تقرير الندوة العلمية:
"ما الكفايات المطلوبة لأكون معلما للناطقين بغير العربية؟"
مقرر الندوة: د. دنيا لشهب من المغرب
نظمت أكاديمية بيت اللسانيات الدولية محاضرة علمية موسومة ب: "ما الكفايات المطلوبة لأكون معلما للناطقين بغير العربية؟"، وذلك يوم السبت 26 مارس 2022، أطرها الدكتور أحمد حسن من تركيا، تحت إدارة الدكتورة حنان المراكشي من المغرب، والدكتورة دنيا لشهب من المغرب مقررة لأشغالها. وقد تميزت الندوة بحضور مكثف، وصل عدد متابعيها إلى ما يفوق 500 باحث ومهتم، من دول متعددة، عبر تقنية التحاضر عن بعد، عن طريق برنامج زووم.
انطلقت أشغال الندوة على الساعة 9:00 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، السادسة مساء بتوقيت غرينتش، بكلمة افتتاحية ألقتها مسيرة اللقاء الدكتورة حنان المراكشي، استهلتها بكلمة ترحيبية، باسم أكاديمية بيت اللسانيات الدولية، ومنصة إيفاد للباحثين والأكاديميين، بالمؤطر أحمد حسن، وبكل المتابعين عبر ربوع الوطن العربي وغيره، حيث أشارت إلى أن مدار مضمون اللقاء العلمي سيكون حول الإجابة عن سؤال جوهري في مجال تدريس اللغة العربية، ألا وهو: ما الكفايات المطلوبة لمدرسي اللغة العربية للناطقين بغيرها؟ وأكدت أن موضوع تدريسية اللغة العربية لأهلها وللناطقين بغيرها يدعو إلى تجاوز المفهوم التقليدي للتعلم القائم على التلقين، إلى تعليم يكسب المتعلم القدرة على استثمار المعارف والمهارات اللغوية، وتوظيفها بنجاح في المواقف التواصلية المختلفة، ولتصل اللغة العربية إلى مسعاها وجب أن يقوم تعليمها على تخطيط محكم يأخذ بعين الاعتبار المداخل الحديثة في تعليم اللغات وتعلمها، لأن المدخل التعليمي هو المدار الذي تتبلور فيه فلسفة تعليم اللغة، وتحدد من خلاله أسس بناء المنهاج اللغوي وتنظيم محتواه، وتحديد طرق التدريس، والوسائل المساعدة، وأساليب التقويم، مما يستدعي تأهيل مدرس مسلح بزاد معرفي ونظري وإجرائي متين، وكفايات خاصة ودقيقة تؤهله للقيام بهذه المهمة.
ونبهت إلى أن تحديد هذه الكفايات هو ما سيتطرق للحديث عنه باستفاضة الدكتور أحمد حسن في محاضرته، وقبل إعطائه الكلمة سلطت الضوء على مساره العلمي والأكاديمي، وعرضت بعض النتف من سيرته المهنية، كما كشفت عن بعض مشاركاته العلمية، وإصداراته، ومؤلفاته التعليمية والأكاديمية.
استهل الدكتور أحمد حسن محاضرته في تمام الساعة: 9:12 د بتوقيت مكة المكرمة بكلمة ترحيب وشكر، موضحا الفرق بين تعليم العربية للناطقين بها وبغيرها، مؤكدا عزمه على طرح مجموعة من الأسئلة ليتلقى الإجابة عنها مباشرة من طرف متابعي الندوة في إطار ما أسماه بفتح باب الدردشة، مع تقييم الإجابات بنقطة عددية في إطار ما يسمى بالتقويم الذاتي.
لينتقل بعد ذلك إلى عرض دقيق لعناصر مداخلته، بادئا بالمحور الأول المعنون ب: "ما كفايات التخطيط؟" مفصلا فيه الحديث عن العناصر السبعة الآتية:
تعرف المعايير العالمية للغات.
تعرف أهم السلاسل التعليمية.
تحضير الدروس.
اشتقاق أهداف الدروس.
إعداد الوسائط التعليمية.
إعداد أنشطة صفية.
تصميم ألعاب تعليمية.
ثم مرّ إلى المحور الثاني في تمام الساعة 9:50 د، المعنون ب: "كفايات إدارة الصف"، وفيه تحدث باستفاضة عن المداخل الآتية:
تطبيق التهيئة والتمهيد.
إثارة دافعية الطلاب.
تفعيل التعزيز بأنواعه.
تنظيم الصف وتوزيع الأدوار.
تنظيم إلقاء الأسئلة.
توفير فرص التفاعل بين الطلاب.
متابعة تقدم الطلاب.
تنظيم استخدام أدوات الصف، الالتزام بمواعيد الدروس.
تطبيق مهارتي التلخيص والغلق.
لينتقل بالشرح والتفصيل إلى المحور الثالث على الساعة: 9:59 د، المعنون ب: "ما كفايات طرق التدريس؟"، ويضم عدة عناصر منها:
تعرف طرق العالمية لتدريس اللغات.
تعرف وتطبيق استراتيجيات التعلم النشط.
تعرف وتطبيق التعلم التعاوني في الصفوف.
ثم المحور الرابع في تمام الساعة 10:17 د، بعنوان: "ما كفايات التقويم؟"، تطرق فيه إلى عدد من العناصر منها:
إجراء اختبارات تحديد المستوى.
إجراء اختبارات محادثة شفهية عبر المستويات.
صياغة الأسئلة الشفهية... .
ليعرج على المحور الخامس في تمام الساعة 10:26 د، الموسوم ب: "ما الكفايات التقنية؟"، وشمل حديثا مسهبا عن مجموعة من التقنيات منها:
استخدام الفصول الافتراضية عن طريق أحد البرامج المشهورة.
توظيف تقنيات التفاعل الصفي عبر الفصول الافتراضية.
تعرف طرق البحث عن مواد تعليمية مناسبة للطلاب.
تحويل الملفات إلى صيغ مختلفة والقدرة على رفعها... .
ثم انتقل إلى المحور السادس في حوالي الساعة 10:33 د، المعنون ب: "ما نتائج دراسة تطبيقية؟"، حيث خصصه لعرض نتائج دقيقة على شكل إحصاءات تحدد نسبة الحاصلين على الليسانس والماجستير وكذا الدكتوراه في تخصص اللغة العربية، ومقارنتها بالتخصصات الأخرى.
ليقفو كل ما سبق المحور السابع في تمام الساعة 10:35 د، وعُنوِن ب: "ما أهم التوصيات والنصائح؟"، وقد تلخص في توصية واحدة مفادها: وجوب امتلاك المعلمين الخبرات الميدانية في صفوف تعليم العربية للناطقين بغيرها وجعلها من شروط اختيارهم، إضافة إلى ضرورة تقديم عروض عملية تطبيقية تعكس مدى امتلاكهم للكفايات اللازمة للتدريس.
وقد حرص الدكتور أحمد حسن بمعية الدكتورة حنان المراكشي - التي أدارت أعمال الندوة - على التحاور والتفاعل وطرح الأسئلة على متابعي الندوة ليتولوا الإجابة عنها في نصف دقيقة، بمن فيهم مسيرة اللقاء نفسها التي تلقت أسئلة من المحاضر وتعين عليها الإجابة عنها.
افتتح باب المناقشة وطرح الأسئلة في تمام الساعة 10:41 د، حيث تلقت مسيرة اللقاء كمّاً من الأسئلة إضافة إلى بعض مداخلات المتابعين، لتعرضها على المحاضر الذي أجاب عن مجملها على نحو من البسط والتدقيق. ومن بين ما طرِح نذكر:
كيف أبدأ بتعليم العربية لغير الناطقين بها، دون امتلاكي لأية خبرة سابقة في تعليم العربية؟
كم ساعة في الأسبوع يحتاج الطالب ليتعلم اللغة العربية؟
كيف أستطيع تعليم اللغة لتلميذ لديه تأخر، هل يمكن تزويدي ببعض الطرق؟
هل يمكن إعداد كتب مختصة بفئة غير الناطقين باللغة العربية، والعمل على إجراء دورات تدريبية افتراضية؟
ما الفرق بين الطريقة والاسترتيجية؟
أحالت مسيرة اللقاء الكلمة إلى مقرر أشغال الندوة الدكتورة دنيا لشهب، لتقدم هذه الأخيرة كلمة ترحيب وشكر للمحاضر، معربة عمّ ساد اللقاء من طابع تواصلي تفاعلي وتطبيقي مغن ومفيد، منوهة بأجواء الندوة الماتعة التي جمعت إلى جانب الإفادة والخبرة التربوية الكثير من الإمتاع والمؤانسة، مُجملة أهم ما تعرض له المحاضر من محاور ومواضيع، شاكرة على سبيل الختم كل الساهرين على إعداد اللقاء، وخصت بالذكر أكاديمية بيت اللسانيات الدولية ومنصة إيفاد العلمية.
لتعلن الدكتورة حنان المراكشي عن اختتام اللقاء العلمي في تمام الساعة 10:53 د، مجددة أجزل الشكر للضيف المحاضر الدكتور أحمد حسن، ولأكاديمية بيت اللسانيات الدولية في شخص مديرها الدكتور مروان السكران، وكل اللجان العلمية والتقنية، ضاربة موعدا للقاءات علمية أخرى.
تعليق