بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[cards]

جاري التحميل ...

القارئ في الأدب «من المفهوم النسقي إلى المفهوم المتغير»

 



القارئ في الأدب «من المفهوم النسقي إلى المفهوم المتغير»

محمد ايت احمد(*)

ملخص: تتناول هذه الدراسة مفهوم "القارئ" في الدراسات الأدبية، من منظور مقارن يتغيا تتبع تحولات المفهوم من مستواها النسقي إلى مستواها المتغير، ذلك أن مفهوم "القارئ" أضحى مفهوما عابرا وبينتخصصاتي، وقد تشكل في منعطفات بارزة مع نظرية التلقي الألمانية من جهة، ومع ظهور الإبداع الرقمي الآخذ في التطور من جهة أخرى، فضلا عن تضخم الدرس الهيرمينوطيقي، فأصبح عسيرا ضبط معالم المفهوم، فقد أصبحت تتجاذبه مرجعيات ابستيمولوجية متباينة، إلا أن مسحا أركيولوجيا لبنائه يضعنا أمام تصورين، الأول نسقي، تشكل في مرحلة كلاسيكية من الجهود النقدية، والتصور الثاني متغير ذاع صيته مع تطور الدرس النقدي واجتراحات مدرسة كونستانس الألمانية وما بعدها، فأصبح الحديث عن قراء لا قارئ واحد جائزا، القارئ الافتراضي، القارئ الجامع، القارئ النموذجي... إن مفهوم القارئ أمسى مترحلا يكتسي صبغته بمجرد ما يرسو بميناء نظرية أو أخرى، أي أنه أضحى في تغير متتابع وفاقد للنسقية،           

تروم هذه الورقة البحثية طرح ممكنات المفهوم ومتغيراته، باعتماد مقاربة مقارنة، تروم استقصاء التباينات الثاوية خلف متغيرات المفهوم، ورصد ملامح الائتلافات والاختلافات فيما بينها، للإحاطة بشكل واسع بإشكالات التحول التي صاحبته.                                                                        

          الكلمات المفاتيح: القارئ، النسق، المتغير، المقارن، نظرية التلقي، الإبداع الرقمي...         

Abstract:    The literary reader «From a harmonic to a changing concept»      

This study deals with the concept of "the reader" in literary studies from a comparative point of view. The latter aims to investigate the way the concept of the reader has been altered from its harmonic level to a changing level. The aforementioned concept has become transient and interdisciplinary, which has been proved, on the one hand, by the German version of the reader response literary theory, and, on the other hand, by all the advancements in digital media, as well as the interpretations from hermeneutic studies. As a result, it has become difficult to control all the parameters of this concept since it has become attracted by various epistemological references. However, throughout an archaeological survey, we have been able to observe this concept from two opposing points of view: a harmonic one and a changing one. The former has been formed thanks to literary criticism, whereas the latter has appeared after the appearance of the German Constance School. Due to all these developments, the target concept has taken different shapes including the digital reader, the combined reader and the typical reader. All these continuous changes has certainly affected the concept of the literary reader. This study, therefore, aims to investigate the concept of the literary reader following a Comparative approach. The study will shed light on some of its variations and the variables behind those variations.

 Keywords: the reader, harmonic reader, changing reader, reception theory, comparative approach…   

المقدمة

  يكتسي مفهوم "القارئ" أهمية بالغة في الدرس النقدي منذ تعالت الأصداء النقدية الداعية لتكسير سلطة النص وتجاوز مركزية المؤلف فقد أصبحت جمالية المكون الإبداعي وفنيته تحققا ينجزه القارئ ([1])   وفي المقابل انحل الدور المتعاظم الذي كان يضطلع به المؤلف، كما أضحى النص مجرد آلة كسولة Une machine paresseuse ، وتوقف فعل الإبداع والإنتاجية عندئذ لا على الناقد كما في السابق، بل على هذا القارئ المتحرر، فأصبح القارئ الحقيقي بهذا المعنى هو القادر على أن يفهم أن سر النص هو فراغه([2])  إلا أنه ومع هذا الطرح الجديد الذي أعلن ميلاد هذا العنصر وأتاح له فرصة التحرر من صوت الكاتب وفيتشية النص وتقاليد الناقد  في حضن مدرسة "كونستانس"، لا يمكن  أيضا أن نغفل مسألة كون «التلقي في جزء كبير منه، مبرمج من طرف النص، ومن تم فلا يستطيع القارئ أن يفعل أي شيء يريد »([3])

اعتبر القارئ لردح من الزمن ذلك العنصر الغائب أو المهمش في المنظور النقدي الغربي إلى أن برزت مدرسة كونستانس الألمانية، وحاولت استكناه تلك العلاقة الإيروسية بين النص والقارئ بمغايرات جديدة. إلا أنه وقبل هذا كله فقد كان حضور المفهوم في نظم البحث المعرفية لافتا للاهتمام، وكان محط مطارحات على اختلاف مشاربها كانت تتباين دلالات المفهوم، وبالتالي شكلت هذه المرجعيات محطة الدعوة إلى الاهتمام بعنصر القارئ كمدخل أساسي في الممارسة النقدية: المرجعية التواصلية مع رومان ياكبسون ورولان بارت، والمرجعية السوسيولوجية بارزة في جهود جاك دريدا وروبير اسكاربيت وجاك لينهاردت، والمرجعية الأسلوبية مع ميكائيل ريفاتير، والمرجعية البلاغية ممثلة في أبحاث ميشال شارل، أما عن المرجعية السيميولوجية فتجلت في دراسات أمبرتو إيكو...، ثم أخيرا شكلت المرجعية الاستيطيقية مع هانس روبير ياوس وفولفغانغ إيزر بحثا معمقا في فلسفة المفهوم وعوالمه الاستشرافية.

  إن «الأدب لا يمكنه أن يصبح سيرورة تاريخية ملموسة إلا بفضل تجربة المتلقين الذين سيستقبلون مختلف الأعمال الأدبية ويستمتعون بها ويحكمون عليها. وبذلك يعترفون بها أو يرفضونها، ويختارونها أو ينسونها-والذين يؤسسون بذلك تقاليد معينة، ولكنهم يستطيعون أيضا أن يتبنون الرد الفعال على تقليد معين بإنتاج أعمال جديدة» ([4])

  وعندئذ يساهم تعدد الإطار المرجعي الذي تناول المفهوم في تقويض نسقيته، وبالتالي تعدد جنس القراء وتغير دلالاته. وعليه يعزى اهتمامنا في هذه الورقة البحثية بمفهوم "القارئ" إلى ثلاث مسائل رئيسة:

-         بداية لأن تشكله في منظومة نظريات القراءة اتسم بالثرى والتنوع.

-         ثانيا: لأن الأقطاب النقدية على تباينها أغنت المفهوم وعملت على تشريحه وفق استراتيجيات النظرية واتجاهاتها البحثية(*) منذ الجهود النقدية الكلاسيكية لمجموعة من المنظرين كسيغموند فرويد وروبير اسكاربيت وجاك لينهاردت وغيرهم...

-         ثالثا: لأن هذه الورقة البحثية تقدم محاولة توجيهية أيضا لفهرسة وتوثيق الدراسات ذات الصلة بالموضوع ذاته.

   طالما كانت نظريات القراءة خاصة مع تضخم الدرس الهيرمينوطيقي وسطوة الرقميات مبحثا يدعو إلى التأمل، وبالتحديد في خرائطية مفاهيمه وايحاءاتها. ويعتبر مفهوم "القارئ" واحدا من المفاهيم المركزية المشكلة لهذه النظرية، وهو النواة الذي تحركت فيه أبحاثها، ولعل ما يسم هذا الأخير هو طابع الترحال والتحول، ولأجل تبين ذلك نرصد دلالته النسقية ومسارات إبدالاته حسب ترحالاته الابستيمية.

نظريات القراءة وجنس القراء.

  جرى أن النقاشات النظرية للقارئ تتوطد بنظرية التلقي، غير أن هذا الاهتمام بهذا العنصر تبلور في مراحل متقدمة، لكن الإشارات إليه لم تنهض على رؤية معرفية ومنهجية، ونستحضر من ضمن تلك البدايات الفصل الذي خصصه جون بول سارتر في كتابه " ما الأدب؟ "([5]) تحت عنوان " لمن نكتب؟ ". إنه يوضح الانشغال المبكر لدى هذا الفيلسوف الوجودي بمسألة القارئ والقراءة.

  لم يتشكل هذا النموذج المتفرع في دلالة "قارئ" إلا بعد بروز نظريات القراءة(*) أما عن عهود ما قبل، ولأن وظيفته مغيبة وأدواره مهمشة، فلم يكن يحظى بهذا العمق النظري الذي أفرزته فلسفات التأويل ونظريات القراءة في مرحلة ما بعد الحداثة. ذلك أن «كل المقاربات التاريخية لم تعر اهتماما للقارئ، ولا لتاريخ القراءة» ([6])

  كان القارئ في التصور الكلاسيكي مجرد آلة استهلاكية، تتلقى عالم النص ومرايا المؤلف بشكل أفقي تهيمن عليه الرتابة والمحاكاة. وبعد التطور الذي دخل الدرس النقدي مضماره أصبح «كل قارئ جديد يحمل معه تجربته وثقافته وقيم عصره، فبيير باربريس يمكنه أن يؤول روايات BALZAC على ضوء الماركسية، وشارل مورون يعيد قراءة ملارميه من خلال التحليل النفسي» ([7]) فأصبح لكل قارئ غاية، بحسب الخلفية التي تحركه، أو المبحوث عنه في ثنايا النص، إن المواجهة القرائية لما أصبحت متشعبة، برز قراء كثر، كل قارئ يقوي ادعاءاته،    إن الدافع إلى هذا الاختلاف بين القراء هو الغاية، وقد رأى شيلر    Shiler بتأثير من الفلسفة المثالية الألمانية للتاريخ أن « النموذج الغائي يقتضي أن تؤول حركة الأحداث والوقائع انطلاقا من "غاية"»([8])

  وقد أفرزت تعددية الغايات وتملصات المعنى عن أنماط متقاربة ومفارقة من القراء، تتقارب في فعل القراءة والتلقي، وهي مفارقة لأن كل قارئ له ما يبرر وجوده في الإطار النظري الذي أوجده. وثمة من القراء ما يكتسي وجودا نصيا فقط وثمة ما يوحي إلى وجود حقيقي، وإذا تأملنا سيرورة الاتجاهات البحثية في نظريات القراءة، نخلص إلى ما سنأتي على ذكره من المفاهيم المتغيرة.

القارئ: متغيرات المفهوم وتحديداته النظرية(*)

  تعتبر المواضعات الثقافية للدليل مؤشرا نسقيا للمدلول، وينشأ المفهوم بما هو نواة الفعل التواصلي. «فلا ريب في أن أي تواصل لغوي لا يتحقق بين الناس إلا بالمفاهيم، إذ هي جوهر اللغة الطبيعية العادية، ولب اللغة العلمية الاصطناعية، المفاهيم هي ما يجعل الإنسان يفرق بين شيء وشيء وكائن وكائن وكيان وكيان.» ([9])

-المفهوم النسقي Concept structurel: تشكل نسقية المفهوم بنيته الداخلية القارة في حقل معرفي بالذات، سالمة من الانتهاكات الابستيمية المتفاعلة معها. وتعتبر العودة إلى النسق بحثا مضنيا، يستدعي عملا أركيولوجيا، يحفر في تاريخ حدوث المفهوم ورصد مدلولاته الأولية ونواته المعرفية، وغير بعيد عن ذلك فإن "القارئ" يتحدد في المشترك الإنساني على أساس أنه مستقبل ومتلقي لمنجز قرائي(*)، غير أن تقويض المفهوم ومحو بؤرته يسارع من وطأة السؤال الذي طرحه الأرجنتيني ريكاردو بيجليا ([10]) ما هو القارئ؟ ومن هو؟

-المفهوم المتغير Variantes de concept: إن الإجابة عن هذا السؤال الذي طرحه ريكاردو بيجليا، لا يمكن أن تتأتى إلا عند البحث في متغيرات مفهوم "قارئ"، حيث مجالات إدراكه على اختلافها هي الجواب الحقيقي عن سؤال ما القارئ؟ وما المقصود بالقارئ؟ وباختصار قال عنه ياوس في مشروعه حول التلقي «ليس القارئ أو الجمهور المتلقي مجرد عنصر سلبي، بل إنه ينمي بدوره طاقة فعالة تساهم في صنع التاريخ» ([11])

  لمختلف أنواع القراء تحديدات نظرية لا تمتلك لدى أصحابها أي وجود فعلي أو واقعي، بقدر ما هي كيانات نصية وافتراضية مثبتة في ثنايا النصوص. وقد تكون، في حد ذاتها، معايير وإجراءات لتحليل النصوص وفهمها «كما الحال مثلا عند ريفاتير الذي جعل من قارئه الجامع معيارا لتحليل الإجراءات الأسلوبية للنص الشعري في إطار الأسلوبية البنيوية، ولدى إيزر الذي جعل من قارئه الضمني أيضا أداة لوصف التفاعل بين النص والقارئ في إطار نظرية الوقع الجمالي. ويمكن إدراكها، بوصفها كيانات نصية، بالكشف عنها من خلال مختلف الصيغ التي قد يلجأ إليها الكتاب المبدعون في مخاطبة مختلف قرائهم المفترضين سواء في الشعر، أو الرواية ([12])، أو القصة، أو المسرح» ([13])(*)

  يدخل المفهوم في لعبة تحويرات دلالية حينما يفقد نسقيته، إن تمثل "القارئ" في النسق يقابله المتلقي أو المستقبل، إنما حدوث اختراق في المفهوم وتعدد مدلولاته حسب المقامات الابستيمولوجية هو تغير في البنية بما هو نشوء بينتخصصاتي pluridisciplinarité.   

I.      ترحالات المفهوم.

  إن تجاذبات القارئ كانت موزعة بالأساس بين سوسيولوجية القراءة، والدرس الهيرمينوطيقي، والسميائيات، والأسلوبية البنيوية ونظرية التلقي، أما الإشارات إليها في بعض المباحث الأخرى تكون إما سياقية أو عرضية، وعليه، نرصد في هذا المحور المرجعيات الكبرى التي يحضر فيها المفهوم كمقوم نظري وإجرائي. وهي التي تحدد الخلفيات النظرية لقراءة النص بشكل عام.

  يتعلق الأمر أساس بـ بول ريكور في كتابه: Le conflit des interprétations ([14]) وشارل سندرس بيرس في مؤلفه: Ecrits sur le signe ([15]) وميشال ريفاتير في بحثه: L'illusion réféentielle ([16]) وأمبرتو إيكو في دراسته: Notes sur la sémiotique de la reception ([17]) وأخيرا هانس روبير ياوس في: Pour une herméneutique littéraire ([18]) ثم فولفغانغ إيزر في: L'acte de lecture ([19])

1.    في الدرس السميائي: القارئ النموذجي Lecteur Modèle)) لدى أمبرتو إيكو.

  طرح هذا المفهوم في المدونة السميائية الإيطالية عند أمبرتو إيكو متأثرا بالفلسفة السميائية لبيرس، ويبدو ذلك جليا في كتابه ([20]) Le signe histoire et analyse d'un concept، بيد أن اهتمامه بالقارئ سيكون في مرحلة استثماره للمرجعية التواصلية بحثا عن سميائيات للسرد.

  في كتابه "القارئ في الحكاية" (Lector in fabula) توطدت المرحلة الحقيقية في علاقة إيكو بإشكالية القارئ ([21]) ومن وجهة نظر سيميولوجية متأثرا ببيرس، طرح فكرة قارئه النموذجي، وانطلق فيها من كون كل نص من النصوص السردية التي كانت مدار انشغاله في كتابه القارئ في الحكاية، يفترض إيكو مشاركة تفسيرية لقارئه النموذجي، إن قارئ إيكو النموذجي تشترط فيه «الموسوعة القرائية» لأنه يواجه البنى الغائبة Les nom- dits بذاكرته القرائية وبتعالقاته الذهنية، حيث يرى إيكو ضرورة هذا القارئ لأنه مستلزم في قانون لا اكتمال النص ونشازه في العادة «ولهذا يتوقع قارئا نموذجيا يستطيع أن يتعاون من أجل تحقيق النص بالطريقة التي يفكر بها المؤلف نفسه، ويستطيع أيضا أن يتحرك تأويليا كما تحرك المؤلف توليديا» ([22]) ومن ضمن ما يؤخذ على جنس القارئ هذا عند إيكو كونه لا حقيقيا ويتعذر وجوده النصي بالكيفية المثالية التي حددها، ذلك أنه يبقى مجرد«تخييل محض فهو يمثل لوضعية تواصلية مستحيلة، أولا لأن القارئ لا يمكنه استنفاذ كل الدلالات النصية، وثانيا لأن معنى النص شذري ولا يتجلى دفعة واحدة» ([23])

2.    في نظرية التلقي(*): القارئ الضمني. ((Le lecteur implicite لدى فولفغانغ إيزر.

  نظرية التلقي أو جماليات الاستقبال، نظرية نقدية جديدة تقوم على استلهام تلك التصورات والتغيرات ومحاولة استيعابها وذلك «بتحويل الاهتمام من المؤلف والعمل الأدبي إلى النص والقارئ» ([24]) وهكذا بدأ تعبيد الطريق نحو تكريس حضور أكبر للقارئ، فوضع القارئ في مشروع مدرسة "كونستانس الألمانية" في سيرورة المركز «فالقارئ عندها لم يعد طرفا مستهلكا لمعنى النص وقصدية المؤلف وإنما تحول إلى عنصر فاعل إلى عملية إنتاج المعنى» ([25])

  تكتسي نظرية التلقي كمشروع بحثي بنية المزدوج، ذلك أن اهتمامات إيزر وياوس كانت موزعة «فإذا كان ياوس يهتم بالتلقي بمفهومه التاريخي الخالص، أي سلسلة التلقيات الفعلية الحاصلة خلال التاريخ، فإن إيزر سيبني فرضياته لتعزيز جانب آخر في جمالية التلقي، وسيتوجه بالأساس إلى فعل القراءة والنظر لصيرورة القراءة» ([26])

  أما عن جنس القارئ الذي صاغه إيزر في كتابه: L'acte de lecture théorie de l'effet esthétique، والذي سماه "القارئ الضمني" فهو جوهر "التلقي" حسب مزاعم نظريته. في حين أفاد ياوس في ميثاق التلقي فيما اصطلح عليه "بالقارئ التاريخي"(*). ويعد القارئ الضمني عند إيزر تجاوزا للقارئ التاريخي عند ياوس، حيث شكل بحث إيزر في التأثير «انتقالا من تاريخ تلقي الأعمال الأدبية، إلى تاريخ حدثي للأدب» ([27]) فبالرغم من أن ياوس وإيزر ينتميان إلى مدرسة واحدة، فإن لهما مناهجهما الخاصة في المعالجة، فقد اهتم ياوس بالتلقي واهتم إيزر بالتأثير ([28]). تحدث إيزر عن مفهوم القارئ الضمني(*)   باعتباره الأداة الإجرائية المناسبة لوصف التفاعل الحاصل بين النص والقارئ، ويتمايز مع القارئ الافتراضي، باعتبار الأول «له جذوره المغروسة في بنية النص» ([29]) أما الثاني فهو «مرتبط عضويا ببنية النص وببناء معناه» ([30])

كما أن السوسيولوجيين يقدمون أيضا تمايزا بين القارئ الضمني المرسوم في النص والقارئ الفعلي الذي يقرأ هذا النص ويحقق معناه، ونستشف من خلاله تزاحم بنية المفهوم مع مفاهيم مجاورة، غير أن القارئ الذي يرسم إيزر معالمه كان يتجاوز إشارات المرجعيات السابقة للمفهوم حيث «القارئ عند إيزر يختلف عن مجموعة من القراء الذين ستحدد هوياتهم لاحقا مثل "القارئ الأعلى لريفاتير" و "القارئ المخبر لفيش" و "القارئ المقصود لوولف" لأن هؤلاء القراء لهم وجود فعلي وحقيق، يقترح إيزر القارئ الضمني لأنه قارئ دائم الإنجاز والتحقق، ولا يمكن تصوره منفصلا عن فعل القراءة»([31]) 

  «إن مفهوم القارئ الضمني يقترب من مفهوم القارئ النموذجي عند إيكو من حيث كونهما محفلين نصيين» ([32]) وإذا اعتبر إيكو قارئه النموذجي موسوعيا قادرا على فهم الامتلاءات كما البياضات، مفسرا ومؤولا وبانيا لاستراتيجية الخطاب التي يضعها المؤلف، فإن إيزر أيضا يؤكد على إمكانية فاعلية قارئه، ويقول بهذا الصدد «ما دعوته بالقارئ الضمني ليس شخصا خياليا مدرجا داخل النص ولكنه دور مكتوب في كل نص ويستطيع كل قارئ أن يتحمله بصورة انتقائية وجزئية وشرطية» ([33])

  هكذا يتحدد هذا الجنس من القراء حسب إيزر كونه قارئا متعاليا ([34]) مدعو للتوليف بين العلامات النصية بحيث يتحقق في ذهنه التشكيل الدلالي المتماسك الذي يضمن التوافق    بينها ([35])

3.    في الأسلوبية البنيوية: القارئ الجمع (L'archilecteur) لدى ميكائيل ريفاتير.

  مفهوم أسس له ريفاتير يخدمنا في استقصاء الظواهر الأسلوبية ويصطلح عليه أيضا بالقارئ الأعلى، ([36]) يهتم بالظواهر الأسلوبية التي تسم النص، «ولا يمكنه أن يقدم لنا أي شيء فيما يتعلق بسيرورة المعنى» ([37]) إنما يتفاعل مع التراكيب البنيوية ويلقي أحكامه الذوقية. وردوده تلك مهما تأسست على علمية يخضع الذوق فيها لمسوغات ذاتية، وتلك بعض المفارقات البحثية التي وقع فيها ريفاتير، لأنه كان يحاول وضع أساس علمي لمقاربة الخطاب، ولكن جدوى العلمية تتلاشى مع حشر الذاتي في النص.

  إن قارئ ريفاتير تقع مسألة فهمه ضمن سياق قولي أكبر وهو الخلفية الهجينة التي يصوغ ريفاتير ضمنها منظومة أفكاره، مشدودة إلى البنيوية ومتطلعة إلى السياق، يرى ريفاتير أن قارئه استكشافي ومجرد قارئ متعالي يتذوق ويقوم، وحيث ظل السؤال الموجه لقارئ ريفاتير هو: أي مسوغ ينبني عليه ذوق القارئ الجامع؟ ولعل مرد ذلك إلى الإطار النظري الذي يبحث فيه ريفاتير لخلق أسلوبية للخطاب، لذلك لم يرد من قارئه هذا أن يكون بنيويا محضا يتوقف عند بنى النص وتراكيبه، وأراد أن يحرره من عقدة النسق ويعطيه فرصة التأثير ليلقي بقبضته على أحكام حول الأثر الأدبي.

  قارئ ريفاتير(*) إذن هو مجموعة قراء، قارئ تركيبي بنيوي، وقارئ أسلوبي تفسيري، وقارئ في فضاء المابين، إنه مجموع ردود أفعال هؤلاء وحصيلتهم هو ما يكون للقارئ الجامع.

4.     سوسيولوجيا القراءة(*): القارئ المفكك لدى جاك دريدا.

  يعود ظهور سوسيولوجيا القراءة لأول مرة في التاريخ، وبشكل منتظم إلى سنة 1929 في السوسيولوجيا الأمريكية، على يد دوغلاس والبس ([38]) ووجب التمييز بهذا ما بين "جمالية التلقي" وبين "علم اجتماع القراءة" من حيث انهما نظريتان تختلفان فلسفيا واجرائيا عن بعضهما البعض في مقاربتهما لظاهرة القراءة. ولأجل ضرورة هذه الحدود نجد ياوس         يؤكد: «لا ينبغي الخلط بين جمالية التلقي وبين سوسيولوجيا القارئ التاريخية التي                                       لا تهتم سوى بمصالح القارئ الإيديولوجية وتغييرات ذوقه الشخص» ([39])

  وجود الكتابة هو وجود للعب، وبالتالي تلقي الكتابة هي تدمير نظام وهمي، هكذا يعول دريدا على قارئه التفكيكي، الذي يعد واحدا من ضمن سيرورة من القراء تشير إليهم سوسيولوجيا القراءة كالقارئ الضمني المحايث عند مانفرد ناومان ([40]) Manfred naumann والجمهور الواسع عند إسكاربيت...

   القارئ الذي يراهن عليه دريدا يتكئ على ممارسة نقدية تفكك النص لتكشف أن ما يبدو عملا متناسقا وبلا تناقضات هو بناء من الاستراتيجيات والمناورات البلاغية. إنها لعبة من التحايلات تروم فضح ذلك البناء وتنسف الافتراض بوجود معنى متماسك غير متناقض، ويؤكد دريدا أهمية تحطيم كل الجاهز والمؤطر والمشكل والنظامي سواء كان نظريا، أم ثقافيا، أم مؤسسيا. ويلاحظ دريدا على النصوص أنها ليست متجانسة دائما ويحدد مطلبه من القراءة قائلا: «ما يهمني في القراءات التي أحاول إقامتها هو ليس النقد في الخارج، وإنما الاستقرار والتموضع في البنية غير المتجانسة للنص، والعثور على توترات، أو تناقضات داخلية، يقرأ النص من خلالها نفسه، ويفكك نفسه (...) أن يفكك النص نفسه فهذا يعني أنه يتبع حركة مرجعية ذاتية حركة نص لا يرجع إلا إلى نفسه، ولكن هناك في النص قوى متنافرة تأتي لتقويضه وتجزئته» ([41])

5.    المرجعية التواصلية: القارئ الانتشائي لدى رولان بارت.

  يعتبر الناقد الفرنسي "بارت" أول من أعلن ميلاد القارئ وتفسخ سلطة النص والكاتب، ذلك «أن ميلاد القارئ رهينا بإعلان موت المؤلف» ([42]) حسب ما رأى الناقد الفرنسي، وللقارئ الحرية الكاملة في تأويل النصوص حتى لو جاوز البنية الدلالية الواضحة للنص. ولذلك فإن وظيفة القارئ قراءة النص دون ذات المؤلف، وانفتاحه على موضوعه وفضائه الدلالي. لقد عبر فلوبير Flaubert عن هذا قائلا: «كل ما أريد أن أفعله هو أن أنتج كتابا جميلا حول لا شيء وغير مترابط إلا مع نفسه وليس مع عوالم خارجية» ([43])

  لقد سعى رولان بارت إلى خلق قارئ تذوقي انتشائي، يتلذذ ببنيات النص، رغم أنه اهتم بموضوع قراءة النص ومقروئيته أكثر من اهتمامه بالقارئ نفسه، هذا الأخير الذي يحضر في القول التواصلي، إلا أن بارت ركز ما مرة على وظيفية قارئه، وهو ملك للقارئ، يقرأه قراءة إنتاجية مقتربة من الكتابة، يعيد فيها بناء معانٍ جديدة للنص، فيكتب من خلال قراءته نصا جديدا فوق النص.

  يعمل بارت في لذة النص ([44]) على التأسيس لقارئ يخوض اللعبة النصية التي تجعله يتفلت ويتحرر من طغيان المعنى الشمولي ويقرأ النص دون استثمار إيديولوجي، بل يصبح القارئ منشغلا ومنهمكا في البحث عن أثر (Trace) النصوص في هذا النص.

  إنه قارئ يهتم بعلاقة تشكل النص في رحم الثقافة التي نشأ فيها باعتباره منتوجا ثقافيا، ومحاولة إنتاج إشارات المكبوت، واستقصاء تعالقات الرغبة، بقطع المعنى الأصلي المرجعي للكلمات وفتح النص ([45]) «علينا أن نعمل على نهج قراءة تعددية للنص، والاعتراف باشتراك الألفاظ، وتعدد المعاني وإقامة فعلية لنقد تعددي، وفتح النص على البعد الرمزي» ([46])

  حيث يصبح مفهوم اللذة مقلقا للإيديولوجيا؛ حين يتحول قارئ اللذة إلى محب ومنتشي للنص، وسابح في بواطن النص، فيعيد خلقه واسترجاع الضائع إلى الحياة، وإعادة خلق النص إنه قارئ يبحث في الوجه الآخر الرائع للكتابة أي وجه المتعة فالمتعة تنشأ في ملاحقة آثار النص، أي محاولة بلورة ممارسة نصية قوامها النقد والتحليل وليس الوصول إلى حقيقة ثابتة.

6.    المرجعية البلاغية: القارئ التخييلي (Fictionnel) لدى ميشال شارل.

  اهتم ميشيل شارل (Charles Michel) بموضوع القراءة والقارئ منذ أن وضع كتابه بلاغة القراءة سنة 1977 وقد انطلق شارل من فروض لتأسيس جنس هذا القارئ الانحرافي المتخيل الذي دعا إليه، ومن بين تلك الفروض أنه اعتبر النص الأدبي عبارة عن آليات لغوية وبلاغية تفرض على القارىء نوع القراءة التي ينبغي اللجوء إليها.

  وقد دافع شارل عن القراءة الهجينة التي تأخذ من القراءة البنيوية والسميائية ما تفك به شفرة النصوص، إن القارئ عنده هو القادر على رصد البنيات البلاغية الشكلية وأثرها على مستوى التلقي. ومن هنا، يكون شارل قد تأثر بالبنيوية اللسانية والسيميائيات في خلق أنموذجه البلاغي، ومن ثم، فالقراءة عند ميشيل شارل قراءة انحرافية عن المعنى الجاهز للنص، ولن يقوم بها إلا قارئ يتخيل المعنى ويقبض عليه، وقادر عن البحث في المعنى الأسمى للنص وإطلاق العنان للتخييل دون التوقف عند حد معين، وقادر على ملء البياضات والثغرات والفجوات التي تزخر بها النصوص والخطابات الأدبية. غير أنه كانت مؤاخذات بحثية حول ما يسعى شارل ميشيل تأسيسه لأنه ينهل من الشحنة الميتافيزيقية ويتوغل كثيرا في التجريد.

7.    في الأدب الرقمي: القارئ التفاعلي. ((Le lecteur interactif

  إيمانا بأن تبدل المفاهيم بما هو تبدل للوظائف ولقوانين السلطة، فإن ذاك يسعف في إدراك السلطة الكبرى التي أمست موكولة للقارئ التفاعلي. ذلك أن ظهور الأدب الرقمي صاحبه سؤال من نوع آخر، أي قارئ للنص المترابط؟ إن هذا النوع من الأدب يراهن على القارئ بوصفه شريكا فاعلا يتدخل في تشييد بنيات النص، ويظل «فهم النص الرقمي من لدن القارئ رهينا بمدى تمكنه من أبجديات اللغة الرقمية بكل محمولاتها» ([47])

  إن الحاجة إلى ميلاد قارئ تفاعلي أضحى حاجة ملحة لترضية "التكنو-أدب" لأنها «تخلق بؤرة جمالية يلتحم فيها الواقعي بالافتراضي» ([48]) ولأن هذا التتابع في متغيرات الوسائط بالضرورة يحدث تحولات في بنيات التلقي، يقول الباحث سعيد يقطين بهذا الصدد «القارئ بات مع الوسيط قارئا ومشاهدا وسامعا، وهو يتفاعل مع النص الأدبي الرقمي، هذا القارئ لا يكتفي بمعرفة القراءة، ولكنه يتوسل بمعرفته بتقنيات الحاسوب الأساسية لحل المشاكل التي تعترضه في عملية التفاعل من النص الرقمي» ([49]) «وبذلك أصبحت ال "Hypermédia"باعتبارها تطبيقات تكنولوجية لتقنية ال Hypertexte"" ومع تنفيذ الشبكة العنكبوتية ظهر ما يسمى "Cyber Texte" أو النص الشبكي للدلالة على التطبيق المثالي والأرقى للنصوص الرقمية» ([50])

  القارئ التفاعلي هو جنس جديد يؤسس لنفسه وفق ما فرض على المتلقين من متغيرات، ولأنه يكون أمام كم هائل من النصوص، فإن تلك القراءة تتخذ من النهمية والشذرية تقنيات لها، إن رهان القارئ التفاعلي بالإضافة إلى حاجته للمعرفة بأساليب المواجهة والتقنيات الحاسوبية الأساسية، فإنه منذور بالفشل في بعض جوانب من اعتماده. ما لم يتم تدمير تلك المسافة المتوترة بين زمن الكتاب وزمن الشاشة، وكذلك بين تاريخ التلقي الفيزيائي وراهن الأدب في السوشيال ميديا.

  يبدو من الأفيد القول إن هذه المستويات أعلاه مجتمعة تشكل النسق النظري المطرد الذي جرى فيه الحديث عن "القارئ"، وغير خاف أن ثمة ضروب أخرى للمفهوم، يتبلور مغزاها بحسب السياقات المعرفية التي تتخذ موقعا من ضمنها. وفيما يلي نتتبع المغايرات الأخرى التي ساهمت في تقويض المفهوم، هذا التقويض الذي يجري كعملية تشابك في التكون.

II.   مغايرات مفاهمية أخرى.

  تتعدد مغايرات المفهوم بتعدد كيفيات التلقي أو بتعدد مواقع التذوق، أو مناهج القراءة، أو بحسب طبيعة النص، حيث «إن كل نص أدبي يرسم قارئه ويحدد كيفية أو كيفيات معينة للقراءة المناسبة للنص، ومن ثم فإننا، نستطيع بمساءلة النصوص أن نكشف عن القراءات التي يريد إنتاجها أو تلك التي تعتبر قادرة على فهمها» ([51]) وفيما يلي نرصد هذه الإمكانات المختلفة لمفهوم القارئ.

1-   القارئ المخبر (Le lecteur informé) والقارئ المقصود (Le lecteur visé) لدى ستانلي فيش.

  القارئ المخبر أو المطلع لدى ستانلي فيش Stanley fish  (*) فإنه يلفت الانتباه إلى تأثير البنية السطحية على النتاجات الدلالية التي شكلها القارئ انطلاقا منها ([52]) وهو نوع من القراء أيضا الذي صيغ إلى جانب ستانلي فيش، فإنه تجلى أيضا في أسلوبية ريفاتير غير أنه ليس كالجامع، لأن هذا الأخير طرح في سياق أسلوبي بنيوي، أما عند الأول ففي سياق لساني محض، إنه مجرد مخبر يتأكد من خلاله وجود أسلوبية علمية، إنه القارئ العارف باللغة وذو كفاءة لغوية، وقد رأى الدارسون أن هذا القارئ وجد استنادا إلى النحو التوليدي للتحويلات، ذلك أن «البنية السطحية تنتج لدى القارئ حدثا ينبغي أن يعاش إلى النهاية قبل أن تصل به إلى البنية العميقة»([53]) إنه بالنسبة إلى فيش، أي قارئ مطلع أو كل قارئ مطلع «إنه ليس تجريدا، وليس قارئا حقيقيا، بل هو كائن هجين، إنه قارئ حقيقي(أنا) يفعل كل ما في وسعه لكي يصبح مطلعا» ([54])

  أما عن القارئ المقصود فيقصد به ستانلي فيش تلك الفكرة المرسومة في ذهن المؤلف حول مستقبل نصه، وهي فكرة غير ثابتة تتغير من مؤلف لآخر، إن القارئ المقصود مجرد بنية تخييلية    تسيح في النص، وتمثل مفهوم إعادة البناء ([55]) ذلك أنه الصورة المسبقة الموضوعة للذهن المستقبل والذي يتخيله المؤلف في العادة ويرسمه وفق ما يتراءى لعوالمه النصية.

2-    القارئ «اللاعب» لدى ميشال بيكارد Michel Picard

  في مقال له بعنوان القراءة كلعب ([56]) يؤسس ميشال بيكارد لجنس آخر من القراء، قارئ مهادن يأخذ فعل القراءة بما هي لعب، لعب مفارق بما هو بناء للمعنى، تلعب استراتيجية اللعب القارئ دورا فعالا عند بيكار لإعادة تصميم المعنى، ذلك أن لعبة الانتقائية التي ينهجها المؤلف في بناء نص دال لن تفتحها إلى مواجهة في إطار اللعب القرائي، ومن هذا المنطلق يدعو لتجديد درس الأدب ولاستراتيجيات قراءاته، خاصة في مؤلفه الأدب       والموت ([57])

    إن اقتراح بيكارد للقارئ اللاعب، يعول عليه كقارئ قادر على كشف خدع النص الوهمية التي تقوم على صيغة انتقائية في التأليف، واستقبال المنتقى بمنطق التلاعب اللفظي يفضي إلى اكتشاف أساس الكتابة وبالتالي إلى سبر أغوار بنى النص موضوع التلقي. ويتحقق ذلك من خلال تباعد وتجاذب قطبين أساسيين هما عالم النص وعالم القارئ ([58])

وإلى جانب هذه المغايرات المفهومية للقارئ التي اكتفينا بإضاءتها فثمة أخرى، كالقارئ المثالي لدى كوست واينغاردن Roman Ingarden وDidier Coste مثلا(*)، والقارئ المجرد لدى شميت ولينتفلت(*) Jap Lintvelt و S.J. Schmidt. وقد عالج جاب لينتفيلت موضوع القارئ والقراءة في كتابه حول السرديات ([59])، إذ كان ذاك هو سياق الحديث عن جنس هذا القارئ.

الخاتمة

  انتهى الدكتور محمد مفتاح في كتابه المفاهيم معالم إلى أن المفاهيم في حاجة إلى نسق يضم بعضها إلى بعض لربط صلات وعلائق بين أثاث الكون حتى يتحقق نوع من الانسجام والاتساق، غير أن نشوء هذا النسق الموحد لا يكون إلا بسيرورة مفارقات وبمسار تبدلات يتحقق للمفهوم خلالها تكونه التاريخي وحدوثه الابستيمي، لكي تشكل متغيراته في آن واحد نسقا جديدا.

  يعتبر مفهوم القارئ من بين أكثر المفاهيم المشرعة على قراءات مختلفة، وتتحدد هويته من حيث كونه محط تجاذبات ابستيمولوجية، وقد تبين من خلال هذا الرصد البانورامي أنه ملازم لفعل القراءة، ذلك أن القارئ والقراءة وجهان لعملة واحدة لا يتحدد الواحد نظريا إلا بالآخر.

  وعليه، فإن المفهوم يحضر في كل النظريات التي تناولت القراءة، كما يتجذر في مختلف الاتجاهات النقدية الأدبية. وهو ما يسمح باختراق بنيته الدلالية، وبالتالي لا تتأتى سياسات إدراكه دون استحضار كل تلك الاتجاهات النقدية والنظريات التي وضعته ضمن شبكتها المفاهيمية. ذلك أن تلك الطبيعة الانزياحية التي يكتسبها المفهوم تؤثر في نسقيته وتدخل فيه جملة من المتغيرات. 

  وهكذا فإن الدرس النقدي يواكب تلك التحولات، فإذا اهتم بنظرية التلقي الألمانية سابقا، فإن متغيرات الراهن، تلفظت مفهوم جديدا وهو "القارئ التفاعلي" هذا الأخير الذي أمسى موضوع بحث آخذ في التشعب والدينامية، وتناميه النظري يبقى رهين التطور الرقمي، فإلى أي مدى استطاع البحث النظري في هذا المضمار أن يوجه إجرائية القراءة ووعي القارئ على حد سواء؟ 

مراجع بالعربية:

o       الكتب

-          أحمد بوحسن، نظرية التلقي والنقد الأدبي الغربي الحديث، ضمن نظرية التلقي إشكالات وتطبيقات، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 24، الدار البيضاء، سنة 1993.

-          ميشال ريفاتير، معايير تحليل الأسلوب، ترجمة حميد الحميداني، منشورات دار سال ط 1، المغرب، 1993.

-          عبد الناصر حسن محمد: نظرية التوصيل وقراءة النص، المكتب المصري، القاهرة، ط1، 1999.

-          محمد مفتاح، المفاهيم معالم، المركز الثقافي العربي، ط1، بيروت، الدار البيضاء.

-          رولان بارت، النقد والحقيقة، مركز النماء الحضاري للنشر، ط1، 1994،                   

-          رولان بارت: لذة النص، تر فؤاد صفا والحسين سحبان، ط2، دار توبقال للنشر، المغرب،2001.

-          ريكاردو بيجليا، القارئ الأخير، ترجمة أحمد عبد اللطيف، منشورات المتوسط، ط1، 2020.

-          روبرت هوليب، نظرية التلقي (مقدمة نقدية)، ترجمة عز الدين إسماعيل، كتاب النادي الأدبي الثقافي بجدة، رقم السلسلة 97، ط1، سنة 1994.

-          سعيد يقطين، من النص إلى النص المترابط، مدخل إلى جماليات الأدب التفاعلي، الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، 2005.

-          عبد الكريم شرفي، من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، ط1.

 

-          عبد العزيز طليمات، فعل القراءة، بناء المعنى وبناء الذات، قراءة في بعض أطروحات فولفغانغ إيزر، ضمن نظرية التلقي إشكالات وتطبيقات، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 24، الدار البيضاء، سنة 1993.

-          فولفكانك إيزر، آفاق نقد استجابة القارئ، ترجمة أحمد بوحسن، ضمن كتاب، من قضايا التلقي والتأويل، منشورات كلية الآداب الرباط، ط 1. 1994.

o      المجلات والدوريات.

-          المصطفى العمراني، القراءة والتأويل بين أمبرتو إيكو وفولفغانغ إيزر، فكر ونقد عدد 67، مارس 2005.

-          المصطفى العمراني: من سلطة الكاتب إلى حرية القارئ، فكر ونقد، العدد 88، أبريل 2007.    

-            إيكو، جدلية النص وجدلية تأويله، ترجمة سامي محمد، جريدة القادسية، في 06-10-1988، نقلا عن حسب الله     يحيى: إيكو، من الدرس السميولوجي إلى اسم الوردة، مجلة البحرين الثقافية، المجلد 8، ع 27، س 2001.     

-            بوساحة فريدة، القارئ وبنية النص: مجلة العلوم الإنسانية، العدد 10، نوفمبر 2006.  

-          جاب لينتفلت: مستويات النص السردي الأدبي: ترجمة رشيد بن حدو، آفاق، عدد 9-8،         

-            جاك لينهارت، مدخل لسوسيولوجيا القراءة، ترجمة أحمد المديني، مجلة الفكر العربي المعاصر، عدد 13، سنة 1981،     

-            مالكولم برادبري وجيمس ماكفلرن، الحداثة 1860-1930، ترجمة مؤيد حسن فوزي (بغداد: دار المأمون للترجمة والنشر، 1987)  

-           مانفريد ناومن، المؤلف. المرسل إليه. القارئ، ترجمة عبد القادر بوزيدة، مجلة اللغة والأدب، جامعة الجزائر، عدد 2، سنة 1993.

-             مديحة دبابي، لذة القراءة وتفكيك الإيديولوجيا عند رولان بارت، مجلة مقاليد، عدد 8، يونيو 2015.             

-          فانسون جوف، القراءة تواصل مؤجل، ترجمة محمد ايت لعميم، فكر ونقد، العدد 88، أبريل 2007   

-            حنان جابر الحارثي، القراءة الفاعلة وإنتاج النص، تأصيل نظري: مجلة جامعة بابل للعلوم الإنسانية، المجلد 28، ال عدد2، 2019.       

-          عبود سيدي عمر، أنواع القارئ: نحو نمذجة لقارئ الرواية المغربية، مجلة فكر ونقد، 1997  

-          عمر زرقاوي، الكتابة الزرقاء: مدخل إلى الأدب التفاعلي، كتاب الرافد، العدد 56، الشارقة، 2013    

-          عبد الكريم درويش: فاعلية القارئ في إنتاج النص، المرايا اللامتناهية، مجلة الكرمل، 2010

-          سعيدة حمداوي، القارئ التفاعلي في النص الأدبي الرقمي، جسور المعرفة، المجلد 05، العدد 03، سبتمبر 2019.

 

مراجع بالأجنبية:

-          Anna Biolik, Roman Ingarden—l'idée de l'œuvre littéraire et sa concretisation, Canadian Slavonic Papers/ Revue Canadienne des Slavistes, Published By : Taylor & Francis, Ltd. Vol. 25, No. 2 (Juin 1983)

-          Charles S.  Peirce, Ecrits sur le signe, Trad. G. Deledalle, Seuil, 1978.

-          H.R. Jauss, pour u Wolfgang Iser, The implied reader, Patterns of communication from Bunyan to Bekett, Baltimore, 1987ne esthétique de la reception, trad. Par Claude Maillard, Ed.  Gallimard, 1996

-          Hans Robert Jausse, Pour une herméneutique littéraire, Trad. Maurice Jacob, Gallimard, 1988.

-          Michel Riffaterre, "l'illusion référentielle", in Littérature et réalité, Seuil, 1978

-          Michel Picard, La lecture comme jeu, (causerie introductive au congrès de l'ABF, "qui lit quoi !, mai 1984"), bulletin d'informations de l'association des bibliothécaires française-n 167, 2eme trimestre 1995.

-          Michel Picard, La Literature ET la Mort, Presses Universitaires de France, 1995.

-          1985Jaap Lintevelt. Essais de typologie narrative. Ed: José Corte, Paris , 1981.

-          Paul Ricœur, Le conflit des interpretations, Essay's d'herméneutique, Seuil, 1969.

-          Umberto-Eco, Le Signe Histoire et analyse d'un concept, Lgf, Ldp biblio Essais, 1992.

-          Wolfgang Iser, l'acte de lecture. Théorie de l'effet esthétique, Pierre Mardaga, Editeur, 1985.

                                                                                                             

 

 

 



(*) طالب دكتوراه، جامعة مولاي إسماعيل، الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية.

[1])) فولفغانغ إيزر، فعل القراءة،، ترجمة حميد الحميداني والجلالي الكدية، منشورات المناهل، ط, 1ص 13.

[2])) إيكو، جدلية النص وجدلية تأويله، ترجمة سامي محمد، جريدة القادسية، في 06-10-1988، نقلا عن حسب الله يحيى: إيكو، من الدرس السميولوجي إلى اسم الوردة، مجلة البحرين الثقافية، المجلد 8، ع 27، س 2001، ص 98.

[3])) فانسون جوف، القراءة تواصل مؤجل، ترجمة محمد ايت لعميم، فكر ونقد، العدد 88، أبريل 2007، ص ، 99.

[4])  Jeon Strobinski, préface, in H.R, Jauss, pour une esthétique de la réception, P12.)

(*) مثلا، رغم أن ياوس وإيزر ينتميان إلى مدرسة واحدة، إنهما يختلفان في اتجاهاتهم البحثية ومناهجهم الخاصة، فإذا اهتم ياوس "بالتلقي" فإن إيزر قد اهتم "بالتأثير".

[5])) انظر: جون بول سارتر، ما الأدب، ترجمة محمد غنيمي هلال، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، القاهرة، ص 80.

(*) نظريات القراءة مفهوم ينطوي على سلسلة من المقاربات والاتجاهات البحثية التي رصدت القراءة والقارئ من منظورها الخاص: سيكولوجية، تأويلية، تفكيكية، سوسيولوجية، فينومينولوجية، سيميائية، تواصلية، بلاغية، نظرية التلقي...

[6])) أحمد بوحسن، نظرية التلقي والنقد الأدبي العربي الحديث، ضمن دراسة: نظرية التلقي إشكالات وتطبيقات، ص 27.

[7])) فانسون جوف، القراءة تواصل مؤجل، ترجمة محمد ايت لعميم، مرجع مذكور، ص 98.

[8])) عبد الكريم شرفي، من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، ط 1 ، 2007، ص 153.

(*) نشير بهذا الصدد إلى دراستين أعقبتا على ذكر "جنس القراء"، لكن من منظور بحثي مختلف، انظر للمزيد:

حنان جابر الحارثي، القراءة الفاعلة وإنتاج النص، تأصيل نظري: مجلة جامعة بابل للعلوم الإنسانية، المجلد 28، ال عدد2، 2019، ص. 41 إلى 49. وراجع أيضا: بوساحة فريدة، القارئ وبنية النص: مجلة العلوم الإنسانية، العدد 10، نوفمبر 2006، ص 4إلى 13.

[9])) محمد مفتاح، المفاهيم معالم، المركز الثقافي العربي، ط1 ،بيروت، 1999، ص 6.

(*) يحيل الفعل "اقرأ" في بداياته على تلقي المكتوب، كما أن المتلقي أو المستقبل يتحدد عبر مواجهة اللغة، لكن منعطفات الدرس النقدي الغربي في اتجاهاتها المختلفة تحول معها مفهوم قارئ إلى سامع ومشاهد وإشاري...

[10])) انظر كتابه: ريكاردو بيجليا، القارئ الأخير، ترجمة أحمد عبد اللطيف، منشورات المتوسط، ط1، 2020.

[11]) H.R. Jauss, pour une esthétique de la réception, trad. par claude Maillard, Ed.  Gallimard, 1996, p.49.)

[12])) اختلفت تطبيقات "متغيرات المفهوم" على الأجناس الأدبية، راجع مثالا:  "القارئ والرواية" لسيد عمر عبود، وهو يبحث عن أي قارئ للرواية المغربية ؟ دراسة منشورة بمجلة فكر ونقد. سنة 1997.

[13])) عبود سيدي عمر، أنواع القارئ : نحو نمذجة لقارئ الرواية المغربية، مجلة فكر ونقد، 1997، ص 80.

(*) عدا القارئ اللاعب لدى M. Picard الذي انطلق في تحديده للقراءة، بوصفها لعبا، وثمة كثير من المؤاخذات عند مختلف المنظرين على تحليلهم لظاهرة القراءة نظريا، وذلك اعتمادا على قراء مجردين قد لا يكون لهم وجود في الواقع إطلاقا. لمزيد من التفاصيل يمكن العودة إلى: Vincent Jouve, La lecture ,P. 6

[14])  Paul Ricœur, Le conflit des interprétations, Essais d'herméneutique, Seuil, 1969.)

[15])  Charles S.  Peirce, Ecrits sur le signe, Trad. G. Deledalle, Seuil, 1978.)

[16])  Michel Riffaterre, "l'illusion référentielle", in Littérature et réalité, Seuil, 1978.)

[17]) Umberto Eco, Notes sur la sémiotique de la réception.)

[18]) Hans Robert Jausse, Pour une herméneutique littéraire, Trad. Maurice Jacob, Gallimard, 1988.)

[19]) Wolfgang Iser, l'acte de lecture. Théorie de l'effet esthétique, Pierre Mardaga, Editeur, 1985. )

[21])) راجع: المصطفى العمراني، القراءة والتأويل بين أمبرتو إيكو وفولفغانغ إيزر، فكر ونقد عدد 67، مارس 2005، ص 68.

         راجع أيضا بهذا الصدد المصطفى العمراني: من سلطة الكاتب إلى حرية القارئ، فكر ونقد، العدد 88، أبريل 2007، ص 107.

[22])) أمبرتو إيكو، القارئ النموذجي، ترجمة أحمد بوحسن، مجلة آفاق، اتحاد كتاب المغرب، عدد 8-9، 1988، ص 142.

([23]) W.Iser, l'acte de lecture, Théorie de l'effet esthétique, trad. par Evelyne Sznycer, Ed, Pierre Mardaga, 1985, P.P. 62-64.

(*) تتشكل النظرية من مدماكي التلقي والتأثير، ياوس ينظر إلى التلقي، في حين ينظر إيزر للتأثير الجمالي، وتضافر النظريتين هو ما يشكل لنظرية التلقي، راجع: عبد العزيز طليمات: الواقع الجمالي وآليات إنتاج الوقع عند وولف غانغ إيزر، مجلة دراسات سيميائية أدبية لسانية، عدد 6، سنة 1992، ص 50.

[24])) أنظر: محمد القاسمي، القراءة والتأويل في النقد الأدبي الحديث، فكر ونقد، عدد 67، مارس 2005، ص 55.

[25])) محمد القاسمي، القراءة والتأويل في النقد الأدبي الحديث، مرجع مذكور، ص 64.

[26])) أحمد بوحسن، نظرية التلقي والنقد الأدبي الغربي الحديث، ضمن نظرية التلقي إشكالات وتطبيقات، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 24، الدار البيضاء، سنة 1993، ص 33.

(*)  يقصد ياوس بالقارئ التاريخي: مجموع التلقيات المتتالية لدى الأجيال اللاحقة، التي تؤسس لتجربة جمالية مشتركة بين الذوات. راجع عبد الكريم شرفي، من فلسافات التأويل إلى نظريات القراءة، ص 150.

[27])) فولفكانك إيزر، آفاق نقد استجابة القارئ، ترجمة أحمد بوحسن، ضمن كتاب، من قضايا التلقي والتأويل، منشورات كلية الآداب الرباط، ط 1. 1994. ص 212.

[28])) روبرت هوليب، نظرية التلقي (مقدمة نقدية) ، ترجمة عز الدين إسماعيل، كتاب النادي الأدبي الثقافي بجدة، رقم السلسلة 97، ط1، سنة 1994، ص 200.

(*) تعددت الإحالات إلى هذا العنصر، فتمة من الباحثين من يسميه أيضا "بالقارئ المفترض" كما هو الشأن مع عبد العزيز طليمات، ولكن القارئ المفترض لا يحيل إلى الضمني في العادة، لأن القارئ المفترض هو أي قارئ يمكنه أن يلتقي بالنص ويقرؤه وليس أبدا ذلك المتضمن في النص، وتقابله في الفرنسية عبارة Le lecteur supposé"" أو عبارة."Le lecteur virtuel" انظر للتوسيع: فعل القراءة: بناء المعنى وبناء الذات، قراءة في بعض أطروحات فولفغانغ إيزر، ص 163.

[29])) أحمد بوحسن، نظرية التلقي والنقد الأدبي العربي الحديث، مذكور، ص 37.

[30])) عبد العزيز طليمات، فعل القراءة، بناء المعنى وبناء الذات، قراءة في بعض أطروحات فولفغانغ إيزر، ضمن نظرية التلقي إشكالات وتطبيقات، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة ندوات ومناظرات، رقم 24، الدار البيضاء، سنة 1993،ص 163.

[31])) محمد القاسمي، مرجع مذكور، القراءة والتأويل في النقد الأدبي الحديث ،ص 64.

[32])) المصطفى العمراني، القراءة والتأويل بين أمبرتو إيكو وفولفغانغ إيزر مرجع مذكور،  ص 72

([33]) Refer: Wolfgang Iser, The implied reader, Patterns of communication from Bunyan to Bekett, Baltimore, 1987.

[34]) Wiser, l'acte de Lectoure, P75. )

[35])) عبد الكريم شرفي، من فلسفات القراءة إلى نظريات التأويل، مرجع مذكور، ص 211.

[36])) انظر: ميكائيل ريفاتير، معايير تحليل الأسلوب، مرجع مذكور. ص 127.

[37]) W.Iser, l'acte de lecteure, P.P, 65-67.)

(*) مما يلاحظ كذلك أن ريفاتير محاولاته في تحديد القارئ الجامع متذبذبة بين تسميته بقارئ مخبر أو قارئ أعلى أو محلل أسلوبي...

(*)  للمزيد حول المفهوم راجع مقال: عبد الله بن صفية، السوسيولوجيا والمقاربة النقدية للنص الأدبي، مجلة العلوم الاجتماعية، عدد 23، 2016.

[38])) جاك لينهارت، مدخل لسوسيولوجيا القراءة، ترجمة أحمد المديني، مجلة الفكر العربي المعاصر، عدد 13، سنة 1981، ص 148.

[39])) عبد الله بن صفية، السوسيولوجيا والمقاربة النقدية للنص الأدبي، مرجع مذكور، ص 7.

[40])) مانفريد ناومن، المؤلف. المرسل إليه. القارئ، ترجمة عبد القادر بوزيدة، مجلة اللغة والأدب، جامعة الجزائر، عدد 2، سنة 1993، ص 167-168.

[41])) جاك، دريدا: مقابلة أجراها، كاظم، جهاد: مجلة الكرمل، عدد،17 ،ص:59-،عن عبد الكريم ،درويش: فاعلية القارئ في إنتاج النص، المرايا اللامتناهية، مجلة الكرمل، 2010،ص:209.

[42])) رولان بارت، النقد والحقيقة، مركز النماء الحضاري للنشر، ط1، 1994، ص: 87.

[43])) مالكولم برادبري وجيمس ماكفلرن، الحداثة 1860- 1930، ترجمة مؤيد حسن فوزي (بغداد: دار المأمون للترجمة والنشر، 1987) ص: 25.

[44])) رولان بارت: لذة النص ،تر جمة فؤاد صفا و الحسين سحبان، ط2، دار توبقال للنشر، المغرب،2001، ص 37 .

[45])) راجع دراسة: مديحة دبابي، لذة القراءة وتفكيك الإيديولوجيا عند رولان بارت، مجلة مقاليد، عدد 8، يونيو 2015.

[46])) رولان بارت: درس السيميولوجيا ، ترجمة: عبد السلام بنعبد العالي، ط3، دار توبقال للنشر. المغرب، 1993، ص 78.

[47])) سعيدة حمداوي، القارئ التفاعلي في النص الأدبي الرقمي، جسور المعرفة، المجلد 05، العدد 03، سبتمبر 2019. ص 72.

[48])) سعيدة حمداوي، القارئ التفاعلي في النص الأدبي الرقمي، مرجع مذكور، ص 71.

[49])) سعيد يقطين، من النص إلى النص المترابط، مدخل إلى جماليات الأدب التفاعلي، الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، 2005، ص 200.

[50])) عمر زرقاوي، الكتابة الزرقاء: مدخل إلى الأدب التفاعلي، كتاب الرافد، العدد 56، الشارقة، 2013، ص 159.

[51]) Roger chartier, Préface, in pratiques de lecteure, p8. )

(*) كتب مارك إسكولا مقالا بهذا الصدد يحمل عنوان "سلطة المؤول، (الحكايات النظرية لستانلي فيش) قدمت له نسيمة عباس ترجمة إلى العربية.

[52])) انظر : عبد الكريم شرفي، من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة، مرجع مذكور، ص 187.

[53])) ميشال ريفاتير، معايير تحليل الأسلوب، ترجمة حميد الحميداني، منشورات دار سال ط 1 ، المغرب، 1993. ص 123.

[54]) W.Iser, l'acte de lecteure, P 66.)

[55])) عبد الناصر حسن محمد: نظرية التوصيل وقراءة النص، المكتب المصري، القاهرة، 1999، ص 132.

([56]) Refer : Michel Picard, La lecture comme jeu, (causerie introductive au congrès de l'ABF, "qui lit quoi !, mai 1984"), bulletin d'informations de l'association des bibliothécaires française-n 167, 2eme trimestre 1995.                       

([57]) Michel Picard, La Littérature et la Mort, Presses Universitaires de France, 1995.

[58]) Paul Ricœur, du Texte a location Essai, de herméneutique, Edition Seuil, paris, P112, P126.)

(*) للمزيد عن القارئ المثالي عند رومان اينغاردن، راجع مقال:

Anna Biolik, Roman Ingarden—l'idée de l'œuvre littéraire et sa concretisation, Canadian Slavonic Papers / Revue Canadienne des Slavistes, Published By : Taylor & Francis, Ltd. Vol. 25, No. 2 (June 1983), pp. 225-234.

(*) للمزيد عن القارئ المجرد لدى جاب لينتفلت: راجع: جاب لينتفلت: مستويات النص السردي الأدبي: ترجمة رشيد بن حدو، آفاق، عدد 9-8، ص(81-88).

[59]) Jaap Lintevelt. Essais de typologie narrative. Ed : José Corte, Paris , 1981.)

عن الكاتب

الناشر

التعليقات

تعليق


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات

2025