تقرير محاضرة: "العربية
لغة حضارية: الهوية والتراث والمستقبل"
استمرارا في الوفاء لرهان خدمة
اللغة العربية والبحث العلمي، ودأبا على تنفيذ برنامج الأنشطة العلمية نظم فريق باحثون المنتسب إلى أكاديمية بيت
اللسانيات الدولية، محاضرة علمية من أطرها الأستاذ الدكتور مصطفى عطية جمعة، تحت
عنوان: "العربية لغة حضارية: الهوية والتراث والمستقبل". وذلك يوم الثلاثاء
21 نوفمبر 2023، ابتداء من الساعة السابعة مساء بتوقيت المغرب والجزائر. وقد أشرفت
على إدارة المحاضرة الأستاذة خديجة مكاوي عضو الفريق. وتتلخص أبر محاور المحاضرة وقضاياها، في الآتي:
-
كلمة افتتاحية لمديرة اللقاء العلمي؛ في الترحيب
بالأستاذ المحاضر والمتابعين، والتعريف بإسهاماته البحثية، وإصدارته العلمية في
مجالي الأدب والنقد؛
-
بسط الأستاذ المحاضرة لقضايا المحاضرة وتفصيلها بالتمثيل
والرسوم التوضيحية، وخلاصتها:
أ.
التمهيد أو التأسيس الأول: دراسات العربية في ضوء
السياقات الحضارية والفكرية التي نشأت فيها وشكلت علومها اللغوية؛ واستهدف من خلال
القضية بيان كيف كانت العربية في الجاهلية؛ حيث امتلك الإنسان البدوي للغة
في كافة أبعادها عن طريق الشفاه التي تروي والعقول التي تحفظ والأفئدة التي تتذوق.
وكيف صارت بعد الإسلام؛ إذ بلغت أوجها وتوسعت إلى لغة حضارية. إضافة إلى
إشارة مركزة إلى حالة العربية الراهنة في ظل التراجع الحضاري ومخلفات الاستعمار
الغربي؛
ب.
القضية الأولى: وتخص اللغة بين الإنسان والحضارة،
وفحواها أن نمو الحضارة وكثرة إبداعاتها وعلومها يزيد اللغة ثراء معرفيا وعلميا
وفنيا ودلاليا، وهو حاصل في العربية من خلال الاشتقاق والتوليد والتعريب...؛
ج.
القضية الثانية: في مفهوم الحضارة: وقد فصل فيه، وأبرز
مكونات الحضارة، وبعدها الاجتماعي التواصلي في اللغة، استنادا إلى تعريف ول
ديورانت: "الحضارة نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة في إنتاجه
الثقافي"؛
د.
القضية الثالثة: الإنسان والحضارة؛ وقد تفرعت عنها قضايا
تتصل بإشكالية: "دحض الطرح الدارويني في كون الإنسان منحدرا من أصول حيوانية،
وإثبات المنظور القرآني للإنسان؛ كونه مخلوقا مكرما مفضلا عن سائر الخلق، ووظيفته
إعمار الأرض وتحقيق مفهوم خلافة الله عليها"، وتبعا لهذا قدم تفصيلا لقراءة حضارية
مقارنة بين المنظورين الإسلامي والغربي للإنسان؛
ه.
القضية الرابعة: اللغات في العالم المعاصر؛ وضح الأستاذ
فيها أن اللغات أدوات اتصال، تحمل التاريخ والذكريات، كما تحفظ تراث الجماعة؛
و.
القضية الخامسة: العربية لغة حضارية حية؛ بين في من خلال القضية رحلة العربية الزمنية والتاريخية مع الحضارة، والتي أثمرت تفاعلات أدبية وفكرية، أسهمت في إثراء قاموسها اللغوي بالاستعارة من لغات أخرى؛ز.
القضية السادسة: قضايا لغوية حضارية؛ تتويجا لقضية أن
المرتبة العليا للغة أن تكون لغة حضارية تعبر عن مظاهر الحضارة والتقدم المدنية. عرض
الاستاذ المحاضر جملة من القضايا اللغوية
الحضارية، وأجلها: الحضارة والعرق، واللهجات العامية...؛
ح.
القضية السابعة: العامية والفلكلور؛ بدأ الاستاذ حديثه
عن القضية بالإشارة إلى تفصيله فيها في إصدار سابق له. ووضح قرب اللهجات العربية
من الفصحى، ومثل بتضمن الفلكلور لأبعاد جمالية وفنية؛
ط. القضية الثامنة: الأدوار
الحضارية للغة العربية؛ وفي القضية تأكيد لكون العربية لغة الحضارة، ولغة وسيطة
ناقلة للحضارات الإنسانية، علاوة على تأثيرها الحضاري. وذلك في سياق السطو مجابهة
الغربي على الحضارة الإسلامية من خلال الترجمات الانتحالية والانتقائية
والكتمانية...؛
ي.
الخاتمة: خلص الأستاذ إلى أن صمود العربية راجع وكونها
لغة حضارية راجع إلى الإسلام، وأن خفوتها العالمي الراهن الناتج عن التراجع
الحضاري ضعف وليس موتا؛
-
مناقشة قضايا المحاضرة؛ من خلال تفاعل الأستاذ المحاضر
مع أسئلة المتابعين؛
-
اختتام المحاضرة بالتقييم الإيجابي للمحاضرة من مديرة
اللقاء وتجديد الشكر للأستاذ المحاضر، وكافة المتابعين لأنشطة الفريق.
إعداد: عبد الغني أيت بن ادرى
نائب مديرة فريق باحثون.
تعليق