هل شعرت يوماً أن الترجمة خانتك؟ هل توجد فعلاً "كلمات مفقودة" لا يمكن نقل معناها من لغة إلى أخرى مهما بلغت دقة المترجم؟ الإجابة تكمن في عمق العلاقة بين اللغة والثقافة.
إن الكلمة ليست مجرد مجموعة من الحروف والأصوات؛ بل هي حاوية معقدة تحمل معها تاريخاً، عادات، مفاهيم اجتماعية، ووزناً عاطفياً فريداً. عندما ننظر إلى مفاهيم لغوية غير قابلة للترجمة المباشرة (Untranslatable Concepts)، فإننا لا نكتشف فقط حدود قاموس، بل نكشف عن ثغرات ثقافية عميقة.
في اللغة العربية، قد نجد مصطلحات غنية مثل "الطَّرب"، التي تتجاوز مجرد "المتعة" أو "النشوة" لتصف حالة شعورية مرتبطة بأداء موسيقي معين. وبالمثل، تحمل كلمة "الاحتماء" دلالات روحية واجتماعية تتعدى مجرد "الحماية الجسدية".
تكمن أسرار ما لا يُترجم في عدة محاور:
* المفاهيم الشعورية الفريدة: ككلمة "Saudade" البرتغالية، التي تصف الحنين الحزين والجميل في آن واحد لشيء مفقود.
* الأشياء أو الظواهر المحلية: كأنواع الأطعمة أو الظواهر الطبيعية الخاصة بمنطقة جغرافية معينة.
* العلاقات الاجتماعية: مثل مصطلح يشير إلى العلاقة بين أخت الزوج وزوجة الأخ في بعض الثقافات.
المترجم الماهر لا يتوقف عند هذه الحدود، بل يختار بدائل مثل التعريب (Transliteration) أو الشرح المطول (Circumlocution)، محاولاً بذلك أن ينقل ليس فقط المعنى القاموسي، بل الوزن الثقافي للحقيقة المفقودة.
إن دراسة هذه الكلمات المفقودة ليست ترفاً لغوياً، بل هي نافذة لفهم الخريطة الإدراكية التي شكلتها كل ثقافة لنفسها. وبدلًا من النظر إليها كـ"فشل في الترجمة"، يجب أن نراها كـدعوة للاحتفاء بثراء التنوع اللغوي الذي يحمل أسرار الإنسانية.
في هذه المحاضرة سنتعرف على الكثير من المعلومات المفيدة حول الموضوع كونوا في الموعد
▪️محاضرة علمية في موضوع: "الكلمات المفقودة: أسرار ما لا يترجم"
▫️تقديم: د. خولة الزلزولي
📍 رابط التسجيل:
https://forms.gle/gRzsvxMowgdAVa619
#اللسانيات #بيت_اللسانيات #فريق_باحثون
تعليق