسنون الحديث عن القرآن الكريم ولا يعملون به.
-جعل القرآن منطلقا للبحوث العربية، وعدم الانشغال بأقوال دي سوسير وتشومسكي وغيرهما، فما عندنا أجود وأعظم وأنقى وأعمق.
-العمل بإنصاف بما قاله الأعلام الغربيون الذين قالوا أنّه لا يوجد أمة خدمت لغتها كالعرب.
في يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ديسمبر 2022م/الموافق لـ الثالث من شهر جمادى الثانية 1444ه؛ ابتداء من الساعة السابعة مساء بتوقيت الجزائر والمغرب، تمّ مواصلة اللقاء العلمي السابق وهو بث تفاعلي مباشر من إدارة د. جميلة بوسعيد، وتقرير أ. أم الخير مروة نجام؛ تضمّن هذا البث إجابات الشيخ الجليل عن أسئلة المتابعين الأكارم، والتي طرحها عليه ابنه المفضال الأستاذ الدكتور عبد القادر بن التواتي.
وكانت الأسئلة كما يلي:
السؤال الأول: ما هي أهم كتب التفسير اللغوي؟.
الحواب: تفاسير عديدة أحسنها وأهمها: تفسير الطبري، تفسير الرازي، تفسير القرطبي، تفسير أبو حيان الأندلسي، تفسير ابن عاشور، تفسير الآلوسي.
السؤال الثاني: هل يرى الشيخ أننا بحاجة إلى تجديد خطاب العلوم القديمة حتى تتوافق مع الخطاب المعاصر؟.
الجواب: قضية التواصل بين جيلين مختلفين؛ هي الأخذ ممن سبق مع تكييفه وفق العصر الحديث، فقطع الصلة مع السلف والتراث ليس من شيم أهل الأصول ولا من أهل العلم الحقيقيين الذين يميلون إلى تطوير اللغة العربية؛ لأن تطويرها يكون انطلاقا من جذورها الأولى.
السؤال الثالث: ما هي أهمية المدخل اللغوي وأثره في الدرس المقاصدي القرآني، وهل يبقى الارتباط بعصر الفصاحة شرطا لازما لهذا الباب؟.
الجواب: إذا تركنا الفصاحة فقد تركنا اللغة العربية وتركنا القرآن الكريم، فالدراسات اللغوية تنطلق من الدرس النحوي والدرس البلاغي.
السؤال الرابع: هل هناك تفاسير للقرآن الكريم غير دقيقة وتحمل مغالطات؟ وإن وُجِدَت فما هي أسبابها وعدم الدقة فيها؟.
الجواب: قال الشيخ: "لا بد من عدم القدح والنقد والدخول في متاهات في أي تفسير من التفاسير، لأن كل مفسر للقرآن الكريم يُفسِر بمظور ما فهمه".
السؤال الخامس: لماذا أبدع الأعاجم في تفسير القرآن الكريم؛ بل وتفوّقوا على الكثير من العرب في هذا الميدان؟ ألا يدل ذلك على أن اللغة ليست محورية في تفسير سبر أغوار وفهم القرآن الكريم؟.
الجواب: اللغة العربية ليست لغة العرب فقط، بل هي لغة القرآن الكريم، فلولا القرآن لاختلفت القبائل في لهجاتها ولاحتاجت كل قبيلة ناطقة بلهجتها إلى ترجمان بينها وبين القبيلة الأخرى، فالقرآن جمعها بلسان عربي مبين، كالخليل العربي وسيبويه الأعجمي، والناس الآن يعيشون على فتات مائدة سيبويه والكسائي و أبي حنيفة والكثير من الأعاجم الذين أتقنوا العربية وخدموها خدمة جليلة بأفكارهم من أجل القرآن الكريم.
السؤال السادس: ما هو رأيكم في التفسير اللغوي والإعجاز القرآني؟.
الجواب: إن لغة القرآن الكريم في حد ذاتها إعجاز، وليس هناك فرق بين التفسير اللغوي والإعجاز القرآني، قال الله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا فَاتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه وَادْعُوا شُهَدَءاَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) سورة البقرة -23-، فالله سبحانه وتعالى تحدى بالقرآن العظيم العرب الذين هم أرباب الفصاحة والبلاغة؛ فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا الإتيان بمثله لا لغته ولا تراكيبه ولا اشتقاقاته.
السؤال السابع: ما ردُكم على المستشرقين في ميدان اللغة العربية؟.
الجواب: لم يخدم المستشرقون اللغة العربية ولا التراث الإسلامي من أجل العربية ولا من أجل الحضارة الإسلامية؛ وإنما خدموها من أجل فهم نفسيات هؤلاء العرب الناطقين بها، فاستطاعوا اكتشاف مواطن ضعفهم.
ختم الشيخ الجليل لقاءه بشكر الواقفين على سير هذا البث العلمي في أحسن صورة، ثم وجهت مديرة اللقاء الكلمة إلى رئيس الفريق د.عبد القادر بن التواتي الذي بدوره أثنى على مجهودات الفريق.
تعليق