في أجواء علمية متميزة دارت جلسات الملتقى العلمي الذي نظمه فريق البحث اللساني والتخطيط اللغوي، بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية، وبالتعاون مع مخبر اللسانيات التقابلية وخصائص اللغات. جامعة عمار ثليجي. الأغواط، الجزائر، عن طريق التحاضر عن بُعد، تحت عنوان: "البحث اللغوي في العالم العربي الواقع والمشكلات"، خلال اليومين 14 و15 مايو 2022م، برئاسة د. سماح حيدة، ورؤساء الشرف: د. مروان السكران، وأ. د. أبو بكر بوقرين، ود. عبد الرحمن طعمة.
بدأ الافتتاح الرسمي للملتقى في اليوم 14 من مايو، بالجلسة الافتتاحية التي أدارها د. عبد الغني ايت بن أدري، وآيات محكمات من القرآن الكريم، تلتها كلمة السيد الدكتور مروان السكران رئيس الملتقى الشرفي، ثم كلمة د.سماح حيدة رئيس الملتقى، ثم كلمة أ. د. عبد القادر بن التواتي نائب مدير فريق البحث اللساني والتخطيط اللغوي، ثم كلمة ضيف الشرف: أ. د. أبو بكر بوقرين، وكلمة ضيف الشرف أ. د. عبد الرحمن طعمة، ألقاها نيابة عنه د. أحمد عبد المنعم.
في الجلسة الأولى التي ترأسها كل من د. سعيد أرديف ود. عبد المجيد قدوري، جاءت المداخلات العلمية في إطار تحديد إشكالية المصطلح في البحث اللغوي المعاصر، بجانب عمقه التراثي وما يواجه من فوضى المصطلحات، والتأرجح بين المنهجين التقليدي والمعاصر، ومناقشة مشكلات العصر وتصدي البحث اللغوي لها، وآليات اشتغال المناهج العلمية في اللغة العربية، وقد قدمت خمسة أبحاث علمية قيمة للأساتدة: د. تجاني حبشي، وأ. يحي هزيل، وأ. أمينة بن قطاف، ود. خليفي حاج أحمد، ود. حمراس محمد، وأ. حمراس مصطفى، وانتهت الجلسة بمناقشات ثرية لأسئلة الحاضرين.
أما الجلسة الثانية، والتي ترأسها د. سعيد أرديف، درات المداخلات حول إشكالية المصطلح في البحث اللغوي المعاصر ومناهج البحث اللغوي واتجاهاته بين التراث والمعاصرة، وذلك من خلال عدد من الأبحاث العلمية للأساتذة: د. كجعوط فاطمة، وأ. سمية شراك، ود. عبد الرازق بوقطوش، ود. بوبابوري أمينة، وأ. عويشة دحمان بونوة، وتناولت الأبحاث التعمق في إشكالية المصطلح وصورته في النقد العربي العربي المعاصر بين التأصيل والترجمة، وكذلك الدراسة التطبيقية للمنهج البنيوي في قصيدة للشاعر عبد المالك مرتاض، بالإضافة إلى المقاربة اللغوية بين المنهجين الوصفي والتفسيري، وعقب الجلسة درات نقاشات علمية بناءة بين السادة الباحثين ومدير الجلسة العلمية حول محاور الجلسة، وما قدمت من أفكار علمية قيمة.
بدأ اليوم الثاني، 15 من مايو، بالجلسة العلمية الثالثة برئاسة د. ونيسة بوختالة، وقد تنوعت الأفكار العلمية للأبحاث المقدمة من الأساتذة الباحثين: د. عادل زواقوي، ود. السعيد مومني، وأ. شعبان كحول، وأ. هجيرة نقاز، وأ. خملي جليلة، ود. فاطمة جخدم، ود. مايدي هنية، ومن أبرز ما تناولته الأبحاث منهج عبد الرحمن الحاج صالح في ترجمة المصطلح اللساني، وإشكالات الإصلاح في التعليم الجامعي، والبحث اللغوي القديم وأهميته في الدراسات اللسانية الحديثة، ومعوقات البحث اللغوي في الأقطار العربية في ظل تفاقم الأزمات، والبحث اللساني النصي في التراث العربي، وقد أثريت الجلسة بما اختتمت به اللقاء من مناقشات علمية متعمقة حول موضوعات الأبحاث المطروحة خلالها.
وخلال الجلسة الرابعة للملتقى برئاسة كل من د. بتول الأسعد، ود. حمزة زرقي، قُدمت أبحاث متميزة من قبل الأساتذة: د. لزرق بلعباس، ود. أمال بوختوش، وأ. بن عطية بن عامر، وأ. خديجة رقيق، أ. مريم بوسمينة، وتناولت موضوعات معاصرة بارزة ومهمة، وهي: إشكالية تلقي المصطلح اللساني الغربي عند الباحثين العرب، والعلاقة بين التسمية اللغوية والمفهوم العلمي للمصطلح القانوني، وأسس تحقيق مخطوطات التراث العربي الإسلامي ونشرها، والمنهج الوظيفي وآلية اشتغال اللغة في التواصل، وواقع الدراسات البينية في البحث اللغوي، وانتهت الجلسة بالمناقشة حول الموضوعات المطروحة بموضوعية وبتعمق.
واختتم الملتقى بتقديم التوصيات العلمية من طرف د. تجاني حبشي، ود. عائشة عثمان، وقد تفضل د. تجاني بطرحها، مؤكدًا على أهمية العمل بها ونشرها على نطاق علمي واسع تحقيقًا لأهداف الملتقى، وقد تناول أولا: النتائج المستخلصة، ومن أهمها: تمخض عن نقل الدرس اللساني الغربي إلى الثقافة العربية، واقع لساني حديث مشوش ومضطرب، أنتجته القراءات القاصرة على مستويات متعددة، ذلك أن العلاقة غير متكافئة بين بيئة غربية، منتجة للمعرفة، وفق سيرورة تلقائية نابعة من تجربة لسانية أو نقدية متفردة، لها ملابساتُها الثقافية والمعرفية وبيئة عربية مستهلكة تتغذى على منجزات البيئة النقدية الغربية على مستوى المضامين، والمفاهيم اللسانية والنقدية النظرية والإجراءات المنهجية. ولا شك أن هذا الوضع سيعمق مأزق الفكر النقدي واللساني العربي الحديث، الذي تحول المرجع اللساني الغربي لديه، من فرصة لبناء ممارسة لسانية فاعلة ومنتجة، إلى مصدر يدفع إلى الاضطراب والتشويش، ومن ثم إلى إعادة إنتاج القصور والعجز. ثانيا: التوصيات، ومن أهمها: وجوب التنسيق بين مختلف الهيئات الأكاديمية، والجامعات العربية، لوضع مشروع لساني، واحد وموحد كامل ومتكامل، يُؤخذ على محمل الجد، ويُسند أمر صناعة عالمه، وإعداد مضامينه إلى ذوي الاختصاص ممن تسلحوا بالمعارف اللسانية التراثية والحدیثة على حد سواء.
في ختام الملتقى قدمت د. سماح حيدة كلمات الشكر والتقدير لكل المشاركين في الملتقى من باحثين وعلماء أجلاء من مختلف أقطار العالم العربي، ساهموا من خلال ما قدموا من أبحاث علمية ومناقشات جادة موضوعية في إثراء البحث اللغوي العربي وتحقيق أهداف الملتقى، وكذلك تحية الشكر والإجلال لكل عضو في فريق البحث اللساني والتخطيط اللغوي ممن قدموا أفضل ما عندهم خلال أعمال الملتقى، كما تفضل أ. د. عبد القادر بن التواتي بتقديم كلمة ختامية معبرًا عن امتنانه لتعاون الفريق وما بذل من جهد خلال الملتقى وما خلص به من نتائج وتوصيات مهمة، وكذلك تفضل عدد من أعضاء فريق البحث اللساني والتخطيط اللغوي بالمداخلات القيمة، ومنهم د. سعيد أرديف ود. تجاني حبشي، ود. حمزة زرقي، ود. ونيسة بوختالة. قدم الجميع التهنئة بنجاح الملتقى، ووافر الشكر والتقدير لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية بإدراتها الحكيمة، وعلى رأسها د. مروان السكران مدير الأكاديمية، ود. صافية كساس نائب مدير الأكاديمية والمنسق العام للملتقى، ود. ياسين الإدريسي المدير الفني للأكاديمية، وكل من بذل الجهد في سبيل إنجاح الملتقى خدمة للعربية وأهلها.
تقرير رئسة الملتقى
الدكتورة سماح حيدة
(مصر)
تعليق