بيت اللسانيات بيت اللسانيات

آخر الأخبار[vcover]

جاري التحميل ...

تعليق

تعليمية اللغة العربية والثقافة اللسانية الحديثة

 تعليمية اللغة العربية والثقافة اللسانية الحديثة

الأستاذة خديجة رقيق

   

افتتح الدكتور عيساني المحاضرة بشكر تقدم به إلى أكاديمية بيت اللسانيات الدولية وفريق البحث اللساني، ثم عرّف بما سيتناوله من محاور:

1- مقدمة في تعليمية اللغة العربية.

2-الوضع اللغوي الراهن عامة في البلاد العربية وفي الجزائر كعينة، وما يعرفه من فوضى وضعف تخطيط.

3-غياب الثقافة اللسانية في تدريس اللغة العربية.

4- أسباب التردي اللغوي الراهن.

5- النتائج.

تناول العرض سؤالا جوهريا فحواه: ما أهم التحديات التي تقف عائقا أمام المنظومة التعليمية لإعداد جيد في حقل تعليمية اللغة العربية في الوقت الراهن؟ وما حظّ هذه المنظومة التعليمية العربية الراهنة من موضوع الثقافة اللسانية الحديثة بكل أبعادها؟

وكان هذان السؤالان بمثابة الإشكالية التي أسست للدخول في صلب المحاضرة.

يرى الدكتور بأن المتتبع للشأن اللغوي في المؤسسات التربوية والتعليمية يلحظ ذاك التردي في مجال تعليم اللغة العربية لأبنائها، على الرغم من التطورات الهائلة التي تشهدها المنظومات التعليمية الراقية في البلدان المتطورة ومظاهر جودة التعليم والتميز، ويعرض من خلال الموضوع أبرز المشكلات التي تحول دون فاعلية المنظومة في الرفع من مستوى العربية في صفوف المتعلمين في مختلف المستويات في ظل الصراع الشرس الذي تعرفه اللغات اليوم، حيث تؤدي اللغة دورا مزدوجا:

 أولا: باعتبارها أداة تواصل،

ثانيا: باعتبارها وسيلة للتعبير عن الفكر.

عرّف الدكتور التعليمية وأركانها، وأكّد بأن أي خلل في الأركان الثلاثة   ينتج عنه إخلال بالعملية التعليمية التعلمية، وبتعليم اللغة العربية لوجه خاص، وهي التي تحيا بحياة أهلها، فتزدهر بالاستعمال وتندثر بالإهمال، وما يفرضه ذلك على اللغة من سعي نحو التطور لمواكبة المستجدات، ويتطرق الباحث لقضايا عدة: الاكتساب اللغوي-التخطيط اللغوي-أولوية المنطوق في تعليم اللغة وتعلمها... فماذا يجب أن نعلّم من اللغة؟ أي ضرورة تحديد الحاجات المنطوقة والحاجات الأساسية في كل مرحلة  في ظل شساعة اللغة العربية واتساع معجم ألفاظها.

وحدد بعد ذلك الصعوبات التي يواجهها المتعلم في التواصل باستعمال اللغة العربية الفصيحة من خلال حسن القول، وجودة التفاعل؛ خاصة وأن ما يتعلمه لاعلاقة له بالواقع الذي يعيشه، والمواقف التي يتعرض لها، ثم طرح المحاضر سؤالا مهما: لماذا نتعلم اللغة؟ وما الحاجات اللغوية؟ ورأى بأن الصعوبات كالكثافة التعليمية والعشوائية في تدريس مباحثها دون مراعاة مقياس علمي صحيح، إذ تسعى عدة بحوث حديثة للإجابة عن السؤال، وعلى رأسها مشروع الرصيد اللغوي الوظيفي المغاربي الذي قدمه ثلاثة مغاربة: عبد الرحمن الحاج صالح، أحمد لخضر غزال ومحمد العايب، ليشير الباحث إلى أن أغلب المنظومات عندنا لم تستفد من اللسانيات، ثم تطرّق إلى الأسباب الثلاثة في عدم استثمار اللسانيات في تعليمية اللغة العربية وهي:

-غياب نظرة استراتيجية للتعليم عامة ولتعليمية اللغة العربية خاصة، وغياب الوعي بأهمية التعليم ومخرجاته وفرض اللغة أمام الصراع الذي تشهده اللغات، ففي تنمية اللغة تنمية للمجتمع، واللغة مفتاح الثقافة والفكر.

     -قلة النصوص الرسمية المشرعة للقضايا اللغوية في المؤسسات التعليمية، وهذا يرتبط بالسياسة اللغوية: لماذا ندرس اللغة؟ ولم نستعين باللغات؟ ولماذا نستعمل لغة دون أخرى؟ وهذا كان نتيجة تتبع الباحث لأغلب الدساتير العربية في بحوثه.

-إهمال التخطيط اللغوي الذي ينبغي أن يكون مناسبا للوضعية الاجتماعية للبلاد.

وخلص الدكتور عبد المجيد عيساني -بعد عرض الواقع التعليمي للعربية والإشكالات-إلى جملة من الحلول والاقتراحات والتوصيات.

شكر المقررة الأستاذ عبد المجيد عيساني ولخصت فكرة المحاضرة بالقول: إن إشكاليتها الأساسية قد أبرزت كيفية توظيف المخرجات اللسانية في تعليم اللغة العربية،

ثم تقدمت بالشكر للمحاضر لقاء ما قدمه من معارف ومعلومات.

وفتحت المجال للإجابة عن أسئلة المتابعين ومناقشة نقاط أثاروها، حيث عرضت بعض الأسئلة التي طرحها الباحثون ليجيب عنها الدكتور:

- ما أنجع الطرائق التي تمكن المعلم من جعل التلاميذ يكتشفون المعارف بأنفسهم؟

- هل ترى ضرورة البدء بالتعبير الشفوي والكتابي قبل تعليم المواد الأخرى خاصة في السنتين الأولى والثانية الأساسيتين؟

وبعد اختتامه لمحاضرته؛ قدمت المقررة ملخصا مقتضبا عن المحاضرة، مؤكدة على حاجة اللغة العربية وأبنائها لتكثيف الدراسات ضمن حقل التقاطع بين التعليمية واللسانيات، فاللسانيات اليوم تعرف انفتاحا على العلوم: كعلم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة والأنثربولوجيا وغيرها، حيث يمكن إجراء دراسات وظيفية تطبيقية تعالج إشكالات دقيقة في التواصل التعليمي باللغة العربية، وهناك تمد اللغة جسرا إلى الفكر من خلال العمليات المعرفية من جهة وإلى الواقع في بعدها التداولي من جهة أخرى.

 ثم قدم المحاضر كلمة ختامية.

وتم إسدال الستار عن الجلسة العلمية بعد مرور حوالي ساعة وربع بتقديم الشكر للأستاذ المحاضر وللدكتور مروان السكران مدير الأكاديمية والدكتور عبد القادر بن التواتي مدير فريق البحث اللساني والتخطيط اللغوي والدكاترة والطلاب الباحثين وأعضاء بيت اللسانيات وعموم المتابعين والمتابعات.


 

 

عن الكاتب

الناشر

التعليقات


اتصل بنا

من أجل البقاء على تواصل دائم معنا ، قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك موقعنا ليصلك كل جديدً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بيت اللسانيات