نظم فريق اللسانيات والإنسانيات التابع لأكاديمية بيت اللسانيات الدولية بشراكة إعلامية مع "منصة فيجن" و"منصة دوراتي" يومه السبت 14 دجنبر 2025 على الساعة السابعة مساء بتوقيت المغرب/ التاسعة بتوقيت مكة المكرمة، عبر المواقع والصفحات الرسمية لأكاديمية بيت اللسانيات، محاضرة علمية تحت عنوان: " معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بين التحديات والإنجاز" .
قدم هذه المحاضرة العلمية الخبير اللغوي الدكتور "خالد عبد الرؤوف الجبر"، وقد سير هذه المحاضرة العلمية رئيس فريق اللسانيات والإنسانيات الأستاذ "عبد الرحمن شريفي علوي ".
تناول الأستاذ عبد الرحمن علوي شريفي الكلمة ليرحب بالضيف الكريم أصالة عن نفسه، ونيابة عن فريق اللسانيات بأكاديمية بيت اللسانيات الدولية (تركيا)، وليشكره على تلبيته الدعوة لتقديم محاضرة تحت عنوان "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بين التحديات والإنجاز، فضلا عن تقديمه جزي الشكر للدكتور "محمد المنشاوي" الذي كان سببا في تيسير هذا اللقاء العلمي .
واستهل الخبير اللغوي د. خالد عبد الرؤوف الجبر" محاضرته هذه بتقديم الشكر لمسير المحاضرة الأستاذ مولاي عبد الرحمن علوي شريفي ولفريق اللسانيات والإنسانيات وللدكتور محمد المنشاوي ولكل من يتلقى هذه المحاضرة العلمية.
لينتقل بعد ذلك لتبيين المرحلة التأسيسية لصناعة المعاجم، فبالنسبة له تستوجب هذه الصناعة شرطا تاريخيا، فمثلا عندما نتحدث عن معجم العين للخليل فنحن نتحدث عن الحقبة الزمنية التي اكتمل فيها عقل عربي يحتاج إلى معجم يوضح مفاهيم الأشياء ويوضحها، وبالتالي فمعجم العين حسب فضيلة الدكتور كان تتويجا لحركة العقل العربي في توحيد لسان واحد، وهو اللسان المشترك الذي تحدث به العرب والعجم الذين تعربوا بالثقافة، إذن فمعجم العين بجمعه بين اللفظ والمعنى كان لحظة تأسيسية في تاريخ العرب. موضحا أن معم العين كان تتويجا لحركة التأليف حيث بدأت بالجمع ثم التصنيف (رسائل في الشعر، في الإبل،...).
فغاية الأمم من تأليف المعاجم يكمن في غرضين أساسيين؛ إما التواصل مع الأمم الأخرى، وذلك من خلال المعاجم الثنائية اللغة، أو البحث عن الذات أي أن هذه الأمة تسعى إلى فهم ذاتها وتوحيد مفاهيمها من أجل توحيد طرائق التفكير، وذلك من خلال المعاجم الأحادية اللغة.
إضافة إلى وقوفه عند تطور المعاجم العربي من معجم إلى عصرنا هذا مبينا أن القرن الرابع الهجري كان أغنى القرون في حركة المعجم. فضلا عن تبيينه أن التفكير بمعجم الدوحة التاريخي في الدوحة لحظة تنوير جديدة، رغم أن الأمر لم يكن هينا، حيث كان حلم الكثير من أبناء العربية والمفكرين العرب الراغبين في وجود معجم يؤطر عقل العربية أمام العرب ويوحد لسانهم، أي يوحد المفاهيم والمعاني التي تحملها الألفاظ من أجل توحيد طرائق التفكير، والقدرة على التفكير من أجل الإنتاج والإنجاز، وبالتالي فهذا المعجم كان يحتاج إلى من يطرح الفكرة، وإلى من يعرضها، وإلى من يؤمن بها ويتبناها ويدافع عنها ويدعمها.
ليتحدث بعدها عن التحديات التي واجهت معجم الدوحة التاريخي، ولعل أول تحدي هو أنك تبني على غير مثال سابق، فضلا عن تحديات أخرى، أبرزها: بناء معجم شبه شامل؛ حيث نجد فيه مثلا جذاذات خاصة بالنقوس ،اخرى خاصة بالنظائر السامية، وجذاذات خاصة بالأعجمي الذي دخل العربية فأصبح جزءا منها واستعمله العرب أيضا... ، علاوة على ترتيب الألفاظ والمعاني ترتيبا تاريخيا وفق ظهورها في السياقات الاستعمالية، وتجاوز المعاجم القديمة في التعاريف أيضا، وتقديم لكل لفظ مع معناه شاهدا استعماليا.
وكما هو معلوم، فأكثر أشعار أهل الجاهلية وخطبهم وصدر الإسلام والعصر الأموي وبداية العصر العباسي كله كان يروى رواية شفوية حتى الحديث النبوي، مبينا أن المشكل هو في كيفية التعامل مع هذه المصادر، هل بتاريخ المصدر الذي ألف ونشر فيه؟ وهل تؤرخ بالحقبة أم بالسنة؟ إضافة إلى أن الكثير من هذا التراث لم يحقق.
موضحا أن التاريخ هو السمة الرئيسية لمعجم كهذا، فالمعجم هو قائمة من الألفاظ وقائمة من المعاني ومنهجية في الترتيب، وكل معجمي يتخذ منهجية خاصة به. إلا أن المعجم التاريخي ليس مجرد ألفاظ تقابلها معاني، فهو معجم يبني المادة المعجمية بناء تاريخيا، ومن هنا فمعلومة التاريخ في المعجم التاريخي أساسية، لأنها هي التي تكشف عن تطور بنية العربية (البنية اللفظية والمفهومية).
مشيرا إلى أن معجم الدوحة التاريخي الطريقة الأصعب ألا وهي التأريخ بالسنة إذا أمكن، متوقفا عند مجموعة من الصعاب التي ألفوها مثلا كيفية التأريخ لشواهد القرآن الكريم.
ليبين بعدها أن التعريف يعد من أبرز مشاكل المعاجم، فمعجم الدوحة التاريخي كانت مهمته في التعريف أن يصوغ صياغة مفهومية، أي صياغة المعنى في عبارة محررة، لأن معجم الدوحة التاريخي ليس مدون للقرن الحادي والعشرين بل هو مؤلف لأبناء العربية الآن وفي المستقبل، مبينا عما يحتوي معجم الدوحة التاريخي.
ليختم محاضرته بالإجابة على مجموعة من أسئلة المتابعين نذكر من بينها:
ـ كيف أثرت التغييرات الاجتماعية والتكنولوجيا على محتوى المعاجم؟
ـ كيف تم التعامل مع تحقيب الدلالات المختلفة للفظ الواحد في السنة الواحدة في المعجم التاريخي؟
ـ كيف أسهمت المعالجة الآلية للغة العربية في صناعة معجم الدوحة التاريخي؟
ـ الجذر الخماسي تفرعت عنه أكثر من مئة اشتقاق، كيف تعامل المعجم معه مع أن بعض الجذور مهملة؟
ـ ما أبرز السمات التي تميز معجم الدوحة عن المعاجم العربية الأخرى؟
وبعد تقديم الإجابات عن كل التساؤلات، والتفاعل مع كل الآراء ، جدد الأستاذ المسير شكره للدكتور خالد عبد الرؤوف الجبر متمنيا له التوفيق ف
ي مشروعهم العلمي.
تعليق